قِف! لا تزرع جسم غريب في رأسي

أقر بان العنوان نوعاً ما فيه شيئ من الغموض، ولكن لصاحب الفطنة والخبرة لاتفوته معنى الجملة، انها تحذير لكل من يعرف ويتعرف على طبيعة وفكرالاخر ويريد ان يبلعه كالحوت ويلغيه وكانه هو سبب وجوده، ويزرع فيه خواصه الغريبة عنه، وبالتالي هناك الالغاء والتمرد باسم الحب والمعرفة

قبل ان تعرفني وتحترمني أعْرف من “أنا”، انا الانسان مثلك له خواصه وثقافته ومعرفته وتاريخه ومطباته وسلبياته وايجابياته ومواقفه واعماله والظروف التي مر بها خلال مسيرة حياته منها الذاتية والموضوعية،،،، نحن مشتركين بكل هذا ،، انا وانتَ وانتِ وانتم وانتن،، مفرد/ كشخص بشري وجمع/ كمنطقة وارض ومكون ومذهب وطائفة وحزب وكنيسة وجامع، كل هذه مشتركات خاصية متناقضة احياناً كثيرة، داخل الدين الواحد نفسه والمذهب والطائفة، وكذلك ان اردنا الواقع كما هو يجب تقسيم المقسم، هناك انقسام فكري وسياسي وثقافي وتربوي داخل المكون الواحد، نتكلم عن الكلدان قبل السريان وعن الاشوريين قبل الارمن، ونتجه نحو الاخوة الشيعة قبل السنة واليزيديين قبل اولاد خالتنا الصابئة المندائيين،،، وهلم جرا

النتيجة هنا – اننا نشترك في الانقسام والتشرذم وهذا يوحدنا في الجانب السلبي من الحياة، عليه نجتمع على مائدة الحوار ونحن نحمل خواصنا (المقسمة) ونضعها على المائدة، هنا الخطأ الذي نقع فيه دائماً لذا تكون النتيجة سلبية حتماً بعدم التوافق بسبب تنافر الخواص الذي احملها ككلداني تجاه اخي الكلداني الاخر!! وكلداني تجاه اخي الاشوري! وهذا ينطبق على الاشوري نفسه حتماً! وكذلك الكلداني والاشوري مع السرياني والعكس صحيح ايضا، ونتجه صوب الشيعة والسنة مع انتماءاتهم الحزبية والسياسية والمذهبية والطائفية والعشائرية وارتباطاتهما الداخلية والخارجية، واحزابنا وارتباطاتنا السياسية والحزبية مع الاحزاب والتيارات العربية والكردية والتركمانية والشبكية! انها خارطة تشبه نول الخياطة في معمل النسيج وقد قطعت وتقاطعت خيوطه والماكنة تعمل ولكن فجأة تقف لانها لا يمكن ان تعمل وتشتغل بشكل صحيح الا عندما تكون جميع الخيوط مترابطة ومتوازية لتنتج خام عراقي اصيل

اليوم ماكنتنا العراقية شبه متوقفة كواقع مرير وما نتائج الـ8 سنوات الماضية وليس الـ100 يوم! داخلياً وخارجياً خير دليل على كلامنا، ولننزل من الوطن الى القوميات (من هو البطل الذي يقول عفواً الذي يبرهن على ارض الواقع؟! لان القول والكلام لا ضريبة عليه في عراقنا اليوم) ان قوميته ليست مشتتة ومتفرقة باحزابها وتياراتها ومكوناتها ومذاهبها وطوائفها وحتى شخصياتها، محتمل ان احداً يقول ان هذا طبيعي وصحي ايضاً، نحن معه نؤكد ان التنوع والتعدد هو طبيعي وصحي ووجوب الوجود، ولا نجد عكس ذلك الا عندما ننتقل الى العالم الاخر، ولكن سؤالنا هو: هل للتنوع والتعدد معنى بدون الاعتراف به! الاعتراف به يعني زرع نسمة الحياة فيه، يعني الاعلان عن وجوده ووضع الامل في بسمة وامن وامان وسلام، انه قبول الاخر كما هو وهذا من اصعب الامور اليوم،  نعيش الان في العراق فوضى بسبب عدم الاعتراف بالاخر كما هو بل نقبله كما نحن نريد، وهذا ينافي كرامة الشخص البشري وحريته الشخصية المكفولة قولاً فقط اي مكتوبة على الورق ليس الا! والانكى اعتبار المختلف عني دينياً او مذهبياً او طائفياً على انه خارج دائرتي او فلكي!! لذا يعتبر كافر!! انه غريب!! ألغيه كانسان وكشخص بشري عن طريق افرض خواصي القومية والدينية والمذهبية عليه، وازيد الطين بلّة عندما افرض فكري ومنهاجي الحزبي واضع الاخر المختلف عني تحت مجهر مختبري الفكري الخاص باية طريقة ، بالترهيب والترغيب وشراء الذمم والفكر وحشو الفم بحفنة من وساخة اليد كما يسمون الدولارات،،،الخ!! مع العلم ان الحرية الشخصية المكفولة في الدستور والقوانين المرعية، وهذه القوانين لا تخولني ان افعل ذلك حتى باتباعي وخاصة من صوتي لي ووضعوني على الكرسي المدور!! المدور في المعنى السياسي انه لا يدوم لكَ، ونتيجة افعالي – كمراهق سياسي – خلقتُ بممارساتي وافعالي الفتنة والفوضى، خير مثال هو العلاقة بين الكتل السياسية التي في الحكومة وعلاقاتها السياسية والادبية والاخلاقية وحتى الوطنية واحدة مع الاخرى والتفاصيل معروفة، اذن هناك تصفية حسابات – قتل – اختطاف – لا حقوق انسان ولا بطيخ – ترقيع هنا وهناك – فساد كمرض السرطان في الجسم – تغيير في نفسية الفرد وتأثير ذلك على المجتمع – مزيد من اطفال الشوارع والقمامة – لا امن ولا سلام،،،،،

وماذا بعد؟ العراق اليوم قد زُرع فيه جسماً غريباً عمداً عند البعض، وسهواً عند البعض الاخر، مثل ذلك الجراح الذي ينسى ملقط او سكين جراحة او مقص في بطن مريض، وان كان اهمال من طاقمه الطبي ولكن هو المسؤول الاول عن الحالة، هنا لا يعلنها الا عندما تكتشفها الاشعة – الاشعة هنا ترمز الى محاربي الفساد ونشطاء حقوق الانسان واصحاب الافكار الحية والنظيفة الذي لا يقبلون زرع جسم غريب في افكارهم، انهم الاصليين والاصلاء من هذا الشعب المؤمنون بالعدالة والمساواة – الاشعة هي التي تُشَخّص العلة ومكان وجود الجسم الغريب، لانها تعترف وتشعر بألم المريض الذي هو

الوطن والمجتمع بتنوعه وتعدده ولا تفرض فكر واحد او دين واحد او مذهب معين او طائفة لتكون هي الاعلى والاقوى والاسمى والباقين درجة ثانية ورابعة وسادسة، المريض (العراق) لا يتعافى الى حين!! تعني اكثر من 8 سنوات اخرى واكثر ما دام هناك حرب بين الدين والدولة والسياسة، وما دام النموذج اللبناني يطبق بشكل او بآخر على ساحتنا، ملعبنا اسمه العراق! ولاعبينا هم عراقيون المفروض ان يكونوا غير مطعمين من لاعبين اجانب، ومع استمرار قسم من الفرق الاعتماد على اللاعب الاجنبي نبقى نضيف ثمانيات -88888 اخرى على الـ 8 سنوات عجاف الماضية، حتى ذلك الحين لا نقبل ان تزرعوا في فكرنا اجساماً غريبة، ونبقى داخل القوطية التي لا منفذ لها الا عندما يراد فتحها مثل علب السردين! عندما نفيق عندها لا نرى الا خيال القطار وهو يلهب الارض نحو الامام وهناك التطور والتقدم والعيش الامن، لقد فاتنا ونحن نركض وراءه الى ان يقطع انفاسنا وبدون جدوى لاننا تمسكنا ولا زلنا بفرض خواصنا على الاخرين! نقول بصوت عال: ليس ذنبنا ان اعترفنا بكم كما انتم، وحذاري ان تفكروا في زراعة جسم غريب في رأسنا وعقلنا وافكارنا لأننا قررنا ان نلحق بالقطار ونركب باحدى عرباته نحو المستقبل الآمن

www.icrim1.com

shabasamir@yahoo.com

You may also like...