صفقة نيمار أثرت سلبيا على صورة برشلونة

ديفيد بوند المحرر الرياضي – بي بي سي

نيمار يعد إضافة قوية لبرشلونة الإسباني

أثارت صفقة نيمار العديد من علامات الاستفهام حول محاولة برشلونة التهرب من الضرائب

دائما ما يفتخر نادي برشلونة الإسباني بأنه أكثر من مجرد ناد لكرة القدم.

وخلال السنوات الأخيرة، نجح العملاق الكتالوني، بقيادة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، في تحقيق العديد من الإنجازات الكبرى، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.

ولكن بدأت الأمور تتغير داخل “كامب نو”، حيث تأثر أداء الفريق عقب رحيل المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا نهاية 2012، كما أثير العديد من علامات الإستفهام حول الأعمال التجارية للنادي.

وعندما تعاقد النادي مع النجم البرازيلي نيمار من نادي سانتوس البرازيلي في يونيو/حزيران الماضي، أعلن مسؤولو النادي الإسباني أن قيمة الصفقة بلغت 45 مليون جنيه استرليني.

وشكك أحد أعضاء مجلس إدارة برشلونة، وهو صيدلي يدعى خوردي كاسيس، في قيمة الصفقة وطلب توضيحا من مجلس إدارة النادي. وعندما لم يجد ردا، ذهب إلى المحاكم الإسبانية التي فتحت تحقيقا في هذا الصدد.

أدت الصفقة إلى استقالة روسيل

استقال رئيس النادي ساندرو روسيل على خلفية الصفقة في يناير الماضي

وقال المدعي العام الإسباني إنه سيفتح تحقيقا في الأمر لمعرفة ما إذا كان مجلس إدارة النادي تلاعب في قيمة الصفقة للهروب من الضرائب.

وقال النادي إنه ليس لديه ما يخفيه، غير أن رئيس النادي ساندرو روسيل استقال من منصبه في يناير/كانون الثاني في أعقاب ضغوط شديدة من الرأي العام.

وقال روسيل إنه استقال لأسباب شخصية، ولكنه كان المسؤول عن التعاقد المثير للجدل مع النجم البرازيلي البالغ من العمر 22 عاما والذي يعد أحد أبرز المواهب الحالية في عالم الساحرة المستديرة.

وبعد وقت قصير من رحيل روسيل، عقد خليفته جوسيب ماريا بارتوميو مؤتمرا صحفيا للإعلان عن القيمة الحقيقية للصفقة، والتي قال إنها بلغت 71 مليون جنيه استرليني.

وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن بارتوميو، وهو صديق مقرب لروسيل وكان يشغل منصب نائب رئيس النادي وقت التوقيع مع نيمار، عن تفاصيل الصفقة.

وقال بارتوميو إن النادي الإسباني دفع 33 مليون جنيه استرليني لوالد نيمار كتعويض لضمان انتقال نيمار لصفوف برشلونة، في حين حصل نادي سانتوس على 14 مليون جنيه استرليني.

نيمار في سطور

تاريخ الميلاد

: 5 فبراير/شباط 1992 بالبرازيل

المباريات الدولية

: 47 مباراة

الأهداف مع البرازيل

: 30 هدفا

المباريات مع برشلونة

: 20

الأهداف مع برشلونة

: 7

هل تعلم أن

: أكثر من 14,000 مشجع برازيلي وقعوا على التماس يطالب بضم نيمار لقائمة منتخب البرازيل في كأس العالم 2010 بعدما لم يتم اختياره من قبل المدير الفني للمنتخب آنذاك دونغا، ولكن دون جدوى.

ودفع برشلونة 8 مليون جنيه استرليني فور توقيع العقد، علاوة على 6 مليون جنيه استرليني لوضع شرط يمنح النادي أفضلية في التعاقد مع لاعبين من سانتوس في المستقبل، إضافة إلى 2 مليون جنيه استرليني رسوم لوكلاء اللاعبين (دفعت أيضا لوالد نيمار)، و2 مليون جنيه استرليني إضافية لمؤسسة نيمار الخيرية في البرازيل.

وأعلن نادي برشلونة أيضا أن نيمار سيحصل على أجر سنوي يبلغ 9 مليون جنيه استرليني.

إنها أرقام تبعث على الحيرة في حقيقة الأمر، كما أنني لا أتذكر أن قام ناديا أوروبيا كبيرا بعرض تفاصيل صفقة انتقال أحد لاعبيه بهذه الطريقة.

في الواقع، تلقي هذه التفاصيل نظرة ثاقبة على الاتفاقات الرياضية والأموال التي تدفعها الأندية لضمان التعاقد مع لاعبين بارزين – ولاسيما من أمريكا الجنوبية التي يبرز بها نجوم كبار تكون عقودهم مملوكة لشركات كبرى وأشخاص أثرياء وليس أندية.

وكشف برشلونة تفاصيل الصفقة على أمل أن يساعد ذلك في حل المشكلة وإبعاد النادي عن الدخول في مشاكل قانونية، غير أن القاضي بابلو روز أعلن قبل أسبوعين أن القضاء الإسباني سيواصل النظر في القضية.

واضطر برشلونة لدفع 11 مليون جنيه استرليني لوزارة المالية الإسبانية كضرائب عن الصفقة، حتى يتم إسقاط القضية المرفوعة على النادي، ولكن محام خوردي كاسيس قال لبي بي سي إنه يعتقد أن القضاء سيواصل النظر في القضية.

وسألت بارموتيو يوم الاثنين الماضي عن طريقة العمل على تحسين صورة النادي، ورد قائلا: “من واجبنا أن نشرح للجميع أننا قمنا بكل شيء بالشكل السليم. إذا رأى البعض أن سمعة برشلونة تأثرت بالسلب، فيتعين علينا أن نعمل على إصلاح ذلك”.

وأضاف: “نعتقد أننا على حق. نحن لسنا سعداء بهذا الموقف، ولكننا سندافع عن نادينا بكل قوة عندما نمثل أمام القضاء”.

وقال بارموتيو إن الخلاف يدور حول الجهة التي يتعين عليها دفع الضرائب: هل يجب دفعها من قبل والد نيمار في البرازيل، أو يجب دفعها في إسبانيا لأن هذه المدفوعات تشكل جزءا من العقد مع اللاعب؟

 برشلونة يسعى لاستعادة توازنه في الدوري الإسباني

يسعى برشلونة لاستعادة توازنه عقب الهزيمة الأخيرة أمام بلد الوليد

ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا دفع النادي 11 مليون جنيه استرليني إذا؟

ورد الرئيس الجديد لبرشلونة على ذلك قائلا: “الحذر هو ما دفعنا لتسديد هذا المبلغ، ولأن هناك تفسيرات مختلفة لما حدث. نحن نرى أن هذا الموقف سخيف وغير عادل”.

وسألته عما إذا كان ظهور أندية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، المملوكين لرجال أعمال أثرياء، جعل من الصعب على برشلونة المنافسة على التعاقد مع لاعبين جدد.

ورد قائلا: “باتت الأمور أكثر صعوبة خلال السنوات القليلة الماضية في أعقاب ظهور بعض الأندية المملوكة لشخص واحد والتي لديها موارد غير محدودة، ولكننا في برشلونة ليس لدينا تلك الموارد”.

وأضاف: “نحن ناد كبير بكل تأكيد. نحن أكبر نادي في العالم، ولكن عندما ندخل في منافسة مع أندية تمتلك موارد غير محدودة، فيتعين علينا البحث عن سبل واستراتيجيات أخرى”.

وحدث كل ذلك في توقيت سيء للغاية، حيث يمر الفريق بحالة عدم اتزان وخسر السبت الماضي أمام بلد الوليد ويتخلف عن المتصدر ريال مدريد بفارق أربع نقاط كاملة، قبل 11 جولة من نهاية مسابقة الدوري.

ويواجه برشلونة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء في دوري أبطال أوروبا. صحيح أن العملاق الكتالوني حقق الفوز بهدفين دون رد في المباراة الأولى، ولكنه لم يضمن بعد التأهل للدور قبل النهائي للبطولة الأقوى في القارة العجوز، في ضوء الإصابات المتكررة لنجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي ومعاناة مديره الفني جيراردو مارتينو في إيجاد طريقة مناسبة لاستغلال مهارات وقدرات ميسي ونيمار معا داخل المستطيل الأخضر.

ويقول النادي الإسباني إن الأداء سيتحسن بمرور الوقت، ولكن المهم هو الحفاظ على قيم وسمعة النادي، وأن التحدي الحقيقي الذي يواجهه العملاق الكتالوني الآن هو التأكيد على أن الجدل الدائر حول صفقة نيمار لن يكون جزءا من تدهور قيم وقواعد النادي.

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *