سـفـينة الـﭘـطريـرك ساكـو وبـيانه الأخـير ، إلى أين المسير ؟ ــ الحـلقة الثانية بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

حـين نعـبّـر عـن رأينا ، إنها نـظرتـنا ولسنا في موقع الحاكم كي نـقاضي مَن يعاكـسـنا ، ولا نـدين آخـراً غـيرنا ولا نـكـنّ لأي شخـص عـداءاً حـتى لعـدوّنا ، ومار لـويس ساكـو لم نعـرفه سابقاً إلاّ بعـد أن أمسى في كـنيستـنا الكـلـدانية الكاثـوليكـية ﭘـطريركـنا فـصار مهماً بالنسبة لـنا ، نحـبه في قـلوبنا دونما حاجة إلى أنْ نـُـسمِعَه كـلمات مبتـذلة رخـيصة الثـمن تـدل عـلى تمَلـقِـنا … كالـبعـض عـلى وزن محـبوب وموهـوب ، وفي ذات الوقـت يعـرفـنا لسـنا من الـنوع الـذي نسجـد له كأيقـونة أمامنا

ــ لا ولـن نـكـسر ركـبتـنا له صاغـرين مثلما عـملها ذاك الرجّال بكامل هـيـبته ذليلاً ، والثاني ﭼـمالة أبو شـوارب يسجـد بركـبتيه أمامه عـلى أرض المطار بـدون خجـل !!!!! هل أحـدّدها لكم بالـدقـيقة في الـﭬـيـديـو ؟ ــ

لكـنـنا نستعـرض أقـواله وأعـماله عـسى أن نسمع منه أو يرد عـلى ما نكـتب عـنه …. والمتـراصفـين بـوزن الريشة خـلفه أوالواقـفـين بجانبه مهما كان ثـقـلهم نحـتـرمهم ونحـتـرمه .

لـنـرجع قـليلاً إلى المقابلة التي أجـرتها معه إذاعة ( SBS ) الأسترالية بتأريخ 23 تـشرين الثاني 2012 يمكـن الإستماع إليها عـنـد الـدقـيقة 5:31 عَـبر الموقع :

http://www.sbs.com.au/yourlanguage/assyrian/highlight/page/id/243141/t/Mar-Emmanuel-Delly-s-resignation-Inevitable/in/english

صرح غـبطته وهـو مـطـران .. بأن صحـته لا تساعـده ولا يفـكـر في منصب الـﭘـطريركـية ، هـذا وكان عـلى دراية تامة بـظروف ومأساة العـراق العامة أشبه بـزلازل مـدمـرة متـتالية لا تـطاق منـذ 2003 والمستمرة في خـرابها ويعـرف أن ليلة الـبارحة كانت أفـضل بكـثير من نهار الـيوم والأسـوأ آتي غـداً لا محالة … وكما وصف أوضاع كـنيستـنا بأنها تِـركة ثـقـيلة ، نـرى أنّ حِـملها ثـقـيل عـلى ظهـره يفـوق طاقـته فـسلبتْ راحـته ونغـصت متعـته وأفـقـدته تـوازنه والله يساعـده فـقـد ذكـَّـرَني بسالفة جـدتي :

صعـد رجل إلى جـبل عالي وقـطع أغـصان أشجار ــ كـثيرة ــ لـفـصل الشـتاء تـفـوق مقـدرته عـلى حَـملها … فـشـدَّها حـزمة كـبـيرة عـلى ظهـره ومشى بها في طريقه إلى بـيته …. ولما أتعـبته تـوقـف للإستراحة وتمنى الموت لـنـفـسه وقال : أين أنتَ يا موت ؟ ثم مشى مشـواراً وشعـر بالإرهاق ثانية ، فـكـرّر نـداءه : أنا أناديك يا موت أين أنت ؟ وهـكـذا في المرة الثالثة ….

وعـنـدها تحـنـَّـن الرب في السماء عـليه وإستجاب لـنـدائه فـبعـث الملاك ﮔـوريّـيل إليه لـيلبي طـلبه ، عـلى أمل أنْ يأخـذ روحه ويريحه …. فـلما وصل الملاك إليه قال له : ها إن الله سمع نـداءك وعـطف عـليك وبعـثـني إليك ، ماذا تـريـد أنْ أعـمل لك ؟ قال الرجـل : قـل لـلموتَ أنْ يحـمل الـحـزمة عـني ، حـتى أصل إلى بـيتي ! إنـتهـت .

فـنراه قـلقاً هائجاً في داخـل مكـتبه وخارجه ، يكـتب بـيانات يصدر إنـذارات يحـضر مقابلات يـدلي بتـصريحات ، يـسافـر إلى بلـدان عَـبر القارات ويرجع من هـناك لـيزور قـصبات ، يقـف في الوسط عاجـزاً مع آلاف العـوائل الحائـرات ، وشعـبنا المهَـجَّـر من أرضه يواجه ضياعاً وينـتـظر قـناصاً ، مفـخخة ، قـذيفة هاون وموتاً خارج بـيته … وغـبطته مُصان يخـرج من مقـره بأمان تـرافـقه شخـصياً مصفحات تحـميه من عـبث الزمان ــ شْحَـدَّه لـْـيـﮔـرَبْ يَـمّه ــ فـبأيّ آلاء ربه ……… ! .

إذن ، ما الـذي دَعاه إلى قـبوله بمنـصب الـﭘـطريرك في شباط 2013 ! فـتلك مسألة فـيها نـظـر ….

1- إذا قـيل ، إضطـر مِن لا ﭼارة وعـلى مضض ، فـلماذا قال لا أنـسى فـضل سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم ؟….

2- وإذا أراد التحـدّي لـفـرض تغـيـيرات مزاجـية ، سنسأله : تعاكـس مَن .. ولإرضاء مَن يا سيـدنا ؟….

3- أم أنه يـرى بعـض أبرشياتـنا الـداخـلية إنهارت وكـنائس تأريخـية دُمِّـرتْ وراهـبات هُـجِّـرتْ … وفي المقابل مثيلاتها في الخارج تـتـوَسّع أبنيتها ، تـتـطـوّر نشاطاتها ، يـزداد عـدد مؤمنيها … والسؤال : هـل يهيّء بصمت ويمهـد بحـذر لـتمزيقها ؟ خاصة هـو القائل : ومن يعـرف ماذا سيحـصل غـداً ! حـيث ممكن واحـد من عـندنا يتركـنا ليكون كـنيسة جـديدة ؟ ….

4- وربما قـصر نـظـره ووَسع خـياله جعلاه يرى سَـراباً يظنه ماءاً يسقي به ــ وحـدته ــ الوهـمية شبحاً ، بعـد أنْ رأى بأم عـينيه والمطارنة الكـلـدان معه أنّ إخـوانه وإخـوانـنا رفـضوا وسيرفـضون الوحـدة معه إلاّ ! …. إلاّ إذا إرتـقى إلى سـدّتهم شخـص ذو نـفـوذ محـب تـواق إلى الـوحـدة المسيحـية الصادقة مثـل سيادة المطران باوَي سـورو الموقـر …..

5- وقـد يكـون قـبوله لهـذا العـبء ــ المَـنـصب هـيماناً وشغـفاً وحـباً لـيُـدرج إسمه في لـوحة الـﭘـطاركة شـرفاً …. وبعـد هـذا كـله هـل يكـون محـظوظاً أم منحـوساً ؟ نـتـمنى أن يكـون في حـياته سعـيـداً ….

*************

هـل غـبطـته يحـفـز إلى الكـتابة عـنه ؟ ….. نعـم !

أولاً : نحـن نحـتـرم إخـوتـنا السريان …. أما من جهـته فإن غـبطته منـذ تـسنمه منـصبه أظهـرَ ولعَه بمصطلح سريان واللغة السريانية والآباء السريان وأعـمامنا وخـوالـنا السـريان وربما أحلامه سريانية أيضاً ، وبـذلك يـقـلل من هـيـبة الكـلـدان ويستـصعـب عـلى نـفـسه إفـتخاره كـكـلـداني وبالتالي لم يكـتـب يوماً مقالاً أو رسالة معـنـونة إلى شعـبه الكـلـداني حـصراً .. لكـنه يهـنيء المسلمين الكـلـدان ، ولسنا نبخـل عـليهم تلك التهاني … ومن جانب آخـر لا يمتـنع عـن مغازلة ومداهـنة إخـوانـنا الآثـوريّـين كي يرضـوا عـنه دون أنْ تـهمه إرادة شعـبه ، وهـذه أمامكم مقـولته :

ــ تـنـتمي الكـنيسة الكلدانية الشرقـية ، المعروفة أيضاً بكـنيسة بابل الكلدانية ، إلى الكنيسة الكاثوليكية الجامعة ، مركـزها في بغـداد وتـتّـبع المذهب الروماني الكاثوليكي وهي في شركة تامة مع ﭘاﭘا روم ….. وتـفـتخـر كـنيستـنا بإستعـمالها اللغة السريانية بلهجـتها الشرقـية ، وهي من سلالة اللغة الآرامية التي نطق بها السيد المسيح . إنشقَّـت هـذه الكـنيسة عـن كـنيسة المشرق الآشورية …. ــ إنـتهى .

بشرفـكم هـل إنـشقـت كـنيستـنا الكـلـدانية عـن كـنيسة في التأريخ إسمها آشـورية ؟ وإذا كان غـبطته اليوم يـؤيـد أسباب عام 1552 ويرى الحـق عـنـد الجانب الآخـر …. ما كانت تـتـوفـر له فـرصة لـيمسك بـيـده صولجاناً طوال عـمره !! هـل يـدري بـذلك ؟ .

ولما كـتب عـنه الشماس ﮔـورﮔـيس مردو ناقـداً إياه في هـذا الشأن …. زعـل عـليه وكـتب ــ تـوضيحاً محـفـوظاً عـنـدي ــ وبالأحـرى تـوبـيخاً منـشوراً في موقع ﭘـطريركـيته ! ولا أدري لماذا حـذفه .

ولو كان المنـطق يسمح له ، لخاطبَـنا بإسم : الكـلـدان السريان ….. كل ذلك لـتجـنـبه بـقـدر الإمكان ذِكـر الكـلـدان كـقـوم مستـقـل … عـلماً أنّ الكـلـدان لـيسوا أعـداءه ، وحـسبنا به أنْ ليس عـدوّ الكـلـدان .

ثانياً : غـبطته يناقـض نـفـسَه …. ـ*ـ فـفي رسالته الأولى بعـد تـنـصيـبه ﭘـطريركاً ، ولا أحـد سأله أو عـبّـر عـن خـوفه منه ! قال فـيها :

 … لا تخافـوا مني فإني أؤكـد لكم أني أبقى أسير عـلى خـطى المسيح وأؤكـد لكم أنه ليس لي حسابات مع أشخاص أقـوم بتصفـيتها، ولا صفقات ………. 

ونحـن نسأله : عـن أية حـسابات وتـصفـيات تـتـكـلم ، ولماذا تـتـوقع أنْ نخاف منـك يا سيـدنا ؟ خـو ماكـو شي ؟؟ .

وفي مناسبة أخـرى ـ*ـ كان قـد صرح وصرح ، ولكـن سبحان مغـيـر الأحـوال حـين تـطـلب الأمر ! خـفـف من شـدته بطريقـته الـذكـية فـكـتب : مِن المؤسف أنـنا عـموما في تعاملنا مع الآخـر نـتوقـف عـند إخـفاقاته ونحكم عـليه ، من دون  ان نـتحـقـق من انه قام بجهـدٍ رصين ………

فعـلـقـتُ عـليه في مقال قائلاً : كلام جـميل .. إنـتهى مفـعـوله !  EXPIRED

من جانب آخـر ـ*ـ هـو القائل : إنّ ترك البلاد بمثابة بـيع الهـوية وخـيانة للوطن ….

إذن ﭘـطريركـنا يرتـضي لـنـفـسه أن يكـون زعـيم مئات الآلاف من أبناء رعـيته كـلهم خـونة بائعي هـويتهم ويسكـنـون بعـيـدين عـنه في بلاد الشـتات فـهـل يفـتخـر بهم ؟ …. عـلى كـيفـك ويانا يا سـيـدنا ، تـرى إحـنا هم أخـوتـك .

وقال : ـ*ـ لم  تبقَ في الكـنيسة عـقـلية نخـبة تملك السلطة والبقـية تطـيعها بل الكل يشارك في الكـنيسة لخـدمة الكل ….. وأضاف :  ـ*ـ يتطلب من الكاهـن أن يكـون قـلبه قـد غـمره المسيح ومحـبة الإخـوة ، آنـذاك لا يقـدر أن يكـون مشككا ! .

ولكـنه خلال عـشرين شهـراً من ﭘـطريركـيته نـشر مجـموعة من المصارعات والإنـذارات والتهـديـدات : خـمسة إنـذارات منـشـورة + تـهـديـد متـسرب من إيميله + تـوبـيخ 1 محـذوف :

1- إخـتلاسات في أبرشـيتي بغـداد والـبصرة ….. إذا تـطلب الأمر تـقـيم دعاوى قـضائية .

2- إنـذار لكاتب في أورﭘا ……. سـتـُـنـفـذ بحـقه عـدة قـوانين تعالج بقوة كـذا تصرفات غـير مسؤولة .

3- تـنـويه لكـتاب المواقع الإلكـتـرونية …… ستـقـوم الـﭘـطريركية بإجـراءات قانونية كـنسيّة .

4- نـداء إلى كـهـنـتـنا …… سوف نـتـخـذ إجـراءات صارمة بحـق مَن يسيء إلى الكـهـنـوت والكـنيسة .

5- رسالة إلى الكـهـنة والرهـبان …… وليعـلموا أنـنا بعـد مرور شهـر من تأريخ نـشر هـذا البـيان، إن لم تعالج الأمور قانونيا، سنـتخـذ الإجـراءات المناسبة بحـقهم .

يا أخي شـويّة عـلى كـيفـك …. هـيـدي هـيـدي ، بْهَـداوة ، ……. تـرا هاذي مو شـطارة ولا بطـولة ….. الـﭘـطاركة قـبلك ما سَـوَّوا مثـلك ، حـتى إذا كان عـنـدهم شيء من هـذا الـقـبـيـل فـكـل شي سَـوّوا صنـطاوي ! بـدون نـشر الملابس الـداخـلية منها والخارجـية أيضاً عـلى السطوح …..  وإلاّ فإنـت تـنـطي فـرصة للكـتاب حـتى يكـتـبون ويـذكـرون إسمك .

ثالثاً : ومَن يـدري ، هـناك إحـتمال أخـير ، قـد يكـون غـبطته متعـمداً بـبـياناته هـذه لجـذب الإنـتـباه إليه ولـتـسليط الضوء عـليه لا أكـثر ، دون أن تهمه إنـتـقادات الكـتاب له !! .

وفي الخـتام وقـتاً ممتعاً لـسـيـدنا الـﭘـطريرك لـويس ساكـو المحـتـرم ومقـطع من أغـنية يا مالكاً قـلبي

قـل لي إلى أين المَســير       في ظلمة الـدرب العَسـير

طالــــــــــــــت لياليه بنا       والعـمر لو تـدري قـصير

****************

إنـتـظرونا في مقالـنا القادم …. مـو عـيب عـلى بغـداد تستـنجـد بملبورن وعـتـلاتها المتـذبـذبة الوسطية حـتى يسانـدوها بتـرويج وتمريـر النسخة المبتـكـرة المخادعة الأنـتي ـ كـلـدانية ، من أجـل كـسر دنـﮔـة زعامة سان ديـيـﮔـو الكـلـدانية الأصيلة !! .

سـفـينة الـﭘـطريـرك ساكـو وبـيانه ، أين تـرسـو به ؟ الحـلقة الثالثة

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *