رسالة مفتوحة إلى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكهنة والرهبان الكلدان الخارجون عن القانون! محاسبة أم دعوة لتأجيج روح الصراع والإنفصال؟

إلى غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو … سلام بالرب

من نافلة القول أن حساسية الموضوع الذي تطرق إليه بيان تهديد البطريركية بوجوب عودة الكهنة الذين غادروا العراق خلال فترة محددة، والمنشور على موقع البطريركية بتاريخ 29 أيلول 2014م، جعلني إتردد كثيراً قبل كتابة ما يجيش في نفسي من أفكار وما يعتصر روحي من أسى نتيجة نشر غسيل البطريركية بهذا الشكل غير المتوقع. لكنني أتكلت على رب القدرة وقررت أن أرسل رسالتي المفتوحة هذه لغبطتكم نتيجة نشركم لبيان ينبغي أن يتم التعامل به ضمن مراسلاتكم الداخلية، لاسيما وأنكم تعرفون تماماً عناوين الأبرشيات التي ينتمون إليها، مع البيان بمجمله ليس أكثر من تهديد مفتوح ضد مطرانية مار بطرس الرسول في سان دييكو وضد الآباء الأفاضل المعنيين ضمناً برسالة تهديدكم التي لم يكن هنالك (كما أسلفت) ثمة من مبرر لنشرها في موقع البطريركية، لأنها (شأن كنسي داخلي خاص)، ولأن هذا التهديد قد نشر علناً فأن من حقي اليوم أن أكتب وجهة نظري منها علناً أيضاً، عسى أن تساعدك رسالتي المفتوحة هذه لكي تعيد تمحيص الأمر أكثر من مرة قبل أن تطرق باب العلن مستقبلاً، واضعاً نصب عينيك مكانة البطريركية الروحي من ناحية ومن ناحية أخرى عدم التشهير القصدي بأبناء الكنيسة أخطأوا أم أصابوا.

بخاصة وأن مثل هكذا تهديد يضرب بعرض الحائط شعاركم في الوحدة ويؤسس لحالة متوقعة من الشقاق والإنقسام الذي لا يحمد عقباه.

الحق أقول لغبطتكم: لقد بلغ السيل الزبى ولم تبقي في قوس الصبر منزع نتيجة ضربكم لشعار الأصالة الذي ما زال مفهوماً مائعاً ومطلسماً. كما تعلم غبطتكم، كنت قد توقفت قبل ما يزيد على العام عن مراسلتكم، بل أنني لم أرد حتى على دعوتكم المكتوبة لي للتعاون معكم، (ذلك أن معاناها الوحيد كما يلوح جلياً كان إتباع سياستكم) التي لا أتفق معها، ولهذا قررت أن أسحب نفسي من الصورة لأنني فقدت كل أمل ورجاء كنت آمله فيك للدفاع عن هويتنا القومية الكلدانية التي هيّ أصالتنا وحجر زاوية بيتنا، لا سيما بعد تهديدك لرجال الدين الكلدان بالإبتعاد عن الطروحات القومية الكلدانية محاباة منك لمار دنخا الذي لا يعترف أصلاً بهويتك القومية الكلدانية، مع أنه بسبب من ضيق أفقه ومحدودية تعليمه المدقع لا يفرق في ما يخص مفهوم القومية بين الجزرة والخيارة.

لقد ألمني حقاً مثلما آلم الكثيرين أن تنشر رسالة التهديد هذه في هذا الوقت تحديداً وكأن الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية قد حلت كل إشكالاتها ومآسي رعيتها ولم يبق غير هذا الأمر لكي تخوض غبطتكم فيه، مثلما آلمني وبشكل لا يمكن لك أن تتخيله نشر هذه الرسالة (الداخلية) أصلاً، في وقت عصيب يتعرض فيه شعبنا المسيحي في العراق لمذبحة وأضطهاد عظيمين لم يشهد مثلها تاريخهم الطويل في وطنهم الأم العراق.

أن الصادم في هذا الأمر هو، أنني كنت آمل أن توجه كل قوتك وعزيمتك وعنايتك للدفاع عن المسيحيين المهجرين، المنكسرين وحمايتهم من هذه الهجمة البربرية التي يتواطؤ فيها حكام العراق في المركز والإقليم في السر والعلن مع منفذي هذه الإبادة الجماعية من سكان الكهوف الظلاميين القادمين من كل حدب وصوب، ولكن بدلاً من ذلك نقرأ تهديدك الجديد على الرابط أدناه:

http://saint-adday.com/permalink/6613.html

من المؤسف حقاً أن يصدر عن أعلى مرجعية دينية مسيحية في العراق وفي هذا الوقت الحرج بالذات، بيان لا نشتم منه رغم تغليفه بالعبارات والأمثال الكتابية و(التخريجات القانونية) غير مواقف (إنتقامية) وثأر (شخصي). كما أن من المخجل حقاً أن يتم تصفية الحساب مع الآخر، متخفين خلف لوائح قانونية (غير منزلة) ومستغلين الموقع الوظيفي، لا لهدف إلا الإنتقام الشخصي ، وبخاصة من المطران الوحيد الذي رفض ويرفض سياستكم (الهدامة للأمة) التي أدت بنا إلى هذه الهزيمة وهذا الضياع في وطننا الأم، ناهيكم عن تهديدكم لكل رجل دين تابع للبطريركية الكلدانية بعدم (التصريح بهويته القومية الكلدانية) وإلا سيناله عقابكم الشديد!وهذا هو ما رفضه جملة وتفصيلاً سيادة المطران مار سرهد جمو الجزيل الإحترام، وله في ذلك كل الحق، ذلك أنه ليس من حقك أن تفرض على الكهنة ما يؤمنون به، لأن ذلك يعتبر في قوانين الدول المتحضرة إنتهاكاً صريحاً لحرية الآخر ويدخل وبشكل واضح وجلي في باب التجاوز القانوني على حرية التعبير.

ناهيكم عن رفض سيادة المطرن جمو تشجيعكم مع النائب كنّا لعملية أحتجاز المسيحيين العراقيين (كرهائن في وطنهم الأم) بحجة الحفاظ على الأرث، مع أنهم لا يعرفون متى سيتم ذبحهم أو أنتهاك أعراضهم وسط تواطؤ حكومي وعدم مبالاة دولية!

نعم قد يكون ما ستسمعه مني مفاجأة لك، لأنك تعرفني جيداً مثلما أنا أعرف غبطتكم جيداً، ولأنك تعرفني جيداً ، كان عليك أن تتوقع بأنني لا يمكن أن أسكت عن الخطأ مهما كان مصدره أو مكانة صاحبه، ولا يمكن أن أقبل بمبدأ الإنتقام الشخصي البعيد عن الروح المسيحية التي ينبغي أن تطبقها غبطتكم قبل غيركم، لا أن ترددونها كلمات حسب.

للعلم أيضاً، أنا أتوقع أن تنهال عليّ أبواق الإنتهازيين ورسائل ممهورة بأسم إعلام البطريركية بكلمات التعنيف وغير ذلك من سفاسف، ولكنني أجيبهم هنا للمرة الأولى والأخيرة: (أنا أعرف نفسي والناس تعرفكم) وأترك الحكم للناس والتاريخ، ذلك أن (لحم الخروف معروف) كما يقول المثل العراقي، ودفاعاتكم عن الممارسات الخاطئة أو التهجم على من ينقدها هيّ محاولات خائبة ومحض هواء في شبك.

وعوداً على بدء يا غبطة البطريرك أقول، أنني أشعر بالرثاء حقاً من هكذا أسلوب إنتقامي شخصي، لا سيما من هؤلاء الرعاة الذين (أبوا أن يسكتوا) عن حالة الوهن والتخاذل الذي تمر به الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، لا بسبب وهن رئاساتها منذ رحيل مثلث الرحمات غبطة البطريرك مار بولس الثاني شيخو (الكلي الطوبى)، ولكن بسبب حالة الوهن والنكوص المروعين بعد تسلم غبطتكم للسدة البطريركية وسكوتكم عن تجاوزات عديدة يمارسها أصدقائكم المقربين ومنهم رعد كججي ويونادم كنّا وتنسيبكم لمطارين مقربين منكم وعدم المطالبة بحماية المسيحيين من قبل المجتمع الدولي، ذلك أنك كنت منشغل بالوحدة الوهمية مع من لا يعترف بهويتك أصلاً.

هنا لا بد من الإشارة إلى حالة الإستهانة والإستخفاف التي وضعتم فيها الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بعد زيارتك الخائبة لشيكاغو، والتي أفتقدت لأبسط معايير الذوق من قبل بطريرك الآطوريين دنخا الرابع، وسكوتك عن الإهانة التي وجهها دنخا الرابع في (بيتك وأمام شعبك)، عندما قال (عيني عينك وعلى الملأ) أثناء زيارته للكنائس الكلدانية في العراق وفي حضور رجال الدين الكلدان وقبل أن يبدأ الكرازة التي هيّ أساساً مبرر عمله: (أنتم لستم كلدان وإنما آثوريين) ناسياً أو متجاهلاً الحكمة التي تقول (يا غريب كن أديب)، مع ذلك لم نسمع من غبطتك كلمة إعتراض واحدة.

كما لم نسمع منك موقفاً واضحاً عن تدويل القضية المسيحية إلا بعد أن (وقع الفأس على الرأس)، رغم تحذيراتنا ومطالبتنا منذ أواخر عام 2011م للرئاسة الكنسية للجوء إلى أسلوب (الإعتصام السلمي) في الكنائس والمطالبة بالحماية الدولية (قبل تأسيس داعش ومن لف لفهم)، ولكننا للأسف، نسمع اليوم منك تهديداتك ووعيدك لهؤلاء الخدام الذين يؤمنون الخدمات الروحية للمؤمنين حيثما كانوا، وليس حسبما تريد أن توحي غبطتكم وفقاً لموقف إنتقامي شخصي محض؟؟!!

الأنكى إستخدام عبارات لا تليق بمكانة البطريركية من نوع (كلمين إيدو إلو) وكأن البطريركية هيّ (حارة سورية) ولن أزيد هنا، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها غبطتكم عبارات غير لائقة بمكانة البطريركية ودورها الروحي المسيحاني، وفي (بيانات البطريركية) التي تعد مرجعية روحية مسيحية؟!!

مما يدعو للريبة والتساؤل حقاً، هو هل كان غبطتكم غافلاً عن هؤلاء الرعاة الذين يؤدون واجباتهم على أكمل وجه في الأبرشيات التي ينتسبون إليها ثم أنتبهتم إلى ذلك مؤخراً، وهل أن مثل هذه التهديدات مناسبة (زماناً ومكاناً) في وقت يسعى فيه المسيحيون العراقيون الذين فقدوا ثقتهم بالحكومتين المركزية والكوردوية ، مثلما فقدوا ثقتهم بالرئاسات الكنسية التي لم تقدم لهم غير التوسلات الخائبة، بل أن هذه الرئاسات ومنها (رئاستكم) مشاركة (من خلال صمتها) و(زياراتها الخائبة) في ذبح المسيحيين العراقيين، ذلك أنها لم تفعل عشر ما فعلته نائبة يزيدية واحدة هزت العالم بكلماتها الصادرة من القلب، وهذا هو الفرق بين قيادتكم وقيادة الآخرين، ومن لا يستطيع أن يرى هذا فأنه إما (أعمى) أو (منافق).

ومما يثير الريبة والدهشة والأسف أيضاً، أن غبطتكم يطالب المسيحيين بالبقاء في وطن تأكله الآفات الظلامية و(تذبحه سكاكين الإرهاب من الوريد إلى الوريد) يساراً ويميناً وشمالاً وجنوباً، مع أنك شخصياً لا تستطيع أن تضمن حماية نفسك (في بغداد) رغم مكانتك الدينية وتوفر الحماية الشخصية لك من قبل الدولة.

الحق أقول: لا أنا ولا غبطتك ولا كائن من يكون يمكنه أن يقول لهؤلاء الضحايا من رهائن النظامين العراقي – الكوردوي الذين يخشون على بناتهم وزوجاتهم من الإغتصاب وأموالهم وأملاكهم من الإستلاب وأرواحهم من القتل تحت رايتي (لا إله إلا ألله) و(ألله أكبر)، أن يبقوا أو يغادروا، لأنه قرارهم الشخصي.
تعساً لهكذا وطن يُسحق فيه أبناؤه الأصليون ولا تستطيع رئاستهم الروحية والزمنية أن تقدم لهم سوى معسول الكلام، الذي لا يفعل سوى الإمعان في ذبحهم و إهانتهم.

الغريب أيضاً أن تصدر تهديدات غبطتك بعودة من أسميتموهم بالخارجين عن القانون بمعنى (مجرمين) إلى سفينة الوطن الغارقة التي تتكالب عليها معاول الهدم شرقاً وغرباً، وطن (يهرب منه أبناءه بكل وسيلة ممكنة) ، بل أنهم يهربون منه بأي وسيلة ولو كانت مستحيلة.

والسؤال هنا: إذا كان هؤلاء الذين تهددهم (مجرمون) فهل تقبل على نفسك يا غبطة البطريرك أن تكون زعيماً على مجرمين؟

ألم يكن بأمكانك ومن ساعدك على كتابة البيان (رغم شهاداتكم الطويلة والعريضة) أن تشير لهؤلاء الكهنة الأفاضل بعبارة من نوع (الخارجين عن التعاليم أو القوانين الكنسية) أو غير ذلك من توصيفات قانونية، لا تنحدر إلى درك التجاوز الأخلاقي، متجنباً التجاوز الشخصي عليهم وعلى إنسانيتهم، مثلما تحفظ مكانتك كرئيس روحي؟

شخصياً أؤمن بأن قرارك هو (قرار إنتقامي وشخصي) ولو تلوت عليّ الأناجيل كلها لما غيرت موقفي هذا، وما إستخدامك للقانون الكنسي إلا من أجل الثأر من سيادة المطران مار سرهد جمو ورعاة أبرشيته (لا أكثر ولا أقل). ولو كان الأمر غير ذلك، لكنت أستخدمت بدائل مسيحية أخرى وما أكثرها، لا سيما وأن الأمر لا يتطلب مثل هذا التهديد الذي لا معنى له، في عراق يغادره مسيحيوه بسبب (إخفاقكم شخصياً) في حمايتهم.

ومما يؤكد بأن الأمر لا يعدو أن يكون إنتقاماً شخصياً، هو فشل مسعاك في إثارة تحقيق فاتيكاني حول إداء سيادة المطران مار سرهد جمو حيث أقرت اللجنة الفاتيكانية خلو أبرشية مار بطرس من أي تجاوز كنسي وإن إداء الأبرشية وكهنتها هو إداء جيد جداً لا غبار عليه.

دعني هنا أيضاً (أناقش تحديداً) موضوع الأب نوئيل ﮔورﮔيس كمثال على تهديدك غير المقبول هذا الذي جاء بعد (فشل الشكوى) التي قدمتها إلى حاضرة الفاتيكان ضد المطران جمو، مع أنك شخصياً تعرف جيداً بأن مبرر إستخدامي لمثال (الأب نوئيل ﮔورﮔيس) تحديداً، سببه هو أن هذا الأب الفاضل يعد دونما جدال الذراع الأيمن لسيادة المطران مار سرهد جمو، ومع ذلك تقول عنه في مذكرة التهديد:
الأب نوئيل كوركيس إسطيفو: غادر العراق اثناء حرب العراقية الايرانية حيث كان جندياً هارباً ، وصل الى امريكا وقد تبنته الابرشية يومذاك ولم يعد الى الرهبانية الى يومنا هذا. وجرت محاولات عديدة ولكن ظل متمسكاً بأمريكا.

– أفهم من عبارتك الواضحة تماماً (كان جندياً هارباً) بأنك (تؤيد الطاغية صدام حسين) في (حروبه المجنونة) التي دمرت العراق وأكلت الزرع والضرع، وأودت به للحالة المزرية التي هو عليها الآن، وإلا ما هو مبرر ذكرك بأنه (جندي هارب) وأين هو موقع هذه العبارة من محل خدمته الرهبانية آنذك ، وهل كنت تريد منه أن يذهب ضحية طاغية معتوه وحرب مجنونة لا ناقة لنا فيها أوجمل حتى ترتاح؟!!

هنا، أتحدى غبطتكم أن تجيبوني على مبرر ذكركم لهذه العبارة التي (لا طمة ولا طيرة) لها، ولا محل لها من الإعراب، إلا للإنتقام الشخصي من هذا الأب الغيور الذي يحبه الشعب ويحترم خدماته الواسعة سواء كانت الكنسية منها أو القومية الكلدانية التي تقض مضاجع هؤلاء الرعاديد الذين يخافون المصارحة بهويتهم القومية الكلدانية التي لا تتعارض مع الإنتماء المسيحاني.

– تذكر بأن الأبرشية قد تبنته (تقصد أبرشية مار بطرس شليحا) مع أن الأبرشية عهد ذاك كانت أبرشية مار توما التي كان راعيها المطران المحال على التقاعد إبراهيم أبراهيم ، والذي قمتم غبطتكم رغم إحالته على التقاعد بتسميته مطراناً شرفياً في أميريكا، مع أن هنالك مطرانين قادرين على إدارة شؤون الرعية، وهيّ بالمناسبة بادرة لا سابقة لها، ولكن من يعرف تفاصيل إنتخابات البطرك الحالي سيفهم تماماً أبعاد ومغزى هذه الرتبة الشرفية!

جدير بالذكر أيضاً، أن رسالة وعيد غبطتكم قد خلت من الإشارة إلى تقديم الأب الفاضل نوئيل ﮔورﮔيس لأكثر من طلب لتخليته من سلك الرهبنة وهيّ طلبات موثقة، فلماذا لم تتضمن رسالة تهديدك أية إشارة إلى ذلك؟

– كما لم تبين رسالة الوعيد تلك، بأن تواجده في الولايات المتحدة في (عهد سلفيك) مار روفائيل الأول بيداويد ومار عمانوئيل الثالث دلي يمنحه (الحق القانوني) بوجود ورق أو عدمه، لأن الكتاب المقدس يطلب شاهدين وأنا أذكر لك بطريركين بدرجتك بل أن أحدهما يتجاوز غبطتكم مكانة من خلال تكريمه برتبة الكاردينالية.

– تذكر مذكرة التهديد أيضاً جملة مقطوعة (جرت محاولات عديدة….؟؟)، فهل يمكنك أن تذكر لنا تفاصيل تلك المحاولات؟… وما هيّ، وكيف تمت الإجابة عليها من قبل أبرشيتي مار توما ومار بطرس؟

– وبالتالي لو كان هذا الأب الفاضل، كما تريد رسالة وعيدك أن توحي بأنه (طريد) و(هارب) من وجه العدالة، فلماذا لم توقفه غبطتك أو تمنعه من السفر عندما حضر إلى العراق لحضور سيامتك بطريركاً وقدم لك هدايا رمزية مرسلة من أبرشية مار بطرس؟

ولماذا كنت راضياً عنه وقتذاك ولم يكن في نظرك هارباً، حتى عبر عن رأيه الصريح من موقفك الضعيف أمام البطريرك دنخا ومواقفك (الغامضة) من مسألة القومية الكلدانية؟ … فهل تريد من كهنتك ورهبانك أن يتخلوا عن (فضيلة المصارحة) ويتحولوا إلى دجاجات مرعوبة، وإلى إنتهازيين ومصفقين لغبطتكم في الصح والخطأ؟

أسئلة مشروعة أطرحها هنا نتيجة زياراتك للمسؤولين في العراق والعالم:

– نريد أن نعرف ما هو حجم الميزانية التي خصصتها حكومة المركز للنازحين وكيف سيتم إيوائهم خلال موسم الشتاء القارص الذي هو على الأبواب.

– ما هو حجم ميزانية الإقليم الذي يقوم بتهريب النفط العراقي، علما ً أنه يحصل على نسبة 17% من مجمل ميزانية العراق، التي يفترض أن تخصص نسبة منها للمسيحيين القاطنين في الإقليم.

– لماذا وأنت الرئيس الروحي الكبير لم تقدم خطبة في البرلمان الأوربي تؤكد فيها على أن ما يحصل في العراق هو إبادة جماعية وتطالبهم بالإيفاء بإلتزاماتهم القانونية والأخلاقية. وإن لم تكن تعرف معايير الإبادة الجماعية فأنني أحيلك للرابط التالي، لكي تتأكد من أن ما يحصل لأهلنا في العراق هو إبادة جماعية:

http://legal.un.org/avl/ha/cppcg/cppcg.html

– لماذا لم تقدم غبطتكم خطبة في مجلس الأمن والأمم المتحدة، مع أن شعبة الشعوب الأصلية تتيح لك ذلك، على أن لا تكتفي بالقول بأن المسيحيين العراقيين هم أناس مسالمين ثم تتوسل المساعدة، لأن قوانين الأمم المتحدة تفرض عليهم إلتزمات قانونية وأخلاقية، وهنا أطلب من مستشاريك القانونيين أن يوسعوا من أفقهم ويفهموا بأن إستجابات الآخرين للمطاليب لا تتم عن طريق التوسل أو الشجب وإنما عن طريق وضعهم أمام إلتزاماتهم القانونية والأخلاقية.- يهمنا أن نعرف ما الذي توصل إليه سيادة المطران (الشرفي) إبراهيم إبراهيم في لقائه بالمسؤولين الأمريكيين مع أنه كان بسبب عدم حضورك للإجتماع (مثل سمكة صغيرة في بحر مكتظ بأسماك التونة)، وذلك أثناء لقاء بطاركة الشرق بالمسؤولين الأمريكين الذين يتحملون (قانونياً وأخلاقياً) مهمة حماية المكونات الصغيرة وفقاً للإتفاقية الستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة ومقررات الأمم المتحدة.

– هل تضمن سلامة رجال الدين الذين تهددهم بالرجوع إلى سفينة العراق الغارقة، وهل تتحمل شخصياً ما سيحدث لهم إذا ما أختطفوا أو قتلوا؟

– هل تستطيع أن تبين لنا ما هيّ الإجراءات التي تستخدمها لحماية المسيحيين في بغداد، ولا سيما هؤلاء الذين يطمع جيرانهم المسلمين في الإستحواذ على بيوتهم وشقاء عمرهم؟

– هل تستطيع أن تبين لنا ما الذي تفعله الآن لضمان حياة كريمة للمهجرين من المسيحيين في شمال العراق، علماً أنه وصل لمسمعنا أن الكنائس بدأت بطرد المسيحيين من قاعاتها وحدائقها في زاخو ومدن الشمال الأخرى، وأن عليهم مغادرة الكنائس في يوم الخامس عشر من شهر تشرين أول، فهل عندك بدائل كريمة لهؤلاء المسيحيين الذين تطردونهم من الكنائس وفي الوقت عينه تطالبهم بالبقاء في العراق؟

أتمنى أن تراجع نفسك وتركز على معالجة شؤون بيتك الكلداني وشؤون رعيتك وبقية المسيحيين العراقيين الذين هم أمانة في عنقك، ذلك أن دم الأطفال والشيوخ وعفة المسيحيات إذا ما أنتهكت، فأن دماء المسيحيين وكرامتهم ونجاتهم من محنتهم هذه ستكون وصمة عار تلاحقك وتلاحق كل الرئاسات المسيحية الهزيلة في العراق، أن دماء أهلنا المستباحة (هيّ على يديك) ومستقبلهم أمانة في عنقك، وإن لم تكن أهلاً لذلك فدع غيرك يفعل ما يستطيع من أجل مساعدتهم، لأن (الحياة أهم من المباني والكراسي)، وكما يقول المثل الإنكليزي (عش ودع الآخرين يعيشون)، أن التاريخ يا غبطة البطريرك لا يرحم، ومن له أذنان للسمع فليسمع.

بأحترام: عامر حنا فتوحي بيث شندخ بريخا
رئيس المركز الثقافي الكلداني الأمريكي- متروديترويت

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *