قراركم غير مناسب

القرار الذي اتخذه مجلس النواب العراقي بشأن إقالة محافظ نينوى أثيل النجيفي حظي بإهتمام محلي ودولي،وبينما هناك من فرح بصدور هذا القرار وعده إنتصاراً، وهناك من أبدى رفضه لهذا القرار الذي جاء ربما لتقويض المساعي التي بذلت ولاتزال من أجل تحرير نينوى من قبضة”داعش”.

فبغض النظر عن قانونية ومشروعية هذا الإجراء الذي اتخذه البرلمان العراقي،هناك أطراف سياسية متنفذة كانت على مدى سنوات طويلة تسعى لأزاحة محافظ نينوى فكانت تستهدف نينوى وأهلها من خلال محافظهم،وهذا ما جاء في حديث المحافظ الذي قال:”على مدى سنوات تعرضت للكثير من الضغوطات من أجل مغادرة منصبي،إلا أنني واجهت تلك الدعوات بحكمة،إلا أن تلك الضغوطات مع توالي الأيام ازدادات وهي التي دفعت بمجلس النواب العراقي لأصدار قرار بإقالتي من منصبي”.

ويرى البعض أنه مع قرب إنتهاء أعمال اللجنة النيابية بشأن التحقيق بسقوط الموصل،وإعلان تقريرها النهائي الذي ربما يحمل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المسؤولية القانونية عن إنسحاب القطعات العسكرية في الموصل والتخلي عن الدفاع عنها، بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية في ذلك الوقت،وبما ان محافظ نينوى اكد اكثر من مرة أن لديه ما يثبت تورط المالكي بإصدار أوامر الأنسحاب للجيش في الموصل، لذا كان لابد من التحشيد ضد المحافظ والنيل منه،فجاء قرار الإقالة بمباركة هؤلاء ومعهم بعض نواب عن نينوى فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة محافظتهم وأهلها.

وبدورنا نرى أن الوقت لم يكن مناسبا لأقالة محافظ نينوى،سيما في ظل أوضاع المحافظة وأجزاء منها تخضع لسيطرة ظلاميي”داعش” وأهلها ما بين نازحين ومحاصرين داخلها.

إن سياسة الحكومة الإتحادية تجاه نينوى يبدو انها لم تتغير كثيراً،سيما من خلال تصريحات المسؤولين في بغداد حول نينوى وأهلها، والإجراءات التي تتخذها بشأن المحافظة،وإلا ماذا يعني إقالة محافظ نينوى في هذا الوقت بالتحديد،والذي سبق هذا القرار قرار وزارة الداخلية بنقل الالاف من شرطة نينوى من معسكر تحرير نينوى إلى معسكر سبايكر في محافظة صلاح الدين.

إن هذه القرارات تدفعنا جميعا أن نتوحد ونتعاون من أجل أن تبقى نينوى لأهلها من خلال تطهيرها أولا ومن ثم منع الغرباء من دخولها والعيش فيها.

فنحن في ا لحزب ا لديمقراطي الكوردستاني وكذلك حكومة الإقليم حريصون على ان تأخذ نينوى دورها الحقيقي وتنهض من جديد،وقد صرح السيد الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان بذلك حين قال:” لا ينبغي أن تتأخر معركة تحرير الموصل أكثر” في إشارة منه إلى ضرورة الإسراع لتحرير الموصل ،دليل على مدى حرصه على اهالي الموصل بمختلف مكوناتهم لفك أسر المحاصرين بداخلها،وإعادة النازحين إلى منازلهم ومناطقهم.

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *