عبير مكان / بقلم باسل حنا

مازالت ترددات شهيقكِ الاخير على طرف البحيرة بأخر الطريق تتردد ليلاً.

تغويني وتسحبني كما ريح العالم الثلاثي التقديس، بروعته وشفافيته كما حكاياتالليلة والالف، على بساط كما فنتازيا سندباد العربي وحتى كتف العالم، لأقفمعك ومرة اخرة وبذات الروعة، خفاقة وحالمة هى عينينا.

لن انسى ذالك التوقيت….. ليلة كاليالي بحر الشمال، عميق بهدوئه وكاحلبعتمته.

كانت الساعة تشير للعاشرة ليلاً.

أما بعد فالحظتان كانتا، هى الاولى عندما اندست يدي من تحتِ ابطيكِ المتعرقتانوالاخرة عندما ارتجفت شفتاك المتشقفة. كانتا قاسية جداً وراغبة جداً ولهم وقعٌخاص بعد جولة القبلات.

اليوم اكتب:

استحالة كم هى عبثية اللغة عندي… مشوهة ولاأجد حتى لملمة الأبجدية فاسطركما الانبياء من قبلي ماحدث ليلتها. انها ليست بليلة السامرائين يوم ولادة يسوعفابشروا المخلص لأٌمم الارض، كما وليست ليلة الاسراء فعرج محمد حتىالسماء السابع…… انها ليلتي معك ايقونتي.

في مؤلفي الرابع عنك وبسفْر العذرية، الآية الاربعون، المزمور اربعة عشرتجدين قد كٌتب ( قَدْ قٌلتٌ لكِ لألافْ المراتْ أَنْتِ شيئْ  خارّج ٌمعادلةِ الزمكانْ ) ولكن وبرغم الاحتقانات العاطفية في سرير البٌطينان لطرفي كٌتلة القلب، مازاللدي مايكفي من بقايا عاطفة حرة كافية ان تجعلني اثور على عٌقمي اللغويومازال هناك القدر الكافي من جلد حيوان الماسك لانقش عليه عهدي الجديد.

وهنا بدأت القصة:

على اعتاب بحيرة يقول كتاب التاريخ انها تشكلت مع نهايات العصر الجليدي…وعلى طرف قريتي المثقلة بروائع تفاصيل الزمن الكولونيولي…. بصوت حذوةالاحصنة ومشهد الكنيسة الكاثوليكي الطابع… برائحة القش الرطب وجرسالمزار لقديس حقول وردة دوار الشمس، عندما التقت الصبيتان الصامتتان علىطرف الغابة وعندما تشرب تمثال الرب يسوع عند مدخل الطريقمطراً…….التقت جغرافيتي العالم.

متأكد انك تذكرين هذا.

إني متأكد…. وحتى أن مكان جسدينا العاريين فوق  القمح المتكسر شاهد علىجريمة الشرف تلك… كيف إغتصبت اجسادنا نفسيها، بل وحتى اثار أطرافالاصابع على وحل المكان…. كان ذالك من شدة وقسوة ممارسة الحب حينها.

كانت قد جفت ورسمت تضريس خاص أخذ شكل عذابات آلم الجولة الحمراءانذاك، تضريس اصابع يديك وأنت تشهقين عندما أتيتِ بقى شاهداً لنسوة القريةفانتشرت الحكايا بأن عذراء تحولت بالأمس هنا الى عاهرة.

الأن عذرائي ولقد تحولت الى عاهرة كيف لي ان انسى كيف كانت أطرافحمالات الصدر قد رفعت نهديك عن قاعدة الارض حيث شيطان الشهوات.

كيف لي ان انسى عِطرك الخاص…. كان أشبه برائحة غسيل جدتي ببيتنا العتيق..شعرته احياناً انه إمرأة وقد راقبتني وانا فوقكِ.. عبير غريب جمع لون التشردوالاغتراب بل وصرير شق روح المكان.

تقول الفقرة التاسعة ( كانت انفاسك متقطعة وذات رائحة حادة ولم يحصل ابدا انيلم استنشقها اثناء الحب).

بل ولم يحصل عندما حضرت النشوة لديك ان ليلتان وسقف العالم وستار الهيكلتمزقوا بالمكان… اذكر كيف نفختِ أنت شهوتك، كانت ساخنة ومتقطعة مع رأسمنحني للخلف وظهرٍ مقوس بأتجاه السماء، واذكر كيف صارت عيناكِ كاعينتابائعة الكبريت بليلة البرد الدنماركية. عينتا طفلة كانت تحلم ان تنتهي عذريتهابحضور نجوم درب يعقوب في السماء لتكون شاهدًا أمام محكمة العالم.

طفلة إستسلمت بلحظة فاأسقَطت أخر أعواد كبريتها دون أن تشعلها.. وعلى عكسحكاية التراث الدنماركي، فإن طفلتي لم تودع الجسد بسبب طقس ليلة عيد الميلادحينها، بل يذكر ان رحالة المنطقة سجلت بكاء مخلصة اليوم.. طفلة ولدت منرحم الشهوة… شهوة انك تأتي فايصمت الكون للحظات ليكتشف الى اي مدى هىالشهوة اساس العالم.

……

……

……

لماذا لم تتكلمي بعدها… نهظتي حينها وأحد الجوارب قد فقدناه.. دونما كلامرميتي الاخر ومضيت… وكأنك من رمى التفاحة فبدأت خطيئة البشر.. بل كانكيهوذا الأسخريوطي.

خطوات مُثقلة بتأنيب ظمير كان يعن كما مخلوق خرافي لبحيرات الشمال.

هكذا استمر الحال …. صوت انين وانت تسرقين الخطوة امامي حتى اول مصباحلمدينتي.

حتى اليوم لم اعثر على الجورب الاخر…

بقلم

باسل حنا

المانيا، صيف ٢٠١٧

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *