غبطة مولانا البطريرك هل ترك البلاد هو فعلاً بيع هوية وخيانة وَطَن ْ !!!!!!!!!

                          ( لن نتجاوز الخطوط الحمراء بإذن الله )

                                     ( 1 )

خاهه عَمّا كلذايا

نشر موقع عنكاوة دوت كوم مقالاً في حقل اخبار شعبنا بتاريخ 27/2/2014 بقلم بسام ككا، مقالاً بأسم غبطة البطريرك تحت عنوان ( البطريرك ساكو : ترك البلاد بمثابة بيع الهوية وخيانة الوطن ) ولما استغربت من أن رئيساً للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم يقول مثل هذا الكلام الجارح والكبير، تهمة ما بعدها تهمة، مسؤولية كبيرة، تخوين عدة ملايين من البشر، ليس له إطلاع بطريقة هجرتهم وغير ذلك، قلتُ في نفسي استفسر من غبطته قبل ان أتسرع فكتبتُ له رسالة إستفسار بتاريخ 18/5/2014 ونسخة منها إلى سيادة المطران شليمون وردوني وسيادة المطران يوسف توما، وأنتظرت لحد هذا اليوم ولم استلم جواباً من اياً منهم، أستنتجت من ذلك بأن مقولة السيد بسام ككا لربما صحيحة وليس تقويل ما لم يقله غبطته وإلا لمَ السكوت ؟ لذلك قررتُ التوضيح والرد واقول لغبطته لن أتجاوز الخطوط الحمراء مطلقاً ولكن نتناقش نقاشاً علمياً منطقياً بعيداً عن كل التأويلات. وسأتطرق إلى أنواع الهجرة واسبابها ولماذا يترك المواطن وطنه ويهجره، هل تَرَفاً ؟ أم بَطَراً أم أن هناك اسباب خفية ؟

الهجرة كظاهرة، هي ترك الشخص أو مجموعة أشخاص مكان إقامتهم لينتقلوا إلى مكان آخر للعيش، مهما تعددت الأسباب.

 أو هي حركة الاشخاص من مكان إلى آخر تسمى الهجرة، والمتحركون يسمون بالمهاجرين

والهجرة قديمة قِدَم الزمن نفسه، لقد هاجر الساميون إلى بلاد الرافدين قبل الألف الرابع قبل الميلاد،                                                              أنواع الهجرة

والهجرة نوعان أما أن تكون داخلية وهي أن يهجر المواطن مدينته إلى مدينة أخرى، او خارجية وهي هجرة المواطن لبلده إلى بلد آخر، كما أن الهجرة حسب التوقيت نوعان هجرة مؤقتة وهجرة دائمية.

والهجرة أما أن تكون إختيارية أو إجبارية أو وقتية أو دائمية أو إضطرارية .

اسباب الهجرة / أما ان يكون هناك ثأر عشائري، تهديد بالقتل، أو لغرض الإستيطان، أو لغرض التجارة، أو من اجل الحرية بمختلف أنواعها، من أجل العيش الكريم، للإستقرار، سمعة سيئة، جراء التطهير العرقي، طلب الأمن، بسبب الحروب ، الكوارث الطبيعية، الصراعات السياسية، المشكلات الإقتصادية، التفرقة العنصرية والدينية  و… الخ ألا توجد هجرة عقول وأدمغة وهجرة كفاءات؟  ألا توجد هجرة بقرارات من الدولة والسلطة ؟ حتى الطيور تهاجر فلماذا هي مكروهة ؟ وهناك هجرات منظمة وهجرات عشوائية ، وهناك هجرات سلبية وهجرات إيجابية . وهل هجرة المسيحيين في هذه الأيام هي التي أصبحت بمثابة بيع الهوية وخيانة الوطن ؟ أية هوية هي المقصودة ؟ هناك عدة هويات للفرد، هوية قومية ؟ أم هوية دينية ؟ أم هوية مذهبية ؟ أم هوية سياسية ؟ أم هوية طائفية؟ أم هوية طقسية؟ أم هوية وظيفية ؟ أم ماذا ؟ نتمنى من غبطته أن يحدد نوع الهوية التي باعها المهاجر،

أما بالنسبة لخيانة الوطن فهو موضوع معقد وطويل وستنكشف أوراق كثيرة لتبيان مَن الذي يخون وطنه، وكيف يخون وطنه، وهل المهاجر فقط يمكن أن نتهمه بخيانة الوطن ؟ أم حتى الذي في الداخل يمكن أن يخون وطنه ؟ وهل الخيانة تهمة تلتصق بالمواطن العادي أم ان رجل الدين يمكن أن نضعه في خانة الخيانة وبيع الهوية ؟ وكيف وضمن أية حقوق وبأي قانون يمكن توجيه تهمة باطلة مثل تهمة خيانة الوطن للمهاجرين وبدون التمييز والتفرقة بينهم على اساس الدين واللغة والقومية والمعتقد وغير ذلك، على اية حال سنناقش ذلك في حلقات قادمة.

الهجرة/ حلم راود ويراود الكثيرين منذ أن أبتدأت الخليقة ولحد الآن، الهجرة هي حلم الشباب، وخاصةً مَن في الشرق، حلمهم بإتجاه العالم الجديد أوربا وأمريكا وأستراليا، وبطبيعة الحال هي بحثاً عن حالٍ أفضل من الحال الذين هم فيه،

أمثلة على الهجرة/

 الكتاب المقدس للمسيحيين ملئ بأنواع متعددة من الهجرة، كما في الكتب المقدسة الأخرى لبقية الأديان، فقد ذكر العهد القديم / الكتاب المقدس هجرة ابونا إبراهيم من ارض آبائه وأجداده في العراق أور الكلدانيين، إلى مصر بأمر إلهي، ويمكن أن تندرج في إطار البحث عن حياة إقتصادية افضل، ( تك 12 ) ثم عاد إلى النقب،

 نحن أيضاً لا نختلف عن أبونا إبراهيم خرجنا ولانعلم أين يحط بنا الرحال، (8 بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم الى اين ياتي ) تك 11/8

 هجرة نوح عند الطوفان من أجل إنقاذ البشر، حيث كانت بأمر إلهي، ودخل نوح الفلك وبقي اربعون يوماً ولا يدري أين سار به وعلى اية ارض سَيَرسو، ( تك 7، 8 ) و ( أعمال 7 : 3 )

هجرة لوط ( تك 13 ) .

هجرة العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر، وهي قصة هروب معروفة ، وقد جاء ذكرها في العهد الجديد في إنجيل متى  2 / 13 ( وبعدما انصرفوا، إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه 14  فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر) وهي هجرة إجبارية وإيجابية وإلهية بنفس الوقت ، لأنها جاءت بأمر إلهي ، فهل يمكن أن نتهم يسوع ونقول بأنه خان  وطنه وباع هويته ؟ وقد جاءت هذه الهجرة على قسمين ، القسم الثاني هو ما جاء في نفس الإصحاح الأعداد 19 – 23 (19 فلما مات هيرودس، إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر 20  قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي )

هجرة ابونا يعقوب وابنائه إلى مصر ( وذلك عندما دعاه والده تك 28/2 ) وهي هجرة إرادية وجاءت إستجابة لطلب  ابونا إسحق، كما جاء في سفر التكوين الإصحاح 37/1 ( وسكن يعقوب في أرض كنعان حيث تغرب أبوه ) .

الهجرة بسبب الأسر والسبي ( دانيال ورفاقه ) . والسبي البابلي الكلداني لليهود، وجلب أسرى يهود بما فيهم مجاميع من انبيائهم، مثل النبي ناحوم وقبره ما زال في ألقوش، والنبي دانيال في كركوك والنبي هوشع ( يوشع ) في بغداد و النبي عزرا أو العزير بين القرنة والعمارة والنبي حزقيال ( ذي الكفل ) قرب الحلة في مدينة الكفل،  لقد كانت هجرة قسرية،

هجرة الأتراك إلى أوربا،

هجرة الأستراليون إلى أمريكا،

هجرة النبي محمد، من مكة إلى المدينة

هجرة اليهود من مصر إلى فلسطين مع موسى النبي ( الخروج )،

هجرة الآراميين من اوربا إلى آسيا ( افغانستان والهند وإيران ) ،

هجرة العرب من الجزيرة العربية إلى العراق وسوريا ومصر والسودان،

 هجرة الأتراك من آسيا الوسطى إلى بيزنطة وغيرها،

هجرة ألأوربيين ( الإنكليز والفرنسيين ) إلى أمريكا الشمالية وكندا،

هجرة الأسبان والبرتغاليين إلى المكسيك وأمريكا الوسطى,

وبعد هذا السرد البسيط نسأل غبطته ، هل كل هؤلاء باعوا الهوية وخانوا الوطن ؟

عسى أن نجد جواباً من لدن غبطته

نلتقيكم في الحلقة الثانية بعون الله

نزار ملاخا

2/6/2014

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *