لا اتوقع الفوز في الأنتخابات .. كيف؟ ولماذا ؟

اجل لا اتوقع الفوز في الأنتخابات المقبلة لاعتبارت بعيدة من منطق الخبرة والأخلاص والتجربة ، فلعبة الأنتخابات يدخل فيها الكثير من العوامل وأسطيع تشخيص بعض العوامل التي كان لها الدور المؤثر في الحصول على الأصوات ، وأنا مع كل ذلك اهنئ من يفوز في الأنتخابات و احترم رأي الناخب مهما كانت التأثيرات ، وهنا أورد بعض العوامل التي أثرت في النتيجة وبشكل صريح ودون مجاملة لأي طرف وهي :

اولاً : ـ

 عملية الأنتخابات حالة مهمة كان يجب إيلاء الأهتمام لها ، انها الخطوة الأولى في طريق الديمقراطية التي نحن بأمس الحاجة لانتهاجها والتمسك بها ، ويوم توجه المواطن نحو صناديق الأقتراع هو الحد الفاصل لوضع اللبنة الأساسية للنهج السياسي لأربع سنوات قادمة ، وكان لي من الأفكار ما يفيد المجتمع العراقي بشكل عام والمجتمع  المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين بشكل خاص . لكني اهملت هذه اللعبة المهمة ، وكان لذلك اسباب منها صحية ، حيث كان لي برنامج طموح للدعاية الأنتخابية بالسفر الى بعض الدول الأوروبية مثل السويد والدنمارك وهولندا وألمانيا وبعد ذلك السفر الى امريكا  ، ديترويت وساندييكو ، وربما الى استراليا ، وأخيراً مدن العراق مثل بغداد والبصرة والناصرية ، وذلك لعقد ندوات تخص الأنتخابات لكن العملية الجراحية التي تزامن وقتها قريباً من موعد الأنتخابات قد سبب في إلغاء هذا البرنامج الطموح ، فكان تأخري عن قافلة الدعاية الضرورية في اللعبة الأنتخابية .

ثانياً : ـ

اثناء سفري الى عنكاوا وألقوش تفاجئت بهذا الكم الهائل من الصور والمصلقات والبوسترات لكيانات وأحزاب شعبنا ، وكانت دعايتي الأنتخابية بعيدة عن التأثير على الناخب من ابناء شعبنا ، حيث كانت بعض الصور بمثابة قطرة في بحر ، لم تجذب انتباه الناخب . جهودي المتواضعة تضمنت طبع ولصق بعض الصور إضافة الى عقد ندوة انتخابية واحدة في القوش ، وكلفتني هذه الدعاية على بساطتها وتواضعها حوالي مليون دينار ، وأنا اتساءل كم يا ترى صرفت الكيانات الأخرى للكوتا المسيحية ناهيك عن الكيانات والأحزاب الكبيرة ؟  فلو كان في مناطقنا ( عتاّكة ) وهم الذين يتاجرون بالسكراب المستخرج من أطر اللوحات الإعلانية المصنوعة من الحديد والألومنيوم والخشب ، لما استفادوا من دعاية حبيب تومي شئ يذكر، بل كانت استفادتهم من الكيانات الغنية المعروفة من احزاب شعبنا الذين صرفوا ملايين الدولارات على الدعاية الأنتخابية .

ثالثاً :ـ

انا شخصياً وأفراد عائلتي معي لم يسمح لنا الأشتراك في عملية الأقتراع في المركز الأنتخابي المرقم 131401 في مدرسة القوش الأبتدائية الأولى للبنين ، وقد ابرزت لهم هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية وبطاقة السكن في القوش ، إضافة الى جواز سفر نرويجي وبطاقة السفر ، وإنني غادرت العراق منذ زمن صدام حسين ، كل الحجج والوثائق لم تجدي نفعاً ولم تقنع المراقبين ، ابلغوني ان اتوجه الى بغداد وأراجع المركز الأنتخابي في المدرسة الفلانية في الغدير ،  لقد حرمت المفوضية العليا للانتخابات قطاع كبير من المواطنين العراقيين وأنا وافراد عائلتي حرمنا من هذا الحق من الإدلاء بأصواتهم لأسباب تافهة ولم يكن اي دراسة مستفيضة للحالات الخاصة للمواطنين  .

رابعاً :ـ

في القوش وغيرها من مدننا وقرانا ترددت أقاويل تفاوتت بين العتاب والنقد والأستنكار حول تدخل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني بالكوتا المسيحية ، عن طريق خلق كيان شلاما من قبل الحزب الديمقرطي الكوردستاني وكيان الوركاء الديمقراطي من قبل الحزب الشيوعي العراقي ، مما يشار اليه ان الحزبين لهما ماض عريق في النضال السياسي فلا يليق بهما التدخل والطمع في 5 كراسي يتيمة للكوتا المسيحية ، فجند الحزبان امكانياتهما البشرية والمادية للاستيلاء على مقاعد في هذه الكوتا ، هذا ما اشار اليه المهتمون بالأمور السياسية لشعبنا المسيحي .

خامساً : ـ

اسلوب الدعاية الأنتخابية ، إذ تميزت بعض القوائم بالقيام بالدعاية الأنتخابية بشكل جماعي وكفريق واحد ، كما حصل لقائمة المجلس الشعبي وقائمة الرافدين وقائمة ابناء النهرين ، لكن ثمة قوائم اخرى سلكت في الدعاية الأنتخابية وكأن من فيها مرشحين مستقلين وكل شخص يسعى الى ابراز نفسه بشكل مستقل، وكمثال على ذلك قائمة اور الوطنية التي سعى فيها رئيس القائمة الأخ ابلحد افرام الى ابراز نفسه وشخصيته تحديداً فيما عرض من ملصقات وصور ، وبنفس السياق كانت قائمة بابليون ، إذ تميزت بالتفكك وعدم التناسق بين المرشحين ورئيس القائمة وهو الأخ ريان الكلداني ، فقد كان تركيز الأخ ريان على اخيه اسوان بشكل كبير في الوقت الذي كان ينبغي على رئيس القائمة اكثر حيادية وأن يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في قائمته .

انا شخصياً حينما وصلت الى القوش تعجبت لهذه الكثافة لصور الأخ ريان وأخيه اسوان ، وكان وجودنا فقط حينما لجأنا الى لصق بعض الصور التي طبعتها في شرفية وأخرى التي ارسلها الأخ ريان من بغداد فكان هناك بون شاسع بين تلك الملصقات .

 اكثر من واحد صادفني بعد الأنتخابات وهو يقول لقد انتخبتك في الأنتخابات لقد طلبت بابليون وأسوان ، وهو يقول اليست هذه قائمتك ؟ إذاً الدعاية كانت لأسوان تحديداً ، وأتمنى من كل قلبي الفوز لأسوان ، فهو شاب كلداني يستحق الفوز . اتمنى ان اكون مخطئاً في قراءتي لهذه الحالة من الدعاية الأنتخابية .

سادساً :ـ

ان لموقع القوش نت موقف اخوي ودي حينما بادر الى وضع البوستر الذي يخصني لمدة شهر كامل دون مقابل ، وهذا موقف اخوي من الصديق عادل زوري وكذلك كان موقف موقع نادي بابل الكلداني في النرويج ،وشبيه بهذا الموقف كان من موقع صوت العراق ، وكذلك كان الموقف المحايد لموقع عنكاوا كوم ، وكان الموقف الرائع الودي من كثيرمن الأصدقاء والأقارب على موقع التواصل الأجتماعي لفيسبوك ، في الحقيقة لم يعد موضوع الفوز يشغلني ، فالمهم ما بعد فرز الأصوات وموقف الذين يفوزون في الأنتخابات ومستقبل العملية السياسية في العراق ، وموقف نوابنا ( الكوتا المسيحية ) داخل قبة البرلمان ، هل يكونون اوفياء لمن اوصلهم الى البرلمان ؟

لقد تعب الشعب العراقي من طبقة سياسية همها الأول والأخير خدمة مصالحها ونحن نتطلع ان تفرز الأنتخابات الجديدة طبقة سياسية تضع مصلحة شعبها ووطنها في المقدمة ، وأن تكون الحكومة القادمة مبنية على عاتق طبقة سياسية من التكنوقراط لكي تنأى بعيداً عن الصرعات السياسية والطائفية التي مزقت هذا الوطن .

كما نتطلع الى تغيير في ذهنية نواب الكوتا المسيحية ، فالنواب في السابق كانوا يغردون خارج سرب شعبهم ، إذ كانت الهجرة والتغيير الديموغرافي والإرهاب يطال هذا الشعب المسكين وهم لا يحركون ساكناً ، بل كان جل اهتمامهم منصب على التعصب الطائفي والقومي ، فلم يهتموا بالمواضيع المصيرية المهمة بقدر اهتمامهم بمحاربة الكلدان قومياً وتاريخياً وسياسياً وفكرياً ، فاجتهدوا في تقسيم شعبنا الكلداني والسريان الى وحدويين وانقساميين ، مما جعل هذا الشعب المسكين منقسماً على نفسه بسبب تلك السياسة الأقصائية المرفوضة إنسانياً ووطنياً . نتطلع الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين بمنأى عن تلك الأفكار العنصرية .

د. حبيب تومي ـ القوش في 04 ـ 05 ـ 2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *