عقليات تجتر افكارا وخطابات مستهلكة تخدش بها شعور الكلدان

wadizora@yahoo.com

بعد أن قطع الجنس البشري أشواطا في التقدم وخدمة الانسانية عبر أزمنة عابرة لكن ما زالت عقليات شوفينية وعنصرية تحيي افكارا خارج نتاج المواطنة والإنسانية وتجتر افكارا وخطابات مستهلكة تخدش بها شعور الشعب الكلداني دون الاحتكام إلى منطق العقل حسب معايير حقوق الإنسان الواردة في الاعلانات والمواثيق الدولية . إن افاقا جديدة واسعة تفتح امامنا بدخول الديموقراطية في عراقنا الغالي ليتمتع جميع اطياف الشعب باستحقاقاته الحقوقية ليعيش  بأمن وسلام على الرغم من وجود بعض الغمامة بفعل التصرفات غير المسؤولة لبعض السياسيين.

لا يزال بعض السياسيين  اسيري الافكار والشعارات البراقة والأحلام الوردية المثالية بعيدة المنال تساقطت اوراقها في غير فصلها والذين يجنون على انفسهم من خلال الاعتداء على الكلدان شعبا وثقافة ولغة وموروثا انسانيا ضارب في اعماق التاريخ. انه الخلو الفكري أن يطل علينا هؤلاء الساسة الذين يتشبعون بأساليب الخداع والتلفيق والتدليس وإحياء النزعات التي عايشتها الانسانية ودفنتها في ماض غابر ، بعقليات متحجرة يمتلكها طموح اعمى لا تنفك تحيي حقدها الدفين لكل ما هو كلداني.

للخوض في غمار المواقف والآراء السياسية من الضروري إن نلقي نظرة فاحصة وأن نسأل لكي نجد الطريق إليها لماذا يدفن رجال الحركة الديمقراطية الاشورية رؤوسهم في الرمال كالنعامة عند الحديث عن القومية الكلدانية؟ هل صفة التاريخ العلمي والحيادية غائبة عنهم؟ ثم إلى متى الاعتداء والتمادي في حق الكلدانية؟ فأية ديموقراطية يتغنون بها ويدعون إليها؟ لا يختلف اثنان ، ان الكلدانية حية خالدة رغم ما تتعرض لها كل يوم من تهميش وطمس وإلغاء ، لأنها واقع وحقيقة تاريخية بصفتها ارثا انسانيا وثقافيا وحضاريا ، عاشت على هذه الارض الطيبة الالاف من السنيين ولا زالت إلى يومنا هذا. فماذا جنى سعادة النائب العقيد يونادم يوسف كنا من تصريحاته على شاشة القناة البغدادية في برنامج سحور سياسي ” كل اشوري يصير كاثوليكي تابع لروما يسمى كلداني اتوماتيكيا ” غير الاستهجان والاستنكار الشديد من قطاعات واسعة من ابناء شعبنا الكلداني .. ويتناسى عمدا لا سهوا وجود اثوريين رجال دين ومؤمنين تابعين إلى كنيسة روما يحتفظون باسمهم الأثوري.

ان مثل هذه الطروحات وأفكار النائب كنا عاجزة عن اقناع العقل لكونها تغفل الجانب الفكري والأخلاقي المحايد وتضع نفسها في خانة الفكر الشمولي والإقصائي المغضوب عليه، لأنها تشكل مساسا خطيرا لتوجهات الفكر العقلاني الذي يقتضي استحضار الخصوصيات ومبادئ حقوق الإنسان بالموضوعية والحيادية في تناول القضايا الوطنية والانتماء القومي والديني بشكل علمي وعقلاني.

ماذا ننتظر من مسئول حركة سياسية يركض ركضا محموما وراء المال والمال فقط ، ولنا من مثال ( ديون الوقف المسيحي والديانات الاخرى)، أن لهذه الاسباب وغيرها ترى قيادات حزبية في الحركة الديمقراطية الاشورية يتظاهرون انه لا توجد مشكلة، فيكذبون ويتحايلون وقد يصل الوضع ببعضهم إلى احياء بعض الاساطير الخرافية التي اصبحت لا تجدي نفعا امام اصرار الشعب الكلداني في تحقيق مطالبه العدالة. اليس من العيب أن تجد بعض القيادات السياسية الاشورية لا يصححون مغالطاتهم ، وهنا تسقط عن من يطلقوا على انفسهم المصداقية والحيادية وتغيب التاريخ العلمي عن افكارهم ومواقفهم السياسية التي تغشاها البصيرة وتغطيها العنصرية والشوفينية التي يرتوا منها، وهنا تحديدا يكمن الفشل الفكري الاشوري الشمولي والذي تكون نتائجه ليس أكثر من مجرد سحابة صيف عابرة لا تصمد امام شمس الحقيقة اذا ما سطعت بنورها.. كفانا اجترار لأفكار مللنا منها لتكرارها ولكونها تضمر عنصرية وتجني على شعب وثقافة وحضارة.

27 اشباط 2012

You may also like...