عقول الأشرار والجهلة الصغيرة الكارثية

 

   بعد دخول حرب حماس – اسرائيل اكثر من اسبوع, ورد نبأ عن مقتل أول اسرائيلي فيها، مقابل مقتل اكثر من (200) فلسطيني وجرح اكثر من (1220) آخرين. يكفي ان نعلم ان يوم السبت (12-7-2014) كان اليوم الأشد دموية، ففيه قتل (50) فلسطينياً وإذ اقول حرب حماس – اسرائيل فذلك لأن النصف الآخر من فلسطين الخاضع لفتح لم يدخل الحرب، وبذلك تمكن قادة فتح من تجنيب مواطنيهم ويلات الحرب. وفوق هذا نلقى حماس ترفض المبادرة المصرية رغم الخسائر الجسيمة التي احاقت بسكان غزة والخراب الهائل الذي راح يزحف عليها، وتصر على مواصلة القتال ضد اسرائيل التي تتفوق عسكرياً على الدول العربية مجتمعة. ناهيكم عن كونها دولة نووية. إذاً والحالة هذه ألا يعد عملاً صبيانياً اعتزام حماس على الاستمرار في الحرب وهي التي بدأتها والباديء اظلم، ففي رصدي لمغامراتها الكارثية كانت اسرائيل وبعد قصف لحماس بالصواريخ عليها، كانت تكتفي بالتحذير لها وهي التي كانت البادئة بالالتزام بالمبادرة المصرية التي نالت إستحساناً عربياً ودولياً باستثناء حماس التي تحولت بمرور الزمن الى جسم غريب في المنطقة تلحق الاضرار بالقضية الفلسطينية وتحرج العرب أينما كانوا. ترى ألا يعد جنوناً وجهلا دونها أي جنون وجهل آخر مقارعة حماس لاسرائيل وبعد ان تكبدت كل هذه الخسائر؟ هل من المنطقي ان تحرز حماس نصراً في أجواء تمزيق الصف الفلسطيني الذي تم على يدها، وفي ظروف ابتلاء نحو (6) دول عربية بحروب داخلية رهيبة؟ وبعد كل حرب تتحول دول عربية سيما السعودية وتصبح (مشروع مارشال) لصرف عشرات الملايين من الدولارات لأجل اعمار غزة، مايفيد ان الاضرار تطالها ايضاً.

صدام حسين، كان انموذجاً قوياً للعقل الصغير والسلوكيات الجهنمية، ذلك العقل الذي زين له ولوج حرب مع (31) دولة بينها (3) دول عظمى ونووية الولايات المتحدة وبريطايا وفرنسا لقد بدا واضحاً منذ البدء ان صداماً سيخرج من حرب الخليج الثانية مهزوماً مذلولاً، واذكر عام 1990 كيف ان العديد من الدول والشخصيات العالمية مثل محمد علي كلاي سعت لثنيه عن الحرب وانهائه احتلال قواته للكويت بالتي هي أحسن، إلا أن الطيش والغباء بل الحمق ايضاً ركبه، فكان ما كان وبقية الحكاية تعرفونها وبتصرفاته اللاعقلانية وضعت اللبنات الأولى لتقسيم العراق واقتطاع اراضي عراقية واسعة لأيران والكويت والسعودية والأردن وسوريا ، ان العقل المتخلف للدكتاتور أنساه إستحالة التغلب على (31) دولة.

وقبل صدام كان هتلر قد ارتكب حماقات لاتحصى، وأكبر حماقة له اعتقاده بقدرة المانيا على ابتلاع الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يشكل سدس مساحة العالم، دع جانباً ما كان يدور بمخيلته المريضة من افكار صورت له امكان الاستيلاء على العالم أجمع. وقبل هتلر كان نابليون مثالاً للمحارب المستهتر حين زج شعبه وفرنسا في حروب مع جيرانه، وفيما بعد توجه بجحافله الى روسيا ، ليهزم هناك شر هزيمة على يد ( الجنرال الشتاء). والشعب الروسي.

لقد شقت حماس فلسطين الى نصفين بمغامراتها مدفوعة الثمن ، كما قسمت سياسات صدام المتهورة العراق الى قسمين, وعلى يد المالكي صار مقسوماً على (3). وعلى ذكر المالكي يستغرب المرء من تهديداته لكردستان، وهو الذي عجز طوال (6) أشهر من القتال من استرداد قضاء الفلوجة من الثوار، وفي حزيران الماضي فقدت قواته السيطرة على عدد من المحافظات العراقية واذ نقول بعجز المالكي عن استرداد الفلوجة وتهديده بمقاتلة البيشمركه، اذكر القراء الكرام كيف ان مدينة الموصل سقطت يوم 5-11-2004 بيد دولة العراق الاسلامية، يومذاك عجزت القوات الامريكية والعراقية في المدينة عن استردادها، فما كان من الأمريكان إلا مطالبة البارزاني للتدخل وعلى اثره قامت قوات البيشمركه بطرد ارهابيي تلك (الدولة) من الموصل خلال ساعات، فهل تقدر القوات العراقية على مجابهة قوات البيشمركه بعد الأمثلة التي أوردناها؟

اوقفوا مغامرات حماس الطائشة والمشبوهة وجردوها من السلاح واحيلوا قادتها الى المحاكم ، اسوة بمجرمي الحرب الألمان الذين حاكمتهم محاكم نورمبورك وكذلك بمجرمي الحرب من الصرب الذين حوكموا في لاهاي ، ولتأتي العرب الجرأة على قول الحق بوجه حماس ، وإلا فان القادم من الايام سيجعل من الفلسطينيين والعرب امام نكسة قد تكون افظع واكبر من نكسة حرب الايام الستة عام 1967.

 

عبدالغني علي يحيى

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *