زيارتي الى القوش

وصلت الى القوش يوم 21-3 قادما من هولندا بعد غربة دامت ما يقارب السبع سنوات ,وصلتها حوالي الساعة الثانية عشر ليلا وقبل الدخول اليها وعند (المفرق)استنشقت هواء القوش فردت الروح في جسمي وبدا قلبي يرقص فرحا برؤية اهلي واحبتي وبلدتي واثناء ذلك لم اتمالك نفسي من الفرح حيث امتزجت دموع الفراق بدموع الوصول شكرت الله وحمدته على وصولي ورؤية القوش ثانية وخلال لحظات نظرت وقلت,هذه هي القوش اجمل واحلى مكان في العالم انوارها تبهر الابصار ومنظرها الجميل يجذب الانظار وموقعها امام الجبل يركز الافكار في ماخلق الله من منظر وجبال وطبيعة,انها القوش محل ولادتي ونشاتي فيها كل ذكريات طفولتي وشبابي ودراستي فيها رائحة الاباء والاجداد هذه البلدة العريقة الصامدة منذ الاف السنين ها هي اليوم كذلك عامرة باهلها بلدة النبي ناحوم ومار ميخا ومارقرداغ والربان هرمز ام البطاركة والمطارنة والكهنة والخطاطين والمثقفين ام الابطال الشجعان التي تذكر بطولاتهم لحد يومنا هذا,طلبت من الله ان يحفظها وتبقى دائما كما يعرفها الجميع(يمد دمثواثا)

بعد دقائق وصلت الى بيت اخي الذي يقع في احد الاحياء الجديدة في الوقت الذي تمنيت ان يكون بيتنا القديم اول مكان ازوره ولكن كان الوقت ليلا ولكن في صباح اليوم التالي نهضت مسرعا لازور البيت الذي ولدت وترعرت فيه ونظرت الى كل غرفة وزاوية وتذكرت كل لحظة عشتها في هذا البيت وللاسف كان خاليا من اعز الناس واحنهم الا وهي والدتي التي ماتت وانا بلاد الغربة وبحزن عميق والم كبير نظرت الى غرفتها ومكانها التي اعتادت الجلوس فيهما ونزلت دموع حارة بحرارة الفراق وعدم رؤيتها والذي كان حلمي الوحيد ان تكون اول من تستقبلني وتاخذني باحضانها وهذا لم يمنعني من زيارتها مسرعا في مقبرة الاباء والاجداد حيث وصلت قبرها وهي نائمة تحت التراب النوم الابدي فانحنيت وقبلت قبرها وخاطبتها,((ها اني عدت يا امي انهضي ها انا هنا الى جانبك كنت وعدتك بالرجوع في احدى قصائدي,سوف اعود يا امي لاقبل راسك ويداك وانحني لاقبل قدميك ولكن يا امي انني انحني الان واقبل قبرك)))بعدها صليت لاجلها ولاجل جميع الموتى الراقدين هناك وطلبت اليها ان تصلي لاجلنا ايضا..

وبعد ثلاثة وكان يوم الاحد وهو عيد السعانين وهنا فرحت كثيرا للمشاركة في هذا الزياح الكبير الذي اعتادت القوش اقامته في عيد السعانين حيث اجتمع اهالي القوش مع طلاب المدارس في كنيسة مارقرداغ وبدا التطواف في شوارع البلدة مرتلين التراتيل والحان السعانين ليصل الزياح الى كنيسة ماركوركيس حيث بدا الناقوس يدق ولمدة مايقارب النصف ساعة معلنا فرحنا وفرح البلدة بهذا اليوم السعيد وانقلبت القوش الى اورشليم.

وبعد ايام بدا اسبوع الالام وكنت احضر كل مساء الى الكنيسة واولها كان خميس الفصح حيث مراسيم غسل ارجل التلاميذ وبعدها جمعة الالام وزياح قبر المسيح,اما قداس ليلة العيد بدات الصلوات منذ المساء تلاها قداس العيد تراسه سيادة المطران مار ميخائيل مقدسي حتى وقت متاخر من الليل بعدها خرجنا الى باحة الكنيسة لتقديم التعاني بعضنا البعض

وفي اول ايام العيد ذهبت كغيري من المهنئين الى مطرانية القوش لتقديم التهاني الى سيادة المطران مار ميخائيل الجزيل الاحترام وسررت بلقائه,بعدها واصلت زيارتي الى مديرية ناحية القوش لتقديم التهاني ايضا الى الاستاذ والصديق فائز جهوري مدير الناحية حيث كانت ابواب المديرية مفتوحة ايضا للمهنئين بمناسبة عيد القيامة المجيد

وفي الايام التالية كنت اتجول في شوارع وازقة القوش ملتقيا بالمعارف والاحبة من الاصدقاء وفي مساء احد الايام التقيت بالفنان والاخ والصديق العزيز لطيف بولا وتبادلنا الاحاديث وايام بغداد وكل يوم وساعة قضيناها معا ثم ذهبنا الى الدير وهناك التقطنا بعض الصور التذكارية لنعود الى منزله ليلا وهناك انحصر حديثنا عن اخر اعماله الفنية وقام باهدائي مجموعة من الكتب والدواوين التي الفها خلال السنوات الاخيرة وتواعدنا مع مجموعة من الاصدقاء للذهاب الى بسقن التي يعشقها ولكن كنت مدعو لفرحة التناول الاول لبعض الاقارب وهذا منعني من الذهاب في الوقت الذي تمنيت ان اذهب واستمتع بالحانه وعزفه هناك.

وفي احد الايام ايضا التقيت بالفنان باسم ربان وتبادلنا الاحاديث الفنية ومنها ما قام موخرا بكتابته من قصائد شعرية ودعاني الى منزله حيث تعرفت بابنه الشاب الدكتور براء وهو ايضا فنان وعازف واندهشت كثيرا من عزفه وسالته منذ متى ومن علمك العزف فاجابني منذ الصغر تعلمت ورغم ان والدي يعزف لكن لم يعلمني,انه شاب وطبيب وفنان في نفس الوقت واتمنى لهكذامواهب ان ترى النور واتمنى ان يتحقق حلمه وهو انشاء مركز ثقافي في القوش يحتضن المواهب والفنانين وان تقام فيه امسيات فنية من مختلف المجالات وانا اتمنى ان يتحقق مطلبه ليكون هذا المركز ملتقى فناني القوش

خصصت بعض الايام لزيارةالاماكن التاريخية في القوش منها زرت مرقد النبي ناحوم ومار يوسب ومار يوحنان ودير السيدة ودير الربان هرمز وزرت ايضا متنزه الفقيد البطل توما توماس الذي شيد موخرا وقرات مع نفسي بعض الابيات من القصيدة التي كتبتها للفقيد بمناسبة وصول جثمانه الى القوش,زرت كبا دمايا وبنداوايا وبعض الاماكن الاخرى

وكنت اتمنى ان التقي ببعض الاصدقاء الذين اعرفهم ولكن ربما ظروفهم وعملهم منعهم من ذلك

اخيرا اقول ربي احفظ القوش واهلها واتمنى من كل قلبي المزيد من الاعمار والتقدم لها والشي الذي شاهدته في هذه الزيارة هو التوسع الكبير الحاصل في القوش من بناء البيوت السكنية شرقا وغربا وجنوبا والمدارس والاسواق والمحال التجارية وقاعات المناسبات وبعض المؤوسسات الاخرى وتبليط وفتح عدد كبيرمن الشوارع وامنيتي ايضا ان تحافظ القوش على خصوصيتها دائما وابدا

اليكم بعض الصور

رعد دكالي/القوش13-4-2013

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *