عودة النازحين ومسمار جحا

مسمار جحا هي  قصة اثنان باع أحدهم بيته للآخر واشترط في العقد أن يبقى بيع البيت ماعدا مسمار ، ويكون له الحق في أن يأتي لتفقد المسمار كلما أحب فوافق المشترى على أساس أنه أمر وقتى ولكنه فوجيء بحضوره كل يوم صباحاً ومساءً حتى يطمئن على المسمار حتى استاء أهل البيت من ذلك ولكنه لم يقف على فعل ذلك معللاً حقه في المسمار، وظل البائع يذهب يومياً للرجل بحجة مسماره العزيز،وكان يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع، وترك المنزل بما فيه وهرب!! وأصبح الناس يتخذونه مثلاً يضرب عند استخدام الحجج الواهية للوصول إلى الهدف المطلوب.

لا شك بان سهل نينوى منطقة تسكنها مختلف المكونات الدينية والمذهبية والقومية ففيه المسيحيين والايزدية والشبك والعرب من السنة والشيعة وقد هُجِروا وطُرِدوا  غالبيتهم اثناء احتلال داعش الارهابي المجرم لارضهم ولجأ غالبيتهم الى اقليم كوردستان وخصوصا دهوك المدينة الاكثر امانا بين مدن الشرق الاوسط وربما العالم كون ناسها مسالمين ، متحفظين ،مؤمنين، محبين للخير والغير وتملأ قلوبهم الطيبة والرحمة والشفقة على المظلومين ، انها صفات لأناس تعايشنا معهم ثلاثة سنين من الهجرة والنزوح قبل تحرير مناطقنا في سهل نينوى .

بعد تحرير مناطق سهل نينوى وبناء ساتر وخندق ، للحاجة العسكرية وفصل الجانب الغربي عن الجانب الشرقي لسهل نينوى بحسب قرارات مسبقة ربما تم الاتفاق عليها بين القيادات للضرورة العسكرية، وبعدها مطالبة النازحين للعودة الى مناطقهم حصل ما هو متوقع من عودة النازحين ، فالجانب الشمالي والشرقي من سهل نينوى والذي تتحكم بحمايته قوات البيشمركة والاسايش عاد غالبية اهله ، فنرى قصبة تللسقف وناحية وانة وناحية بعشيقة والقرى المجاورة لهما عادت اليها الحياة الطبيعية ، اما الجانب الجنوبي والغربي من الساتر والذي تتحكم به قوات من الحشد الشعبي فان النازحين عنه يرفضون العودة ، فتلك هي تلكيف اغلب نازحيها يفضلون السكن في قصبة تللسقف ، وعادوا الى تللسقف مع العلم ان قصبة تللسقف دمارها من الحرب كان اكثر من قضاء تلكيف لكن نازحي تلكيف وخصوصا المسيحيين منهم فضلوا الايجار في تللسقف على العودة الى بيوتهم واراضيهم في تلكيف وهكذا الحمدانية وبرطلة وكرمليس وجميع المناطق غرب الساتر ، فالمسيحيين والشبك والايزدية اناس مسالمين يبحثون عن الاماكن الامنة والاكثر امانا وهم متيقنين بانهم امنين جدا في ظل حكم البيشمركة والاسايش  لكنهم لايشعرون بالامان مع القوات الاخرى بالاضافة الى ان اغلب ابنائهم انضموا الى صفوف البيشمركة والاسايش ، بقرار من سيادة الرئيس مسعود بارزاني بتشكيل الوية للبيشمركة متمثلة بالمسيحيين والايزدية والشبك ، والعرب ايضا في مناطق سكناهم على الشريط المحاذي لسهل نينوى الى منطقة ربيعة مايجعل حماية مناطقهم ومسك الارض يكون بيد اهلها ، لابيد اناس قدموا من وسط وجنوب العراق ، مع احترامنا لجميع القوات التي حررت الاراضي والدماء التي سالت للتخلص من داعش الارهابي المجرم، لذلك نتمنى ان تتخذ قرارات جريئة من قبل الحكومة الاتحادية وفصائل الحشود القادمة من الوسط والجنوب بالعودة الى مناطقها كون انتهت الحاجة الى وجودها في المنطقة ، كما ليس عليها ان تستغل الفقراء والمعوزين لتنفيذ اجندات سياسية دخيلة هدفها فتح الممرات للجيوش القادمة من الشرق عبر الحدود الى سوريا ، كما ليس عليها العمل للتاثير السلبي في الانتخابات القادمة  ليكون لها موطيء قدم في المنطقة .

فعوادوا الى مناطقكم ولاتكونوا مسمار جحا في خاسرة النازحين الذين ظلمهم داعش الارهابي المجرم وتزيدون انتم عليهم الظلم.

 بقلم لؤي فرنسيس

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *