ساحة الطيران وسط بغداد: عشرات القتلى في تفجيرين انتحاريين في سوق للملابس المستعملة

سوق الملابس في ساحة الطيران.

قتل 32مدنيا على الأقل، وأصيب أكثر من 110 أشخاص أخرين، في تفجيرين انتحاريين بحزامين ناسفين في سوق للملابس المستعملة في ساحة الطيران وسط العاصمة العراقية بغداد، بحسب ما أفاد به مصدر في وزارة الصحة العراقية لبي بي سي.

وأضاف المصدر أن ضحايا التفجيرين نقلوا إلى مستشفيي “الكندي” و”الجملة العصبية” القريبين.

وأمر رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي بإجراء تغييرات في “مفاصل الأجهزة الأمنية المسؤولة عن حادث ساحة الطيران”، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية.

ودعا الكاظمي إلى اجتماع طارئ للأجهزة الأمنية والاستخبارية لبحث الهجوم وعواقبه.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها حتى الآن، لكن تنظيم الدولة الإسلامية – الذي يُعتقد على نطاق واسع بأنه لا تزال لديه خلايا نائمة في المدن وكذلك معاقل في المناطق النائية – أرهب العراق بالعديد من الهجمات المماثلة في الماضي.

وأفادت تقارير بسماع دوي انفجار كبير أعقبته صفارات إنذار، وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار في ميدان الطيران.

وقال متحدث عسكري إن المهاجمين فجرا عبوتيهما أثناء مطاردة قوات الأمن لهما.

وقالت وزارة الداخلية إن الانتحاري الأول هرع إلى السوق وادعى أنه يشعر بالغثيان حتى يتجمع الناس حوله، ثم فجر نفسه.

وذكر بيان الوزارة أنه مع تجمع الناس حول الضحايا، فجر مهاجم ثان عبوته.

وقالت وزارة الصحة العراقية إن أشلاء متناثرة جُمعت من موقع الحادث من أجل فحص الحمض النووي والتعرف عليها.

ودعت المستشفيات التي استقبلت جرحى التفجيرين الناس إلى التبرع بالدم.

ونقلت وكالة فرانس برس عن وزارة الصحة قولها إنها حشدت مسعفين في أنحاء العاصمة.

خارطة

ردود فعل

ترأس مصطفى الكاظمي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا طارئا لقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بمقر قيادة عمليات بغداد لمناقشة الهجوم وعواقبه.

وقال الرئيس العراقي، برهم صالح، في تغريدة: “الانفجاران الإرهابيان ضد المواطنين الآمنين في بغداد، وفي هذا التوقيت، يؤكد سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة”.

وأضاف: “نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا. ‏نسأل الله ان يتغمد الضحايا برحمته وأن يشفي الجرحى”.

وعبر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، في تغريدة عن صدمته قائلا: “فُجعنا هذا اليوم بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء تفجيرين طالا مناطق مكتظة وسط العاصمة”.

ودانت بعثة الأمم المتحدة في العراق الهجوم في تغريدة، قائلة: “ندين بشدة الهجمات الانتحارية التي استهدفت المدنيين في ‫#بغداد اليوم”.

كما وصفت السفارة الأمريكية في بغداد الهجوم بأنه: “عمل جبان ومُشين يؤكد مخاطر الإرهاب، التي لا يزال يواجهها الملايين مِن العراقيين”.

“تطور خطير”

سيارات الإطفاء والإسعاف وأطقمها ملأوا المكان.

سيارات الإطفاء والإسعاف وأطقمها ملأوا المكان.

هجوم الخميس هو الأكثر دموية في بغداد منذ يناير 2018، عندما قتل انتحاري في ساحة الطيران أكثر من 30 شخصا.

وتعرض السوق نفسه في عام 2018 لهجوم أدى إلى مقتل 31 شخصا.

وإن تكررت هذه الأحداث، فإنها ستكون تطورا خطيرا في الملف الأمني في العراق، حسبما يقول مراسل لبي بي سي في بغداد.

وأشار مراسلنا إلى أن الهجمات بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة توقفت تقريبا منذ عامين في العاصمة العراقية وباقي المحافظات.

وكان آخر هجوم من هذا النوع قد حدث في يونيو/حزيران 2019، وأسفر عن مقتل عدد من الأشخاص.

وتستخدم الجماعات المتشددة، وآخرها تنظيم الدولة الإسلامية، الهجمات الانتحارية.

وأعلن العراق هزيمة التنظيم في نهاية عام 2017 بعد حملة شرسة استمرت ثلاث سنوات.

ساحة الطيران في وسط بغداد.

سياسيا، تُجرى محادثات بشأن إعادة جدولة الانتخابات إلى أكتوبر/تشرين الأول، من أجل منح السلطات الانتخابية مزيدا من الوقت لتسجيل الناخبين والأحزاب الجديدة.

وكان رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، قد قرر إجراء الانتخابات هذا العام، قبل عام تقريبا من الموعد المقرر، استجابة لاحتجاجات واسعة النطاق في عام 2019.

وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ودعم حملة العراق على تنظيم الدولة الإسلامية، قد خفض بشكل كبير مستويات قواته خلال العام الماضي، استنادا إلى الزيادة في قدرات القوات العراقية.

ولا يزال للولايات المتحدة، التي توفر الجزء الأكبر من قوات التحالف الدولي، في العراق 2500 جندي، بعد أن كانوا 5200 قبل عام.

وتسند إلى هؤلاء مهمة التدريب وتوفير المراقبة بطائرات بدون طيار، وتنفيذ الضربات الجوية، بينما تتولى قوات الأمن العراقية الأمن في المناطق الحضرية.

bbc العربية

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *