كوردستان والمعارضة السلبية

لقد عاش شعب كوردستان في الماضي سنين عجاف من الظلم والاضطهاد الممنهج ، بحيث كانت السلطات في السابق تقتل الكوردي لسبب اعتماره اشماغ احمر على راسه ، بحجة انه يتبع القائد المرحوم الشيخ أحمد البارزاني ، الذي حارب ضد الحكومة العراقية في مابين 1920 – 1930 جنبا إلى جنب مع شقيقه الاصغر الخالد مصطفى البارزاني، والذي كانت تعاليمه في الحب، والوطنية، والتسامح، والاحترام، والمساواة، وتقاسم الثروة، والحصول على المعرفة، والإصلاح الاجتماعي وحماية البيئة لم يسبق لها مثيل في كوردستان . فالكوردستانيون اليوم حكومة وشعبا وبعد ما لاقوه من اضطهاد في السابق وما ذاقوه من مرارة الحروب والاهمال المتعمد من السلطات الحاكمة في العراق والدول المجاورة ، وبعد ان بدأت بوادر الانفراج عليهم واسسوا لهم كيانا خاصا ضمن الفدرالية في العراق الاتحادي، وبعد تأكدهم من خلال دراسة التجارب العالمية بأن دولة المؤسسات والقانون هي السبيل لتطور وسعادة واحترام الشعب لنفسه وبلده ومن خلال القانون المطبق على الجميع بالتساوي يعيش المواطن بكرامة ، بعيدا عن الفروقات المذهبية والقومية والاثنية والدينية والمحسوبية للمقربين من السلطة، لذلك بات الشعب الكوردستاني لايريد سوى السير الى الامام للعبور الى مستقبل جامع تذوب معه كل الفروقات تحت علم واحد وشرعية واحدة ومجتمع مدني وإدارة حديثة ونهج متطور، بل ان تكاتف الشعب مع الحكومة يحد من بعض التصرفات الشخصية او الفئوية تضمن تحت الغطاء السياسي ، لتقف في وجه التنمية الحقيقية ، فالمحبة والتكاتف والاخوة والنقد من اجل البناء لا من اجل النقد ، او الشهرة ، هو الجسر الحقيقي للعبور الى دولة مدنية حديثة يكون التسابق فيها على الانتاج والعمل لا على الحشو العشوائي للكلمات امام الاعلام .

الجماهير الكوردستانية لاتريد الفوضى، تريد تحصين النظام لا إضعافه تريد التحرك من اجل مطالب تنموية خدماتية حياتية ولا يريدون المزايدات الفئوية ، وربما اغلبهم يرفض ما تقوم به المعارضة، من مزايدات ومهاترات، تحاول هدم ما تم بنائه خلال العقدين الاخيرين من عمر اقليم كوردستان، بالعمل في النهج والممارسة الديمقراطية التي وصلت الى مراحل متقدمة في هذا المجال، وما تعمله المعارضة هو تجني على الديمقراطية في الاقليم بأظهارها على غير حقيقتها امام الرأي العام العالمي، من خلال تصريحات غير مدروسة على الفضائيات وصيحات فارغة ، والادعاء بالمظلومية. ان البعد الجوهري للازمة التي اختلقتها المعارضة ،يتمركز بافتقارها لأي رؤية سياسية واقتصادية لدفع كوردستان الى مصاف الدول المتقدمة.

لذلك نقول ما هو بديل المعارضة؟ وهل تضمن المعارضة هذا البديل الذي تضعه في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ كوردستان؟ ، وهل الشعب الكوردستاني بحاجة الى معارضة بهذا الاسلوب؟ ونحن لا نرى من شخوصها سوى خلافا فئويا اصوليا متطرفا يختبئ وراء الواجهة السياسية لإعادة إنتاج وتأهيل الباطل بشكله المتستر .

في الختام على المعارضة ان تدرك بأن الشعب هو السند الاساسي لعملها وثقافة التغيير التي تطالب بها، ليست سوى شبه ذاكرة من الماضي ، ولا يقبل الشعب بها لتكون حاضنة في المستقبل ، والتخندق بالضد مع القرارات التي تتخذ في هذه المرحلة ليس بصالحها ، كون من يتخذ هذه القرارات هم ممثلي الشعب في البرلمان الكوردستاني وبالغالبية، والوقوف ضد هذه القرارات والتشريعات يعتبر وقوف ضد الديمقراطية كما هو وقوف ضد ارادة الشعب الكوردستاني .

بقلم لؤي فرنسيس

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *