صوريا صبر أحزان أمة ومدينة آلام الشهداء في الذكرى 44 لمذبحة صوريا

 

لمْ تكن قرية صوريا المنكوبة جُحراً لقطاع الطرق، أو وكرا لحبك المؤامرات ضد النظام الحاكم آنذاك، في بلدٍ خنق فيه كل شهيق وزفير يحمل نبض الحرية وقصتْ فيه أجنحة الطيور لكي لا تعبر الحدود وترى الوان الحياة الزاهية خلف قضبان سجن الوطن الكبير.

انها قرية صوريا الكلدانية، تلك البقعة الرائعة من بلاد النهرين .. الجميلة بأهلها وعشبها ونسيمها وربيعها. إنها قطعة من الجنة أهديت لهؤلاء البسطاء الكرماء الطيبين من ابناء الشعب الكلداني، الذين لا يردون سائلاً أو محتاجاً الاّ وأدخلوا الفرحة والأمان في قلبه، وقضوا له حاجته وودّعوه بسلام الرب.

في قرية صوريا لم يكن هناك مركزاً للشرطة، ولا كاهنا مقيماً في الكنيسة، لأن أهلها اناس مسالمين، ويعيشون حياتهم بمحبة الرب والأيمان الصادق، ولم تكن لديهم مشاكل او خلافات الاّ ما ندر أو صغر منها.

إن ما حدث يوم السادس عشر من ايلول عام 1969، كان عرسا دامياً للأفكار الشوفينية، ورصاصةً في قلب ألإنسانية هُدمت فيه آمال وأماني عشرات من العوائل الكلدانية لتصبح ضحية لنزوة الحقد والشر في قلب جانٍ محترف ألإجرام دخل كذئبٍ غاشمٍ بين خراف الأيمان ودعاة ألسلام لا ترده عن غيّه أحاديث الكاهن ألقدسية ولا توسلات النساء والكهول ولا دموع الأطفال البريئة. فقد كانت رصاصات الغدر والشر أقوى من جموع الخير والمحبة في زمن الظلم وارهاب الدولة المنظم والقتل الجماعي اللامبرر.

سَقيتِ ثراك يا صوريا منذ أربعة واربعين عاماً خلت بدماءٍ زكية طاهرة من أوردة الأطفال والنساء والشيوخ، وأخضّرت مشاتل الأماني بعد الصبر وبسقَ فجرٌ جديد، ودحر الطاغي الآثم.

فكلُ برعمٍ سيحكي قصة ليلى وذلك السفاح، وكل حجرٍ سيحفظ للتاريخ سيرة الجناة، وكل ذرة من ترابك ستصبح تذكاراً مدوياً يطارد القتلة في أحلامهم و بقايا ضمائرهم.

المجد و الخلود لشهداء صوريا وكل شهداء الشعب الكلداني.

سعد عليبك

saad_touma@hotmail.com

12/9/2013

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *