لا مكان للمثليين في قاموس ميليشيات التطرف بالعراق

مثليو الجنس في العراق يعيشون في خوف دائم من ميليشيات دينية سيطرت على الشوارع في فترة العنف الطائفي الذي رافق الاحتلال الأميركي.

ميدل ايست أونلاين
بغداد – من بيتر جراف

فرق الموت تطارد المثليين و’الإيمو’ في العراق

يمسك رجل بصورتين لصديقه ترويان قصة ما يعنيه الان ان يكون شخص ما من المثليين في العراق.
في إحدى الصورتين ويحتفظ بها الرجل في هاتفه المحمول وجه شاب بهي الطلعة ذي قصة شعر حسب أخر صيحة. والاخرى صورة مطبوعة التقطت الشهر الماضي تظهر فيها جثة الشاب نفسه ممددة في صندوق شاحنة صغيرة بيضاء ورأسها مهشم.
ويفيد تقرير للشرطة بالعثور على سيف أسمر بعد ظهر 17 فبراير شباط وقد ضرب بأداة صلبة حتى الموت.
وقال صديقه البالغ من العمر 25 عاما والذي يعمل مساعدا لطبيب وينشط أيضا في قضايا المثليين تحت الاسم المستعار روبي حرية “أرقدوه على الرصيف وهشموا رأسه بكتلة أسمنتية”. ولم يفصح عن اسمه الحقيقي.
ويعيش ذوو الميول الجنسية المثلية في العراق في خوف منذ سنوات ولاسيما منذ سيطرت الميليشيات الدينية على الشوارع في فترة العنف الطائفي الذي أعقب الغزو عام 2003. لكن حرية يقول ان زيادة حوادث القتل في الشهرين الاخيرين هي اسوأ ما رآه على الاطلاق.
ومنذ بداية هذا العام تستهدف فرق الموت فئتين منفصلتين هم الرجال المثليون ومن يرتدون ملابس ذات نمط غربي مميز يدعى “ايمو” يربط بعض العراقيين خطأ بينه وبين المثليين.
وأبلغت مصادر أمنية وطبية محلية رويترز مشترطة عدم نشر اسمائها أن ما لا يقل عن 14 شابا تعرضوا للضرب بأدوات صلبة حتى الموت في الاسابيع الثلاثة الاخيرة في شرق بغداد وهي منطقة يهيمن عليها الشيعة.
وأفادت أنباء بوقوع حوادث قتل استخدمت فيها أساليب اخرى وفي مدن اخرى ايضا. ونظرا لان السلطات الوطنية لا تسجل الحوادث على انها فئة خاصة لا يعرف العدد الاجمالي للضحايا.
وفي الايام الاخيرة وزع أعضاء ميليشيات شيعية وبصفة خاصة في حي مدينة الصدر قوائم بأسماء أشخاص مستهدفين بالقتل تشير التهديدات الواردة فيها الى كل من المثليين والايمو.
ويقول حرية انه يعتقد ان 200 رجل على الاقل قتلوا في السنوات الاخيرة إما لانهم مثليون أو لانهم يبدون مخنثين. وأضاف انه يعرف شخصيا 66 منهم.
وأثناء مقابلة في مكتب رويترز في وسط بغداد يفتح حرية حقيبة ويخرج منها مجموعة صور لجثث شبان ضربوا حتى الموت عثر عليها في شوارع بغداد. وهو يقوم بتوثيق حوادث القتل ويدير منزلا آمنا للرجال المثليين.
وأدى امتداد العنف على ما يبدو في الاسابيع الاخيرة ليشمل الشبان الذين يرتدون ثيابا على نمط الايمو إلى حالة من الذعر بين الشبان العراقيين الذين يجرب كثيرون منهم أنماطا مختلفة من الأزياء الغربية بعدما هدأت الحرب واختفت الميليشيات من الشوارع.
والإيمو نوع من موسيقى الروك الاميركية أخذ ينتشر في الغرب في السنوات العشر الاخيرة. وفي العراق يقبل عليه الشبان والشابات الذين يتعطشون الى التعبير عن انفسهم في ظل مجتمع محافظ يتخلله العنف في كثير من الاحيان.
ويرتدي الشبان الذين يطلقون على انفسهم ايمو عادة سراويل الجينز الضيقة وقمصان التي شيرت ويضعون سلاسل فضية وعلامات أو حليا بها جماجم كما يطيلون شعرهم او يصففونه في شكل خصلات ناتئة. وقد هرع هؤلاء في الايام الاخيرة الى صالونات الحلاقة لقص شعرهم.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *