صبنا الكلدانية في القلب وتحية للحزب الديمقراطي الكلداني المناضل

صبنا تزهو بطبيعتها الخلابة، وتباشير صباحاتها الجميلة ، وبناسها الطيبين ، وكم كان

يسعدني ان ازور صبنا وكل قرانا الجميلة ، لكن زخم الحياة قد حال دون ذلك ، وأملي في

 السفرة القادمة للوطن الحبيب من تحقيق تلك الأمنية في زيارة صبنا الحبيبة التي انتظر

 لقاؤها بشوق .

وقبل ان انتقل الى جواب الرسالة التي سطرها الأخ ماجد يوسف ، احب ان احيي الحزب

الديمقراطي الكلداني المناضل الذي بقي على عهده في الوفاء للقومية الكلدانية العراقية

الأصيلة لا تهزه الرياح العاصفة ، ولم يتمايل معها رغم صعوبه ظروفه في فترات كثيرة ،

 فتحية من القلب للحزب الديمقراطي الكلداني المناضل ولكل اعضائه ومؤازيه وأصدقائه .

الأخ ماجد يوسف المحترم

قرأت مقالك الموسوم : المحترم حبيب تومي كفاك صراحة .

اقول :

أنا اعشق الحياة وأحبها ، ويداهمني حب الوطن وأتمنى لو اغرق في مرافئه ، وتسحرني

كلمات الشاعر التركي ناظم حكمت حينما يسكب كلماته مثل قطرات الندى فيقول :

 

لا تجيء على الأرض

كمستأجر بيت

أو زائر ريف وسط الخضرة

ولتحي على الأرض

كما لو كان العالم ملك أبيك

 

أنا اؤمن ان ينابيع الوطن لم تنضب ، وإن سيرورة عجلته سوف لا تتوقف في صحراء

الأرهاب والقتل والأبتزار والتهجير ، بل سيظل في في حركته وديمومته سائراً رافعاً سارية

 المحبة والتعايش . .

احاول ان اتمرد على احزان الدنيا وهي تدور مع دوران الأرض ومع دوران الزمان ، ولا اريد

ان يدخل طائر الحزن الى دواخل كياني ، ولكن الى متى سأبقى هكذا ؟

لا ادري ، لكن الذي انا متـاكد منه ان ذلك يبقى حياً في كياني طالما افكر بعقلي وليس في

 قلبي .

اخي ماجد يوسف : انا انتمي الى القبيلة البشرية ، وهذا لا يعكر نقاء وصفاء انتمائي الوطني

 العراقي والى مدينتي الحبيبة القوش والى قوميتي الكلدانيـــــــــــــــة . إنها مشاعر انسانية

وضرورة حياتية ان يكون للأنسان الأنتماء والهوية والأسم ، وفي المعتقدات القديمة في بلاد

ما بين النهرين كان ثمة قاعدة تقول : لا يمكن ان يوجد شئ دون ان يكون له اسم ففي ملحمة

 الخلق البابلية ورد :

 

عندما كانت السماوات من فوقنا بلا اسماء

لم يكن من تحتها من مسكن يدعى بالأسم

ولم يكن لأي شئ اسم ما

 

وما دام لم يكن ثمة شئ له اسم فإنه لم يكن موجوداً ، وهنالك عبارة أكدية تقول : ( كل شئ

يحمل اسماً ) ، فكل شئ هويته اسمه ، والأنسان بلا اسم يبقى بلا هويه تحدد موقعه في

المجتمع ويغدو نكرة .. ونحن حينما اخذنا اسم قوميتنا الكلدانيــــــــــة بمعنى كان لها وجود ،

ولو لم تكن موجودة فلم يكن لها اسم .

أخي ماجد يوسف :

المشكلة او الأشكالية تبدأ من نقطة حينما تنبري احزاب او اشخاص متأثرين بالفكر الشمولي

 ، وهذا الفكر قد ساد العراق لعقود خلت ، وبقي عالقاً في ذهنيات أشخاص وأحزاب لها

مصالحها في تلك الأفكار رغم تعارضها مع حقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، وما يعرف عن

العقل الشمولي انه يحاول ممارسة الوصاية على الناس ، معتقداً ان الناس غير قادرين على

التفكير والتمييز وإن طروحاته تحمل اليقينيات ولا حقائق غيرها .

انا شخصياً اؤمن بأن من حق الشعب الكلداني ومثقفيه ان يفكروا كما يشاؤون دون وصاية

من اي حزب آشوري او غيره . ايماني راسخ بأحقية الكلدان في الوطن العراقي ان يمارسوا

حياتهم السياسية والقومية والمجتمعية كما يشاؤون دون وصاية الأحزاب الآشورية ، وإن ما

 تقوم به تلك الأحزاب بحق الكلدانيين من تهجين وترويض وقبول خطاب تلك الأحزاب يعد

منافياً لحقوق الأنسان وحقوق الأقليات ، ولهذا انا بقيت على هذا المبدأ لا احيد عنه مهما

تصاعدت وتائر الترغيب او الترهيب ، فأنا قد رسمت خارطة الطريق لحياتي وإن ضميري

مرتاح على هذا النهج الأنساني في مناصرة شعبي الكلداني المظلوم في العراق بسبب

العمليات الأرهابية التي تستهدف وجوده في وطنه ، ومسلوب الحقوق القومية في اقليم

كوردستان ، هذا هو معدني ولا يمكن ان أغير جلدي كل يوم ، ومن الأدب الأرمني ثمة عبارة

تقول :

 

( الذي يغير جلده سوف تصيبه اطلاقتين ناريتين في القلب ) .

 

 والعبارة وردت في مقال قرأته في إحدى المجلات من ترجمة جندي عثمان اوسو من كتاب

الممرات المنحدرة لفاختانك اتانيان ، وموجز الأسطورة :

 

ان صياداً ماهراً في جبال اسلي قرب حدود ايران مدفون تحت صخرة نحت عليها ذلك القول ،

وكان يصطاد الحيوانات من الطيور والوحوش بسهولة ويسر ، اراد في هذه المرة ان يصطاد

الماعز الوحشي ولكن هذه المرة قرر ان يمسكه حياً ، ومن اجل ذلك ارتدى جلد تيس كبير

وتنكر به ، واقترب من القطيع ليمسك بواحدة ، وفي تلك الأثناء اقترب من قطيع الماعز

الوحشي صياد آخر ، ولفت انتباهه وجود تيس وحشي كبير مع القطيع ، وقرر مع نفسه

وحسب خبرته ان هذا التيس الكبير لا تقتله طلقة واحدة بل طلقتان ، فحشى بندقيته بطلقتين

مصوباً اياهاً صوب التيس الكبير وهو الصياد ( الذي غير جلده ) ، وبعد إطلاق النار عليه

ركض الصياد لفريسته وإذا به الصياد الماهر المعروف والذي مات بعد قليل ، دفنه الصياد

بجانب النهر تحت صخرة كبيرة ونحت في الصخرة عبارة :

 

( الذي يغير جلده سوف يستلم اطلاقتين ناريتين في القلب ) ، ولهذا ابقى ثابتاً على مبادئي

 اخي ماجد يوسف ولا اغير جلدي لكي لا تأتيني اطلاقتين في القلب .

انا مؤمن ان الشعب الكلداني سيتبوأ مكانته الطبيعية اللائقة بوطنه العراقي دون وصاية فنحن

 في زمن لم يعد فيه مفاهيم الانتداب او الوصاية ، ولكن نيل حقوقه ينبغي ان تكون بتحرك

منه فحقوق الشعوب تؤخذ ولا تعطي وسوف ابقى على هذا النهج ما دمت استطيع ان اسطر

 كلمة .

إن النخبة المثقفة من شعبنا الكلداني والمخلصين الواعين يقع على عاتقهم مهمة إنارة

امام هذا الشعب ، لكي ينهض ويحرز مكانته اللائقة في الوطن العراقي فالشعب الكلداني من

 الشعوب الأصيلة في هذا الوطن ولا يحق لأية طرف او جهة سلب هذا الحق وفرض وصايته

عليه .

تقبل خالص شكري وتقديري اخي ماجد يوسف

 

حبيب تومي / اوسلو في 07 / 12 / 10

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *