قالوا ولا نصدق / بقلم عصمت رجب

الانتخابات حالة ديمقراطية صحيحة وصحية اذا مورست باسلوب شفاف ونزيه كما في الدول المتقدمة ، لكنها تصبح نقمة على الشعوب في البلدان حديثة النشوء الديمقراطي، ففي العراق مثلا كلما قربت الانتخابات ازدادت المشاكل وتوسعت الفجوة بين المكونات بسبب خطابات الخصوم المرشحة محاولين التسلق على اكتاف الغير من خلال عمليات التسقيط السياسي ونشر الطائفية ، وقد كان بيان رئاسة الوزراء الذي القاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي  بمناسبة اعلان النصر على داعش انموذج صريح لبث روح التفرقة بين مكونات العراق عندما تعمد عدم ذكر البيشمركة ، شاكرا مختلف الصنوف القتالية العراقية وملشيات الحشود الشعبية التي قاتلت داعش الارهابي المجرم ، مع ان البيشمركة كانت قد ضحت بالالاف من الشهداء والجرحى في الحرب ضد داعش وعمرها النضالي من اجل العراق  تجاوز السبعين عاما على عكس بعض المليشيا التي تأسست قبل سنتين او ثلاثة سنوات ، كما ان رئيس الوزراء قبل سنة من الان كان يشيد بدور قوات البيشمركة كونها ضمن منظومة الدفاع العراقية وينادي بان دم البيشمركة قد اختلط مع دم الجيش العراقي وهم حالة واحدة ، وان خطابه الاخير الذي يهاجم وينتقد وينادي ، يدل على انه دعاية انتخابية محاولا به الصعود والتسلق في الانتخابات القادمة من خلال اظهار العداء للكورد وكوردستان معتقدا بانه سوف ينتصر في الانتخابات اذا اظهر العداء لاقليم كوردستان متناسيا بان كوردستان قد وضعته في هذا المنصب وان البيشمركة هي التي كسرت شوكة داعش وفتحت الابواب لدخول الجيش …

الحرب الاقتصادية التي يشنها العبادي ضد اقليم كوردستان وعمليات التجويع التي يمارسها ضد ابناء شعب الاقليم وغلق المطارات وقطع الميزانية ورواتب موظفين الاقليم لم يسبق لرئيس اخر حكم العراق قد مارسها بالرغم من ان غالبية حكام العراق في تاريخه الحديث عندما يستقوون يتجهون نحو كوردستان ليؤذوا شعبها.

في الختام على الحكومة العراقية الاتحادية ان تغير سياستها واسلوبها تجاه اقليم كوردستان وان تفتح المطارات وتسحب جيوشها المجيشة على حدود الاقليم وتعتذر من الشعب الكوردي والكوردستاني وتأمر بصرف جميع مستحقات الاقليم المالية وتبتعد عن اثارة النعرات الطائفية وسياسات التهميش والاقصاء كما عليها ان تحتكم الى الدستور وتعمل على تنفيذ بنوده المعلقة كافة ، وان لاتكون انتقائية في اختيار مايخدمها من الدستور كمكون في التحالف الوطني وتهمل ما يخدم غيرها بسياسة اقصائية متعمدة ، لان مايخدم العراق الاتحادي بمختلف مكوناته هي العدالة الحقيقية بين الجميع بحسب الدستور والاتفاقيات الموقعة بين جميع الاطراف .

اما بالنسبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي فعليه ان يغير برنامجه الانتخابي من ايذاء شعبه في كوردستان الى وضع برامج خدمية واصلاحية لينال الولاية الثانية في الانتخابات 

 بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *