ساعات تـفـصلـنا عـن المؤتـمر القـومي الكـلـداني في مشـيـﮔان

ساعات نـنـتـظـرها كي يـتـكامل حـضور الـوفـود المدعـوّة إلى المؤتمر الكـلـداني لـيـبـدأ أعـماله في 15 آيار 2013 في مشـيـﮔان . لا شك أن المنبـر الـديمقـراطي الكـلـداني الموحـد الـذي تـبَـنى هـذا الجـهـد المعـبِّـر عـن آمال شعـبنا الكـلـداني إسـتـطاع أن يحـشـد لهـذه الـتـظاهـرة تـنـظيمات قـومية مؤمنة بإسمها الكـلـداني وشخـصيات مستـقـلة ذات توجهات قـومية كـلـدانية واضحة ، بكـل كـفاءة وإهـتـمام لوجـستياً وإدارياً معـتـمـداً عـلى خـبرة أعـضائه الـدؤوبـين عـلى العـمل بـدون كـلل أو ملل ، وأعَـدَّوا لأيامه برنامجاً واسعاً وذلك بالعـمل مع اللجـنة التحـضيرية التي ضمَّـتْ أغـلب تـنـظـيماتـنا الكـلـدانية العاملة عـلى الساحة والشخـصيات المستـقـلة الناشـطة في هـذا الحـقـل ، من خـلال حـوارات ومناقـشات بروح ديمقـراطـية في إجـتـماعات دامت لأكـثر من عام .

إن بحـوثاً كـثيرة وخـطط عـمل عـديـدة للمشاركـين تـنـتـظر طرحـها عـلى الطاولة المستــديرة للمؤتـمر لمناقـشـتـها وإستـخلاص الـنـتائج منها ، تلك الـتي تلبي طـموح أبناء شعـبنا وتـضعه عـلى مساره الصحـيح لـيعـطي الـثمار المرجـوَّة إنْ كان عـلى الـمدى الـبعـيـد أو الـقـريـب مستـفـيـدين من تجارب الماضي ونـتائجها الإيجابـية والسلـبـية سـواءاً عـلى مستـوى الأفـراد أو المؤسسات .

نعـم ، إن مؤتـمر الـنـهـضة الكـلـدانية / سان ديـيـﮔـو في عام 2011 أقـيم بجـهـد وإعـداد كـثيرين من ذوي حـكـمة ودراية فـكان بمثابة تجـربة عـملية لهم ، ومؤتمر مشـيـﮔان 2013 الحالي هـو من إعـداد كـثيرين أيضاً بعـد أن صاروا أصحاب خـبرة مستـقاة من تجـربة بالإضافة إلى الحـكـمة ، كـما أن هـناك ميزة أخـرى وهي أن مؤتمر الـنـهـضة الأول ضمَّ تـنـظيماً سياسياً واحـداً هـو الحـزب الـديمقـراطي الكـلـداني أما المؤتمر الحالي في مشـيـﮔان فإنه بالإضافة إلى ذلك ، يضم تـنـظيماً كـلـدانياً فـتياً هـو التجـمُّع الوطـني الكـلـداني الـذي أثـبت وجـوده من خلال نشاطه عـلى الساحة عـملياً بالإضافة إلى الحـزب الوطـني الكـلـداني الـذي يضم كـوادر أكاديمية ورجال أعـمال وشخـصيات متحـمسة للعـمل الـقـومي الـكـلـداني .

إذا إعـتـبرنا أنَّ مقـررات وتـوصيات المؤتمر الأول في سان ديـيـﮔـو في عام 2011 كانت آمالاً بمثابة صور أو خـطط نـظرية للعـمل القـومي ، فإن مؤتمر مشـيـﮔان 2013 الحالي نأمل منه أنْ يترجـم تلك الآمال والـنـظريات وتراكـم الخـبرات والجـديـد من الأفـكار والطاقات إلى عـمل وحـركة إلى الأمام في خـطـوات وليس الإكـتـفاء بشعارات .

نـظـرياً ، إن للحـزب الـواحـد إيجابـياته التي تعـمل عـلى جـمع الطاقات دون تبعـثـرها ، ولكـن التجارب العـملية أثـبتـتْ عـدم مقـدرته عـلى تـلبـية حاجات جـميع شـرائح الشعـب بالإضافة إلى أنه تـكـريس للـدكـتاتـورية ، وعـليه فإن تعـدد الـتـنـظيمات صارت ضرورة حـياتية تـصارع الـدكـتاتـورية وتــُـحَـجِّـمَها ، ولكـن ليس مستحـيلاً أن تـتـجـمع هـذه الـتـنـظيمات كـلها في حـلقة واحـدة بمستـوى أفـقي واحـد بـدون رأس هـرم وتـتـناوب إتـفاقـياً فـيما بـينها لـتـدويرها دَورياً ، وكـل مَن يؤدي دَوره يرجع إلى الخـلف لـيعـطي الفـرصة المقـبلة لـغـيره برحابة صدر وقـناعة الضمير ، فالأبناء يتـقاسمون الأرث بحـصص متساوية في الـقـسّام الشرعي بغـض الـنـظر عـن أعـمارهم ! .

عـلـينا أن نـنـبـذ الأنانية من صدورنا ، ثم نقـبل بمبـدأ تـكافـؤ الـفـرص لجـميعـنا وليس الإستـحـواذ عـلى مقـدَّرات بعـضنا ، ولتـكـن روح رياضية لـدينا تؤمن بأن لكـل واحـد دَوره فـيستـغـله في الـتـدريب والتـعـليم والخـدمة … وإلى امام .

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ 10 آيار 2013

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *