(فكرُ التكفير)…بقلم حسين الحربي المحامي

كَفروني..

خصصوا تسعينَ ناقه..

للذي يأتي برأسي..

وثلاثينَ حماراً..للذي يفقءُ في يومٍ عُيوني..

وكلاباً يتبعوني..

يرصدونَ تَحرُكاتي..

وولائي لبلادي..

لعراقٍ غارقٍ مُذ كان في بحرِ الشجونِ…

هيأوا الفَ سَبيه..

الفَ جاريةٍ تقيه..

أنها منهُم هديه..

للذي يقتلُ من أمنَ بالحُبِ وأمنَ بالقضيه…

شاهَدوني..

أعشقُ الأرض وطَعمَ الملح ما بعتُ ضميري..

فأبوا ان يتركوني..

كُلُهُم ما كانَ فيهم من عراقيٍ وكانوا..

من يميني وجنوبي..

يادُعاة الموت لا تُجربوني..

أنا شيوعيٌ وأبقى..

لا أخافُ الموت لو عُلقتُ دَهراً من عيوني..

***

عِمامةٌ ومسبحه..

وخاتمٌ من فضةٍ…

بلؤلؤ ٍمُستوردٍ..

ولحيةِ..مخنوقةٌ من قذرها..

بويصلاتُ الشعرِ قد ماتت بها..

لكنها…

والحمدُ للهِ على نعمتهِ..

بالقملِِ والأوساخ تبدو فَرحه..

وجُبةٌ موبوءةٌ ..

من عَرقِ الرجس ِ بدت مُشرحه..

أكُفُهُ ناعمةٌ رقيقةٌ..ودائماً مُفتَحه..

مثلَ يدِ الفقير لكن لم تكُن مُشَرَحه..

وفي الجبينِ بُقعةٌ..

سوداء من سجودهِ على نهودٍ قذره..

وفي يديهِ فتوةٌ..

تقولُ كُلَ أمرأةٍ ما أمنت بي وَقحه..

فالدينُ قد نصَ على تقبيلِ كفي فأنا..

كرامتي وهيبتي من ربنا مُنقحه..

على النسا زيارتي….

ياحَبذا في الجُمُعه….

فزيجةُ المُتعةِ والمسيار أمرٌ جائزٌ…….

حتى وأن كُنا نراها مَشرحه…

حتى وأن صارت بنات الناس في أحظاننا (مُفنقحه)..

شريعةُ الرسولِ أسمى ماترى..

في كُلِ شيءٍ سَمحه..

هكذا قالَ نَبييّ والذي يعصي كلامي…

وجهُهُ للمذبحه..

حيث سَيافي وأتباعي ..وجوهٌ من قساوتها بدت مُسطحه..

هكذا أحكُمُكم..يا..

بعقولٍ فارغه ونصوصٍ فارغه..لكنها مُمَسرحه..

***

في صلاةِ الجُمُعه..

خَرَجَ المُفتي وَقال..

جائني مَلَكٌ من الربِ مَعَ الفجرِ وقال..

يا …تَعال..

هذهِ أحرفُ فتوى اليوم فأحفظ مايُقال..

كَفر الشُعراء والأدباء والمتنورين..

كَفر الحُب وأهلُ العشقِ كفرهم بلا أي سؤال..

والشيوعيين كفرهم فهُم أهلُ الكمال..

والشيوعيين كَفرهم فهُم سرُ الجمال..

والشيوعيين كفرهُم فمُذ كانَ النضال…

لم يُفارقهُم صَهيلُ الأنفعال…

عَيشُهُم ما كانَ سَلباً وأتكال..

هُم دُعاةُ الحُب هُم عطرُ الوصال…

لايخافونَ من الموتِ وأعوادِ المشانقِ والحِبال…

يَعشقون الأرض والأضعفُ فيهم كالجبال…

أنهُم يُفكرون…

يقرأونَ كُلَ شيء..يدرسون ..يُحللون..

ولهُم عُمرُ سياسيٌ تَقادَم في السجون..

هُم وراء الوعي والفهم وكشف الخائنين..

أنهُم يبكونَ أن جاعت كلابٌ ببلاد الرافدين…

كفروهم علهُم سيصمتون..

علهُم يخشونَ تكفيري لهم ..يتراجعون..

كَفروهم يارجال..

وأزرعوا الفتنةَ بينَ الأخرين..

ثُم قال..

بَعدَ ان قبلني مَلَكُ الجلال…

قالَ أشياءً سَتُتلى وتُقال..

يا…..تعال..

أحذفوا التاء ضعوا نوناً سيكتملُ المقال..

***

أيُها المُتأسلمون..

أيُها المتخاذلون….

أيها المتخلفون….

يا قذارات الشياطين..متى ستخجلون..

من رسول الله والخلفاء والمستشهدين..

أفتضضتم رَحِمَ الأمةِ بالزيفِ وبالكذبِ المُغلفِ واللصوص..

وهتكتم سترَ الاف ِالنصوص..

وسَحقتم كبرياء الأرض والعِرض لألاف السنين…

أتحداكم بأن يكُ بينكم من نامَ من غيرِ عشاء…

أتحداكم بزُهدٍ أو بجوعٍ أو بترقيع الرداء…

أتحداكم بأن تقضونَ يوماً واحداً يوماً ولستُم عُملاء..

أتحداكم بأن تُكلموني بحوارٍ …

ليسَ بالتفخيخ والذبحِ وقتل الابرياء..

أتحداكم بأن تُحاوروني مرةً على الهواء….

كي أخزيكُم أمام الله والدُنيا وكُل الفقراء…

***

سيكبُر الأطفال…

وهذهِ المسحوقةُ الأجيال…

لابُد في يومٍ من الأيام ستكشفُ الدجال…

ولسوف يلعنونكم…

وسوف يبصقون في وجوهكُم…

وقُل أنا من قال..

يا شيخنا …ياقاتلي والذنبُ أني رجُلٌ أمنتُ بالجمال..

وما أشتركتُ لحظةً في لعُبة الرقص ِعلى الحبال..

وما أخذتُ المال…

من بيت مال المسلمين لأشتري نهداً جديداً مرةً…

ومرةً مُسدساً أو هاتفاً جوال…

كُنتُ ومازلتُ عراقياً أذ جعتُ أكلتُ البحرَ والرمال..

لا أسرقُ الزكاة والخمس ولا أعطيتُ أمراً مثلكم…

بهتكِ سترِ أمراةٍ.. وماذبحتُ الشيخ والأطفال..

وما هَدمتُ مسجداً وما أغتصبتُ ظبيةً..

ولم أبع بغداد للأنذال..

أن لحمي من فراتٍ وعظامي دمعُ دجله..

وثيابي سَعَفُ النخل..ومن شيمي الكمال..

أنا ماكُنتُ أجيراً لدويلات الجوار..

لا وما فجرتُ أطفالاً صغار..

أنا قد كُنتُ وما زلتُ بوجه الظُلمِ سيفاً..

قلماً..يمسحُ بالشعر وبالفكر الغُبار..

وشعاري قيمةُ الأنسان أن يحيا بعزٍ..

ووفاءٍ لتُراب الأرض..والشعرُ شِعار..

***

ذاتَ يوم ٍ..

خطَب الشيخُ على الناس …وراح..

يملأ الدُنيا صياحاً ونباح..

حاربوا الغرب لأنَ الغربَ كافر..

وحرامٌ أننا نكتبُ أسم الله في هذي الدفاتر..

البسوا الخشنَ من الأثواب..

والمسواكُ أفضلُ يا من الفرشاة ..

لا تُغريكُمُ تلكَ المظاهر..

وأحذروا أن تسمعوا قولاً لشاعر..

أنهُ يُبعدُكم عن ربنا الأعلى بتحريك المشاعر..

وعلى كُل العذارى..

أن يَزرنَ الشيخ كي يكتُب للتوفيقِ حرزاً..

وحجاباً يعصمُ العذراء من كُلِ المخاطر..

أنهُ من بركاتي..

بأسمِ رب الكون أزرعُهُ على النهد المُكابر..

وعلى الفخذينِ أن كان بها جنٌ مُخاطر..

أنتَ تدري ان بعضَ الجنِ كافر..

كُلُ من ماتَ لها زوجٌ بتفجيرٍ وتهجيرٍ وتطبيرٍ لتأتيني..

أترجمُ حُزنها ماذا ستنفعُها المقابر..

أن عندي الف بيتٍ أنها بركاتُ ربي ..

رزقُ رب الكون للعبد المُثابر..

أنا مولاكُم وأهواكُم أنا الناهي وحتى الموت أمر..

فأسمعوا مني كلاماً يبست منهُ الحناجر..

وأطيلوا الشعرَ كي يُغري أذا يوماً تدروشنا ..

وبطنُ النصِ ظاهر..

وأحذروا أن تُسمعوا زوجاتكم قولاً رقيقاً..

يتمادينَ عليكم وأضربوهنَّ أذا عَلقنَ في الصدرِ الجواهر..

أضربوهن أذا يوماً وضعنَّ العطر ..

فالعطرُ من الشيطانِ مَسٌ أنهُ لمنَ الكبائر..

وأمنعوهنَ أذا أطلنَّ أو وضعنَ أصباغ الأظافر..

وعلى المرأةِ أن تلبَسَ خمسينَ حجاباً وثلاثينَ خماراً..

أن أتى للبيتِ زائر..

ذاكَ بأستثناءِ شخصي..

فأنا عَبدٌ فقيرٌ عندَهُ تسعينَ بغياً زاهدٌ والجنسُ وافر…

وعلى المرأةِ أن تؤمنَ بالتزويجِ تأقيتاً ..

ولا تعصي الأوامر…

والتي تعصي فقد خرجت على الله وان الله قاهر..

وعلى النساءِ فرضٌ وجهادٌ ولتُسافر..

تَمنحُ النهدَ توزعُهُ على الجيش الجهاديَّ المُغامر..

وليُضاجعها بنفس الحين الفاً..

كي تُمَتعَ جيشنا الحُر المُصابر..

لتَكُن مابينهُم مِثلَ الذبيحه..

يتقاسمُها بفتوايّ العناصر..

وأذا ما أنجبت ولداً نوليهِ عليكُم…

فأنحنوا وأتبّعوا أبن الأكابر..

وأذا ماتت من الجنسِ فقد رحلت شهيده…

فأقرأوا فاتحة الذكر لتأبين العواهر..

***

يارسولَ الله أعلم يامُحمد..

أن دينكَ صارَ مَهزلةً وذي الأفعال تَشهد..

يا رَسول اللهِ لمَ يبقَ لنا دينٌ وأفعالٌ تُمجد…

أنني خَجلٌ من البوحِ وما بيدي سوى الشكوى لأحمد…

أنَ من أخيتَ يوماً بينهُم صاروا …

على بعضهم البعض من الأحقادِ أحقد..

يَقتُلُ المرءُ أخيه..ثُمَ يُحرقُهُ..وصلى وتَشهد..

فئة ُ القاتلِ والمقتول بأسم الله تُنشد..

ولأخلاقُ بَنينا قُتلت من غيرِ مولد..

فئة ٌتذبحُ أخرى وتُكفرُ وتُندد..

والدليلُ أمامَ هذا ..الرواياتُ تؤكد…

عيدُنا قدَ صارَ الفاً …وحديثُ الناس مَشهد..

والدماءُ مثلَ بَحرٍ…ولََوجهُ الشمسِ أسود…

واليتامى في الشوارعِ لا ترى سَعداً لتَسعد..

والأيامى المٌ في كُلِ يومٍ يَتَجدد..

والبلادُ العربيه…. صارتُ الأطفال فيها تَتَنهد..

وببغداد عويلٌ موجعٌ يعلو ويُخمد…

نصفُنا صارَ خليجياً ونصفٌ أخرٌ للفُرسِ ياعيني تجَند..

طَلقَ العراقُ بغدادَ فزوجوهُ مَشهد..

وقلوبُ الناس ِصارت من قلوب الصخرِ أجلد..

يُعبدُ الدينارُ واللهُ أذا أصبَحَ دولاراً سَيُعبد..

وحَياءُ العُرب ِتابوتٌ مُمدد..

وحديدُ الصبر لا يقوى على الدمعِ تأكسد..

والمروءة ُجُثة ٌمَرمية ٌ والحقُ مَأسورٌ ومُبعد..

والأغاني ضَجرت من دمعة الليل المُسهد..

ورَحيقُ الزهر مخنوقٌ ..وعصفورُ الهوى ما عادَ غَرد..

وكتابُ الله من تأويل ِما فيهِ توقد..

أننا في الجاهليةِ نَمضَغُ الموت المؤكد..

هذهِ الأحرفُ مني ..لترى الناس وتَشهد..

غيرَ أحقاق الحقيقه ليسَ لي والله مَقصد..

……………………………………………….

حسين الحربي المحامي..العراق..2013

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *