رسالة مفتوحة الى مطرانية موصل الكلدانية

بمناسبة مرور الذكرى السنوية  لاستشهاد المطران مار بولص فرج رحو في 13 / 3 / 2008 نعيد نشر مقالة الكاتب المرحوم حبيب نومي المؤرخة في 20 / 7 / 2007

عندما نستعرض الأحداث التي مرت بها أبرشية الموصل الكلدانية منذ عام 2003 ، نستغرب ونتعجب ونقول : ألا يكفي … اسمح لي يا سيادة المطران بولس فرج رحّو أن استعرض الأحداث التي مرت بها أبرشيتنا المتألمة :

1-   في 6 / آب / 2003 وحتى 14 منه . وجدت أوراق تهديد في دار المطرانية – حي الشفاء وأطلقت عيارات نارية عدة ليالي على دار المطرانية .

2-   من 14 / كانون الأول / 2003 وحتى 17 / كانون الثاني / 2004 . وردت لك شخصياً سبع رسائل إما بالبريد أو وضعت في صندوق النذور في كنيسة الطهرة ، أو في فناء ومكتبة كنيسة أم المعونة وفي الأديرة ، وفي إحداها ( طلقة مسدس ) ، يشير فيها المهدد : إن شقيقة الطلقة سوف تطلق عليك ، إذا لم تترك الموصل .

3-   1 / آب / 2004 فجرت سيارة مفخخة بعد قداس مساء الأحد في كنيسة مار بولس في المجموعة الثقافية . واستشهد فيها اثنان وجرح العديد ، علاوة على الأضرار الجسيمة التي أصابت الكنيسة . أقمت القداس في الكنيسة على الأنقاض ، صلحت كل شيء ، والصلاة لا زالت مستمرة فيها .

4-   10 / تشرين الثاني / 2004 ، وضعت عبوة ناسفة على باب كاتدرائية الشهيدة مسكنتا ، وانفجرت صباحاً . رممت البوابة والباب قبل صلاة الرمش في ذلك اليوم ، واستمرت الصلاة فيها .

5-   في 7 / كانون الأول / 2004 ، وضعت عدة عبوات ناسفة داخل دار المطرانية فدمرت مطرانيتك . وفي اليوم التالي احتفلت بالقداس على الأنقاض . بحضور جمهور غفير من المؤمنين. كما إننا لا ننسى كلمتك الجريئة التي قلتها للقائد الأمريكي المحتل، أمام حشد من المسلمين والمسيحيين وأنت واقف على أنقاض المطرانية: “انتم إرهابيون واتيتم بالإرهاب معكم”.

6-   عشرات المرات ، ولا يمكنني أن اعددها ولا أن اذكر تواريخها .حيث هناك مسلسل من الضربات استهدفت كنيسة الروح القدس : رمانات يدوية ، قاذفات ، هاونات ، عيارات نارية ،تفجيرات. تذهب حالا إلى الكنيسة لترى الوضع بمعية حبيبنا الشهيد الأب رغيد . ترمم حالاً وتصلح كل شيء ، وتقول يجب إن تبقى الصلاة مستمرة .

7-   منذ تموز 2006 وحتى الآن ، تهديدات مستمرة بالتلفون عليك وعلى كنائس الموصل والكهنة والشعب تطلب الدراهم والجزية .

8-   لا ننسى وقفتك يوم كانت ردّات الفعل على محاضرة قداسة البابا في أوجها حيث هيأت مع الشباب خلال ثلاث ساعات وقبل صلاة الجمعة اللافتات اللازمة وعلقت في عدة مواقع في شوارع الموصل ، حيث أطفأت النار التي كانت على وشك الالتهاب .

9-   وماذا عن صباح الأحد 25 / آذار الماضي ، عندما كنت ذاهبا إلى كاتدرائية الشهيدة مسكنتا لإقامة القداس . ترصدك الخاطفون الذين هيئوا سيارة في إحدى الطرق المؤدية إلى الكنيسة ، وحاولوا اختطافك ، وأشهروا المسدس على صدرك ، رفضت الانصياع لهم . فهددوك بالقتل ، فتحديتهم وقلت للمهدد اضرب ، ثلاث مرات وكانت فوهة المسدس على بعد 60 سم عن صدرك ، ولكنه لم يضرب . العناية الإلهية هي التي أنقذتك . وأمنا العذراء التي كان ذلك اليوم عيدها ( عيد البشارة ) هي التي حمتك . رغم ذلك ذهبت حالا وأقمت القداس ، وذهبت كذلك مساء ذلك اليوم ولازلت تذهب صباح ومساء كل أحد وعيد .

 10- أخيراً شعرنا بان ظهرك انكسر عندما غيب الأثمة الأب رغيد عنك مع شبابه الحلوين، واعتبرت ذلك عرساً أبديا لابنك وإخوته . وبعد ثلاث أيام ذهبت وأنت مصر على الذهاب إلى كنيسة الروح القدس في عيد الجسد وقدست هناك.

ألا يكفيك يا سيدنا . إننا نصلي من أجلك ومن اجل أبرشيتنا وكنيستنا وعراقنا وشعبنا . لقد قلت لنا مراراً إذا خطفوني لا تدفعوا ، وأنا سأكون آخر من يخرج من الموصل …..ليكن الرب معك .

حبيب تومي

20/07/2007

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *