قائمة بابليون المستقلة برئاسة الأخ ريان الكلداني المعبر الحقيقي عن طموحات شعبنا؟ ولماذا؟

قبل بداية موسم المباريات في ماراثون الدعاية الأنتخابية، يحاول كل فريق ان يعكس صورة مثالية عن وحرصه على مصالح الشعب بشكل عام وعن تفانيه بالذود عن عناوين انتمائه الحزبي او المذهبي او القروي او العشائري او القومي …الخ وعن ابناء شعبنا في الكوتا المسيحية من الكلدان والسريان والآشوريين، فإنهم ايضاً يسلكون نفس الطريق وليس عليهم اي عتب او نقد لأنه عمل مشروع، لكن بشكل عام كان هناك نقد لاذع تناول الإداء السيئ لمعظم او جميع اعضاء البرلمان في الدورتين السابقتين، وهذا النقد اللاذع شمل نواب شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين في الدورتين السابقتين.

إن الراصد لإداء نواب شعبنا يلاحظ بجلاء تشرذمهم داخل اروقة البرلمان، ولم يجسدو اي موقف موحد كممثلين للمكون الواحد، وهو المكون المسيحي في البرلمان، في حين نلاحظ الموقف الموحد (رغم الأختلاف السياسي والمصلحي في المواقف لدى المكونات الأخرى) لاسيما إن كانت ثمة قضية مصيرية تخص ذلك المكون، والموقف الموحد للمكون الكوردي في القضايا المصيرية خير دليل على كلامنا، فيجب ان يدرك ممثلي اطياف شعبنا المسيحي، اننا مثل اختلاف التضاريس الجغرافية، لايمكن لأحد مهما اوتي من قوة او نفوذ سياسي ان يزيل تلك التضاريس من الوجود، فإقصاء الآخر ليست ارضية صالحة للتعامل بين ابناء شعبنا لا سيما القوى والأحزاب السياسية القومية التي تتمترس بالأفكار الأقصائية في نظرياتها.

الغريب انه رغم الظلم والإرهاب والتشريد الذي يطالنا فإننا نبقى متفرقين منقسمين على انفسنا بعكس المكونات الأخرى التي توحد صفوفها حين وقوع الظلم عليها او في حالة سلب حقوقها، ولذلك نحن المسيحيون نشكل حالة فريدة من نوعها ويمكن ان نشبهها بحالة القبج الكوردي الذي يكون سجين القفص ومع ذلك يبقى (يتناقر) مع قرينه الآخر نزيل نفس القفص.

نأتي الى المهم في هذا المقال وهو قائمة البابليون التي يرأسها الأخ الشيخ ريان سالم الكلداني. إنها قائمة مستقلة غير مرتبطة بأي حزب سياسي فالقائمة (البابليون) تعتبر كيان مستقل ليست تابعة لحزب سياسي ولا ترتبط بأجندة سياسية، وليس لها فكر اديولوجي تريد تمريره على المواطن بغية تحقيق هدف شمولي.

ان قائمة بابليون تقف على مسافة واحدة من جميع المكونات، فمن ناحية يرتبط رئيسها بعلاقات طيبة مع المكون الشيعي من الشعب العراقي، وثمة اعضاء مرشحين في القائمة يرتبطون بعلاقات طيبة مع المكون الكوردي، وغيرهم يرتبطون بعلاقات طيبة مع المكون السني، ووسط هذه العلاقات الطيبة مع تلك المكونات فإن القائمة تريد ان تكون المدافع الحقيقي لحقوق جميع المسيحيين دون تفرقة، وإن كان بينهم من له حقوق مهضومة كحقوق الشعب الكلداني فإن القائمة (البابليون) تقف الى جانب منح تلك الحقوق.

من هذا المنطلق فإن قائمة بابليون برئاسة الأخ ريان الكلداني، والذي ليس ضمن المرشحين في قائمته، وهذه حالة فريدة، فرئيس القائمة يقف على مسافة واحدة بين مرشحي قائمته.

إننا ننظر الى احوال شعبنا المسيحي وما يجري من محاولات تغيير ديموغرافي لمناطقنا، كما ان نزيف الهجرة ينخر كيان وجود شعبنا المسيحي في وطنه العراقي، إضافة الى مظاهر التفرقة الدينية التي يجري تمريرها في مختلف نواحي الحياة على المواطن المسيحي، كل ذلك من اهدف قائمة البابليون، مختصر مفيد ليس للقائمة اي اهداف سياسية ترمي الى تحقيقها، إنها قائمة تريد ان تعبر عن الحياة اليومية للانسان المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين في وطنه وأن تخفف من همومه وقلقه اليومي في ظل الظروف الأمنية المتردية في المدن العراقية لا سيما مدينة بغداد العاصمة.

الأخ الشيخ ريان الكلداني الشاب المثابر مواطن عراقي مسيحي من القوش قوميته كلدانية، يعمل بهمة وإخلاص وتفان لخدمة العراق اولاً وشعبه المسيحي دون تفرقة ثانياً، إنه يقوم بزيارات ميدانية متبادلة مع مختلف الشخصيات العراقية الدينية والعشائرية والطلابية والشبابية .. الخ دون تعب او كلل، ويحاول ما يستطيعه من الحصول على المساعدات للعوائل المتعففة، كما يحاول ان يخفف من وطأة المظالم التي تطال ابناء شعبنا، ووفق حدود امكانياته ومعارفه، انه يعيش في عين العاصفة في قلب مدينة بغداد التي تعتبر اخطرعاصمة بالعالم.

إن قائمة (بابليون) تسعى لأن يكون لها علاقات طيبة مع كافة الأطراف، لاسيما تنوع المكون المسيحي، ورئيسها يقوم بزيارات تفقدية للكنائس والأديرة، ونأمل ان تكون هنالك علاقات طيبة مع مؤسسة البطريركية الكاثوليكية الكلدانية الموقرة وجميع الكنائس الأخرى. هذا إضافة فتح قنوات اتصال مع الأحزاب السياسية لكل المكونات بما فيهم الأحزاب المسيحية. إننا نقف على مسافة واحدة من الجميع ونحترم الجميع ونطلب من الآخرين احترام وجهة نظرنا.

 

نحن في قائمة بابليون ليس لنا اجندة او طموحات سياسية او نفعية، فانا شخصياً، كاتب هذه السطور، والمرشح الثاني في قائمة بابليون، ليس لي اي طموح لتحقيق هدف سياسي او إشغال وظيفة حكومية، وأنا شخصياً لست محتاجاً الى مادة فلدي ما يكفيني للعيش المحترم، ولدي سكن مع عائلتي في مدينة اوسلو في النرويج، كما لدي بيت عزيز على قلبي في القوش الحبيبة، وأسعد لحظات حياتي هي تلك التي اعيشها في بيتي الجميل في القوش العزيزة على قلبي، ولهذا اقول ان ترشيحي لمجلس النواب العراقي وأنا في هذه المرحلة العمرية هو مكرس لخدمة شعبي وخدمة العراق، فليس لي اهداف مادية او وظيفية شخصية لأنني لست محتاجاً لها البتة.

 

العراق دولة غنية بموارده الطبيعية والبشرية، ولكن مع ذلك نجد العراق يقف في مؤخرة الدول الناهضة، ومن المؤكد ان النخبة السياسية تتحمل المسؤولية الأولى، وتأتي مسؤولية البرلمان في المقام الأول في إداء الحكومة ، باعتبار العراق دولة برلمانية.

وهموم العراقي كثيرة ومتشعبة ومعقدة، فثمة مسألة العنف والإرهاب التي تخيم على مدن العراق الرئيسية وفي مقدمتها العاصمة بغداد، وهنالك مسالة انعدام او رداءة الخدمات المقدمة للمواطن، وانتشار البطالة والبطالة المقنعة، وامامنا العلاقات المتازمة بشكل مستمر مع اقليم كوردستان، وبعد ذلك هنالك العملية السياسية المتعثرة والأزمات السياسية المستمرة وبعد كل ذلك هنالك العلاقات المتوترة مع بعض المحافظات وانتعاش وتدخل الإسلام الأصولي في بعض مدن ومحافظات العراق غيرها من المشاكل العويصة، كل تلك المشاكل تقع على عاتق البرلمان القادم ، فعلى الناخب ان يحسن الأختيار.

نحن في قائمة بابليون سوف نحاول إصلاح ذات البين بين كافة الأطراف ونكون واسطة خير لما نملكه من خبرة وتجارب واعتماداً على موقفنا المحايد بين كل الفرقاء، إن حداثة قائمة البابليون واستقلاليتها، وعدم ارتباطها بأي حزب سياسي او اديولوجية إقصائية لأي طرف يضعها في موقع قوة بين ابناء شعبنا المسيحي الذي ملّ من الخطب السياسية الرنانة المملوءة بالشعارت التي لا تغني ولا تشبع.

الناخب العراقي مطلوب منه ان يسجل حضوراً كثيفاً في مراكز الأقتراع لكي لا يترك الساحة مفتوحة للاحزاب الموجهة فتتكرر نفس الحالة. على الناخب ان يكون ذكياً ويستفيد من تجاربه السابقة ويتوجه نحو الوجوه الجديدة لتنشأ حالة سياسية صحيحة بعيدة عن التصورات الطائفية، لقد آن الأوان ليقول العراقي كلمته، وإن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 نيسان الجاري ليقول الشعب كلمته الفاصلة لوضع اسس جديدة لتطور وبناء العراق.

د. حبيب تومي

القوش في 01 ـ 04 ـ 2014

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *