غادروا مربعات الضغط التحزبية

في مناخات تتعزز فيها الثقة بالمستقبل يواصل رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجرفان بارزاني لقاءاته بالاطراف الكوردستانية الداخلية لغرض تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي فاز بها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وهذا ما يدعو إلى التفاؤل لتشكيل الحكومة المرتقبة وتعميق مفاهيم الشراكة والحوار البناء لصياغة عقد اجتماعي جديد يفضي إلى مستقبل واعد بالاستقرار والخير والنماء والتواصل الحضاري مع أمم وشعوب العالم . من الواجب منطقياً وأخلاقياً ووطنياً أن يراهن في هذه اللحظة من تاريخ كوردستان على أمر واحد وهو نجاح الحوار والتوافق على تشكيل الحكومة ويجب النظر اليه على أنه طوق النجاة الذي سوف ينقل كوردستان إلى ضفة المستقبل الآمن، وحريٌّ بجميع الأطراف والقوى السياسية الوطنية اليوم أن تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه جماهير كوردستان ونضالها وتضحياتها ودماء الشهداء وعلى رأسهم البارزاني الخالد وادريس الفقيد ، لتعمل جاهدةً مخلصةً من أجل الدفع صوب تشكيل الحكومة المرتقبة وحسم جميع النقاط بعيداً عن المصالح الضيقة سواء أكانت تصب في مصلحة فرد أو حزب أو جماعة.

ومن المؤكد بانها الدعوة التي يحرص السيد الرئيس مسعود بارزاني في كل مناسبة على توجيهها لكل الأطراف، إيماناً منه بأن قدر هذا الشعب بات اليوم مرهوناً بصدق نوايا القوى والاحزاب الوطنية وإرادتها لتحقيق نقلة جوهرية في المسار التاريخي لكوردستان بجميع جهاتها . بغية الانتقال إلى صفحة جديدة مكملة لما سبق تقوم دعائمها على العدل والمساواة والحرية والديمقراطية والبناء والاستثمار وبناء الفرد الكوردستاني بناءا وطنيا حقيقيا .

ومهما طالت مخاضات النقاش على طاولة الحوار ومهما كانت العقبات والعراقيل ففي نهاية المطاف سيتجاوز الجميع خلافاتهم وصولاً إلى حكومة شراكة وطنية تجتمع فيها جميع الاطراف والتيارات والافكار دون تهميش او اقصاء لأي جهة لذلك مهما اسرعنا في تشكيل الحكومة سنكون قد خطينا خطوة متقدمة في البناء . وان المتابع لخطابات السيد الرئيس مسعود بارزاني ورسائله للشعب الكوردستاني والعالم سيستنتج مدى حكمته ونهجه في التعامل العقلاني مع كل الأمور ، الذي بلا شك أنه نهج متوازن ينم عن ذكاء سياسي وإلمام بطبيعة المرحلة وإدراكه بأن الأولوية المطلقة، هي لإنجاح الحوار والتوافق بين جميع الاطراف ، أولاً : باعتباره الحدث الجوهري الذي ينبغي تخطيه بسلام، وثانيا لأن كل ما يليه يتأسس عليه ، من الحفاظ على المنجزات والمكتسبات الى اضافة مكتسبات وانجازات اخرى سوف تتحقق في المستقبل تخدم تطلعات جماهير كوردستان .

في الختام على النخب السياسية المشتركة في الحوار على تشكيل الحكومة ان تغادر مربعات الضغط لحسابات حزبية ضيقة وتتفق فيما بينها بشراكة بعيدة عن المحاصصة ، لكن وفقا للاستحقاق الانتخابي ،للمضي في إتجاه كوردستان التي بها ومن خلالها تحقق الجماهير نهوضها الشامل في المنطقة والعالم .. وهي مسؤولية إضافية تلقي بثقلها وتبعاتها عليكم ايها المتفقون .

بقلم لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *