في زاخو تصاعد دخان الاسلاميين من محلات المسيحيين !!

3 كانون الاول 2011

عندما كنت اشاهد الفلم (1) الذي صور مسيرة الغوغائية التي قامت باحراق جميع محلات الخمور والمطاعم والفنادق والحلاقة للمسيحيين واليزيديين  وكذلك محاولتهم للاعتداء على مطرانية الابرشية في مدينة زاخو   ثم انتقلت الى شيوز وبعدها الى دهوك- نوهدرا،  كنت أسأل نفسي وانا مملوء من الدهشة والاستغراب،  هل وصلت شرارة الربيع العربي الاسلامي الى القوميات غير العربية الاسلامية ؟ اين الشرطة والحكومة ورجال الامن والسيطرات والجيش؟ هل يعقل امر كهذا (2)  ان يحدث ويطول لاكثر من خمس ساعات بدون  وجود اي تحرك للجهات المسؤولة او ان يبلغ الى مسامعهم اخبار الاعمال الشنيعة كي يوقفوها من الاستمرار في التعدي.  ثم هل هذه الشرارة قدمت من ايران التي تشعر بقرب ضربتها ام من سوريا المنهمكة في احداثها الداخلية او من تركيا التي تريد ان تعيد مجدها ام من الجهات الداخلية لها مقاصدها واهدافها ؟؟؟؟.

عندما يبحث الانسان في صفحات التاريخ عن شواهد للمذابح التي حدثت في زمن الامبراطورية العثمانية اثناء الحرب العالمية الاولى،  فأنه يرى نفس الصور تعيد نفسها قبل مئة سنة،  وكأن التاريخ يعيد نفسه، هكذا وبكل سهولة كانت تحدث المذابح  كما حدثت اليوم (3) .
حيث  كان يخطب رجل دين مسلم  متعصب في مسجد ما اثناء صلاة يوم الجمعة (سمحت السلطات الامبراطورية رسميا/ 4) ثم  تخرج الجموع المصلية وتتوجه الى اماكن تواجد  المسيحيين  كنائسهم او بيوتهم وتنتقم منهم دون اي خوف!.

لحد الان الامر غير مستقر والمسيحيين في المنطقة قلقون على ماحدث وعلى تأخر او غياب رد فعل من قبل السلطات لايقاف الغوغائيين من الاستمرار في عملهم الاجرامي. ولا احد يعلم هل  انتهت مهمة التي اوكلت لهم؟  ام هناك مهمات اخرى سيقومون بها في الايام القادمة ان لم تقم السلطات بايقافهم ووضع حد للمسؤولين عنهم؟.

من جهة  اخرى قرأنا قيام مجموعة اخرى بإحراق مقر الحزب الاسلامي في  مدينة زاخو الرابط  ادناه (5) بدون الاشارة الى الجهات التي قامت بها والسبب.

 كذلك هناك خبر عن امر السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان  بتشكيل لجنة للتحقيق في القضية حسب الاخبار السومرية  الموجودة على الرابط ادناه (6) .

 في الختام اصبح امرا غير مشكوك به على ضوء المعطيات الحالية ، هناك خطر كبير على حياة المواطنيين (بالاخص المسيحيين) وممتلكاتهم.  من حق الناس ان تقوم السلطات بحمايتهم وان تعتقل مسببي الفتنة والقائمين بها كي لا تتكرر.  كذلك املنا ان لا تسيس القضية وان تعلن الحقائق في منابر الاعلامية العامة وان تجري المحاكمات بصورة قانونية بدون تدخلات وواسطات ينال كل واحد حقه .

 املنا ان لا يسكت  المجتمع الكردي المثقف ويكون له دور في ايقاف اي فتنة قد تحدث على غرار تلك التي حدثت اثناء الحرب العالمية الاولى والتي يذكر المؤرخ والكاتب ديفيد مكدول  صاحب الكتاب ” تاريخ الاكراد الحديث” كانت احد اهم الاسباب  ادت الى عدم نيل الاخوة الاكراد حقوقهم بعد انتهاء الحرب بسبب مشاركتهم الفعلية في تلك المذابح  والمجازر ضد المسيحيين.وان تقوم المؤسسات الثقافية بفضح مسببيها وكذلك الاخطار القادمة على البناء الذي وصلوا اليه اليوم  والذي دفعوا انهارا من دماء في سبيله.

……….
1-الرابط التالي :-
http://www.ankawa.org/vshare/view/2731/sotena-cehe-mesaje/.

2-يقال في البداية توجه الغوغائيين الى محلة المساج فيها موظفة صينية في محلة العباسية زاخو ومن هناك انتقلوا الى محلات الهمرة والفنادق.

3- اقرأ المزيد في كتاب “القصارى في نكبة النصارى”  لشاهد عيان.

4-بعدما اباحت الامبراطورية من اعلى السلطة فيها ارواح المسيحيين من الارمن والكلدان والاشوريين والسريان واليزيديين واليونان ووغيرهم

5-الرابط

http://ku.aswataliraq.info/Default1.aspx?page=article_page&id=132464&l=1

6-  الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,546911.0.html

You may also like...