ظهر الحق وبانت الحقائق

في السابع من حزيران الماضي اعلن رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني موعدا للاستفتاء من اجل استقلال كوردستان وكانت هناك ردود فعل خارجية وداخلية قسم منها مؤيد واخر رافض ، ومع مرور الوقت تحول الكثير من الرافضين للاستفتاء داخليا الى مؤيدين وبقوة ولاسباب منها:

 اولا – كان قرارهم عاطفي وليس عقلاني وثانيا – علمهم باليقين بان المقرر سوف ينفذ شائوا ام ابوا، وثالثا – تأكدهم بان نجاح الاستفتاء سوف يضعهم في خانة الخونة اذا كانوا معارضين ورابعا تحرك القضية القومية لدى البعض منهم وتذكرهم دماء الشهداء التي سالت على ارض كوردستان الطاهرة من اجل هذا اليوم .

لكن مايزال البعض راكبين موقفهم السيء والرافض للاستفتاء وهم بداخلهم مؤمنين بحقيقته وصدقيته ونجاحه لكن لو اعلنوا موقفهم الصريح سوف يخسرون الهبات والمساعدات التي يستلموها من اعداء كوردستان كالمالكي وغيره من المنافقين الغيورين .

اما خارجيا اي بغداد وتركيا وايران ، فكان لحكمة القيادة الكوردستانية ودبلوماسيتهم اثرا كبيرا في تخفيف حدة الغيض والغضب لديهم وتحول بعضهم من رافض الى محايد ينتظر الفرصة ليكون مؤيد وهذه تاتي بعد الاستفتاء كونه سوف يكون حقيقة واقعة ، وعلى الجميع ان يتفاعل معه بايجابية لكي يبقي العلاقات دائمة ويطور اقتصاده مع دولة كوردستان مستقبلا .

اما بالنسبة للمكونات القومية والاثنية والمذهبية والدينية في سهل نينوى والمناطق الكوردستانية خارج ادارة الاقليم فالانقسام والتاييد والرفض فيما بينهم تحول الى مرحلة جديدة ولم يبقى من الرافضين للاستفتاء من اجل استقلال كوردستان الا من يسير بنهج المالكي ونهج اعداء كوردستان وهم قلة قليلة فاليوم عندما نتحدث في مجلس ما او جلسة عشائرية او لقاءات رسمية لانجد منهم الرفض كما كانوا سابقا لكننا نجد لديهم بعض التخوف المصطنع من المستقبل .

واليوم قد بانت جميع الحقائق وتأكد الجميع بان عملية استفتاء كوردستان من اجل الاستقلال ليست قضية شخصية او حزبية او كتلوية وان موعد هذا الاستفتاء قد تاخر كثيرا ، كم تاكدت الغالبية الكوردستانية بانه لا توجد عواقب سلبية للاستفتاء لاداخليا ولاخارجيا ، وان قضية تقرير المصير هي حق شرعي وقانوني لجميع الشعوب ، وسوف يؤدي الاستفتاء الى اعادة اللحمة الحزبية الكوردستانية كما يخفف من المشاكل مع بغداد كثيرا وسوف تكون دولة العراق جارة طيبة لكوردستان،  وأن مسألة الاستفتاء أو إقامة دولة كوردستانية في جنوب تركيا او شمال دولة العراق   فيه إجماع بين كل الأطراف السياسية في كوردستان سواء الحاكمة أو المعارضة، وانتهت الخلافات حول اجراء الاستفتاء من عدمه اقليميا كونه اصبح حقيقة واقعة. والجميع يحاول اعادة علاقاته الطبيعية مع كوردستان حفاظا على مصالحه.

لؤي فرنسيس

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *