رسالتي إلى الأحزاب المسيحية في العراق مثل رسالة رزكار عـقراوي إلى الحـزب الشيوعـي العـراقي



قرأت بإهتمام مقالة الأستاذ رزكار عقراوي حول إعادة ترشيح الرفيق حميد مجيد موسى لمنصب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، ووقفت أمام تطلّع الكاتب إلى ترجمة عملية لشعار المؤتمر – دولة مدنية ديمقراطية إتحادية – كون ممارسة الديمقراطية في العراق هي أمل وأمنية كل العراقيين بعد أن أصبح هذا المصطلح يشبه إلى حد ما المثل القائل أسمع جعجعة ولا أرى طحناً .
رغم أنني لم ولن أحمل فكراً شيوعياً في حياتي ، لكن هذا لا يمنع إحترامي لأكثر التقدميين الذين يحملون هذا الفكر كونهم وفي هذا الوقت تحديداً وبحسب وجهة نظري هم الأنسب والأفضل على الساحة السياسية في عراق الطوائف الغير متجانسة .وإذا تابعنا المقالات في المواقع اليسارية لرأينا أفضل الطروحات المهتمة بالشأن العراقي تعود لكتاب يحملون فكراً تقدمياً أو يسارياً… وهذا أيضاً حسب رؤيتي المتواضعة .
فأكـثرهم يطالب بعراق ديمقراطي وليبرالي ؟ وأكثرهم يقف بالضد أمام المد الديني المتطرف والإقصائي لينعم العراقيين بدولة يكـون الجميع فـيها متساوين في الحقوق والواجبات ؟
لذا ، شعرت بإحباط معتادٌ عليه كون التقدميين أنفسهم لا يمارسون العمل الديمقراطي وإن كان ترشيح الأستاذ حميد مجيد موسى جاء بحسب رغبة الكثيرين ، فمهما يبلغ العدد فذلك لا يشرع بقاء نفس القائد لربع قرن ، والعيب الكبير بالتأكيد على النظام الداخلي للحزب …
بالحقيقة لا أملك أي إعتراض على شخص لا أعرفه ، على العكس ، فقد قرأت ردود الأفعال لكـثيرين وأستشفيت منها بأن سكرتير اللجنة المركزية المعاد إنتخابه له شعبية وإحترام كبيرين ، بالإضافة إلى تأكيد الغالبية بنظافته ونزاهته ولم يمارس مهمة السطو على ميزانية العراق إسوةً بأقرانه من المسؤولين بكافة مناصبهم في دولة العراق الجديد المتفقين على مبدأ المخاصصة اللغفية ( من لغف – أي سرقة ) ، وهذا لا يمنع بأن نطرح السؤال …
ألا يوجد شـخـص كـفوء غيره ؟
أعترف بأنني لست سياسياً ، لكني عراقي حالي حال الملايين ، مصاب بداء الحساسية المفرطة من القائد الأوحد ، ومن الزعيم الأوحد ، ومن الفكر الواحد ، ومن رقم واحد أينما وجد بمفرده .
رئيس الوزراء المفدى …………. واحد أوحد الأحزاب
والميليشيات الدينية …… زعيم كلّ منهما واحد أوحدالأحزاب
السياسية المختلفة ……. زعيم كلّ منهما واحد أوحدالأحزاب
والتجمعات القومية ….. زعيم كلّ منهما واحد أوحد المراجع
الدينية بإختلافها …….. حدّث ولاحرجحتى الأديان نجد
المناصب … ملاك هو الرئيس وآخر يقبض الروح وثالث ينقل الأخبار ويوشي على من يقترف ذنباً وكثيرين غيرهم تبوأوا مناصبهم من الأزل وإلى الأبد الآبدين !!….
أفلا يوجد من يقسم المعادلة على إثنين أو أكثر ؟ فالكل يعرف بأن الواحد الأوحد هو الله سواء كانوا مؤمنين أم لا ، إنما هل من المعقول أن تنتقل هذه الصفة للأشخاص أيضاً ؟
ما طرحه الأستاذ عقراوي شيء جدير بالإهتمام والمتابعة ، فقد وضع الأمور على المحك وقال كلمته وأعلن رأيه ، وذلك نابع عن إيمانه المطلق بتطبيق ديمقراطية الحزب كي يحق له وللجميع المطالبة بديمقراطية العراق ، فكيف لنا أن ننادي بتنحي رئيس الوزراء نوري المالكي عن منصبه الذي بقي فيه عنوةً إن كانت كل أحزابنا السياسية لا تطبّق ذلك ؟
وبدوري أيضاً وكمسيحي عراقي ومهتم بمصيرالمسيحيين والعراقيين جميعاً ، أرغب بحذو حذوة الأستاذ رزكار عقراوي وأطالب أحزابنا السياسية المسيحية في العراق أن يحترموا إرادة الشعب بالتغيير .
فقد لا يعلم الكثيرون بأن لدينا أحزاباً تحت مسميات قومية لديها كراسي ممغنطة جالسها يلبس درعُ من حديد يغطي وسطه ، وقد لحم من جميع جوانبه .
الويل ومن ثم الويل لم يطالبهم بالتنحي ، كونهم مقتنعون بأن لا إله لهذا المنصب غيرهم . والجدير بالذكر بأن أغلب هذه الأحزاب تحمل الديمقراطية في عناوينها ، حتى بتّ لا أعرف ماهية كلمة دكتاتورية بعد أن حل محلها فراغ الديمقراطية .
أين التجديد ، وأين الجديد ؟ ومتى سندرك تعاقب القيادات لأجل التغيير نحو الأفضل ؟
في أي منحى من مناحي الحياة هناك تجدّد ، إلا مانقول عنه تاريخ ، فهو لا يتغيّر ، وهناك الطموح وأقصد الإيجابي منه ، وبالنسبة ليف إن أنزه المطامح هو العمل من أجل الوصول إلى ما ينفع الآخرين وذلك بعد أن يكون الطامح في المكان الذي يستحقه ، وللأسف الشديد فقد قتل الطموح وحلّ محله القناعة السلبية ، وأقصد بها الإكتفاء بالإنتماء دون العمل ، وإن كان هناك عمل فذلك يأتي من توجيه وليس من خلق الفكرة والإبداع بتنفيذهاوما دام القيادي واحد من لحظة إنتخابه حتى مثواه الأخير ، لذا فسوف لن يكون هناك أكثر مما يملك القائد بفكره ، وعليه لن يكون هناك لا جديد ولا تجدد .
وهذا ما نراه في أحزابنا المسيحية في العراق ، ندوات ولقاءات بدون فكر ، وكرسي ممغنط ومقعد حديدي ، وكغيرهم يعملون من أجل إطفاء بارقة الأمل بعراق ديمقراطي . وأقتبس من عنوان مقال الأستاذ عقراوي وأقول … ما كتبته أعلاه كان رسالة مفتوحة للرفاق أصحاب الفخامة الدينيين والسياسيين والمدنيين ، فهل من يرعوي ؟

زيد ميشو

You may also like...