سيرة الرسول يوحنا / اعداد الشماس سمير كاكوز

يوحنا هو ابن زبدي من بيت صيدا في الجليل والرب يسوع دعاه مع أخيه يعقوب الذي قتله هيرودس اغريباس الاول ليكونا من تلاميذه ( وسار من هناك فرأى أخوين آخرين هما يعقوب بن زبدي وأخوه يوحنا مع أبيهما زبدي في قارب يصلحان شباكهما فدعاهما إليه فتركا القارب وأباهما في الحال وتبعاه ) ( متى 4 : 21 – 22 ) كان يعقوب ويوحنا أخوه، وبطرس وأندراوس هم أول تلاميذ الرب يسوع الذين عملوا معه فقد دفعتهم دعوته إلى ترك أعمالهم فوراً لم يحاولوا الاعتذار بأن الوقت لم يكن ملائماً، بل تركوا عملهم في الحال وتبعوه والرب يسوع يدعو كل واحد منا لنتبعه وعندما يدعونا الرب لخدمته يجب أن نكون مثل أولئك التلاميذ فنتبعه فوراً ( وفي ذلك الوقت أخذ الملك هيرودس يضطهد بعض رجال الكنيسة وقتل بحد السيف يعقوب أخا يوحنا ) ( رسل 12 : 1 – 2 ) ذروة حياة بطرس ورسالته في سفر الأعمال، كما يدلّ على نهاية حقبة من تاريخ الكنيسة مركّزة على أورشليم والعالم اليهوديّ إن سجن بطرس ونجاته صورة عن موت يسوع وقيامته بعد ذلك سيذهب بطرس إلى موضع آخر. وموت المضطهد المتعجرف صورةٌ عن موت انطيوخس ابيفانيوس ( حتـى ضربه الرب إله بني إسرائيل الـذي يرى كل شيء بداء خفي في أحشائه لا دواء له وبمغص أليم في جوفه وكان ذلك عقابا عادلا في حقه للعذاب الوحشي الـذي أنزله بالكثيرين ورغم هذا لم يخفف من غطرسته بل بقي يتفجر كبرياء وينفث نار الحقد على اليهود ويحث سائق عربته على الإسراع وهو ما أدى به إلى سقوطه من العربة ورضرضة جميع عظام جسمه ( 2 مكابيين 9 : 5 – 7 ) رائحته النتنة لا تُعرف طبيعة مرض انطيوخس الذي يستبق الإقامة في الشيول في مثوى الأموات نحن هنا أمام اللاهوت لا أمام الوصف والصورة فالله هو الذي يعاقب هذا يعني أن الرب يواصل مشروعه إلى حيث يريد رغم جميع العوائق في ذلك الوقت وصل الاضطهاد إلى الرسل وكان شاول موافقا على قتل إستفانوس وبدأت كنيسة أورشليم تعاني اضطهادا شديدا فتشتت المؤمنون كلهم ما عدا الرسل في نواحي اليهودية والسامرة مات استفانوس فبدأ اضطهاد عام على جماعة أورشليم ولكنّ تشتُّتَ التلاميذ سيجعل الانجيل ينتشر خارج اسرائيل وشهادة التلاميذ ستكون امتدادًا لشهادة الرسل كان شاول موافقًا ما عدا الرسل هذا يعني في درجة أولى أن العنصر اليونانيّ الذي كان حول استفانوس هو الذي لقي الاضطهاد الأقسى وفي درجة ثانية لبث الرسل في أورشليم ليشجّعوا الذين وُضعوا في السجن وليكونوا مركز تجمّع للمشتّتين فالعنصر العبري الذي ظلّ أمينًا للعالم اليهوديّ وممارساته في الهيكل والمجامع، ما زال ينعم ببعض أمان أقلّه لبعض الوقت تحدّد الكنيسة هنا هي كنيسة أورشليم بانتظار الكنائس المحليّة التي ستؤسّس فيما بعد في أورشليم من موت يعقوب إلى سجن بطرس الذي يختفي بعد ذلك الوقت هيرودس هو أغريباس الأول وابن أخي أغريباس انتيباس صار ملك اليهوديّة والسامرة سنة 41 بعد مؤامراتٍ عديدة في رومة كان في سياسته حليفًا للفريسيين والرسول يعقوب شقيق يوحنا الرسول وابن زبدى وحصل هذا الحادث قتل يعقوب على ما يبدو بعد موت يسوع وقيامته بعشر سنين تقريبًا سبق ليسوع وحذّر يعقوب ويوحنا من الآلام الآتية وهكذا قُتل يعقوب إذ قُطع رأسه مثل يوحنا المعمدان والرسول يوحنا يبدو أنه كان على جانب من الغنى لان اباه كان يملك عدداً من الخدم المأجورين أما سالومة فقد كانت سيدة فاضلة نقية كانت شريكة النساء اللواتي اشترين الحنوط الكثير الثمن لتكفين جسد يسوع. وكانت على الارجح أخت مريم أم يسوع وقد اتخذ مهنة الصيد حرفة لأن عادات اليهود كانت تقضي على أولاد الاشراف أن يتعلموا حرفة ما وكان يوحنا من تلاميذ المعمدان ومن تلاميذ يسوع الاولين وكان وأخوه شريكي سمعان في الصيد ويوحنا كان معروفاً لدى قيافا رئيس الكهنة وربما كان له بيت في أورشليم وكان واخوه حادّي الطبع سريعيّ الانفعال والغضب فلقبهما يسوع بوانرجس أي ابني الرعد أو الغضب وكانا طموحين نزاعين إلى العظمة والمجد بيد أن هذه النزعة تلاشت فيها غيما بعد وأصبحا على استعداد لمجابهة الموت في سبيل المسيح ورسالته وفي قائمة الرسل يذكر يوحنا دائماً بين الأربعة الاولين وكان أحد الرسل الثلاثة الذين اصطفاهم يسوع ليكونوا رفقاءه الخصوصيين وهم بطرس ويعقوب ويوحنا فهؤلاء وحدهم سمح لهم أن يعاينوا إقامة ابنة يايرس والتجلي وجهاده في جشيماني وقد وثق يسوع بيوحنا وأحبه بنوع خاص وذلك يظهر من تسميته له بالتلميذ الحبيب فهو وإن لم يذكر اسمه جهرا في البشارة الرابعة من البشائر فإنه يتبوأ مكاناً سامياً فيها وظل يوحنا أميناً لسيده ملازماً له حتى النهاية وفي الليلة التي أسلم فيها سيده تبعه على دار رئيس الكهنة عن قرب لا عن بعد كما فعل بطرس وعند الصليب ظل أميناً فأخذ من يسوع اجل وديعة غذ أوصاه بالعناية بأمه وعندما قصد القبر الفارغ في بكور يوم القيامة كان أول من آمن بقيامة المسيح ولهذا دعي دون غيره بـالتلميذ الحبيب لقد كان يوحنا من الزمرة القليلة التي بقيت في العليا في أورشليم بعد الصعود ونراه مرتين مع بطرس المرة الأولى عندما صعد الاثنان إلى الهيكل فشفيا الأعرج والمرة الثانية عندما قصدا السامرة لتفقد أحوال الكنيسة الناشئة التي كان يشرف عليها فيلبس هناك وكذلك نعرف أن يوحنا كان أحد أعمدة الكنيسة في أورشليم إلى جانب يعقوب وبطرس يوم زاراها بولس على أثر رحلته التبشيرية الأولى ويوم بدأت بوادر أول عاصفة من عواصف الاضطهاد تثور ضدها ولدينا في العهد الجديد خمسة أسفار نسبت إلى يوحنا وهي البشارة الرابعة والرسائل الثلاث وسفر الرؤيا ويقول التقليد أن يوحنا نادى بالإنجيل في آسيا الصغرى ولا سيما في افسس وبموجب هذا التقليد تكون الكنائس السبع في آسيا الصغرى قد تمتعت برعايته واهتمامه وقد نفى الاضطهاد الذي حدث في حكم دوميتيانوس العاهل الروماني إلى جزيرة بطمس وهناك تجلت عليه مناظر الرؤيا وأوحى إليه بكتابتها وعندما تبوأ نيرفا العرش سنة 96 بعد الميلاد أطلق سراحه فرجع إلى افسس وكان بوليكاربوس واغناطيوس من تلاميذه ويقول ايرينيوس أن يوحنا بقي في افسس حتى وفاته في حكم تراجان ويقول ايرونيموس أنه توفي سنة 98 بعد الميلاد وقد ظن البعض أن كاتب هذا الإنجيل هو يوحنا الشيخ الذي ذكره بابياس أسقف هيرابوليس في أوائل القرن الثاني الميلادي ولكن من المحتمل أن يوحنا الشيخ هو نفس يوحنا الرسول أمين

اعداد الشماس سمير كاكوز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *