عَجیب یاشعبَ العراق قتلَتمُ الكریمْ.. وتترحمونَ على الدكتاتور.. وتنتخبونَ الحرامیة

منذ ُ فترة أبى قلمي أن یكتب شیئا ، بعد ما مر به ويمرُ وطني وشعبي من موجة بربریة ھمَجیه داعشیة إجرامیة. وبعد أن دنست أقدام الدواعش أرضهِ وھتكت أعراضَ  النساء، وسُفِكتْ دِماءُ الأبریاء أطفالاً وشیو خاً
دون إستثناء.ود مِرتْ المعابد والكنائس وفُجِرتْ  مقامات  الأنبیاءْ.
نعم.. أبى القلمُ أن یكتب في يَديْ وعن ماذا أكتب عن الموت اليومي لإِبناء وطني الجريح أم عن المسؤولين الذين يسرقون خبز الأطفال في وضح النهار.. أم عن تجريد العراقي عن أبسط حقوقهِ في التعبيروالدفاع عن الحرياتْ الشخصية ..أقولھا وبكل أسف أنَ  شعبي وأبناء شعبي أضاعوا البوصله  وتا ھَت علیھم الطُرق، وصاروا في مفترق الطریق ….
وما هَزني ودفعني لكتابة ھذا المقال، بعدما     شاھدتُ صورة الزعیم  عبد الكریم قاسم  بِبزتهِ العسكریة في إِحدى المواقع والتعلیق المدون  أسفل الصورة،عن  إِنجازاتهِ لأربع سنوات فقط من حكمه للعراق.فلوتأملنا قليلاً… یا أبناء شعبي..، ونعود بالتأریخ للوراء حیث مجیئ الزعیم عبد الكریم قاسم وثورته، وإعلانْ  الجمھوریة العراقیة وتأسیسھا مع نخبه من الضباط .. فنرى ..ھذا الرجُلْ جاء لیبنى العراق بید سواعد أبناءه من دون ھیمنة الأستعمار وليعطي املاً للفقراء والمستضعفين .ونجحَ في وضع   الأُسُس الصحيحة وأعلن تأسیس الجمھوریة العراقیة،  وبدأ الرجل يفكر ويعمل ( وھو من عامة الشعب ،عاش معھم الفقر والعوز وكل الأمور الحیاتية الصعبة ا لأخُرى) بدأ یضع الخطط والحجر الأساس للبنى التحت والمستشفیات والمدارسْ  والجسور ووغیرھا. وفرِحَ الكثیرون لمجیئهِ وتبشروا خيراً  وتنفس العراقیون الصعداء، وصارت أحلامِھُم حقیقة ، وراحت الهتافات تخرج بقوة من حناجرهم للبطل المنقذ ومن بين الشعارات (لا زعيم إِلا كريم )ولم  تمَضي أربع سنوات من حكمهِ. نھضَت مجامیع وشلل من العراقیین الذین  دفُع بھم  دعُاة القومیة من العرب، و بِدَعم من دول الأستعماروخاصة الأنكليزي (لينتقموا منه على طردهم من العراق)، دفعت بھم لإسقاط ھذا الزعیم الذي لم یكن حتى لیملك بیتا خاص به ونذر نفسه لوطنه (وامتنع حتى عن الزواج الى ان تتحقق احلامهِ لشعبهِ .كان هذا الرجُلْ لا یفُرق بین شخص وآخر على أساس طائفي أودیني أوعرقي ، وھو الذي كان دائما یقول( الدين لله والوطن للجمیع) تكآلبوا علیه واطاحوا بھذا الرمز الكبیر، وبعدھا  انتقلنا الى حكم الفرعون حكم الدكتاتور، الذي أذاقنا ویلات الحروب والمآسي والحصار والتعذیب والسجون والدمار وأخیرا وبعد أن ترحمت أمیركا بنا وأزاحت الدكتاتور، ولكن اي رحمة هذه التي تأتیك من الغریب ،عَمَت الفوضى والقتل والصراع في العراق الى ان استقرَ الحال نوعا ما، وشكلت الحكومة ووضع دستور الدولة فبدلاً من أن تكون الحوادث والتجارب السابقة درساً تعلمه القادة الجدد وشعبه ..راحَ الشعب یعطي اصواتهِ للمرشحین على أساس الطائفیة والدین، اي أنا سني.. انتخب سنیا وانا شیعي.. انتخب شیعیا، مھما كان ھذا الشخص يحمل مؤھلات او بدونھا ومدى مقدار وطنیته وحبهِ لشعبه ولم تكن ھناك فرصة للمثققین والمستقلین وفرص للقومیات  ألأُخرى ان یكون لھا الدور الفعال.. كالمسیحیین بكل قومیاتھم.. الكلدانیة والأشوریة والسریانیة.. أصحاب الأرض الأصلیین. ومایزید الطین بله.   ھو..بعد ما سرقوا  ثروات العراق وأجاعوا شعبه الذي لازالَ الى الآن یدفنوا موتاهُم من أثر المفخخات والأغتیالات .
العجیب الغریب… عندما قضوا على الزعیم  بعدها
ترحموا علیه في زمن الدكتاتور الالاف المرات( بعدما ذاقوا الموت والحروب والتصفيات والأعدامات وذهبوا بالقول.. لو بقى الزعيم عبد الكريم حاكماً للعراق… لكنا في احسنَ حالْ،  وعندما سقط الدكتاتور وتدھورت الأوضاع في ظل حُكم الأمريكان وما بعدھا، من الحكومات الضعیفة والطائفیة .  صار البعض یترحم على الدكتاتور وخصوصا من كانوا معه بالالاف یسحقون
بالعراقیین  ..عجباً لھذه الشریحه من الشعب تقارن  السیئ بالأسوأ.  للأسف یوجد في العراق وخارجه من العراقیین المثقفین یستطیعون ان یاتوا بِأمثال الزعیم  عبد الكریم قاسم، یحملون افكار تنویریة وبناءه  لقیادة العراق ورفع شأنهِ. ولایھم من أي دین او مذھب بل المھم ان یكون عراقي شریف وأصیل ینھض بالعراق من جدید ..فیاترى ھل سیاتي لنا زعیم مثل عبد الكریم .  أم أن زمن الأبطال والمضحيين قد ولا الى غير رجعة. أم ننتظر أعجوبة مِن السماء لتنقذ  العراق وشعبهِ الجريحْ.

  هيثم ملوكا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *