شنكال امتداد للانفال / بقلم عصمت رجب

 

عام مضى على إحتلال عصابات داعش لمدينة شنكال” سنجار” حيث قتل أبنائها وهجروا ، وتم سلب ونهب بيوتهم وممتلكاتهم وسبيت نسائهم، وبالرغم من تحرير أجزاء واسعة منها بفضل تضحيات البيشمركة ورغم أستمرار المعارك هناك بين قواتنا البطلة وعصابات داعش المحاصرين في مركز القضاء، إلا أن جرحها النازف لا يزال يسيل منه الدماء حتى اليوم، سيما مع وجود الاف النساء من أبناء هذه البلدة المسالمين أسرى لدى تنظيم داعش الظلامي.

عام وقد أمست بلدة”شنكال” سنجار، خرابا بفعل المعارك الدائرة على أرضها بين قوات البيشمركة وعصابات داعش، هذه العصابات الإجرامية التي ما كانت لتسيطر على هذه البلدة لو لا وجود متعاونين معهم و”خونة” من أهالي بعض القرى والمناطق المجاورة لها، والذين تنكروا للجميل والعشرة والجيرة، فمارسوا الغدر والخيانة وأصطفوا مع الدواعش فشاركوهم القتل والسلب والنهب وسبي النساء بحق جيرانهم من” الأيزديين”.

في ذكرى فاجعة”شنكال” سنجار، نستذكر الدماء التي سالت على هذه البقعة من الأرض، حيث خطفوا 5000 شخص تقريبا اغلبهم من النساء والاطفال وقتلوا وجرحوا الافا اخرين ، وهجروا أكثر من 270 الف شخص من سنجار لوحدها هذا بالاضافة الى تهجير اكثر من 200 الف شخص من سهل نينوى، تركوا كل شي ليحافظوا على شرفهم وانفسهم وأطفالهم من ظلم وغدر داعش المجرم الذي لايرتقي الى أي مظهر من مظاهر الانسانية ، وربما يكون هذا امتداد للجرائم السابقة التي نفذت بحق الكورد حيث كان هدف داعش من احتلال شنكال وسهل نينوى هو الوصول الى اقليم كوردستان واعادة المآسي اليه ، من جرائم الابادة  والمقابر  الجماعية بالانفال التي راح ضحيتها 183 الف  كوردي من كرميان الى زاخو، والمجازر الوحشية التي نفذت ضد البارزانيين كما الكورد الفيليين ، ليستمر مسلسل الوحشية والاجرام بيد مصاصي دماء الانسانية تحت غطاء الدين.

وهذا كله يلحقه التضحيات الجسام لقوات البيشمركة التي اعطت الكثير من الشهداء من اجل اعادة قضاء سنجار وسهل نينوى وتحريرهم من يد هؤلاء المجرمين كما وقفة الشرفاء من مكونات المنطقة مع البيشمركة ومساندتهم لقواتنا البطلة، لوضع حد لتمدد عصابات داعش نحو مناطق اخرى. أن التصريحات الأخيرة للسيد الرئيس مسعود البارزاني خلال كلمته في حفل أستذكار فاجعة”شنكال” سنجار، اثلجت الصدور،عندما جدد تعهده بملاحقة ومحاسبة كل من أرتكب جرما بحق مكونات نينوى، خصوصا ضد الأخوة الأيزديين،وأن هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن،وسيلاحقون أينما كانوا.

كما وعد الأخوة الكورد الأيزديين، بأنه سيحرص على جعل الدواعش تحت أقدامهم، جزاءا لما أقترفوه بحق رجال ونساء وأطفال الأيزديين في “شنكال”.

وبدورنا نؤكد للأخوة الأيزديين ولابناء جميع مكونات نينوى في قضاء سنجار ومدينة الموصل وسهل نينوى ،بأننا كنا ولازلنا معهم وسنواصل عملنا مع كافة الأطراف من اجل التخلص من الدواعش والارهاب بصورة عامة ، كي يعود الجميع الى مناطقهم وبيوتهم معززين مكرمين 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *