كيف قاد النشطاءالكلدان سفينتهم  الى برالأمان في ظل كل التحديات ؟

 

في البداية أحب أن أوضح بأنه مادفعني لكتابة هذا المقال هو الأنجاز الكبيرالذي تحقق في تأسيس الرابطة الكلدانية والذي له مدلولات كثيرة على المدى القريب والبعيد، بالرغم من وجود بعض التحفظات من قبل بعض النشطاء الكلدان وبالتأكيد التحفظ هنا لم يكن حول فكرة التأسيس بل هو حول دستور والية عمل الرابطة، وجاء هذا التحفظ من قبلهم بسب الحرص والقلق الزائدين لدفع سفينة الكلدان الى الأمام. وسوف أوضح بشئ من التفصيل لاحقا عن هذا التحفظ.
قد يستغرب البعض من أول وهلة وسرعان مايتبادر الى ذهنه …ماذا يقصد كاتب هذا المقال من عنوانه.
بالتاكيد ان كل مثقفينا وكتابنا وسياسينا من أبناء شعبنا المسيحي من الكلدان والآشوريين والسريان هم يقرؤون ويتابعون كل الأحداث وخصوصا في العقديين الأخيرين من الزمن  في كل ماحصل ويحصل من صراع الاحزاب للوصول الى السلطة وتبوء المناصب والصراع المرير حول التسمية القومية لهذا الشعب التي كانت نتيجة افرازات قديمة مبنية على الخطاء.
النقطة التي ساسلط الضوء عليها هو عنوان المقال ..كيف استطاع
النشطاء الكلدان من قيادة سفينتهم الكلدانية الى الطريق الصحيح بالرغم من وجود . افكار اقصائية وشوفينية من قبل افراد معينين في فترة من الزمان كان لهم دور فعال في تاسيس حركات وتنظيمات مسيحية بأسم ابناء شعبنا المسيحي في العراق . وساكون اكثر وضوحا وارجوا ان لايتهمني البعض بأني احمل كرها او اي نوع من الضغينة و التعصب القومي لقوميتي قبل ان يفهم وجهة نظري والتي تطابق تقريبا وجهة نظر كل الذين عملوا ونشطوا في قيادة ودفع سفينة الكلدان الى الطريق الصحيح ..ولكي يعلم الجميع قبل كل شئ عن هويتي القومية فاقول بأنني كلداني وافتخر بتسميتي هذه كما يفتخر أخي الآشوري بتسميته وهكذا اخي السرياني والأرمني..الخ
فبصراحة أقولها بملئ الفم وبحكم علاقاتي الشخصية  وضمن عملي كناشط وكاتب قومي كلداني لسنوات طويلة منذ وصولي الى استراليا  وحول كل قراءاتي واطلاعاتي لموضوع التسميات واصولها .اثبتت لي الحقائق والتي باتت اليوم واضحة للجميع بعد ان كان يغلبها عند البعض الشك واليقين، والذي لازال البعض القليل جدا واهما بها الى الان ،هو ان سبب هذا الصراع والخلاف حول التسمية لم يكن صادرا من النشطاء الكلدان بتاتا ،بعكس ماذهب به البعض للأسف ومنهم القلة من الكلدان.اسمحوا لي ان اسميهم بالمتاشورين وعليهم ان يتقبلوا هذه التسمية بكل ممنونية لانهم يعرفون(بفتح الراء) أنفسهم بانهم اشوريون وهم أحرار. وهم يتهمون كل النشطاء الكلدان بالقومييون.وهم يقصدون بهذا الأتهام بان النشطاء الكلدان يفرقون بين ابناء شعبنا المسيحي وتعصبهم لقوميتهم الكلدانية. في الحقيقة التي صار الكثيرين من الأخوة الآشوريين الناشطين والمتنورين يدركونها وهي بأن الحلم او الفكرة التي بنيت عليها الأحزاب او التنظيمات الآشورية منذ تأسيسها حول اطلاق اسم واحد  لأبناء شعبنا وهو الآشوري .هذا الحلم او الوهم لم يعد ممكنا ابدأ وحتى التفكير به اطلاقا. وانا هنا لااريد الخوض في أصل هذه الجماعات هل هم اثوريون او التياراي او نساطرة الكلدان او كلدان الجبال ووو..الخ. هذا لايهمني فهم احرار حتى ان كانوا سريان او كلدان او اكراد او…واختاروا لهم هذه القومية وهذه التسمية فهنيئا لهم وعلينا احترام حق تقرير مايريدون. بالتأكيد ان الأحزاب الآشورية ولنقل الحركة الديمقراطية الآشورية كونها كانت الأبرز على الساحة ، حيث كانت تستقطب اعضائها واغلبهم من الكلدان لإن الكلدان هم العمود الفقري للمسيحين في العراق وكما يعلم الجميع هم يشكلون اكثر من 3/4 شعبنا المسيحي. وحين انخرط الكلدان مع الحركة  كان الشعور لدى الجميع هو اننا مسيحيين وكان شعورهم بأننا نرتبط ككلدان وآشوريين وسريان بقواسم مشتركة وهي لغتنا واحدة وديننا واحد وهمنا واحد وفرحتنا واحدة، هذا ماكان يشعر به كل الكلدان او السريان الذين انظموا الى الحركة الديمقراطية الآشورية او الى التنظيمات الآشورية الاخرى وهذا الشعور كان لدى اغلب الأخوة الآشوريين ايضا . المشكلة التي ندفع ثمنها اليوم، هي ان بعض الأخوة والقادة الآشوريين في ذلك الوقت استغلوا هيمنتهم ودورهم ووجود الدعم لهم من قوى اخرى ونشاطهم القومي  الذي استغل لتمرير فكرة التعصب للتسمية الاشورية ومستغلين عدم معارضة الكلدان والسريان الذين انتموا الى صفوفهم واللذين اصبحت لهم علاقات قوية فيما بينهم وبين الاخوة الاشوريين عن طريق التزاوج والمصاهرة . اضف الى ذلك بان الكلدان وكما وضحت ذلك في احدى مقالاتي كانوا مقتنعين بانهم  لايحتاجون  الى حركات وأحزاب ثورية لان الحكومات كانت مستبدة وقمعية وخصوصا في العقود الثلاث الاخيرة في ظل حكم البعثيين وكانت قناعة الكلدان التي كانت ولا تزال تعطي للكنيسة الدور القوي في الظروف الصعبة لحمايتها من اي أعتداء او ظلم يقع عليهم وهناك شواهد كثيرة على ذلك في كل الحقب الزمنية السابقة .لذلك اقتنع الكلدان بان اي حركة او حزب او تنطيم سياسي او قومي هو بمثابة مضيعة للوقت وزهق للأرواح وكره واضطهاد الحكومات لهم والظلم التي مارسه النظام كان على جميع العراقيين ، ولم يكونوا بحاجة لاثبات وجودهم القومي والديني واثبتت الايام بعد كل الاحداث صحة اختيارهم وتوجهم .
اذا اصحاب الفكر الشوفيني والاقصائي لبقية الأقوام ظلوا يعملون في هذا الأتجاه ،لأنهم لايؤمنون بتاتا بأي قومية أخرى لأبناء شعبنا ولا زال البعض من ورثة هذا الفكرالاقصائي، يجاهرون بكل وقاحة بالغاء الكلدان اكبر قومية للمسيحيين في العراق.والغريب العجيب بان الكلدان الذين عملوا في التنظيمات الاشورية او من تصاهروا معهم باتوا اكثر تعصبا منهم. وهذه الحالة تذكرني بالأترك والفرس والشيشان ..حيث دخلوا الاسلام لاحقا وهم ليسوا عربا وصاروا اكثر تعصبا للاسلام من المسلمين العرب انفسهم.
فقط اردت توضيح هذه الأمور التي يتجاهلها البعض من الأخوة الكتاب لتوجيه تهم الوعي القومي الكلداني المتأخر واردت ان أبين سبب كل هذا الخلاف والتناحر بين أبناء شعبنا المسيحي، وأحببت ان أبين ايضا بأنه لايوجد كلداني او سرياني واحد متعصب ويلغي التسميات الأخرى ، هذا مالمسته بنفسي والعكس كان في اغلب الاحيان صحيح لقد سمعت وشاهدت مدى التعصب الذي زرعه للأسف اصحاب الفكر الأقصائي بين أطفالهم وعوائلهم ضد أخوتهم الكلدان وللأسف الشديد اقولها بان هذه الأسباب هي التي اوصلتنا الى هذا الحال من الانقسام والكراهية وخلقت اجيال يحملون الكراهية  لكل الاقوام الاخرى غير الآشورية .
واعتقد بان النشطاء الكلدان في العراق والعالم عملوا لسنوات طوال من اجل ايقاف اصحاب الفكر الاقصائي المتتطرف في السعي وراء السراب لأن مابني على الخطا نهايته الفشل ومابني على باطل فهو باطل واثبتت السنوات بانه لايصح الى الصحيح.
علينا ايضا ان لاننسى موقف الكنيسة الكلدانية التي دعمت وقوت الأواصر بين ابناء الكلدان عبر تأسيس الرابطة الكلدانية والتي ننتظر منها الكثير والكثير عبر مؤتمرها الثاني الذي سيعقد بعد سنة والذي سيكون المهم والأهم من حيث الحضور والمشاركة واعتبر المؤتمر الأول هو بمثابة مؤتمر تحضيري للمؤتمر القادم بإذن الله. حيث مشاركة الناشطين والمثقفين الكلدان الذين حملوا على عاتقهم الهم القومي لسنوات طويلة من أجل ترسيخ مكانة ودور الكلدان في العراق والعالم .وهنا اعود لأوضح نقطة مهمة عن سبب تحفظ بعض الناشطين الكلدان لحضور المؤتمر الاول للرابطة الكلدانية
الذي عقد في اربيل . بالتأكيد ان كل عمل جديد وكبير بهذا الحجم لابد ان تقع به بعض الأخطاء او الملابسات وغير ذلك . فأنا اعتقد كان المؤتمر سيأخذ بعدا وثقلا اكبر لو وجهت دعوات  للنشطاء الكلدان الذين كان لهم الدور الفعال والمؤثر وخصوصا في دول المهجر في اعلاء شأن ودور الكلدان في العالم ، ولكن كما قلنا بأن كل عمل بهذا الحجم لابد ان تقع به اخطاء ونتمنى ان يتم تجاوز  كل الاخطاء في المؤتمر القادم بعد سنه من انعقاد المؤتمر الاول ومما لاشك به ان الكنيسة الكلدانية وعلى رأسها غبطة البطريرك مارلويس روفائيل ساكو ،قد خطت خطوة كبيرة وجبارة لترسيخ ودعم الكلدان في العراق والعالم عبر هذه الرابطة والجميع ينتظر بكل ترقب الخطوات الجبارة القادمة التي ستقوم بها الكنيسة لتسليم الرابطة وقيادتها من قبل ابناء الكلدان الغيورين على كلدانيتهم وشعبهم وستكون الكنيسة الام الحاضنة دائما لابنائها   .
في نهاية المقال احب ان اقول بانني احب واحترم كل الاخوة الكتاب والمثقفين من الكلدان والاشوريين والسريان والأرمن وان ماذكرته هو راي وتحليلي الشخصي للامور عايشتها ومررت بها تجاه قضية سببت لنا الكثير من الانقسامات والتاخر والكراهية في ظروف صعبة وقاسية يمر بها اخوتنا من الكلدان والسريان والاشوريين في وطننا العراق والتي تزيد هذا الصراعات من الالامهم وحزنهم. اتمنى ان يشعر الجميع حقا باننا شعب واحد بتسمياته الجميلة كلدان واشوريين وسريان وارمن ونتجذر من ارض واحدة وتربطنا روابط مشتركة، حينها سيجلس العقلاء واصحاب الفكر النير لتوحيد الاسم الذي يليق بهذا الشعب الأصيل  اذا رغب الجميع وبعدها وستكون الفرحة اكبر حين تتوحد الكنائس بكنيسة المسيح الواحد.
ملاحظة/
اتمنى من الاخوة الذين يرغبون في التعليق ان يكون النقاش بطريقة حضارية بعيدا عن الخروج عن اصول الحوار والنقاش كما لاحظت للاسف بعض الاخوة والكتاب يخرجون احيانا خارج حدود الاحترام والتهجم على الكاتب بسبب اختلاف وجهات النظر بطريقة غير لائقة لذلك سوف لايتم الاجابة عن اي رد من هذا القبيل مع شكري واعتزازي بالجميع.

هيثم ملوكا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *