قصيدة حنين الى صديقي رياض البكري / خلدون جاويد

 

” في عام  1965 كنا لانفترق …بكـّرَ هو في العمل السياسي وكأنه صعـّادة ضوء .. اعدم في منتصف السبعينات . ظل طيفه الدامع لاصقا بعيني .. كان رفيق الكفاح المسلح . ولذا فهو من اشجع الشعراء والمناضلين في صفوف القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي . لو كانت قد سقطت الفاشية على يد عراقيين مثله ، ومثل  جماهير حزبه  ،لما توالت علينا الأهوال والاندحارات  .    

 

معي في كلامي

معي في السكوتْ

معي في الشوارعْ

معي في البيوتْ

ومن حضن امي

الى جوف تابوتْ

معي دائما ياصديقي رياضْ

ستبقى

دما عالقا

في اللِحاظ ْ

 

معي في المنافي

معي في الوطن ْ

نجوب الظلام

نشق الكفنْ

نزيح الترابَ

الخرابَ العَفـَنْ

وكالنسر نهوي بكل انقضاضْ

على عُـنـْق اعدائِنا  يارياضْ

 

حنيني اليك بلامنتهى

تقضّتْ حياتي

وعمري انتهى

لقد شنقوا يارياض المَها

وقد ذبلتْ في الربيع

الرياضْ

معي دائما دائما يارياضْ

 

لقد نال منك الوحوش الطغاة ْ

وما انتزعوا منك

سر الحياة ْ

أيا ليثَ دجلتنـِا والفراتْ

دماؤك سالتْ

ودمعيَ فاضْ

معي دائما دائما يارياضْ

 

تعالَ وعاينْ عراق الشرورْ

فما انزاح ليلٌ

ولا لاح َ نورْ

لقد جفّ نبعا عراقُ الزهورْ

فناءٌ  يحاصره

وانقراضْ

معي دائما دائما يارياض

 

 “رفاقيَ ” قالوا غدا ننتصرْ

وما زال بركانهم

يستعرْ

رفعتُ عتابا وقالوا انتظرْ !

فما الفجر لاح

ولا الديك باضْ !

معي دائما دائما يارياض

 

رياض المُمَجّد سادَ الظلامْ

هو الليل أطبـَقَ

والظلم دامْ

منائرنا اُسقطت

والحمامْ

توفي

أنقوى على الانتفاضْ ؟

وراياتنا اُحرقتْ يارياض !

 

معي دائما في السراب البعيدْ

على ساعدي

نقشُ اسم الشهيدْ

كثير العذابات باك ٍ وحيدْ

ولكن آمال شعبي العـِراضْ

ستورق

رُغـْـمَ البـُكا يارياضْ

 

برغم الجروح

وموت النهارْ

ورغم التشرذم رغم السفارْ

هنالك في آخر الليل

نارْ

بحار من الجمر سبع ٌ تـُخاضْ

لكي لايموت السنا يارياضْ

 

حبيبي رياض الشهيد الأشمْ

عراقك نهران دمعٌ ودمْ

سنمضي

برغم الفنا والعدمْ

فمن بعد كل سواد ٍ ،  بياضْ

هو الفجرُ ، مُـنتـَظرٌ  يارياضْ

 

*******

3/2/2011

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *