شيوعـيّـون ألقـوشـيون يشـوّهـون سمعة حـزبهم ( ألقـوش- موسـكوالصغـيرة )( 6 )


ليست ألقـوش ولا الألقـوشيّـون ينـتـظرون المدح والثـناء فهم مترفـّـعـون ومعـروفـون عَـبر التأريخ لـدى مَن يهمه الأمر ويستحـقـون الإكـرام ولكـن كـما يقـول المثـل ( ماكـو زور يخلا من واويّة – لا تـوجـد أدغال خالية من الثعالب ) فأعـيد إلى الذاكـرة وأقـول إن رجالاً ونساءاً كـثيرون وقـبل أن يعـرفـوا النـظريات الفـلسفـية وبغـض النـظر عـن إنـتماءاتهم الفـسيفـسائية العـصرية قـد عـُـرِفـوا بكـرمهم وشهامتهم وغـيرتهم عـلى بلدتهم ألقـوش وعـلى غـيرهم من الأقـوام ولا شك في ذلك فـقـد أثـبتـوا مواقـفهم عـملياً وبـرأس مرفـوع قـبل ثمانين سنة ، ولكـن المقـصودين في مقالنا هـذا والمقالات السابقة واللاحـقة هُـم حـصراً أولـئـك الذين كانـوا قـبل خـمسين سنة من سكـنة ألقـوش لهم مواقـف وممارسات مُـخـجـِلة غـير محـمودة بل تــُلام وتــُـنـتــَـقـَـد وعـيب عـلى الرجال ، ومَن لا يقـبل الإنـتـقاد يسكـت ! ولا يخـدع الناس بإرتـدائه فانيلة مزيّـفة بالديمقـراطية الخـزعـبلاتية في ساحات اللعـب السياسية ، وإذا أحـد من رفاق أيام زمان زعـل ، أو غـيره إنـعَـقـَـﭻ من بزر ﭽـوكـليت هـذا الدهـر من أولاد ذلك الجـيل وربما أحـفاده الذين يجـهـلون ما دار في وقـتها ، فـليزعـل وليـنعـقـﭻ ونقـول لهم إنّ مَن لا تـؤلمه بطـنه لا يئـنّ ، وليكـتبوا ما طاب لهم ويعـبِّـروا ما يشاؤوا ويخـطـّـوا ما يتـخـيَّـلوا فالحـق حـق والباطل باطل ، والحـقـيقة هي مُـلك صرف للجـميع ومَن يُـخـْـفِها هـو حـرامي سارق .

أذَكــِّـر الأخ مازن شبلاّ في سان ديـيـﮔـو بأنـني أكـتب بقـصد يا أخي ولماذا أكـتب بشبه قـصد .

في فـتـرة الخـمسينات كـنا أكـثـر من 60 عائلة ألقـوشية في كـركـوك في غاية الإنسجام والوئام بالإضافة إلى العلاقات الجـيدة مع الملل الأخـرى ولم يكـن للسياسة أي أثر بـينـنا تلك التي تــُـفـسِـد كل شيء وأؤكـد ! تـفـسِد كـل شيء في حـياة الإنسان مع أقـرانه بني البشر فأصدقاء الأمس صاروا أعـداء اليوم بفـضل الخاتـون والحـرَم المَـصون (( سياسة )) في كل مكان وحـتى في المهجـر . فأقـول في كـركـوك كان تبادل التهاني في الأعـياد ولبساطـتـنا بدون مواعـيد مسبقة وحـضور الحـفلات في تلك الأيام كان مستمراً ولقاءات الرجال في ﭽايخانة السوق التي إعـتادوا عـليها بالإضافة إلى الزيارات العائلية العـفـوية الخالية من حـواجـز الفـقـير والثري ، المثـقـف والأمي والتي لم تـنقـطع وكـذلك الجـولات المحـلية المشتركة للتبضـّع أوالحـضور في الكـنيسة وغـيرها . وقـبل إنـتـقالنا إلى ألقـوش كان آخـر مَن زارَنا في دارنا بمنطقة ( قـورْيَة ) عائلة المرحـوم ياقـو توماس وحـينها كان المرحـوم خـيري يلعـب مع صبـيان الزقاق فحـدثـت مَشادة بـينهم وضربَ أحـدَ أبناء جـيرانـنا من الجـماعة ودخـل الدار مرتبكاً بعـد أن أدماه ولا أحـد من المحـلة يعـرفه لكـونه غـريـباً وصارت هـوسة في الشارع يسألون عـن المعـتـدي ، وتجـنباً لـتـطـوّر الموقـف فـقـد تجاهـلناه من جانبنا وخـرجـنا إلى باب الدار ( عـرز وعَـيال ) فأضفـنا هـوسة أخـرى بالقهقهات ولم نأبه لهـوسة الشارع ونحـن نـتـكلم بالعـربـية لأسباب معـروفة وكأنّ الموضوع لا يخـصّـنا ولم يُـركـِّـز أحـد عـلى خـيري لإنشغالنا بالتوديع ولكـثرتـنا ثم لصغـره حـتى إستـقـل أفـراد العائلة الزائرة سيارتهم بسرعة وغادرونا بسلام ، وللذكـرى فـقـد تـناولتُ القـربان المقـدس للمرة الأولى مع الأخـوَين السعـيد الذكـر رمزي والمرحـوم خـيري سوية في عام 1957 . رسـمتُ هـذه الصورة عـن مجـتمع الألقـوشيّـين كي يعـرف القارىء العلاقة الطيـبة التي كانـت بـينهم وهم بَعـيدون عـن السياسة ولا نـزال نحـتـفـظ بصورة تـذكارية فـوتـوغـرافـية ( ستـوديو حـنا ) تضمَّ معـنا شاباً ألقـوشياً غادر إلى الديار الأبدية كان أعـزباً في حـينها ونحـن في حـفـلة زواج جالساً بجانب والدي وأنا طـفل واقـفاً خـلفه وذلك إعـتـزازاً به وبأهـله وبألقـوشيته وعلامات السكـر مرتسمة عـلى وجهه وهـو يدخـن في الصورة ، ولكـن لمّا رفـرف قـميصُه برياح السياسة نسيَ أخـونا الخـبز والملح والجـنجـريق والأقـَـلـتا و ﭙَـثــْـخاثا د ﮔِـرْسا التي كانـت بـينـنا عِـلماً أنه من عائلة معـروفة كـبقـية العـوائل . فـقـد إنـبرى هـو ، هـو بشخـصه ليطـعَــنـنا ( ويا ريت من الخـلف غـدراً – فـيكـون مجـهولاً ) بل من الأمام وقاحة وصلافة وعـلناً وفي دارنا بدون حـياء ( ووالدي وحـيد – وحـتى إذا كان وراءه عـشرة رجال مكـشوفي الوجه نهاراً ) فإنه لا يمكـنه أن يُـقاوم مجـموعة من الملثــّـمين بالجَـمَّـدان ليلاً ويدهم عـلى زناد الكلاشينكـوف مستعـدّين في أية لحـظة للقـتل ، فـبأيّ مدرسة تـربّى هـذا يا أخي فلاح قـس يونان الورد وهـو عـند موضع إعـجاب لدى رفاق الأمس ويـذكـره شباب اليوم أيضاً بإفـتخار وعـلى الأكـثر أنت أحـدهم .

مثال آخـر : لم يكـن والدي ثـريّاً بل كان – شايل نـفسه – ونـظراً لظرف طارىء ألـَـمَّـتْ بعائلة ألقـوشية محـترمة لم تـتعاط السياسة في تلك الأيام ، إحـتاجـتْ مبلغاً من المال فـلم يُـقـصِّـر والدي بل رهـَـنَ ذهـب والدتي بكامله في مصرف الرهـون 1958 وسلـَّم المبلغ للعائلة المحـتاجة متحـمّلاً إجـراءات مصرفـية وهاذي كـلها تهـون لخاطر عـيون ! وبعـد إنـتقالنا إلى ألقـوش بقـيَـتْ تلك العائلة في كـركـوك ثم إستـقـرّتْ في بغـداد والسنين تـمرّ . إنـتـكـست الحـياة بـيد والدي لأكـثر من سبب وﮔـعَـدنا عـلى الحـديدة تماماً بكل معـنى الكـلمة ، وأتـذكـَّـر في منـتهى الدقة أن ميزانيتـنا النـقـدية وصلتْ إلى أقـل من الدرهم الواحـد لا غـير والشكر لله كان عـندنا مستلزمات المعـيشة المنزلية ، وعـندها أسِـرَ في دير ربان هـرمز ومنها إلى قـرية خـورّكْ بفـضل النشامى !!! ( وتلك قـصة مثيرة تستحـق أن تــُمَـثـَّـلَ فِـلماً إنـتـظروها فـستـعـجـبُـكم ) وبعـد إطلاقه من الأسر من الشمال ثم من الجـنوب في أواسط آب – أواسط تشرين الأول 1963 إقـتـضتْ الضرورة في نهاية الأمر أن يفـكـر في بـيع الذهـب المرهـون رصيدنا الوحـيد فـسافـر إلى بغـداد ( 1964 ) وبلـَّغ العائلة الموقـرة بالأمر فـماذا كان جـواب سيدة المنزل بعـد أن إستـنـشـقـتْ روائح السياسة ؟ (( لا أريدك أن تأتي إلى دارنا مرة أخـرى ! )) فـقال لها والدي : شكـراً أخـتي ولكـن حـين أحـصل عـلى فـلوسي لن أرى باب داركم ، والآن أسأل أيّ واحـد منكم شيوعـياً كان أم مستـقلاً ، راهـباً في الدير أم من جـبال تـورا بورا ، أستاذاً في الجامعة أو من غابات الأمازون وبشرفـكم وبغـيرتكم وبناموسكم ماذا سيكـون موقـفه لو واجه هـذا الموقـف اليوم ؟ هـل سيقـول شكـراً أخـتي ؟ إلاّ أنّ الرب لا يضيع أجـر المحـسنين والبركة بالسعـيد الذكـر الرجـل الشهم بحـق السيد سنحاريـب ساكـو ( أخـو المرحـوم أوﭽـو ) فـطوبى لصانعي السلام – متى 5 : 11 – كان محاسِباً في شركة فـورستر & صباغ وهـو اليوم حيّ يُـرزق في أميركا أطال الله في عـمره الذي حـين إستـنجـد به والدي بهذا الشأن قال له : لا تـقـلق أبـداً وإعـتـبر فـلوسك في جـيـبك وكان الرجـل رجلاً ألقـوشياً عـند كلامه ثم كان وفـيّاً أكـثر ومشكـوراً حـين كـلـَّـفَ تاجـراً صديقاً له من الإخـوان … فـكـفـلني للتـقـديم إلى الجامعة ، والسؤال يأتيك يا أخي فلاح : بأيّ مدرسة تـثـقـيفـية تـربّى هـؤلاء ومَن كان يُـحاضر فـيهم ومَن كان قـدوتهم ، لا تبقى صافـناً بل أجـب جـواب الرجال ؟ أتـريد المزيد ، طـيّـب ولكـن لا تـمل ، في صيف عام ( 1962 ! ) والسيّـدَان العـزيزان عـلينا عـبد الرحـيم قـلو ويوسف قـلو ( ويطيـب لنا إعـتزازاً بهما في مجـتمعـنا أن نسميهما : رحـيم برد إلـّة ، إيسف برد إلـّة ) كان لهـما مشروع بحاصدة حـديثة بالـﭙاكـيت – كما يقـولون – للمرة الأولى في ألقـوش وهُـما من الأصدقاء الحـميمين لوالدي العاطل في تلك الأيام ولا يرغـب بالعـمل كـعامل في ألقـوش لأسبابه الخاصة الإجـتماعـية ، طـَـلـَـبا منه العـمل معـهما فـلبّى الـنداء فـوراً ، وفي أحـد أيام عـمَلِه في عـقار ألقـوش ( حـقـول الحـنطة ) ومعه مسدّس حـديث جـداً يعـتـز به كـثيراً إشـتراه من تـجّار الأسلحة الأكـراد الوافـدين إلى خان ألقـوش في نهاية الخـمسينات بسعـر يكاد يعادل بندقـية وكـثيـرون كانوا يَـحـسدونه عـليه لحـداثـته في تلك الأيام – بالنسبة لي لا أشتريه بفـلس سابقاً ولاحـقاً – وصادف هـناك في العـقار أحـد الألقـوشيّـين الشيوعـيّـين الشباب بـبدلة شالا وشَـﭙّـوكْ وبندقـية و فـوﮒ راسه جَـمَّـدانـتين إثـنـتين وهـو سعـيد الذكـر اليوم ، حـيث لم يكـن بإمكانه التواجـد في البلدة نهاراً خـوفاً من الإعـتـقال ، وأعـتـقِـدُ أنّ ظروف المنطقة خـلف الجـبل لم تكـن مهيّـئة كـمأوى ، وقال لوالدي بكل جـسارة : ( عـبو ، أثْ مسدّس لـَـكْـشاكِل طالوخ – عـبو ، هـذا المسدّس لا يليق بك ) فأخـذه والدي عـلى قـدر عـقـله وعـنـفـوان شبابه وسكـتَ ولكـن الأخ كـرّر وكـرّر وكـرّر بإلحاح متباهـياً بـبندقـيته وشالا وشَـﭙّـوكِه وجـمَّـدانِه وعـصيانه عـلى الدولة ومعـتبـِراً والدي ( عـلى ﮔـَـد إيـده وأقـل ) وفي النهاية هَـدّدَ عـلناً أمام الحـضور بأنه سيأخـذه بالقـوة – لأن الأخ مستـقـوي بـبندقـيته وتمرّده عـلى القانون والدنيا فالتـون – فإضطر والدي إلى أن يقـول له : لا تجازف وأنت قـريـبٌ مني !! ولكـنك يمكـنك أن تأخـذه عـلى جـثـتي وأنت بعـيد عـني !! فـعَـلِم الحاضرون الألقـوشيّـون أن كارثة – ستـكـون تـداعـياتها كـوارث – باتت عـلى وشك الوقـوع فـصاروا حاجـزاً بـينهما وإخـتـلقـوا حـجة فـبعـثـوا بوالدي إلى البلدة ألقـوش ، وأوصوه أن يتـرك مسدسه في البـيت لأنه مُغـري لأخـينا الشاب ، أخـذ والدي بكلامهم إحـتراماً لهم أولاً وثانياً ( ﭽـفـيان شـر ) ثم واصَـل العـمل وربما السادة آل قـلـو يتـذكـرون الحادثة ، نعـم ولا شك أن ذلك الشاب ينـتـقـد ويلوم نـفـسه اليوم عـلى ذلك التـصرّف الشبابي الطائش واللامسؤول ، فـنسأل مرة أخـرى في أيّة إجـتماعات تـلـَـقـّى هـذا الأخ ثـقافـته العـدوانية يا فلاح ، ووالداه وإخـَـواه وأخـواتِه معـروفـون في منـتهى الطيـبة ، وإنْ لم تـكـتـفِ قـل لي كي أورِدَ لك أمثـلة أخـرى ، وخـلـّـيني أضيفـلك وقد لا تـصدّق : إن الشاب الذي أنا بصدده كان يخـشى مُصادرة السلطات لآثاث بـيته أو العـبث بها ( فـبطلب من قـريـبة لنا وله وهي سعـيدة اليوم ) ذهـبتُ ووالدتي معي وساعـدنا زوجـته ليلاً في نـقـل آثاثهم مِن سكـنهم غـير الدائم في محـلة سينا معـقـل الشيوعـيّـين وإخـفائها في مكان آخـر في ألقـوش فـنحـن هـكـذا نجازي مضطهـدينا يا أخي فلاح – متى 5 : 44 – وقـبل الخـتام لا بد أن أذكـر كـيف طـعَـنـنا عـلناً الأخ المار ذكـره في بداية المقال ، فـقـد جاء وبرفـقـته شاب آخـر إلى دارنا عـند البوادر الأولى من مساء أحـد الأيام من نهايات 1962 أو أوائل 1963 يطلب تبرّعاً للحـزب الشيوعي من والدي العاطل عـن العـمل وفي فـترة كـنا نأكل البصل مع الـ سِـمـْـذ ﮔـْـريسِ الناشفة فـقال له والدي : أنـت تعـرف أنـني بدون عـمل ولا أملك شيئاً ، إنـتـظروني إلى موعـد الحـصاد وتـدَلـلـون ، فـقال : نحـن لا نـنـتـظر بل نـريد الآن فـقال والدي ليس عـندي الآن ! فـردّ صديقــُـنا الألقـوشي جـليسُـنا الكـركـوكي بشهامة الألاقـشة الغـيارى النشامى المعـروفة عَـبر التأريخ وبإفـتخار النخـبة من طليعة الدكـتاتوريّـين الـﭙـروليتاريّـين وبحـماس الذين يناضلون من أجـل صـدّ الظلم عـن الطبقة الكادحة ، وقال : ( إذا لم تـعـطِ لنا الآن فـسوف نبعـث إليك مُـشِـلمانِ ليلاً – ويقـصد الأكـراد ) فـقال والدي : لا يابا لا ، الأفـضل أن أتعامل معـك ، إنـتـظرني غـداً وسأدبّـرها لك . نعـم نحـن نخاف من هـكـذا طليعة لأنـنا لم يكـن لـدينا خلايا ليلية كي نـتحـدّى وفي ذات الوقـت لم نكـن جـبناء كي نـنهـزم ، وليسمح لي الإخـوة الشيوعـيّـون لأسألهم وأستحـلفهم بأيّ مقـدّس عـندهم : كـيف يـنـظرون إلى عـملية جـمْع الفـلوس بالأسلوب الذي جاء به هـذا الأخ الشهم الـﭙـروليتاري ، هـل هـو طلب تـبرّع أم فـرض خاوة عـلى المارّة ؟ الآن ستـقـولون كان سلوكاً شخـصياً ولكـن في غـيرها يكـون تـوجـيهاً من القـيادة ، لقـد حَـيَّـرتـمونا يا إخـوان ، وقـد يسأل أحـدهم مَن كان هـذا الأخ ؟ إنّ عـبد الحـليم حافـظ غـنـّى ( في عِـز الكلام سكـت الكلام ) إكـراماً للأحـياء من عائلته وأقـربائه ولكـن لخاطركم أنـوّه عـنه ، كان من بـين المعـتـمَـد عـليهم الرئيسيّـين بكل معـنى الكـلمة في تلك الأيام ولكـن في تالي زمانه صار خادماً لأعـداء آيديولوجـيته وفي وسط ألقـوش وتركـوا المناضل بحـق المرحـوم توما لوحـده ، وأنا لا ألومه لأنه عـلى الأقـل عـرف حـدّه ووقـف عـنده ( وإذا وازاني أحـد سأضطر إلى ذِكـْـرِ إسمه ) والله يغـفـرهم جـميعـهم وهم أبناء عـوائل محـترمة وبدون شـك ، طـيّـب يا أخ فلاح  فـفي أيّ معـسكـرات تـدَربـوا عـلى هـذا السلوك ! هـل تأكـَّـدتَ الآن أن مايكل سـيـﭙـي كان مناضلاً كـلدانياً أم لا ؟ هُـوَّ شـنـو لون المناضل ، ليموني أم ﮔـُـلـﮔـُـلي ، ألستم تـقـولون إنه ذلك المكافح ضد الطغـمة الحاكـمة التي تـمتص دماء شعـبها ، طـيّـب فالجـماعة كانـوا يحـكـمون ليلاً ، فأين تـضعـنا في هـذه المعادلة يا أخي فلاح ؟ …. وإذا لا زلتَ ترفـض قـبلتي الأخـوية عـلى جـبـينـكَ – ما عـندنا مشكلة ولم نـخـسَر شيئاً – فـقـد تحـمّـلنا من إخـوانـنا الألقـوشيّـين الشيوعـيّـين ( وحـتى مِن اللامنـتـمين ولكـن بسبـب الشيوعـيّـين ) بما يجـعـل شعـرك ينـتـفـض منها ومع كل ذلك صبرنا وتحـمّـلنا دون مقاومة – متى 5 : 39 – ودون تـقـديم شكـوى لأية جهة ( شمالية أو جـنوبـية ) بل بالدعاء لهم بالخـير فالمسيح لم يقاوِم مضطهـِديه ولم ينهـزم يا أخي بل طـلب الغـفـران لهم وأوصانا قائلاً ( باركـوا مضطهـِديكم ) ونحـن لم نـنهزم أيضاً كي لا يُـقال عـنا خـفـنا فإنهـزمنا ، بل إنـتـظرنا إلى أن إستـتـبَّـتْ الأوضاع كـما ذكـرتُ لك في ردّي الأول ، ثم غادرنا ألقـوش بفـرح في عام 1974 منـتـصرين وسلـّـمنا عـلى كـل مَن كان يهـمّه سلامَـنا مثـلما قام المسيح من بـين الأموات منـتصراً . ثِـق أنا مشـتاق وعـنديَ لوعة لقـراءة أيّ ردّ منك أو من ألقـوشيّـي تلك السنين ( وليس شباب اليوم الذين لم يقـرؤوا كـتاباً ويحـشرون أنـفـسهم بـين الكـُـتـّـاب فـيكـتـبون بلغة هـشة المعاني مفـكـّـكة العـبارات كالصبـيان ، ولا يعـرفـون شيئاً عـن تراث حـزبهم المجـيد في ألقـوش ) أقـول أكـتب أيّ رد حـتى إذا كان شخـبطة ولا يهـمّـك فـسيكـون بركة ، إحـنا وِلـْـد لـﮔـْـرَيّة واحـد يعـرف أخـَـيَّـه ، وأودّ أن أضيف إذا صارتْ لي فـرصة أن أزور ألقـوش فإنـني سأضع زيارتي لمعارفي من الشيوعـيّـين ضمن أولوياتي تعـبـيراً عـن الموَدّة وصفاء قـلوبنا تجاههم وأنـتَ من ضمنهم ، ولربّ سائل يسأل : لماذا تـكـرر إسم فلاح ؟ السؤال سهـل جـداً وجـوابه أسهـل وهـو لأنه وصفـني بأروع وصف – لا عاب حَـلـﮔـه – حـين قال عـني لا أستـحي ومناضل كـلداني ، فـبعـد كـل هـذا السرد عـن جـزء صغـير من قـصة حـياتـنا مع الشيوعـيّـين وتريدني أن أستحي يا أخ فلاح ، أستـحـلفـك أن تـقـرأ – أعـمال الرسل 9 : 5 العـدد بكامله فـتأخـذ عـبرة مثـلما نحـن نأخـذ أيضاً . أكـتـفي بهذا القـدر مؤجلاً المواقـف الأخـرى إلى المستـقـبل وأنتم تعـلمون أنّ الجـرحَ لا يؤلِم إلاّ مِن به الألـَم . ويـبقى سؤال مهم إلى الجـماعة الموقـرين كافة : قـدَّمَ الألقـوشيّـون تبرعاتهم للحـزب الشيوعي في ألقـوش ، ولكـن بالمقابل ماذا قـدّمَ الحـزب للألقـوشـيّـين ؟ وهـذا أشبِّهه بسؤال يسوع المسيح للفـريسيّـين حـول أساس معـموذية يوحـنا !!! فلا تـتـسرّع يا فلاح في الإجابة ولكن إذا كـنـتَ مصِـرّاً ((( كـر فأنـتَ حُـر ))) وسيأتيك التعـليق الجاهـز فـوراً. وأخـيراً إذا أخـطأتُ في واحـدة مما كـتبتُ أو شَـكَّ أحـدٌ في كلامي أو حَـوَّرتُ أو تمادَيتُ فـيه أرجـو من جـميع الألقـوشيّـين وبإسمهم الصريح وليس المستـعار شيوعـيّـين كانـوا أم مستـقـلين أن لا يتردّدوا في تـنبـيهي عـلناً أمام الجـميع وليس بالخـفاء ولا بصورة شخـصية بالإيمَـيل ولا بمكالمة تلفـونية لأن القـرّاء سوف لن يعـرفـوا ذلك ، بل بأية وسيلة سهلة عـليهم بشرط أن أنشرها كي أدافع عـن كلامي أو أعـتـذر عـلى الملأ وأمام الجـميع فـكـلنا مُعَـرّضون للخـطأ وسبحان الذي لا يخـطأ ، عِـلماً وكـما نـوّهـتُ في أول مقال أنّ خـبرتي هـذه كانت في ألقـوش حـصراً والمسألة ألقـوشية صرفة وأنا ليس لدي عِـلم بظروف وممارسات الشيوعـيّـين في مكان آخـر خارج ألقـوش .

بقـلم : مايكل سـيـﭙـي / سـدني

You may also like...