كركوك من احتلال الباب العالي حتى التضحية بالدم الغالي / محمد مندلاوي

عزيزي القارئ الحصيف, كعادته على فبركة التزوير, وصياغة الأكاذيب, والترويج لها دون حياء واستحياء, اجتر بالأمس الطوراني المدعو رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية الأتراك, وزعم بلغة تركية سمجة: إن كركوك تاريخياً مدينة تركمانية. هنا نسأل حفيد تيمورلنك, هل أن تركيا نفسها كما سنبين في سياق المقال لديها شرعية الوجود في هذه المنطقة حتى كركوك تكون تركمانية! أنتم وغرمائكم الصفويون جئتم بالتركمان واستوطتموهم في كركوك كخنجر غدر في خاصرة الكورد؟. وفي نهيق آخر له بأسلوب استفزازي وتهكمي هدد الكورد وطالبهم بلغة عثمانية ركيكة إنزال علم كوردستان المقدس في كركوك قلب كوردستان. وفي لغو آخر له, قال أردوغان عن علم كوردستان المقدس بأنه خرقة. يا قحف, ألم ترفرف هذه (الخرقة) فوق رأسك ورأس رئيس وزرائك العفن حين زرتما العاصمة هولێر, وأديتما التحية لها بخشوع تام؟. أليست هذه (الخرقة) ترفرف فوق قنصلية كيانك اللوزاني في هولێر؟. ألم تضع هذه (الخرقة) بجانب خرقة كيانك.. في قصر جنقايا حين استقبلت رئيس كوردستان, كاعتراف رسمي منك ومن كيانك بالرئيس (مسعود البرزاني) وإقليمه الكوردستاني؟. الآن دعونا نلقي نظرة على مكونات العلمين, الكوردستاني, والتركي لنرى أيهما ينطبق عليه الوصف الأردوغاني “خرقة”. إن العلم كوردستان المقدس اختيرت ألوانه كرموز شعبية ووطنية, حيث اللون الأحمر يرمز إلى دماء شهداء كوردستان الأبرار في سبيل الكورد وكوردستان. والأبيض يرمز إلى الأديان الكوردية التوحيدية القديمة, وصفاء قلب الكورد. واللون الأخضر يرمز إلى الزراعة في كوردستان, واخضرار أرضها. والشمس في وسطه, هي شمس السومريين الكورد, التي لا زالت مرفوعة فوق الرؤوس في ديننا الإيزيدي القويم. أما العلم التركي, أنه عبارة عن خرقة حمراء ملطخة بدماء الأبرياء, وعلى رأسهم الكورد. والهلال الذي في وسطه, لا علاقة له بالإسلام, أنه من بدع الأتراك, وهو القمر قبل اكتماله, وهذا القمر الذي هلاله في وسط علم تركيا غزاه الأمريكان والروس, وداسوا عليه بأحذيتهم المتسخة, وفرغوا عليه فضلات أجسادهم؟ ألا أن الأتراك يرفعوه فوق رؤوسهم.., بمعنى أنهم يرفعون خرقة داس على مكونه الذي هو القمر الأمريكان والروس بقنادرهم, وفرغوا عليه ما في جوفهم من دبرهم, ألا أن الأتراك يرفعون رسمه فوق رؤوسهم وعلى مباني دوائرهم الرسمية!. نقول لهذا الطوراني الأبله, الغريب عن المنطقة وشعوبها , إن تجرأت وتهكمت بعد الآن بأي شيء كوردي وكوردستاني مقدس ستسمع وتقرأ من هذا المواطن  الكوردستاني البسيط كلاماً أشد وقعاً من هذا. وأعذر من أنذر. عزيزي القارئ اللبيب, مما لا شك فيه أبداً أنه حمار, ومن عادة الحمار إذا غضب ونهق نهيقه المنكر يصاحبه الرفس أيضاً ويخرج مع نهيقه من ثقبه الخلفي صوتاً ورائحة كريهة تزكم الأنوف؟. لقد سبق نهيق أردوغان المزعج بأيام رئيس ما تسمى بالجبهة التركمانية الدعي أرشد صالحي, الذي كان أثناء إدلائه بذلك التصريح الوقح في ضيافة أسياده الطورانيين فيما تسمى بتركيا. فبين هذا الدعي وذاك المدعو أطل رئيس وزراء أردوغان, الأجرب بن علي يلدرم  برأسه من وسط  الأزمات العاصفة, التي باتت تضرب تركيا اللوزانية شرقاً وغرباً, ولم يختلف نهيقه واجتراره السقيم عن نهيق واجترار سابقيه بفبركة الأكاذيب والافتراءات التاريخية. كالعادة, تصدى لهم ولأسلوبهم السوقي الرخيص أحد من بني جلدتهم, اسمه (إسماعيل بيشكجي) ولطمهم على أفواههم.. حين خاطبهم بصوت عالي:” إذا كركوك مدينة تركمانية, فاسطنبول أيضاً مدينة كوردية”. عزيزي المتابع, إن الفرق بين هذا الإنسان النبيل وأولئك أشباه البشر, أن هذا الأكاديمي المنصف يستصرخ الحق الكوردي بكل جوارحه. بينما أولئك الذين سبقوه في الكلام أعلاه ليسوا سوى مخلوقات يأجوج ومأجوج  المفترسة أجسادهم مغطاة بجلود بشرية.  

الآن دعونا ندحض ونفند افتراءات وادعاءات المدعو رجب طيب أردوغان, ومن على شاكلته من الطورانيين الأوباش وفق المصادر المعتبرة والمعتمدة. وعلى الجانب التركي, والتركماني, وكذلك العربي في العراق, أن يبرزوا ما لديهم من وثائق تاريخية تثبت زعمهم التي لا أساس لها من الصحة بإدعاءاتهم التركية أو التركمانية أو العربية عن  كركوك, وإلا عليهم أن يسكتوا ويصمتوا سكوت أهل القبور.  

أولاً, دعونا نفتح نافذة على تاريخ الأتراك الطورانيين في الجمهورية التي صارت تسمى تركيا منذ عام (1923) على يد اللعين المدعو مصطفى كمال, الذي قدم أجداده من موطن يحمل عنوان البغي والإجرام, موطن السفاحون هولاكو, وجنكيزخان, وتيمور لنگ قتلة الشعوب ومدمري الحضارة.

 عزيزي القارئ, خلال الأعوام التي مضت, عثرت في بواطن كتب التاريخ الصادرة من قبل المؤرخون الترك والعرب والفرس على الإشادة بالكورد ودورهم التاريخي المشرف, إنها بحق شهادة عادلة تنصف الكورد وكوردستان. من ضمن هؤلاء, شخص مستثني من ذلك القوم.., عالم جليل اسمه (محمود كاشغري) عاش بين أعوام (1005-1102م) أي: قبل حدود (1000) عام. كنت قد ذكرته في مقالات سابقة, لكن لأهميته القصوى نكرره في هذا المقال أيضاً, حتى يعرف أردوغان ومعه الأتراك والتركمان القادمون من طوران في آسيا الوسطى, من هو الشعب الكوردي العريق, وأين وطنه كوردستان الذي يقترن اسمه باسمه؟. إن كاشغري هذا, له مؤلف شهير يفتخر به الأتراك وأشباههم التركمان, اسمه (تاريخ لغات الترك), لقد وضع كاشغري في هذا الكتاب خارطة للعالم, إبان تأليف لهذا الكتاب لم يكن الأتراك قد جاءوا من آسيا الوسطى إلى ما تسمى اليوم تركيا؟, فلذا لم تجد في هذه الخارطة رقعة أرض اسمها تركيا؟. وكذلك لا وجود للتركمان في هذه الخارطة كأقلية على الأرض؟. لكنك ترى في الخارطة بكل وضوح موطن الشعب الكوردي, كوردستان باسم “أرض الأكراد” هنا نسأل من أردوغان الدجال, يا ترى من له الشرعية التاريخية في هذه المنطقة الآن؟, الشعب الكوردي الأصيل, أم الأتراك والتركمان أولئك حديثي العهد في الشرق الأوسط؟, الذين استقدموا في البداية كجنود مرتزقة من آسيا الوسطى إلى منطقتنا لحماية عروش الطغاة من ثورات شعوبهم ضدهم؟؟. 1- أدناه نقدم لكم خارطة الكاشغري التركي. (ملاحظة: إن هذه الخارطة أول من قام بنشرها في المواقع الالكترونية هو أنا, والآخرون اقتبسوها من مقالاتي دون أن يشيروا إلى المصدر!):

(1)

2- أيضاً, أدناه ذات الخارطة, أصدرتها الجمهورية التركية كطابع بريدي عام (1972م) بمناسبة مرور (900) عام على تأليف كتاب (محمود الكاشغري) المشار إليه. إن إصدار الطابع من قبل الكيان التركي .. هو اعتراف ضمني من هذا الكيان اللوزاني, بأن الكورد هم أسياد هذه البلاد, وكانوا فيها قبل مجيء الأتراك والتركمان إليها بآلاف السنين.  

(2)

على أردوغان ومن يسير على خطاه العنصري, ويتبع نهجه العدواني السافر, أن يجيب علينا, وإلا فاليضع لسانه في لهاته, هو ورئيسه الأرعن القابع في قصر جنقايا.  

عزيزي القارئ الكريم, دعني أختم هذه الجزئية عن الأتراك وتركية بسندين مهمين واحد ديني تاريخي صدر عن شخص نبي والآخر حديث, يُعرف حقيقة هذا الكيان العاهر. السند الأول, هناك حديثاً صحيحاً للنبي محمد عن همجية الأتراك يوافق ما جاء في القرآن عنهم, وهذا النبي يقول عنه القرآن:” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”. إن هذا الحديث المشار إليه جاء في صحيحي البخاري ومسلم, اللذان يقولا: عن أبي هريرة, عن النبي (ص) قال:” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة”. عزيزي القارئ الكريم, ركز جيداً على الوصف الصادر من النبي محمد, وتمعن في وجه المخلوق أردوغان جيداً, ألم ينطبق هذا الوصف الإعجازي الدقيق على رجب طيب أردوغان, الذي يستغل الدين من أجل تكريس الظلم والاستبداد ضد شعب مسلم إلا وهو الشعب الكوردي؟!. السند الثاني, 3- لاحظ الخارطة أدناه تُظهر وضع الدعارة القانوني حسب البلد. وتركيا الدولة المسلمة؟ قننت البغاء وشرعنته بإمضاء رئيسها الإسلامي رجب طيب أردوغان, بمعنى أنه – أردوغان- حول تركيا من بلد مسلم, إلى منزل للدعارة يُرتكب فيه الزنا والفحشاء مقابل حفنة من المال!!. وهو يعلم أن هذه الأعمال تحرمها جميع الأديان كفعل غير أخلاقي. هذا هو القرآن يقول في سورة الإسراء آية (32):” ولا تقربوا الزِنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا”. وفي سورة النور آية (33) يقول:” .. ولا تُكرهوا فتياتكم على البِغاء..”. حسب ما جاء في جميع الأديان والمعتقدات وفي مقدمتها الإسلام يعتبر الزنا محرمة في الحديث والقرآن. كما أسلفنا,هناك العديد من الآيات القرآنية تحرم الزنا, وعقوبته مائة جلدة للزاني والزانية والإخراج من تلك المنطقة لمدة اثنا عشر شهراً, وإذا كانا محصنان, أي متزوجان, فإن العقوبة  تصل إلى الرجم بالحجارة حتى الموت. وهكذا في الديانة اليهودية والعقيدة المسيحية, حيث الزنا محرمة تحريماً مطلقاً حسب الوصايا العشر, التي تقول:” لا تزن”. وكذلك السيد المسيح قال: من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه. عزيزي القارئ, أنظر أدناه إلى تقسيمات الخارطة عن البلدان التي تنتشر فيها الزنا والدعارة, التي تسمى بالبلدان العاهرة:1- اللون الأخضر, بلد فيه دعارة قانونية ومنظمة ومصرح بها من قبل الدولة 2- اللون الأزرق, الدعارة (مبادلة الجنس بالمال) قانونية, لكن نشاطات المنظمة, مثل بيوت الدعارة والقوادة غير قانونية, الدعارة غير منظمة 3- اللون الأحمر الدعارة غير قانونية 4-  اللون البني لا بيانات. هذه هي حقيقة الكيان التركي العاهر, الذي تأسس وفق معاهدة لوزان التآمرية ورئيسه الـ..؟ أردوعان الذي قنن الزنا والدعارة وشرب الخمر المسكر في البلد المسلم!.

(3)

مما لا شك فيه, أن الخطاب المذهبي أو السياسي السني في الكيان العراقي, هو استنساخ لخطاب أنقرة.. فقط يتم ترجمته إلى اللغة العربية. هذا ما سمعناه هذه الأيام من فم مفتي السنة في العراق مهدي الصميدعي, حين هدد الكورد بلغة الوعيد.. على غرار خطاب ذلك الطوراني الأرعن القابع في أنقرة, المدعو رجب طيب أردوغان, طالباً من الكورد: “خشية الله وعدم رفع العلم الكوردستاني في محافظة كركوك” محملاً شعب إقليم كوردستان الأبي وحكومته مسئولية النتائج السلبية لهذه الخطوة الوطنية. عزيزي المتابع, الطامة الكبرى في هذا الصميدعي, أنه شخص متعلم, ورجل دين مسئول على شريحة كبيرة من العرب في العراق, ويعلم جيداً من هم الكورد, وما هو تاريخهم المشرف, وما قدمه هذا الشعب الأبي من تضحيات كبيرة من أجل رفع راية الإسلام, وهو الذي أنقذ العرب من الفناء, ويعرف الصميدعي وغيره من العرب ناكري جميل الكورد أحقيتهم التاريخية والشرعية في مدينتهم السليبة كركوك قلب كوردستان والمناطق المستقطعة ظلماً وبهتاناً من قبل حكام بغداد, ويعرف الصميدعي جيداً, متى استوطن العرب في هذه المدينة والمدن الكوردية الأخرى, التي جلبهم إليها الأنظمة العنصرية العربية المتعاقبة على دست السلطة في الكيان العراقي المصطنع, الذي استحدثه الاستعمار البريطاني (الكافر) خدمة لسياساته العدوانية ضد الاتحاد السوفيتي والشعوب التواقة للحرية وفي مقدمتها الشعب الكوردي المناضل. إن هذا الصميدعي يعرف كل هذا وأكثر, لكنه يصر على دس أنفه في السياسة, ويحرف الحقيقة الساطعة عن المدينة الكوردية كركوك قلب كوردستان. هنا نتساءل, هل أنه رجل دين أم سياسة!!. وأخيراً, أسأل الشيخ الصميدعي, كما سألت الكثير من العرب قبله عن اسم كركوك, يا ترى ما هو معنى اسم كركوك في لغتكم العربية؟.  

وفي الجانب الآخر, وأعني غريم السنة, وهم الشيعة. لم نسمع كلمة حق تخرج من أفواه مراجعهم وعلمائهم هذه الأيام تناصر الحق الكوردي عن مدينتهم كركوك وما أثير حولها من قبل الغرباء أعداء الكورد من افتراءات وشبهات لا تستند على دليل, أن سكوتهم هذا لا يعد دفاعاً عن الكورد, بقدر ما هو سكوت وابتعاد عن الوقوف بجانب الحق الكوردي المشروع كما تقره العقيدة الإسلامية؟. عزيزي المتابع, بعد ذهاب المقبور صدام حسين ونظامه العفن إلى مزبلة التاريخ, كنا ننتظر من المرجع الأعلى السيد علي سيستاني إنصاف الكورد وتبني قضيتهم بإخلاص, ألا أن السيد علي اتخذ جانب الصمت والسكوت فيما يخص المستوطنين العرب الأوباش في كركوك والمدن الكوردية الأخرى,  التي استقطعت عنوة من قبل حكام بغداد, ويعلم السيد أن غالبية هؤلاء المستوطنون من الطائفة الشيعية, جاء بهم من وسط وجنوب العراق,  المقبور صدام حسين لتغيير ديموغرافية المدن الكوردستانية و واقعها القومي الكوردي حيث كانت نسبتهم فيها قبل عمليات التعريب 75%. هنا نتساءل, أليس الإسلام يقول:لا يقبل صوم وصلاة من يغتصب أرض غيره؟. نحن ننتظر من السيد والمراجع الأخرى, أن يصدروا فتاوى شرعية في هذا الأمر, ويقولوا ما يأمرهم به دينهم ومذهبهم, حتى لا نردد القول الإسلامي الشهير: الساكت عن الحق..؟. عجبي, هل تريدون منا نعلمكم ثوابت الدين والمذهب وأنتم علمائه و أساتذته!!.  

الآن دعونا نلقي نظرة ثاقبة على تاريخ الأقلية التركمانية في العراق وكوردستان. أولاً, الذي يقيم في كركوك والمناطق الأخرى في كوردستان والعراق ويزعم أنه تركماني, يا ترى لماذا لا يشبه أبناء جلدته في الوطن الأم في طوران في تركستان؟؟. ثانياً, لماذا لا يرتدون زي التركماني الخاص بالشعب التركماني في موطنهم الأصلي في تركستان في طوران كامتداد أصيل لزي أخوانهم؟ ألا يعرفوا أن للزي دلالة قومية؟؟. ثالثاً, لماذا غالبيتهم لا يجيدون لغة اسمها اللغة التركمانية؟. رابعاً, إذا هم عراقيون كما يزعمون, لماذا ينتمون إلى أحزاب ومنظمات شيعية تأسست في إيران!!, لماذا يرفعون في مقرات الأحزاب التي ينتمون لها وفي مكاتبهم وبيوتهم صور السيد الخميني والخامنئي وحتى رفسنجاني, ويضعوا العلم الإيراني خلفهم؟!. وهكذا تفعل الزمرة السنية منهم, ترفع العلم التركي الملطخ بدماء الأبرياء الكورد, ويستقوون بالكيان التركي اللوزاني, وعند حدوث كل صغيرة وكبيرة سرعان ما يزوروا هذا الكيان الغاصب حتى يزودهم بأوامر وأجندات حسب متطلبات المرحلة. خامساً, كأقلية سنية, يقول لنا التاريخ المدون في بواطن الكتب, لقد جيء بهم في زمن حكم آل عثمان, حين كان العراق وكوردستان يرزحا تحت احتلالهم البغيض. أما أقليتهم الشيعية جاءت بها الدولة الصفوية في إيران عندما احتلت العراق وكوردستان, وزرعتها كقوات عسكرية في مناطق محددة في كوردستان, تماماً كما فعلت الدولة العثمانية على الشريط الحدودي المصطنع مع إيران, بدءاً من المدن الكوردستانية, تلعفر ومروراً بكركوك قلب كوردستان وانتهاءاً بمدينة مندلي وبدرة وجصان السليبة. ودلائلنا على أنهم غرباء عن هذه الأرض, ما يقوله ويقره كتابهم وشعرائهم. هذا هو “ضياء غواك ألب” يناشد جميع الأتراك والتركمان خارج طوران للعودة إلى وطن الأم, يقول:”وطن الأتراك ليس تركيا ولا تركستان … الوطن هو البلد العظيم والأبدي: طوران “. في مكان آخر نقرأ قصيدة لأحد شعرائهم وهو (علي بك حسين زاده) الذي نظمها في التسعينات القرن التاسع عشر تحت اسم “طوران” يناشد (المجريين – Hungary) كإخوان وأبناء طوران: “أنتم, يا قوم المجر, لنا إخوان … وموطن أجدادنا المشترك طوران”. ليس ادعاءاً حين نسميهم بالطورانيين, لقد رأيتم هم يقولون أن وطننا أصلي في طوران على حدود الصين. في مقال آخر ذكرت اسم أحدهم إلا وهو المدعو “حسن طوران” النائب في البرلمان العراقي عن قائمة مجلس الأعلى الشيعي, الذي يرأسه السيد عمار الطباطبائي البهبهاني الحكيم (3), زوج كريمة مرشد الجهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي؟. يظهر أن حسن تركماني هذا, يحن إلى الوطن الأم “طوران” الذي جاء منه والديه, فلذا ألصقه باسمه وصار لقباً له وصار يدعى: حسن طوران أو حسن توران.

أما السيد عمار رئيس المجلس الأعلى الشيعي الذي تأسس في إيران في بداية الثمانينات القرن الماضي وكان رئيسه في حينه شخص إيراني كان رئيساً للإدعاء العام الإيراني اسمه محمود شاهرودي. إن عماراً هذا رغم مواقفه الإيجابية تجاه الكورد وكوردستان وتحديداً مدينتهم كركوك إلا أنه انقلب عليهم وهذه عادة متبعة لدى العرب السنة والشيعة الناطقون بالعربية, أنهم لا يستقرون على رأي واحد اليوم معك غداً ضدك, وخير دليل على ما نقول التصريح الأخير للسيد عمار الذي انقلب فيه 360 درجة على أقواله التي ناصر فيها الشعب الكوردي الجريح. وانقلابه هذا تؤكد لي أنا المواطن الكوردستاني البسيط بأني على الصواب, حين لا أثق بهم ولا بأقوالهم قيد شعرة, وأن كلامهم لا يعدوا حناجرهم, حتى لو كان قائله سيد. هل نسي السيد عمار أنه هو القائل كركوك مدينة كوردية!.  يأتي الآن ويقول ساخراً في حالة إعلان دولة كوردستان ستعترف بها إسرائيل فقط, لا أدري من أين جاء بهذه المعلومة الكيدية الكاذبة التي تحاك في دهاليز المخابرات الدول المحتلة لكوردستان. ثم ما الضير إذا اعترفت بها إسرائيل؟ أنا مواطن كوردي أرى أنه شيء عظيم تعترف بدولة كوردستان دولة وحيدة في العالم عندها شرعية الوجود من القرآن؟ كما جاءت في سورة المائدة آية (21):” يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين”. هل توجد دولة إسلامية أو مسيحية أو غير دينية عندها مثل هذه الشرعية الربانية من القرآن سوى دولة اليهود؟. إذا لا تصدقوني اذهبوا واقرؤوا التفاسير المسلمين لهذه الآية سترون العجب العجاب. في نهاية هذه الجزئية أود أن أقول لأخواتي وأخواني الكورد الشيعة (الفيلية) اصحوا من غفوتكم, كفاكم السير مغمضي العيون خلف هذا وذاك من غير بني جلدتكم, يستغلونكم باسم أشياء تافهة, ألا تعلموا أن قبلتكم السياسية هي هولير (أربيل) وليست بغداد ولا أية مدينة أخرى؟.

دعونا الآن نذهب إلى البيت القصيد في موضوعنا, إلا وهو كوردية كركوك قلب كوردستان. ذكر أبو التاريخ (هيرودوتس) 484-425ق.م. كركوك, وذكر نارها الأزلي التي تخرج من باطن الأرض, وقال: أن الغربيين يسمون النفط “الزيت الميدي” نسبة إلى الميديين أجداد الكورد. وفي العصر الساساني الكوردي عرفت كركوك  باسم “گەرمەکان = Germekan”. وكذلك في المصادر السريانية عرفت بـ” بيت گرمای=  “Bet Germayأي: المنطقة الحارة, لأن كلمة “بيت” في اللغة السريانية والعبرية تعني المنطقة أو المدينة كـ”بيت لحم” وبيت لاهيا الخ. أما في اللغة العربية كالعادة يقلبوا گەرمیان إلى باجرمي وجرمقان وذلك بسبب افتقار اللغة العربية لحرف الـ”گ= G”. لكن عند الكورد لا زال اسم گەرمیان حياً يرزق ويطلق على المنطقة الكوردية السليبة, الممتدة من كركوك إلى بدرة وجصان. وعرفت كركوك في كتاب (قاموس الأعلام), الذي كان الدليل الرسمي للدولة العثمانية, و يعتبر دائرة معارف تركية في العهد العثماني و طبعت في آستانة (اسطنبول) عام (1896م) كالآتي:” كركوك تقع ضمن ولاية موصل التابعة لكردستان. وهي مركز ولاية شهرزور”. وكانت ولاية شهرزور تظم في ذلك التاريخ معظم أراضي جنوب كوردستان.  لكي يطمئن القارئ, هذا النقطة الأساسية التي وردت في (قاموس الإعلام) عن كركوك باللغة التركية العثمانية:” كركوك كردستانك موصل ولايتنده وموصلك 160 كيلومتره جنوب شرقينده وبر صره تەپەلرک آلنندە اولەرق واسع بر اووەنک کنارتندە الخ.

4- أدناه خارطة أخرى, أصدرتها عام (1892م) الدولة العثمانية, التي كان عنوانها الرسمي فقط الإسلام ؟, وفيها ولاية كوردستان كبقية الولايات الإمبراطورية العثمانية حينه, مثل دمشق, وحلب, وبغداد, وتونس الخ, وتشاهد فيها كركوك وموصل كمدينتين كورديتين, كوردستانييتين؟. ونحن بدورنا, نهديه إلى رئيس جمهورية الأتراك أردوغان وعموم الأتراك وأشباههم التركمان وتحديداً ما تسمى بالجبهة التركمانية, التي زرعت في كركوك من قبل جمهورية تركيا الطورانية لمعاداة الشعب الكوردي.

(4)

‌(5)- أدناه خارطة أوروبية رسمها الهولندي (إيساك تيريون) عام (1760م) أي قبل الخارطة العثمانية أعلاه بـ(132) سنة, وفيها كركوك كمدينة كوردية و كوردستانية.

(5)

هل لدى الأحزاب الشيعية الناطقة بالعربية؟ – أعني ما يسمون بالشيعة العرب-, والسنية العربية, وثيقة تاريخية واحدة تثبت وجود العرب في كركوك قديماً؟؟. في المقابل, لدى الكورد والمكتبات الكبيرة في العالم, والمتاحف المعروفة آلاف الوثائق والخرائط العربية والتركية والإيرانية والأوروبية تثبت وجود الكورد  في كركوك وبقية المناطق المستقطعة من كوردستان قبل آلاف السنين؟. إن السياسات السلطات العراقية  القمعية المتعاقبة, ونهجها العروبي العنصري المقيت, جلب العرب أو بالأحرى الأعراب من وسط وجنوب وغرب العراق وزرعتهم في كركوك السليبة كمستوطنين, ومنحتهم امتيازات كبيرة مادياً ومعنوياً على حساب الكورد لتغيير ديموغرافيتها وهذه السياسة العنصرية الهوجاء تفضح وتدين كل عربي أو الناطق بالعربية, كشيعة الوسط وجنوب العراق يدعي أو يزعم دون خجل, أن كركوك مدينة عربية. عزيزي القارئ, دعني أنقل لك مقتطفات مما قاله غير الكورد عن كوردية كركوك, وأولهم إنسان عربي شريف, وهو من أوائل العرب الذين كتبوا عن الشعب الكوردي وعدالة قضيتهم, ألا وهو الدكتور (شاكر خصباك) يقول في كتابه (الكرد والمسألة الكردية) طبع في بغداد عام (1959م) ص (14):” إن الگوتيين هم الذين شيدوا هذه المدينة”. – يعني مدينة كركوك- والگوتيون إحدى القبائل الكوردية القديمة. لقد جاء في كتاب (كركوك وتوابعها حكم التأريخ والضمير) تأليف الأكاديمي الدكتور (كمال مظهر أحمد) ص (11): غدت هذه الحقيقة التأريخية أمراً مسلماً به حتى في الكتب المنهجية العربية العامة, حيث ورد في كتاب “الجغرافية السياسية” تأليف الدكتور (دولت أحمد صادق) وآخرون الطبعة الثانية, القاهرة عام 1961 ص (458) جاء في نصه بهذا الخصوص:الأكراد سلالة منحدرة من أصل شمالي.. وكانت لهم دولة قديمة عاصمتها أراپخا ARAPKHA هي كركوك الحالية. وفي هذا المنحى, يقول الآثاريان العراقيان العلامة (طه باقر) و (فؤاد سفر) في كتابهما (المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة) إصدار مديرية الفنون والثقافة الشعبية في وزارة الثقافة والإرشاد العراقية, بغداد عام(1965)ص (80):” إن اسم كركوك انحدر من (گرگر) وهي اسم بقعة النار الملتهبة خارج كركوك “. وبهذا الصدد أيضاً يقول الدكتور (جمال رشيد أحمد) في كتابه (دراسات كردية في بلاد سوبارو) طبع في بغداد  عام (1984).ص (30):” إن اسم كركوك كان گرگر تيمناً بالنيران التي تتصاعد من حقول النفط التي فيها. ولا زال الاسم باقياً بصيغة بابا گرگر. وهكذا أيضاً يقول العلامة الإيراني (حسن پيرنيا) في كتابه الشهير (تاريخ إيران..) هامش ص (7): “حلوان  كانت قلعة في جبال كوردستان بالقرب من گركوك”. واسم گركوك يعني الآتي: گڕ أو گر يعني في اللغة الكوردية لهيب النار المتصاعد من مادة النفط التي تدفقت من تحت أرضها منذ آلاف السنين وإلى الآن دون انقطاع. وتسبق الـ”گر” أسماء أخرى بمعنى الحار ,الدافئ ,القيظ الخ. كالرياح الحارة التي تسمى باللغة الكوردية “گڕە” والنار نفسها تسمى “ئاگر”. حتى أن كركوك نزولاً إلى خانقين وبدرة وجصان مروراً بمندلي وشهربان وجلولاء الخ, تسمى منذ القدم “گەرمیان” أي: المنطقة الحارة. أما اسم “كوك” الذي هو الشطر الثاني في اسم “گر- كوك” يعني في اللغة الكوردية مستمر, دائم, وبهذا يكون اسم على مسمى باللغة الكوردية القديمة والحديثة, بمعنى النار الأزلية, التي لم تنطفئ منذ آلاف السنين, وكانت لها صفة التقديس عند الكورد القدامى, فلذا سميت “باباگرگر” لأن اسم بابا مقدسة في الأديان الكوردية التي سبقت الإسلام والمسيحية وإلى يومنا هذا, وقدم الكورد لـ”بابا گرگر” النذور والأضاحي لدرء المخاطر, وفي العصور الغابرة تذرعت بها نساء الكورد الحوامل حتى ينجبن الذكور, مبتهلات,  متوسلات:” بابا گرگر بە گر هاتم… بابا گرگر بۆ کوڕ هاتم = بابا گرگر توجهت إليك على جناح السرعة … بابا گرگر أطلب منك أن يكون وليدي ذكراً “. دعونا ننتقل إلى شهادة أخرى وهي (دائرة المعارف التركية) طبعت في أنقرة عام (1972) في الجزء الـ(20) ص 495-499 تقول:” غزا تيمور لنگ منطقة كركوك سنة (1403م) في عهد الإمارة الكوردية الجلائرية التي كانت مدينة (تاووق – داقوق) تابعة لكركوك التي كانت عاصمتها. ودُمرت في عهد أحمد الجلائري الكردي. وتذكر أيضاً, أن هذه الإمارة الكردية تشكلت في كركوك وحولها عام (564هـ) من قبل (بابا أردلان)التابع لعشيرة (گوران) الكردية”. أضف لما قلنا, هناك عشرات الموسوعات العالمية تقول:إن كركوك مدينة كوردية وكوردستانية. من هذه الموسوعات المعتمدة: الموسوعة الدانمركية, التي تقول:”كركوك هي مدينة حقول النفط, تقع في شمال شرقي العراق, وهي جزء من كوردستان”. وكذلك تقول الإنسكلوبيديا النرويجية: كركوك مدينة في كوردستان العراق” وأيضاً الموسوعة الألمانية تقول:”أن كركوك ضمن كوردستان تاريخياً”. تقول الموسوعة العربية العالمية:” تعد كركوك عاصمة المجموعات الكوردية في الشمال”. كما جاء ذكر كركوك في المجلد السادس من مجلة القفقاس للجمعية الجغرافية الملكية الروسية, استناداً إلى المعلومات التي ذكرها ونشرها المهندس الروسي (سوسيب يوسف) المعروف بـ(جيرنيك) على أثر زيارة التي قام بها للمنطقة بين سنة (1872- 1873م) لدراسة إمكانية الملاحة النهرية في حوضي دجلة والفرات, قدر سكان كركوك في ذلك التاريخ بـ(12- 15) ألف نسمة, مؤكداً باستثناء (40) عائلة أرمنية فأن باقي السكان هم من الكورد”. أيضاً الموسوعة البريطانية في مادة كركوك تقول: أن مدينة كركوك تقع على مشارف سفوح جبال زاگروس بإقليم كردستان. و(شمس الدين سامي) الكاتب التركي العثماني كتب في كتابه (قاموس الأعلام) المجلد الخامس طبع سنة (1896م) يقول:” أن كركوك مدينة في ولاية موصل بكردستان”. وفي صفحة (15) في كتابه المذكور يقول الدكتور (كمال مظهر أحمد) أن المصادر السريانية تقول عن كركوك وتوابعها (بيت گرماي) وهو الاسم الكوردي, أي: المنطقة الدافئة أو الحارة, كما أسلفنا هذا ما يقوله الكورد إلى اليوم لكركوك وتوابعها “گرميان” أي: المنطقة الدافئة أو الحارة. وفي شرقي كوردستان (إيران) يطلقوا على عموم جنوب كوردستان التي تبدأ من زاخو و شنگال إلى بدره وجصان “كردستاني گرم ” أي: كوردستان الدافئة أو الحارة, لأن شرقي كوردستان تقع في أعالي كوردستان وجوها بارد قياساً بجنوب كوردستان الدافئ. نحن نسمي شرق كوردستان بكوردستاني كويستان, بمعنى كوردستان الجبلي. وفي صفحة (21) في ذات المصدر المشار إليه, يقول الدكتور كمال مظهر:” يحدد العديد من الباحثين, منهم المستشرق الإنجليزي المتخصص في “الجغرافية التأريخية للبلدان الإسلامية” (گ.سترنج –  (Guy Le Strange )1854- 1933م) موقع مدينة – شهرزور- بياسين تپه القريبة من مدينة كركوك الحالية يلخص المستشرق نفسه الحقائق الآتية عن مدينة كركوك و كورة “شهرزور” بالاستناد إلى ابن خرداذبة وابن قدامة وابن حوقل والقزويني والمستوفي:”على مسيرة أربع مراحل شمال غربي الدينور مدينة شهرزور في كورة شهرزور. وقد ذكر ابن حوقل في قرن العاشر الميلادي شهرزور مدينة حصينة عليها سور يسكنها الأكراد, وقد سرد أسماء قبائلهم المثبتة في تلك الأرجاء و كانت من رغد العيش, وكثرة الرخص, وخصب الناحية, بحالة واسعة وصورة رائعة”. و وصفها الرحالة ابن المهلهل في القرن العاشر الميلادي على ما اقتبسه منه ياقوت الحموي بقوله: “شهرزور مدن و قرى, فيها مدينة كبيرة, وهي قصبتها في وقتنا هذا” وكان أكراد هذه الكورة – الكورة تعني المدينة, مصطلح إسلامي- حين زارها ابن المهلهل تنشئ ستين ألف بيت. وحين كتب المستوفي في المائة الثامنة كانت شهرزور مدينة زاهرة, وأهلها أكراد – كانت كركوك عاصمتها-“. وذكر كركوك كمدينة كوردية  دائرة المعارف الإيرانية ج (12) ص (18278) تقول:” كركوك مدينة جميلة تقع في شمال العراق, لها قلعة مبنية على ربوة, والمدينة تحيط بها من كل جانب. إن سكانها من الأكراد, والمدينة إحدى مراكز استخراج وتصفية النفط. عدد سكانها (65000) ألف إنسان”. في عام (2014) أجرى الصحفي (غسان شربل) من جريدة الحياة اللندنية لقاءاً صحفياً مع رئيس إقليم كوردستان (مسعود البرزاني), في سياق الحديث قال رئيس كوردستان لمحاوره: قال لي صدام حسين:” نحن لا ننكر أن كركوك كوردية, لكن لا يمكن أن نعطيكم إياها, لأنها قاعدة جاهزة لإعلان دولة… كل شيء إلا كركوك”. لقد صدر هذا الاعتراف نصاً من الديكتاتور صدام حسين. وفي لقاء آخر مع القيادي الشيوعي (مكرم طالباني) قال له صدام حسين:” إن الدولة الكوردية قادمة لا محالة. سأله طالباني: كيف. قال صدام:” إنك حين تقود سيارتك داخل كوردستان العراق تسير في الأراضي الكوردية ساعات وساعات حتى تقطعها. وفي تركية أيضاً, تسير ساعات طوال حتى تعبر كوردستان. وهكذا في كوردستان إيران وسوريا, ويضيف صدام: شعب بهذا الحجم الهائل أرضاً ونفوساً حتماً سيأتي يوم يؤسس دولته الوطنية أسوة بدول العالم”. بعد كل ما قيل, وكل هذا التاريخ المدون عن كركوك الذي يوصفه كمدينة كوردية وكوردستانية, ألا يستحي التركي أو التركماني حين يجتر و يدعي بلسان بلسان عربي وقلب طوراني: أن كركوك تركمانية!! مع أنها كمدينة مذكورة مع بُناتها الكورد في بواطن كتب التاريخ العربي والتركي والإيراني والأوروبي قبل مجيء العرب والأتراك والتركمان إلى المنطقة بآلاف السنين.

في دراسة أكاديمية قام بها الأستاذ (قيس قرەداغي) عام (2007) عن التمثيل النيابي الكوردي لمحافظة كركوك  في دورات المجلس النواب العراقي في العهد الملكي يقول: يكثر الحديث عن عائدية كركوك إلى قومية معينة دون سواها ويسوق كل فريق ما لديه من أدلة عقلية ونقلية لدحض ما يطرحه الطرف الآخر, – أين هي الأدلة العقلية والنقلية لغير الكورد!!- وأنا أرى أن التمثيل النيابي لمحافظة كركوك في العهد الملكي في العراق (1925 – 1958) يمكن أن يكون مصدرا موثوقا لخارطة الأثنيات نظرا لما أصابت الأخيرة من تشويه للطوبوغرافيا والجغرافية وطمس حقائق تكوينتها من خلال تطبيق سياسة التعريب المنظم فيها منذ عقود من عمرها حيث أختلط الحابل بالنابل بشكل يصعب رؤية الحقيقة المختفية وراء غبار سياسة التطهير العرقي قي كركوك. فسياسة التعريب حملت نتائج وخيمة وظالمة على حياة الناس في تلك المحافظة في عهد النظام السابق وحتى بعد سقوطه حيث مرت سنوات عدة دون التوصل إلى تفعيل المادة ( 58 ) من قانون إدارة الدولة أثناء فترة مجلس الحكم والمادة ( 140 ) في الدستور الدائم الذي حدد لها سقفا زمنيا ينتهي في نهاية هذه السنة ( 2007 ) , حيث يتم بموجبها استفتاءاً لأهالي المحافظة بعد تطبيع أوضاعها ورفع الشاذ من الإجراءات السابقة فيها, يختار أهل كركوك الإقليم الذي يريدون الانضمام إليه. دعونا الآن نلقي نظرة فاحصة على عدد الدورات الانتخابية ونسبة نواب الكورد:

الدورة الانتخابية الأولى:

عام ((1925)) مثل لواء كركوك أربعة أعضاء, ثلاثة منهم كورد, وهم كل من: سعيد حسين, وحبيب طالباني, ورفيق خادم السجادة, وتركماني واحد. لا نجد نائباً عربياً ولا آشورياً. نسبة الكورد فيها 75%  على مستوى كركوك.

     

الدورة الانتخابية الثانية:

عقدت أول جلساته عام (1928) مثل لواء كركوك أربعة نواب ثلاثة منهم كورد والآخر تركماني وهو علي قيردار, أما الثلاثة الكورد فهم كل من حمه سعيد حاجي حسين, ومصطفى أفندي, ومحمد باشا جاف. لا نجد نائباً عربياً ولا آشورياً. نسبة الكورد فيها 75% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الثالثة:

بدأت عام (1930) مثل لواء كركوك أربعة أعضاء, وهم كل من: حبيب طالباني, وسليمان فتاح, و مصطفى أفندي, والرابع علي قيردار تركماني. في هذه الدورة ايضاً لا نجد نائباً عربياً ولا آشورياً. نسبة الكورد فيها 75% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الرابعة:

بدأت عام (1933) مثل لواء كركوك أربعة أعضاء وهم كل من: جميل مجيد باشا بابان, وسليمان فتاح, وفوزي علي, ومحمد علي قيردار, الأسمين الأول والثاني شخصيتان كورديتان والثالث (ليس لدية معلومات عنه) والرابع تركماني وهو والد النائب علي قيردار الذي كان نائباً في الدورات الانتخابية الأولى والثانية والثالثة. لو استثنينا الشخص الثالث الغير معروف تكون نسبة الكورد أيضاً 75% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الخامسة:

عقدت عام (1934) ونواب كركوك هم كل من: جميل باشا بابان, وخليل زكي, ومحمد حاجي نعمان, وحبيب طالباني, ومحمد علي قيردار, كما يبدوا أن نائباً أضيف إلى عدد نواب كركوك, من مجموع خمسة نجد ثلاثة كورد وأثنين تركمان. نسبة الكورد فيها 60% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية السادسة:

بدأت أعمالها عام (1935) وقد زاد أثنين من عدد نواب كركوك فأصبحوا ستة نواب أربعة منهم كورد وهم كل من: فائق طالباني, وعلي رضا عسكري, وداود بيك جاف, وسليمان فتاح, بالإضافة إلى خليل زكي, أعتقد هذا الأخير من التركمان, أما داود الداود فلا أعرف كنيته بالضبط, ربما من الطائفة اليهودية أو الآشورية أو من الطائفة الكاكائية الكوردية حيث كان لهم شخصية بهذا الاسم.أيضاً نسبة الكورد فيها 60% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية السابعة:

انعقدت أولى اجتماعاتها عام (1937) وكان عدد نواب كركوك في هذا المجلس ستة أعضاء, نجد لأول مرة نائباً عربياً بين النواب وهو عاصي العلي رئيس عشيرة العبيد الذين جاءت بهم السلطات العراقية واستوطنتهم في الحويجة التابعة لكركوك, بالإضافة إلى هذا المستوطن العربي, نجد كل من قادر طالباني, وأحمد آغا, ومحمد برقي, ويوسف إبراهيم سوف, وحسين آغا نفطچي وهذا الأخير أيضاً كوردي من عشيرة الزنگنة القاطنة في تخوم منطقة گرميان الممتدة بين ناحية سنگاو وقضاء كفري وناحية ليلان بما فيها قرى من ناحية ليلان التابعة لقضاء المركز كركوك وكانت عائلته قد امتهنت تصفية النفط بالطرق البدائية منذ القدم وكانت هذه العائلة تقطن منطقة قادر كرم حيث المنابع الكثيرة التي تتدفق منها النفط  ويتراوح عدد تلك الآبار أكثر من مائة عين وبعد انتقال العائلة إلى كركوك احتفظت بمهنتها وأصبحت من أغنى أسر كركوك ويذكر ساكني مدينة كركوك القطعة المثبتة على مسكن هذه العائلة التي تؤكد هذا الاعتقاد فحتى أوائل الخمسينات كانت القطعة المذكورة مثبتة ومكتوب عليها منزل ( حسين آغا الزنگنة ) ويؤكد الكثير من الباحثين هذا الرأي ومنهم العلامة عباس العزاوي المحامي صاحب المجلدات الثمان من تاريخ العراق بين إحتلالين وآخرين أما الباحث مير بصري فيؤكد كورديته غير إنه صنفه ضمن أعلام التركمان استنادا إلى إدعاء السياسي التركماني عزيز صمانجي وكذلك الباحث عبد المنعم الغلامي ينسب النفطچي إلى عشيرة الزنگنة الكوردية في كتابه (الأنساب والأسر). للعلم, أن كركوك كانت لفترة طويلة مركزاً لولاية شهرزور. لا نجد تركمانياً في هذه الدورة وكان عدد الكورد فيها خمسة أعضاء إلى عضو واحد عربي. أي: أن نسبتهم في هذه الدورة تجاوزت 80% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الثامنة:

عقد المجلس أولى جلساتها عام (1937) كان عدد نواب كركوك في هذا المجلس ستة وهم كل من: حسين آغا نفطچي, وعاصي العلي العبيدي, وجميل بيگ بن مجيد باشا باباني, ووهاب طالباني, وأحمد آغا, وأحمد آغا يعقوبي, الذي دخل البرلمان لأول مرة, يقول بعض التركمان أنه تركماني ويعتقد  الباحثين الكورد منهم العلامة جميل بندي روژبياني وعوني داوودي أنه كوردي. لو نفترض جدلاً أنه تركماني أيضاً تكون نسبتهم واحد مقابل خمسة من الكورد, وبهذا تكون النسبة 80% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية التاسعة:

عقد أول اجتماع للمجلس النيابي عام (1939) وكان عدد النواب ستة كالدورة السابقة, وهم كل من: دارا بك وهو كوردي من عشيرة الداووده, ومحمد حاجي نعمان, أحد الناشطين في الحركة التحررية الكوردية, وفائق طالباني, وأمين رشيد هماوندي, وداود بيگ جاف, والتركماني جميل قيردار, يظهر من أسمائهم خمسة من الكورد وتركماني واحد. ولم يُنتخب أي عربي وأشوري. أيضاً النسبة 80% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية العاشرة:

عقد أول اجتماع لها عام (1943) كان عدد نواب الكورد خمسة مقابل تركماني واحد. وهم: دارا بگي داوده, و سليمان فتاح, وداود بگي جاف, ومحمد حاجي نعمان, وعبد الوهاب طالباني, والتركماني جميل قيردار. تكون النسبة 80% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الحادية عشر:

افتتحت اجتماعات هذه الدورة عام (1947) وأنتخب فيها ثمان نواب من كركوك منهم ستة كورد وتركماني و كامل يعقوبي لا نعرف عنه شيئاً من ناحية انتمائه القومي سوى مزاعم الطرفين من الكورد والتركمان, فالنائب التركماني هو أمين قيردار,والنواب الكورد هم: فاضل طالباني, وداود بگي جاف, ودارا بگي داوده, و سليمان فتاح, وأمين رشيد هموندي, وصالح نعمان. النسبة 85% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الثاني عشر:

عقدت اجتماعها الأول عام (1948) ونواب كركوك فيها من الكورد: داود بگي جاف, و أمين هماوندي, وعبد الوهاب طالباني, ومحمد حاجي نعمان, وعلي رفيق, والتركماني ناجي هرمزي, و أحمد يعقوبي المؤرخ (جميل روژبياني) أنه من القومية الكوردية. ونجد بين النواب في هذه الدورة نائباً جديداً وهو عبد الله سليمان, ولا أعرف عنه شيئاً. نسبة الكورد 80% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الثالثة عشر:

عقد أول اجتماع لهذه الدورة عام (1953) وفيها لكركوك ثمانية نواب وهم من الكورد: أمين رشيد هموندي, و داود جاف, و فاضل طالباني, و محمود بابان, و التركماني أمين قيردار وإبراهيم نفطجي وكامل يعقوبي وهما ما الأسر الثرية في كركوك ذات ثقافة عثمانية وأصول كوردية وكذلك النائب عبد الله سليمان. نسبة الكورد 70% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الرابعة عشر:

جرت انتخاباتها عام (1954) ونواب الكورد فيها: داود بيگجاف, و حبيب طالباني, و حسين خانقاه, و محمود بابان, ومن تركمان أمين قيردار, و عبد الله آوجي وزين الدين قنبر وهو تركماني شيعي وكذلك كامل يعقوبي ولا يوجد بينهم عربي. نسبة الكورد 70% على مستوى كركوك.

الدورة الانتخابية الخامسة عشر:

بدأت أعمالها أيضاً عام (1954) – في بداية تأسيس الكيان العراقي كان  الملك المستورد غالباً ما يلغي البرلمان بعد عام أو أقل ويدعو إلى انتخابات جديدة, فلذا نشاهد انعقاد برلمانين جديدين في عام واحد- وكان عدد نواب كركوك فيها ثمانية. وهم: أمين رشيد هموندي وحسين خانقاه وداود بيگ جاف و محمود بابان ومن التركمان كل من أمين قيردار وسليمان بيات ( ينتخب لأول مرة وهو رئيس عشيرة البيات وهي عشيرة تركمانية كبيرة تقطن ناحيتي آمرلي وسليمان بيك غير أن رؤوساء البيات تقربوا إلى النظام وغيروا قوميتهم التركمانية إلى القومية العربية وأصبحت اللغة العربية لغتهم الرئيسية حتى في أحاديثهم الخاصة ولكن بلكنة تركمانية واضحة) بالإضافة إلى إبراهيم النفطجي وكامل اليعقوبي, فإن أسلمنا إلى أن إبراهيم النفطجي وكامل اليعقوبي من التركمان ( وأنا أميل إلى هذا الرأي لان الانتماء هو شعور الشخص نفسه وليس أصله القبلي إلا إذا صرح الشخص بأصله بنفسه)  يكون العدد في هذه الدورة مناصفا بين الكورد و التركمان ولأول مرة في العهد الملكي ولا نجد بينهم عربي واحد . أما الدورة الانتخابية السادسة عشر عام (1958) فهي مهزلة تدخل فيها البلاط الملكي بشكل سافر لذا نتجنبها, ولا تستحق الذكر.

23 04 2017

 

إذا لم تظهر لك الخرائط والصورة المرفقة بالمقال اكتب في حقل الجوجل (Google) التالي:                                                                  1 و2 – إذا تعذر مشاهدة أية من الخريطتين, اكتب: “محمود الكاشغري”.                                                                      3-  إذا لم تظهر الخارطة التي بينت فيها الدول التي تنشر الدعارة ومنها تركية, اكتب فقط: الدعارة.                      4- عن لقب السيد عمار الحكيم بالطباطبائي البهبهاني, يعود إلى بدية الستينيات القرن الماضي, حينها علق والدي صورة لجد السيد عمار ألا وهو السيد محسن الحكيم وكُتب تحت الصورة:” مرجع الشيعة الأعلى السيد محسن الطباطبائي البهبهاني الحكيم”.                                                                                                                 5- اكتب: خارطة كوردستان في العهد العثماني.                                                                                6- اكتب: كركوك في الخرائط القديمة.                             

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *