لاهوت السلام يصفع قادة المنطقة

لازال الـ تسونامي الشعبي مستمراً وسيبقى الى ان يجتاح معظم دول المنطقة ويصفيها جميعاً في بيدر خاص ويفرز الحنطة من الزوان، لا تقف امامه مليارات الدولارات! ولا عشرات الفرق العسكرية المدربة! ولا الطائرات السيخوي والميغ! ولا المجنزرات والدبابات الحديثة! فقط الذي يوقف هذا البعبع الذي قضى على مضاجع الرؤساء جميعاً دون استثناء في منطقتنا الشرق اوسطية هو التغيير! ليس القصد تغيير الاشخاص وتبديلهم بل تغيير الانظمة والافكار وطريقة حكم الجماهير! وهذا التغيير لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يحتاج الى مرحلة كاملة من البناء ونكران الذات والقفز فوق كل مصلحة حزبية او شخصية او فكرية او قومية، فقط هي نقاوة الوطنية التي تحدد المسار، عن طريق الحوار والحوار الثقافي البناء، وما تظاهرالمليونية الا نقطة البداية وتهيئة الظروف الذاتية والموضوعية لهذا التغيير! من هنا تبدأ مرحلة تاريخية جديدة وجوب قرائتها بدقة من قبل القوى والشخصيات المحبة للسلام وجماعات حقوق الانسان والمجتمع المدني والقوى المناهضة للدكتاتورية السياسية والدينية خاصة، اذن حذارى ثم حذاري ثم حذاري من سرقة جهودكم ايها الشرفاء في كل مكان، العفوية الان تحتاج الى قيادة ناضجة ومسؤولة تجاه شعبها ووطنها، وهنا وجوب ان تظهر جماعة التوجه الديمقراطي ليساهموا بشكل كبير واساسي في البناء الجديد! لان الفرصة لا تتكرر مثلها مرة اخرى!!!

هنا لامكان للتوفيقية وتوزيع المناصب وكاننا نوزع الحصص التموينية او نقسم المقسوم، لان هذه التجربة المريرة قد فشلت فشلا ذريعاً امام التراضي والتوفيقية المذهبية والطائفية، ودليلنا هو حكومة العراق الحالية التي لا نتكلم عن الامن والامان بل نتعدى بمرور اكثرمن سنة على الانتخابات ولم تحسم تشكيل الوزارات السيادية بين هذا لك وهذا لي! الله يكون في عونكم ايها المسؤولين في ظل هذه الظروف، ولكن لا تنسوا ان مصير الشعب والوطن وكرامتهما ليست للبيع والمحاصصة لانها ليست شركة مساهمة ومتوارثة لاحد

لذا وجوب التخلص من الاساليب القديمة في الحكم، وبدأوا الحكام في تطبيق بعض الاصلاحات خوفاً من تغيير اتجاه الرياح من شمالية شرقية — الى — جنوبية شرقية!! والخوف اكثرهو من تيار دائري وعاصفة مدارية دائرية تقلع معها الجذور ونرى كراسي مرصعة بالذهب والماس تتطاير في جو الحرية وكانها ذبابة، لان اساسها كان (مصلحة) شعب في جهة يئن من الفقر! والسادة حساباتهم تكشف بمليارات الدولارات؟؟؟؟ اذن حان وقت الاجابة على السؤال:من اين لك هذا؟ لان الشعب اذا سأل اليوم، لزوم ان يكون هناك جواب قبل طلب مهلة لاكمال الدورة الرئاسية!

اليوم يكون الاتي هو من لا يبادر الان وليس غداً في اصلاحات جذرية ولا تنفع  التراقيع والالتفاف على خبز وامان وكرامة الشعب، لانه لا نعرف من الاتي؟؟؟ هذا السؤال يؤرق رؤسائنا الاجلاء وقبل النوم – هذا ان كان هناك نوم العوافي هذه الايام – يفكرون ويقررون في السرير المخملي المريح انه في الصباح الباكر ليغازلون العسكر واصحاب المليارات في الداخل، ويخابرون جماعتنا وجيراننا لكي يأخذون الاذن منهم باجراء اصلاحات لذر الرماد في العيون على الاقل والسبب انهم مرهوبين من تسونامي لا يعرف اتجاهه ومن اين ينطلق! وفي الصباح الباكريسمعون اصوات وطنية خالصة وجريئة وشجاعة لانها تخلصت من رهبة الحاكم الظالم، ولا تهاب الدم والموت بل تندفع للشهادة في سبيل الخبز والكرامة، وعند طلب مهلة لا يفيد، كون الامر خرج من السيطرة، عندها نجلس ونفكر بالماضي البعيد والقريب ونسأل:اين كان الخطأ؟ والجواب يأتي من ارواح الشهداء والاطفال اليتامى والارامل والفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر وبيوت القمامة واطفال الشوارع والدعارى والمخدرات وتأتينا رجفة ورهبة اللحظة ومن هول الهوة التي تفصلنا عن شعبنا والتي صنعناها بايادينا وتفكيرنا الضيق ومصالحنا الشخصية والولائية العمياء لمذهبنا وطائفتنا وقومنا وتركنا وطننا جريحاً وشعبنا يئن في قفصه من تغيير الفصول وهو عريان وعطشان وجوعان، ونحن نعيش في بحبوحة وكل يوم اولادنا واحفادنا وجماعتنا في بلد جديد تنتهي في كازينوهات لاس فيغاس

واليوم امامنا مثل (الشمامة) وهي نوع من انواع البطيخ الاحمرصغيرة الحجم وهي مدورة نشم رائحتها الطيبة ومذاقها الحلو، وهذه الشمامة كانت بيد رؤسائنا الكرام ولازالت عند القسم منهم، وبما انها مدورة يقول المثل: انها لاتبقى بيد احد الى الابد (يوم عندك وغداً عندهم) واليوم بدأ العد التنازلي للكثيرين لكي يفقدوها مع مذاقها بطريقة استلام وتسليم لانه لم يفلح سلام التراضي والتوفيقية والضحك على الذقون، بل السلام الحقيقي يأتي من لاهوته الاساسي وهو التصالح والتسامح وقبول الاخربتنوعه وتعدده، وهذا ما تثبته الايام وعلى ارض الواقع في العراق وتونس ومصر، ونعتقد ان الاتي يكون بالجملة وليس بالمفرد

اذن الحل يكمن في لاهوت السلام الذي سيصفع كثيرين في المستقبل دون رد

shabasamir@yahoo.com

icrim.icrim1indigenous@gmail.com

www.icrim1.com – عمود 38

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *