صرخة البطريرك وندائهِ  الأخير , هل جاءت بعد أن طفحَ الكيل وبلَغَ السيلُ الزُّبى


هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَهم؟.
   النداء الأخير الذي وجههُ غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكوا الجزيل الأحترام ..كان مختلفاً عن كل الرسائل والنداءات السابقة …. لأنه حمل بين طياتهِ الكثير من المعاني والأسى والحزن، بسبب الظروف الصعبةالتي عصفت ولازالت تعصف في وضع مسيحي العراق. وبعد كل الصدمات والأزمات التي تعرضوا لها والتي تم صدها وامتصاصها بكثير من التضحيات و الصور المؤلمة كالهجرة والترهيب والقتل والتهميش …الخ.
 بالتأكيد البطريرك وكونهُ رأس هرم الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم.  يقع عليه الحمل الكبير والمسؤولية التأريخية  للحفاظ على شعبهِ  والسير به الى بر الأمان في ظل ظروف قاسية وصعبة ومعقدة في بلد دارت فيه الحروب رحاها والأقتتال الداخلي والأرهاب الأعمى الذي استهدف هذا الشعب الأصيل ..بالتهجير والتنكيل به وبالترهيب والقتل.
ومما زاد الطين بلة(كما يقول المثل ) وعقدت الأمور  .أن هذا الشعب المسيحي الأصيل المبتلي وهو في ارض أجداده وموطنه الأصلي وبكل قومياته . لازال في صراع داخلي مرير ولسنوات طويلة في البحث عن أسم يجمعهم بحب ووئام ولم يتفقوا بعد بالرغم من أن القواسم الكثيرة التي تربطهم هي اكثر بكثير من التي تفرقهم .فهم يرتبطون برابطة الارض والتاريخ والدم واللغة.  وأختلفوا في نقطتين فقط هي الأسم القومي والمذهب.
  إذن سبب الضعف وسبب هذا الأنكسار والتشتت لهذا الشعب المسيحي هي الأختلاف في التسمية القومية والمذهب  وبالرغم من ان هذا الأختلاف القومي  ليس له مبرر أصلا لأن ابناء شعبنا هم ينحدرون من نفس الجذور الأصيلة للشعب الذي سكن في بلاد مابين النهرين وأختلطت دمائهم على مر السنين لابل أن بعضهم تغيرت حتى قوميتهِ ودينهِ بعد ذلك بحد السيف. فربما هناك عربا في الشرقاط هم اشوريين اقححاح في الأصل وفي الناصرية عربا كانوا بالأصل كلداناً اقحاح. ولكن التعصب والحقد والكراهية التي زرعها البعض للأسف منذ سنوات طويلة . نجني ثمارها السامة اليوم ولحل هذه المعضلة نحتاج الى سنوات لسحب السموم التي تغلغلت في خلايا المتعصبين القوميين وانتقلت الى ابنائهم واحفادهم وولدت هذا الكره والحقد بين ابناء الشعب الأصيل.
النقطة الثانية هو الخلاف المذهبي هذا الخلاف زاد من صدأ الخلاف القومي وزاد الضغينة والحقد على هذ الشعب وأسبابه معروفة.
ما أريد أن أنقله بدوري الى غبطة البطريرك مار روفائيل لويس ساكو.
  يالتأكيد انتم .. رأس الهرم  للكنيسة الكلدانية  تتحدثون لشعبكم المسيحي بكل قومياته ( الكلدان والسريان والأشوريين) وتوجهون النداء الى احد الأحزاب او التنظيمات للقيام بعقد مؤتمر للم الشمل واختيار قيادة ذات كاريزما قوية.
غبطة البطريرك الجزيل الأحترام  سوف لن أدخل في التفاصيل وخير ماقل ودل..انتم تعرفون ونحن نعرف جيدا ولنكن صريحين وواضحيين لايوجد حاليا اي حزب في العراق او تنظيم يستطيع أن يكسب ويلم شمل ابناء هذا الشعب الأصيل بكل قومياته الموجودة بسبب الانفراد والتسلط في القرارات والأرتماء في احضان الاحزاب الكبيروالأنقسامات الداخلية داخل هذا الحزب او ذاك التنظيم ..اي لاوجود لاي استقلالية للدفاع عن حق هذا الشعب ومصيره.
وقبل ان نلتجأ ككلدان الى اخوتنا الأشوريين والسريان لبناء بيتنا المسيحي سويةً علينا اولأ ياسيادة البطريرك ان نبني بيتنا الكلداني الكبير الذي يضم ثلثي شعبنا المسيحي وبدعمكم المؤثر وتشكيل حزب كلداني قوي التي تتوفر كل الشروط لتأسيسه … قاعدة جماهيرية قوية.. كوادر مثقفة.. وناشطين قوميين. وسياسيين.
بعد ذلك ومن موضع القوة والأقتدار ندعوا أخوتنا الى التحاور معاً لوحدة الصف المسيحي وحينها سيكون الهدف اسهل بكثير وتحقيق حلم الوحدة بين الأخوة المفترقين.
سيادة البطريرك.  انتم تفضلتم بالقول  (لاحظنا اننا ككنيسة لو قمنا بتوجيه هذا النوع من الدعوة الى الأحزاب والمؤسسات المسيحية لأتَّهمونا بالتدخل في السياسة،).
لا أعتقد أن الكنيسة حينما تقوم بتوجيه شعبها لعمل ما ودعمه من اجل  نهضتهِ وحمايته ومن أجل نيل حقوقه ،سيكون شيئاً معيبا او خاطئاً . ولكن الخطأ يأتي عندما تتحكم الكنيسة بزمام هذا الحزب او ذلك التنظيم  وتكون هي الأمر والناهي بشؤونه وتحصل الخلافات والانشقاقات بين صفوفه. .وخير مثال على ذلك الكنيسة المارونية في لبنان ، البطريرك الماروني( الكاثوليكي )يلعب دوراً رئيسيا كبيرا في الدفاع عن حقوق المسيحين والأحزاب والقوات لها استقلالية كاملة لكنها تأخذ الدعم والمشورة من الكنيسة. ولازالت لبنان رئيسها مسيحي ولهم كلمة الفصل في كل القرارات الى اليوم، برغم ان عددهم الان أصبح اقل من المسلمين بسبب الهجرة المستمرة. وهكذا الحال في مصر،  لازال بابا الاقباط يلعب دورا كبيرا في الدفاع عن الاقباط ويتولى كثير من الامور بنفسه ويقوم بتوجيههم ودعمهم .
سيادة البطريرك ..انتم تعرفون جيداً بأن شعبنا شعب كنسي مؤمن مثلما هو في لبنان ومصر ايضاً . فالدعوة التي تخرج من رأس الكنيسة لها صدى وأذان صاغية
من الرعية لأنها تؤمن بأن الراعي الصالح هو مدعوم من الروح القدس لخدمة شعبه ورعيته. وانا هنا سوف اتحدث عن كنيستنا الكلدانية وشعبها الكلداني الذي يمثل الاغلبية الكبيرة من ابناء شعبنا المسيحي.
انا كلي ثق بأن هناك أبناء من هذه الكنيسة في الداخل والخارج وخصوصا من المثقفين والواعيين و يمتلكون  الغيرة والحس القومي ويعملون ويتحاورون ويكتبون من أجل النهوض ووضع الحلول  للوصول الى ماجاء في بيانكم وندائكم .
ولكن بسبب عدم وجود آذان صاغية  او الأهتمام بأرائهم ( الا النذر اليسير منها) وصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم .
سيدي البطريرك …اقترح على غبطتكم  ان تقوموا في هذه المهمة والوقفة التاريخية بحق أبناء شعبكم الكلداني و لملمة صفوفهِ  حيث تدعون الى مؤتمر يكون برعايتكم في العراق. وعلى ان يكون هناك لقاء  تشاوري قبل المؤتمر يضم  الناشطين والمفكرين والسياسيين لوضع اسس تشكيل حزب كلداني  او تنظيم قيادي قوي ومدعوم بقوة من الكنيسة.
 وأن لاتحدث الأخطاء التي حدثت سابقاً في تأسيس الرابطة الكلدانية.  في التنظيم وتوجيه الدعوات والتنسيق الصحيح وبعيدا عن اي امور اخرى وبحيادية تامة. والتي نوهنا اليها من قبل وحصل ماحصل من أختلافات وافتراقات بين صفوف ابناء شعبنا الكلداني ووصلنا الى ماوصلنا اليه اليوم. . وانا كلي ثقة بأن الله سيبارك خطواتكم في هذا العمل المهم و في هذا الظرف الصعب وهي فرصة للملمة بيتنا الكلداني ورصهِ وتقويتهِ وكما وضحت بعدها الوحدة ولم شمل البيت المسيحي ستكون اسهل بكثير لتحقيقها . وأذا قدر الله بعدها تتحد الكنيستين وتنتهي حقبة الصراع المرير بين ابناء الشعب الأصيل.

بقلم هيثم عيسى ملوكا

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *