قراءة فيما كتبه بعض من كتابنا عن محافظة سهل نينوى/عبد الاحد مرقس

 ارتأيت كثيرا في الكتابة والخوض في هذا الموضوع لما له الكثير من الحساسية والرؤى السياسية والأفكار والتوجهات المختلفة وحتى في التطبيق مستقبلا ان استحدثت المحافظة المزعومة . وثانيا لاعطاء الوقت الكافي للاطلاع على ما كتبه بعض الكتاب من ابناء شعبنا بهذا الخصوص بين المؤيد والرافض ومن يعطي وجهة نظر او فكرة مستقلة للمشروع ومن خلال قراءتي لجميع او اغلب المواضيع التي كتبت بهذا الصدد سوف أتناول ثلاثة مواضيع مختلفة الرؤيا والطروحات …..
الموضوع الاول … بعنوان خطاب غير مسؤول للكاتب حازم زوري …. في بداية مقاله يذكر الكاتب … تنبري بعض الأقلام من اوساط شعبنا ومن نخبه الثقافية بخطاب انهزامي ومشكك لبعث الريبة في نفوس ابناء قومهم …. لقد وصفت هؤلاء الكتاب بالنخبة الثقافية اي لهم باع في الثقافة والأدب وهنا اقول لك ان هذه النخبة لهم الهام وثقافة ودراية في اي موضوع يكتبونه وهم مادام يتحلون بهذه الصفة التي انت وصفتهم بها فلا يمكن ان يكتبوا مقالات انهزامية وانما يكتبون وينقلون الحقيقة المرة والمؤلمة التي يعيشها ابناء شعبنا في الوطن الام وان الاختلاف في الرؤيا والأفكار السياسية من وجهة نظرك انهزامية وأما كتاباتك انت وغيرك ممن يسمون انفسهم كتاب على شاكلتك هي كتابات انتصارية وبطولية . ارجو مستقبلا انت والآخرين مثل هؤلاء الكتاب ان تنظروا الى الواقع برؤيا ديمقراطية والإيمان بحرية الراي وحق الاخر وليس برؤيا عنصرية وفكرة الراي الواحد ، اي فاقد الشئ لا يعطيه …. وجاء في مقالك أيضاً ان اغلب هذه المقالات يقيم أصحابها في المهجر اي انهم لم يكتووا بالنار التي اكتوى بها ابناء جلدتهم على مدار السنوات الماضية … ان الذين وصفت كتاباتهم بالانهزامية وبالرغم من انهم يعيشون في المهجر ولكنهم على محك وتماس مباشر مع ما يحدث على الساحة السياسية العراقية عامة وابناء شعبنا خاصة وذلك عبر القنوات الإعلامية وأجهزة الاتصالات المباشرة يوميا تقريبا مع اهلهم وذويهم وأقرباءهم في الوطن الام لان جميع العراقيين في المهجر ومن ضمنهم أولئك الكتاب في الشتات لهم اهل واقارب وأصدقاء ومن خلالهم يعيشون الحالة التي هم فيها وما يصيبهم من اعتداء او غير ذلك فالوقعة تكون بنفس الحجم وربما تكون اكثر بسبب البعد عنهم هذا من جانب ومن جانب اخر لماذا تستكثر علئ هؤلاء الكتاب حق التعبير عن رأيهم وأفكارهم وتعطي لنفسك الحق انت والكثير من الكتاب في المهجر الذين هم على شاكلتك ومن أعطاك هذا الحق ارجو التفكير ومراجعة الذات لان الفكر والقلم الشريف لا ينبري على إقصاء الاخرين …. ولماذا نرى بين الحين والآخر رجال السياسة العراقيين عامة وابناء شعبنا خاصة يتهافتون الى المهجر واللقاء بهم من خلال عقد اللقاءات وعقد الندوات لشرح حالة أو موقف معين حدث او ربما سيحدث في العراق وخاصة في فترة الانتخابات كما حصل مؤخراً مع وفد تجمع تنظيمات الكلدان السريان الاشورين في عدد من المدن الامريكية . الا تعتقد ان لهؤلاء الذين في المهجر لهم ثقل سياسي واجتماعي وثقافي في صنع القرار في الوطن الام . وفي مكان اخر يذكر الكاتب ان الغريب هو قيام هؤلاء بزرع الإحباط والانكسار في نفوس أبناءهم وأخوتهم بهذا الخطاب بدل قيامهم بمؤازرتهم وتعضيدهم …. لماذا تعتبر الكتابة عن الحقيقة وكشفها لابناء شعبنا احباط وانكسار وماذا تسمي الاخرين الذين يتبنون أجندة وافكار وهمية كاذبة وتضع هذا الشعب المسكين بين المطرقة والسندان اقول لك عندما يلمس هؤلاء الكتاب وجميع الشرفاء من ابناء شعبنا وبمختلف تسمياته من هذه الكيانات وجميع الكيانات الاخرى التي تدّعي العمل من اجل مصلحتهم سوف يكون الجميع في خندق واحد صفا وقلبا واحدا اذا كانت الاهداف لهذه الكيانات مجتمعةً بإرادة وتصميم قومي ذاتي لا ان يجعلوا منهم ورقة لعب على طاولة السياسة العراقية فذلك يكون أدنى مستوى للأخلاق السياسي … وفي مكان اخر في مقاله يذكر الكاتب ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة لذا ارجو قراءة موضوع الاستاذ عبدالله رابي وتحت عنوان محافظة نينوى لمصلحة من ؟ لترى انت والآخرين كم كانت الانتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة …. وأما بخصوص الكلدان يشكلون 80% من مسيحيي العراق وهل لك إحصائية تشير الى غير ذلك ام لا تتحمل ان الكلدان هم الأكثرية وان كنت تريد الجواب اليقين اطرح سؤالك الى قادة المجلس الشعبي لماذا تبنوا تسمية الكلداني السرياني الآشوري ولماذا لم تكن الآشوري السرياني الكلداني ؟ وأما من ناحية عدم فوز القوائم والأحزاب الكلدانية في الانتخابات هناك عدة عوامل البعض منها مذكور في مقالة الاستاذ عبدالله رابي آنفة الذكر والأخرى هي :
١ – ان اغلبية الاحزاب الكلدانية حديثة في العمل السياسي وامكانياتها المادية محدودة جدا اي تعتمد على كيانها واستقلالها القومي لا كما فعل الاخرين وفازوا بفضل الاموال التي أغدقت وتغذي عليهم لحد هذه اللحظة من جهات لها مصالح في ذلك وشراء اليمن والأصوات واستعمال اسلوب الترغيب والتهديد .
٢ – لم يكن للأحزاب والقوائم الكلدانية اي وسيلة إعلامية كما كان ولا يزال للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية فلكل منهما قناة فضائية كانتا تعملان على مدار الساعة بالبث وحث الناس وتعريفهم ببرامجهم الانتخابية ومرشحيهم واستكثروا ان ينشروا بوستر واحد لأي قائمة كلدانية وخاصة اذكر قناة عشتار التي هي الواجهة الإعلامية للمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، اما بخصوص الحيرة والعجز بسبب عمى الألوان فلندع ذلك للمستقبل والظروف لنرى من الذي اصابه العمى عن رؤية الحقيقة وهذا ما لا أتمناه لأي كائن كان فلننظر للحياة والمستقبل لنا ولابناء شعبنا بمختلف تسمياته ان ننظر برؤيا واضحة وبصيرة ثاقبة وان نكون ذو إرادة صلبة لا ان نكون جسرا يحقق الاخرين مآربهم ومطامحهم على حسابنا وفرقتنا والشمس لا وحجب بغربال ….
الموضوع الثاني وهو بعنوان نظرة من ثقب الباب على تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية ( آراء ومقترحات ) للكاتب ابرم شبيرا … أستاذي الفاضل ان ما كتبته في مقدمة مقالتك ما هو الا ناتج عن رؤيا واقع ان تؤمن به وفيه الكثير من الجوانب الإيجابية في طرحها واغلب النقاط كانت ذو نظرة موضوعية وجدية والبعض الاخر منها تغطية الضبابية الغير معلومة وذلك بوصفك الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) ان نأخذها كنموذج لحزب سياسي متكامل الجوانب في دراسة الاحزاب السياسية . وهنا اختلف معك . الحركة الديمقراطية الآشورية لها وجود وكيان تنظيمي سياسي منذ عام ١٩٧٩ أقولها نعم ولكن هذا العمل والنضال ذو فكر عنصري واحادي الرؤيا ولا يقبل الاخر الا وفق مصالحه الخاصة وخير دليل على ذلك هو لقاء قناة البغدادية وضمن احد برامجها بالسيد يوناذم كنا سكرتير عام الحركة والنائب في البرلمان العراقي وعندما طرح عليه السؤال التالي من هم الكلدان ؟ فاجاب ان كل آشوري وكاثوليكي التابع لروما يسمى كلداني وفي سؤال ثاني ما الفرق بين الآشوريين والأثوريين فراح سيادته يتلخبط في الاجابة ولم يعط اي مدلول تاريخي او وثيقة بهذا الخصوص بل استند على أدبيات وكتابات مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق وربما يطبق هذه الكتابات والنظريات في عمله السياسي ….. أستاذي الفاضل أستحلفك بمبادئك وقيمك هل أجوبة السيد كنا ضمن هذين السؤالين هما مبنيين على حقائق ووثائق تاريخية ام هو جهل وتحريف للحقيقة . ولهذا سيدي الفاضل لا يجوز لي ولأي شخص اخر من ابناء شعبنا وامتنا ان يؤمن بقوميته ان يتخذ من الحركة الديمقراطية الآشورية مثالا له في العمل والفهم السياسي وفي مكان اخر من مقالتك تردد عدة مرات كلمة ( الامة ) اي أمة تقصدها العربية …. الآشورية …. الكلدانية …. الكردية ام غيرها من الامم لان كل كلمة تعرف بالألف واللام بالاعراب اللغوي يجب ان تكون ذو دلالة معلومة وفي كتابتك هذه لم تشر بوضوح الى اي امة تقصد ؟ وأما بخصوص مواقف رجال الكنيسة لماذا التفرد بموقف كنيسة المشرق الآشورية والمتمثلة بشخص سيادة البطريرك مار دنخا الرابع الجزيل الاحترام ومع تقديري وانحنائي للكنيسة بمختلف التسميات ولرؤسائنا وكهنتنا الروحيين ، اذ أطالع في جميع اللقاءات والزيارات التي يقوم بها جميع اعضاء وفود تنظيماتنا السياسية والقومية مع رؤساء الكنيسة انهم على مسافة واحدة مع الجميع ويباركون كل عمل يقومون به خدمة لمصلحة الجميع وآخرها لقاء وفد تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية مع سيادة المطران مار ابراهيم ابراهيم راعي ابرشية مار توما الرسول في ولاية مشيغن الامريكية وموقف الكنيسة الواضح هذا الى جانب لقاءات القوى السياسية مع جميع رجال الدين للكنيسة الكلدانية وعلى راسهم سيادة الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية ومواقفه المشرفة على الصعيد السياسي الوطني والقومي هذا بالاضافة الى مواقف بقية الكنائس ورؤسائها هل كان كثيرا عليك ان تذكر مواقفهم …..
اما الموضوع الثالث فهو بعنوان محافظة سهل نينوى لمصلحة من للاستاذ عبدالله رابي ، بدأً اقدم خالص احترامي للاستاذ والباحث عبدالله رابي لطرح هذه الدراسة المستفيضة من اطروحات ونقاط الدراسة الموضوعية الجريئة وبجميع جوانبها وهنا اقول واطلب من جميع اللذين تبنوا فكرة المحافظة المسيحية وغيرهم قراءة ومراجعة هذه الدراسة لما تحمله من افكار وحلول جذرية من واقعنا السياسي والتنظيمي اقتصاديا .. جغرافيا .. سياسيا .. ديموغرافيا ، وهنا اود ان أضيف بعض النقاط والملاحظات على الموضوع بجملته .
١ – ان كان مطلب اقامة محافظة سهل نينوى لجميع ابناء الشعب في المنطقة فأين هم ممثلي الكيانات الاخرى من العرب واليزيدين والشبك ولم يصدر اي تصريح لحد الان يمثل هؤلاء سواء كان رجل دين او شيخ عشيرة او يمثل تنظيم او كيان سياسي موقفهم المؤيد لهذا المطلب .
٢ – لماذا لم يكن واحد من هؤلاء الكيانات التي ذكرناها في الفقرة الاولى اعلاه ممثلا مع الوفد الذي زار امريكا مؤخراً وهل تمت مفاتحتهم بهذا الصدد .
٣ – لماذا المطالبة بمنطقة سهل نينوى بالذات ان تكون محافظة للمسيحيين ان كانوا الداعين لمثل هذا المشروع صادقين في مطالبهم وليسوا منفذين لأجندة مفروضة عليهم والمنطقة هي ضمن المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم .
٤ – لماذا لم يطالبوا او نطالب بمحافظة مسيحية ضمن اقليم كوردستان لان المنطقة فيها الكثير من المقومات وتعيش في ضروف واجواء آمنة واكثر اسقرارا من بقية مناطق العراق الاخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر جعل قضاء زاخو وتوابعه او قضاء عقرة وتوابعه محافظة للمسيحيين الى جانب الأخوة الأكراد الذين يسكنون في المنطقة التي تخصص لهذا الغرض انها مجرد فكرة .
للرجوع وقراء المواضيع الثلاثة المطروحة في هذه القراءة يرجى الدخول الى موقع عنكاوة كوم ، المنبر الحر .

عبد الاحد مرقس
المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد
كندا
١٢- تشرين الثاني – ٢٠١١

You may also like...