عفية مهاجرين… أقل ما بيكم لورد بدولته!!

 

الحكم بالمطلق، وتضخيم الأمور، والتعميم، والتفرد بالرأي، والشعور بالعظمة، تكاد لا تخلوا منها مجتماعتنا أينما حلّت وفي أصغر تجمع. حيث لا يمكن الإعتماد على إنطباع ما لأمر ما.. قبل أن يدخل المتكلّم في (فلتر) يشبه إلى حدِ ما الخطوبة في زمن مضى!! حيث تبدأ النسوة بعدة أختبارات للعروس منها كسر الجوز للتأكد من سلامة أسنانها، وجر الشعر إن كان مستقر في (قبغ الراس) أو باروكة، ووضع الإبرة بالخيط لقياس نظرها…. وغيرها من إمتحانات قاهرة.

ونحن أيضاً علينا أن لا نأخذ كلام الآخر على أنها (طابو)، بل نعرضها للتفحيص والتمحيص وفي الغربال، لغرض التأكد من طبيعة المتكلم إن كان ثرثاري أو مبالغ أو متكبر أو نرجسي وصفات أخرى. كأمثلة على ذلك:

ها أبو فلان….. شلون جانت الكعدة؟ الجواب …. والله مرحت بس كلهم كالو تلعّب نفس!

الدهري مثلي راح يسأل… منو كال؟ الجواب ….. ها … كلهم

زين …منو كلهم .. عددلي؟ مو شفت طركاعة أبو العنبة وكال: سمع عن الكعدة وكال تلعّب النفس؟

أروح الطركاعة وأسألة …يجاوب: جماعة كالو حلوة، بس واحد كللي اللبلبي خلصت من وكت!

أقصد من هذا السرد الغير واقعي، واقع التعميم لدى الثرثارين من البشر، حيث نراهم جادين في مبالغتهم وكذبهم وأفترائهم لأمور يجهلوها تماماً أو يعرفوا شيئاً عنها ويصنعوا كما يقول المثل (من الحبة كبة).

شخص يتجول في وسط البلد، ويسمع عن وجود سرقة، ها أبو فلان شلون شفت الدولة؟ يجيب: يابا دي يالله، أنعل أبوها من دولة خابصينا بيها…كلهم حرامية!!

فتاة تبتسم لشاب صدفة أو لنكتة أو مجاملة….. هذي تموت علية، بس مخاشة بعقلي!!

مجموعة يتسامرون مع بعضهم ويتكلمون بالسياسية أو الدين…. أول أختلاف نسمع الجملة المعتادة: إنت شمفهمك؟ إسمع منّي وخليهة ترجية بإذنك!!

بعد أن(مرمرته) الحياة (وجقلبه) الزمن (وكفخته) الأيام (وبال) عليه القدر، إستقر في إحدى بقاع الأرض (وتمرغل) في التراب بادئ الأمر، ومن ثم (طأطأ) رأسه، وقبّل الرأس ولحس المداس، وأخيراً أخذ فرصته وأستثمرها وصار له شأن. طلب منه صديق أن يذهبوا لزيارة أعزاء قدموا من أرض الوطن وهم بحاجة ليد العون، يقول: ليش منوا هذولة، وآني شجابني على هالمستوى، يمعود ذولة متخلفين!!

لدينا مستوى آخر، وهذه المرة أنا أثرثر وأقول (نسبة كبيرة جداً) ومنيتي أن لا يقرأها الملاك الذي يسجل السيئات (بلكت يكون مشغول بغيري أو شارب بطل عرك ومطفي). يقول منهم:

آني شجابني على هالدولة الجايفة…. جنت ملك هناك!! العب بالفلوس لعب!!

واحد ثاني… يمعود، ليش نكدر نحجي وية ولدنة، ميسمعون كلام!! على أساس كان الإبن البار وية أمة وأبو!! أبد ممركوع بميت نعال!

أقسم بذات الله…. جان أكبر واحد يحسبلي ميت حساب!!

جنت مقاول وأربع مهندسين يشتغلون عندي وأصرف على عشرات العوائل؟

قاري كتب لحد مشيّب راسي ومسوّي دراسات حول هذا الموضوع!!

أمراض كثيرة من هذا النوع أقابلها في حلّي وترحالي، حتى لو إعتكفت الدار، يرن الهاتف لأسمع تفاصيل مملة من المبالغين والمغرورين …. وعندما أتكلّم مع مقربين يعانون مثلي أسألهم: ماذا يظن هؤلاء … أمامهم (بهاليل) ليسوقوا بضاعتهم التالفة علينا؟

على كولت المثل .. آني امير وإنت أمير …منو يسوك الحمير؟

كل من ألتقيهم كانوا أصحاب أموال ومثقفين ولديهم خدم وحشم وسواق وهم من الشجعان والصناديد، يهدون الجبال ويبلطون النهر ….زين الطبقة الكادحة كانوا أستيراد؟

يمعودين… دتطلعوا أصابيعكم من خشومكم وبعدين أحجوا!!!

زيد غازي ميشو

zaidmisho@gmail.com

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *