شكراً لكل المهنئين بالشفاء شكراً للنرويج شكراً للأطباء الملائكة

لقد كان الجبل صديقاً حميماً ايام الطفولة والشباب وتعلمنا من هذا الجبل تسلق الذرى في الجبال العاصية وسلوك المنحدرات والشعاب الوعرة ، ونادراً ما كنا نسير في الطريق السوي السهل بل نسلك المسالك التي فيها صعوبات التسلق لانها اقرب واسرع الى الهدف ، وهكذا في الأونة الأخيرة وأنا في اوسلو حيث طبيعتها الطبوغرافية جبلية ، وأنا اقطع الطريق اشعر بوخزة وربما الم في منطقة الصدر ، وتمشياً مع روح التحدي ، فأقوم بترك الطريق المبلط للمشاة واسلك المسالك المستقيمة اي المزيد من الصعود ، ولكن في نهاية الأمر كان علي الرضوخ لمتطلبات الصحة ومراجعة الطبيب ، الذي بينت اجهزته ان هنالك شرايين شبه مسدودة ينبغي معالجتها بعملية جراحية .

ولم يكن في الحسبان دخولي الى المستشفى ، ولكن يقولون ( لاحاكم ولا حكيم ) فهؤلاء اوامرهم مطاعة لا محالة ، كانت هنالك توضيحات مستفيضة عن العملية قبل ايام من دخولي المستشفى لكن كان إعجابي اكثر بالطبيب الجراح وهو نرويجي الذي جاء قبل يوم من اجراء العملية ، وقال لي بالحرف الواحد : انا سوف اجري لك العملية الجراحية وسوف افتح صدرك ، وإن نسبة الوفاة في مثل هذه العملية 2 بالألف ، وفيها ايضاً 4 بالمئة احتمال الجلطة الدماغية ، وقال سوف ننقل شرايين من رجلك لصدرك ، وهنا رأيت هذا الطبيب جلس القرفصاء على ارض الغرفة وانا جالس على الكرسي وأخذ يتحسس شرايين رجليّ وقال سوف نأخذ من هذه الرجل ..

اجريت العملية بنجاح وأنا لا ادري ، فحين استيقظت من تأثير المخدر سالت الممرضة الواقفة فوق رأسي ، متى تجرى لي العملية الجراحية ؟ فقالت إن العملية قد اجريت وأنت لا تدري . نعم هكذا سارت الأيام التالية للعملية الجراحية بطيئة ، لكنها مفيدة لعملية الشفاء فقبل نهاية الأسبوع الأول نقلت الى مستشفى قريب من بيتنا ، وفي هذا المستشفى توالت زيارات الأهل والأصدقاء ، وفي الحقيقة ، هذه الحالة شبه غريبة في النرويج ، فالزيارت للمريض النرويجي تقتصر على شخص او شخصين ربما ثلاثة اشخاص ، اما ان نحتل معظم مقاعد الصالون الصغير المخصص لذلك الجناح فإنه امر غريب ، والطريف في الأمر ان احد الأصدقاء جاء مع زوجته لزيارتي وهو يضحك ويقول : قبل ان ابادر بالسؤال من الأستعلامات ، قالت الموظفة تريد حبيب تومي هو من هنا وأشارت الى الجناح الذي كنت فيه .

دولة النرويج وخدمة المواطن

ثمة دول تتباهى بقواتها وجيشها وتهمل مصلحة شعبها ، وأخرى تتسابق وتتألق في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها كاسترليا وكندا وبعض الدول الأوروبية ، لقد اشتهرت في العقود السابقة دولة سويسرا على انها جنة الله على الأرض إن كان بطبيعتها الخلابة او بسبب المنظومة الأقتصادية والأجتماعية الموزونة والتي توفر مستوى رفيعاً من العدالة الأجتماعية والأمن والأمان والعدل والرفاهية لمواطنيها ، وكانت سويسرا مضرب الأمثال في هذا السياق ، لكن في السنين الأخيرة تنحت جانباً ، وأفل نجمها لصالح دولة اوروبية اسكندانافية هي مملكة النرويج . هذه الدولة الدولة الصغيرة سكانياً ، إذ لا يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين نسمة تشق طريقها لتتبوأ المركز الأول بين الدول التي تمنح مواطنيها امتيازات بدرجة عالية من الجودة ، إن كان في مجالات الصحة او التعليم او الرعاية الأجتماعية ، او مجالات الخدمات العامة من من مطارات وسكك حديدية ومرافئ وملاعب ومتنزهات وكهرباء وطرق وجسور وغير ذلك من الخدمات ..

اعتمدت النرويج في اقتصادها على صيد الأسماء في سواحلها الطويلة ومياهها الداخلية ، كذلك اهتمت بالزراعة واشتهرت بجودتها وقيمتها الأستثنائية . لكن الطفرة الأقتصادية كانت عام 1969 حينما اكتشف النفط بكميات تجارية فيها في المياه الأقليمة المتآخمة لها في بحر الشمال ، هكذا دأبت النرويج على استثمار الثروة النفطية بطرق غير تقليدية ، وأرادت ان تكون هذه الثروة من حصة هذا الجيل والأجيال القادمة .لقد اورد الكاتب حسين شبكشي في في الشرق الأوسط بتاريخ 24 يناير 2014 يقول :

(.. ووسط ارتفاع في الأسعار لسلعة النفط بسبب الطلب المتعاظم عليها، ولدت فكرة استحداث صندوق استثماري سيادي توضع فيه كافة إيرادات الدولة، ومن عوائده يوزع على ميزانيات الدولة، وللصندوق كيان أشبه بالجمعية العمومية المتعلقة بملاك الشركات المساهمة، وفي حالة الصندوق هذا فإن الكيان هو أعضاء البرلمان «المنتخب» للنرويج، ويدير الصندوق بحسب الوصف المهني وزير المالية. ويقدم هذا الصندوق منذ أكثر من عشرين سنة وإلى الآن عوائد بمتوسط 5 في المائة على ما يجري استثماره والذي ينحصر في 60 في المائة في أسهم وسندات، و40 في المائة في سندات وقروض حكومية وشركات عملاقة. ولقد أثبتت هذه السياسة نجاحها وتألقها وجدارتها في تأمين عوائد محترمة مستقرة للنرويج ) انتهى الأقتباس .

لو قارنا هذه الدولة مع ليبيا حيث اكتشف النفط فيها في نفس السنة التي اكتشف النفط في النرويج ، والنرويج كما هو معلوم من قراءة تاريخها ، بأنها الدولة التي انطلق منها الفايكنغ ، وعن ويكبيديا فإن «الفايكنغ»، هم مجاميع عسكرية مقاتلة عرفت برباطة الجأش والقدرة القتالية العالية وقيادتها لقوى بحرية سابقة لوقتها تمكنت من احتلال دول مختلفة في أوروبا وخارجها.

.أشتهر الفايكيج ببراعة ملاحتهم وسفنهم الطويلة، واستطاعوا في بضعة مئات من السنين السيطرة واستعمار سواحل أوروبا وأنهارها وجزرها، حيث احرقوا وقتلوا ونهبوا مستحقين بذلك اسمهم الفايكنغ الذي يعني القرصان في اللغات الإسكندنافية القديمة.

لم تحاول النرويج إعادة امجادها التاريخية بل اكتفت ببناء بلدها على اسس متينة من التقدم والتطور ، بعكس حكام ليبيا فالأخ الأكبر معمر القذافي ، لقب نفسه بملك الملوك ، وأصبح وريثا شرعياً لثروة النفط الليبية ، واراد بهذه الأموال اسلمة قارة اروبا المسيحية ، حيث دعا اوروبا الى اعتناق الدين الإسلامي ، وبعثر ثروة بلاده في نشر الفوضى وفي حبك المؤامرات وبدلاً من ان تغدو ليبيا لؤلؤة متوسطية مزدهرة ، اصبحت مع تلك المداخيل دولة ممزقة فاشلة تسودها الفوضى والعنف ، اما النرويج فلم تسعى الى بعث مجدها التاريخي والديني ، بل ساعدت الشعوب الفقيرة واهتمت بمسالة تلوث البيئة وحقوق الأنسان وتطبيق القانون على الجميع دون تفرقة وتقديم الخدمات الممتازة لمواطنيها الحاليين وفي المستقبل ، فأخذت تنعكس عوائد النفط الهائلة على حياة المواطن ، وتقدم تلك الخدمات بلا ضجيج او دعاية للحكام ، فاصبحت النرويج نموذج ينظر اليه بإعجاب ، حيث حولت الأموال هذه البلاد الى جنة جديدة على الأرض . وما يتعلق بعراقنا الحبيب من حقنا ان نتساءل :

هل نرى عراقاً يسترشد بالنرويج ام عراقاً ممزقاً يسترشد بليبيا ؟

الشكر والأمتنان لكل المهنئين بالشفاء

وصلت رسائل كثيرة عبر بريدي الألكتروني وكذلك مكالمات هاتفية لي او لأخي جلال او لأحد أفراد العائلة ، اما الرسائل التي وصلت عبر الفيسبوك فهي كثيرة جداً ومن المتعذر الإشارة اليها ، فسوف اكتفي بالزيارات والمكالمات والرسائل الأخرى :

من ديترويت : الأخوة : الدكتور نوري منصور ، والأخ سام يونو ، والأخ فوزي دلي ، والأخ الشماس كوركيس مردو ، والأخت سولاف شاجا والاخ اثير سلومي ،والأخ العديل يوسف ميخائيل يوحانا واسيت تومي ، وسنور يوسف يوحانا ، والأخ جرجيس بوتاني والأخ فريد دمان والاخت سندس وسراب يوسف يوحانا .. والاخ هلال نونا والاخ كاك اوميد ، والاخ نبيل مقدسي وزوجته والاخ نجيب يلدكو والاخ ماجد حكيم والاخ مسعود ميخائيل ، والاخ داود ابو سرمد .

ومن ديترويت ايضاً وصل اخي جلال وكانت عائلته على اتصال دائم ، وكذلك اختي ماري وأنيتا جلال والن جلال وميعاد تومي وسلوى عزيز اسمرو ، وابنة العم سلطانا تومي ، وابنتي اشواق تومي وزوجها بركات زوما . وأمجد تومي ، وليث يعقوب شمو تاتا .

ومن كندا الأخ الدكتور عبدالله رابي ، والأخ سامي اسمرو وعوني اسمرو والأخ بطرس آدم والأخ عبدالأحد قلو والأخ سرمد دمان وسورية منصور تومي وسعيدة تومي .

ومن سانديكو : الأب الراهب نوئيل كوركيس ، والأخوة في الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدان ممثلاً بسكرتيره الأخ مؤيد هيلو ، والأخ الدكتور نوري بركة والأخ صباح دمان والأخوة طارق وزهير ورائد ورافد اولاد المرحوم جرجيس الياس جيقا ، وأمهم شكري يوسف بولا ، وكذلك الأخ يونس بلو وفؤاد بلو ، وكان والدهم ايليا بلو قد نشر تهنئة بالشفاء على موقع القوش نت ، وعلى موقع عنكاوا كوم ، وكانت عليه الكثير من التهاني بالشفاء من قبل الأصدقاء وشكراً للاخ الكبير ايليا بلو ، والأخوة الذين سجلوا تمنياتهم وتهانيهم بالشفاء على موقع عنكاوا .

ومن نيوزيلاندا الاخ صباح اسمرو ، ومن استراليا الأخ ناصر عجمايا والأخ سعد توما عليبك والأخ مايكل سيبي . ومن تركيا الأخ رامز شاجا والعائلة . ومن فرنسا الأخ سالم كوريال .

ومن هولندا الصديق كامل وزي ومن الدانمارك الأخ نزار ملاخا والأخ ضياء ملاخا والأخ موسى ابشارة وعائلته ، وكذلك الأخ امير ككا وزوجته هيلدا ، والأخ صباح بجوري ، والأخ لهيب بجوري ، ومن السويد الأخ وديع زورا ، والآخ قرداغ كندلان والأخ سركون يلدا ، والأخ حميد بحو بوداغ ، والأخ حازم كتو والأخ حكمت ججو يونان والأخ رحيم بلو ، وكذلك الأخ نبيل تومي ، والأخت سهام تومي والأخ عمانوئيل تومي والأخ صباح ميخائيل .

ومن سوريا حفيديّ العزيزين رامي وروماريو

ومن بغداد العراق ، الأخ الشيخ ريان الكلداني ، ومن عنكاوا الأخ خليل برواري والأخ آنو جوهر عبدوكا والأخ سولاقا بولص يوسف ، والأخ وسام موميكا ، والأخ غانم بلو والأخت اخلاص تومي والأخ عدنان وزوجته يازي تومي ومن بغداد الأخت سلمى تومي ، والأخ حميد روئيل تومي والأخ اياد تومي ، ومن القوش الأخ باسم اسمرو والأخ ثائر قاشا ، والأخ ابو غزوان ، والأخت كافي دنو قس يونان والأخ صباح رحيم بتوزا واخوانه ، والأخ زهير بتوزا، والأخ لهيب زرا . وكذلك ابن العم هاني تومي وفائز تومي ، وابن العم عامر تومي . ورواء يعقوب شمو تاتا وزوجها لؤي جما .

ومن اوسلو كانت زيارات كثيرة للمستشفى وكان اولادي رياض ورائد ونورس وعوائلهم ، وزوجتي الوفية بتول ، وابنتي انجيلة وزوجها فرج ،وعبد اسمرو ( اودا) وهو اخ بالرضاعة ودخل المستشفى لأجراء نفس العملية وهو بصحة جيدة حالياً ، وكان كذلك الأخ خالد جيقا وعائلته ، وأولاد اختي ماري كل من لؤي وريفا ، وكذلك رفاه وزوجها ثامر خوركا ، وألأخ هاني شلينكي وزوجته عائدة بطرس ، والأخ سلوان وعائلته ، والأخ كمال وزوجته ابتسام ، والأخ فخري بطرس ابو عمار ، وابنه عمار وعائلته ، وابنه ياسر ، والدكتور عزيز اودو وزوجته الدكتورة انجيلة اسمرو ، وكذلك الدكتور عيسى بطرس ، والأخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية في اوسلو ، وهم الأخ حكمت كاكوز وعائلته سوزان ، والأخ روفائيل والأخ هارون والأخ يوبرت ( يوبي ) و بشرى، كما حضر الأخ هندرين نعمان من منظمة البيئة الكوردستانية الأوروربية والتي مقرها اوسلو ، كما حضر الأخ هيمن نعمان ، والأخ عدنان وزوجته ماركريت والاخ شماشا وزوجته مادلين والاخ نينوس خوشابا والعائلة  ، والأخ كاميران يونس اودو وعائلته ، والأخ الشماس نزار بطرس وعائلته والأخ فرج مروكي وعائلته ، والصديق امجد صحب وعائلته والأخ عوني صحب ، والأخ ليث الصفار وعائلته والأخ امير الصفار وعائلته ، والأخ فراس وزوجته زينة . والأخ ثائر ساكو والعائلة, الاخ غريب ساكا والعائلة , الاخت رجاء ساكا والعائلة , والاخ صلاح نوري والعائلة  .

اعتذر لكل الذين فاتني ذكر اسماءهم ، وأقدم اعتذاري لمئات الأصدقاء الذين عبروا عن مشاعرهم عن طريق التواصل الأجتماعي على فيسبوك ، إذ من المتعذر التطريق اليهم جميعاً شكراً للجميع . حقاً إن الكلمة الطيبة هي عامل مهم في مسيرة الشفاء .

اكرر شكري وامتناني للجميع

د. حبيب تومي ـ اوسلو في 26 ـ 02 ـ 2014

 

You may also like...

1 Response

  1. دانيال says:

    الف حمد الله على سلامتك استاذ حبيب ..ما عندك غير العافية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *