عيد الصليب وعلاقته بعيد نوروز

 

خاهه عما كلذايا

من المعروف تاريخياً أن إحتفال المسيحيين بعيد الصليب هو بسبب عثور الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير على الصليب الذي صُلب عليه السيد المسيح له المجد، ويأتي ذلك بعد هداية إبنها إلى الإيمان فنذرت أن تذهب وتبحث عن الصليب الحقيقي، ويقال بأنها عثرت على ثلاثة صلبان ومرروها على جنازة حديثة فالصليب الثالث أحيا الميّت، وعرفت أنه الصليب الحقيقي، ولما وجدته أرسلت جزءاً منه إلى أبنها قسطنطين مع المسامير. وتحكي المصادر بأنها أشعلت النار فوق قمم الجبال ليصل الخبر وذلك لصعوبة الإتصال وعدم توفر وسائط نقل سريعة، وقد بقي الصليب الحي مطموراً تحت القمامة إلى عام 326م ولما أكتشفته الملكة هيلانة لفته بحرير غالٍ جداً ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب.

هل لعيد نوروز علاقة بعيد الصليب ؟

ومن تقاليد هذا العيد هو إشعال النيران فوق أسطح المنازل، أو عمل ما يشبه البيت الورقي تثبت بداخله شمعة ويغلّف بالورق ثم يوضع على سطح المنزل وبفعل الحرارة يرتفع إلى الأعلى، وهناك قصة أخرى تقول بأن الملكة هيلانة ولغرض البحث عن الصليب الحي فقد أمرت بإنارة الطريق وإشعال المشاعل عبر التلال وفوق الجبال وفي الطرق والمنافذ المؤدية من أسطنبول إلى فلسطين .

وفي هزيمة الفرس أمام هرقل حدث مرورهم على أورشليم ، حيث دخل أحد الأمراء كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة ، فرأى ضوءاً ساطعاً يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلّى بالذهب، فمد يده إليها، ولكن ناراً خرجت منها وأحرقت أصابعه، وأعلموه بأن هذه القطعة الخشبية هي قاعدة الصليب المقدس ولا يجوز أن يلمسها غير المسيحي، فاحتال الأمير على شمّاسين كانا قائمين على حراستها وأجزل لهما العطاء، فوضعا القطعة في صندوق وذهبا معه مع المسبيين، وكان الأمير قد أمر الشماسين بحفر حفرة في بستانِهِ ووضع الصندوق فيها ثم قتلهما، وصادف أن شاهدت ذلك صبية بنت أحد المسبيين ، ولما هجم هرقل على الفرس وقتل منهم من قتل، بحث عن تلك القطعة الخشبية، فأعلمته الفتاة بمكان وجودها، فقصد هرقل المكان مع الأساقفة والكهنة وعثروا على الصندوق بما فيه، وأخرجوا القطعة المقدسة عام 628م ولفّوها بأقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك بإحتفال مهيب.

يبدو أن الإحتفال بالنوروز مقارب للإحتفال بعيد الصليب وإن أختلف الموعد، كالزمان مثلاً، فأهالي كركوك والقرى التركمانية كانوا يحتفلون في ليلة الحادي والعشرين من شهر آذار كانوا يحملون المشاعل في الطرقات وعلى أسطح منازلهم وفي المساء يكسرون الجِرار القديمة ويسمون هذه الإحتفالات ( هيلانا ) وهو في الأصل إحتفال خاص كان يقيمه مسيحيي قلعة كركوك وذلك إستذكاراً للملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الكبير، وبمرور الزمن ومن خلال المشاركة في الإحتفالات مسلمين ومسيحيين أصبح الإحتفال في نوروز تقليداً عاماً يحتفل به سكان كركوك ، وهذا التقليد بإختلاف التاريخ نراه يتكرر عند الكثير من الشعوب، فنرى أن لدى العلوية في سوريا بنفس الأسم وهو عيد نوروز وظهور الخضرصاحب الزمان، ولدى اليزيدية بظهور الملاك طاووس ( تموز ) ولدى البقية من الشعب العراقي بأسم المحيا أو يوم الخضر، وعند الصابئة في 21 آذار يوم تساوي الليل مع النهار، أما النوروز عند الأكراد فهو يوم خلاصهم من الملك الضحاك على يد كاوه الحداد فكانوا يشعلون النار فوق قمم الجبال للإشارة إلى بدء الثورة على الضحاك ولخروج الناس إلى الشوارع .

يقول نصرت مردان/ ظل العراقيون يحتفلون بعيد الربيع ( نوروز ) في سومر وبابل وفي نينوى لقرون طويلة حتى سقوط بابل على يد الفرس سنة 539 وقد أقتبس الفرس هذا العيد وأطلقوا عليه بلغتهم أسم نوروز وأحتفلوا به حسب السنة البابلية وسماه السومريون زكموك والكلدانيون أكيتو .

نزار ملاخا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *