رسالة غبطة البطريرك مار ساكو بمناسبة عيد الميلاد المجيد

 

اخواتي اخوتي

ها إنِّي اقرع بابَكم في عشيِّة عيدِ الميلاد المجيد، لأَقولَ لكم وسطَ ألمِكم وقَلقِكم والتحديّاتِ الجمّةِ التي تُواجهُكم: “المجد لله في العلى وعلى الارض السلام”.

إنِّي واثقٌ من ايمانِكم وصلاتِكم وصمودِكم. وأشكرُكم على ثباتكم، فانكم لا تزالون تحملون بشجاعة قبسًا من الرجاء والنور والقوّةِ على مثال ابينا ابراهيم من اور الكلدانييّن. كان واحدًا، وانتم كثر، هو بثقته وصموده حتى النهاية غدا أبَ المؤمنين جميعًا.

بشرى الميلاد ليست مًجرّّد تمنّي، بل هي عنوان مشروعٍٍ حياتيّ متكاملٍ، يُحقِّقُهُ فقط من يقوى على فهمه ويجد فيه مسرته والشجاعة للمضي به الى الامام. اما من يقف عند الظروف المحبّطة والتحسُّر على ايام زمان يخطأ خطأً قاتلاً، وحده من يدخل الى عمقِ الامور يقدر ان يكتشف فيها دعوةً جديدةً وعلامةً جديدةّ ورجاءً لحياةٍ جديدةٍ. لو كان الشابُّ الغنيُّ الذي التقى بيسوع قد باع كلَّ شيء بفرحٍ لكان قد عيّد وحصل على الحريّة والسلام، وما “ذهب حزينًا” (لوقا 18:18-23).

السؤال المطروح علينا اليوم هو: ما هي انعكاساتُ هذا العيد علينا وعلى عائلاتِنا وكنيستنا وبلدنا؟ هل سنجدد عزمَنا على حمل بشرى الملائكة التي نبدأ بها نحن الكلدان، يوميًّا كلّ صلواتنا، من خلال محبتنا وخدمتنا وشهادتنا لايماننا ولقيمنا في البيت والمدرسة والعمل، بحيث نكون رعاةً يُخبرون ومجوسًا يزورون وكوكباً يقف “فوق حيث كان الصبي”، ندلّ عليه الناس الآخرين. فالميلاد كما قال البابا فرنسيس هو ملاقاة.

اليكم جميعًا اوجهُ تحيَّةَ تقديرٍ لإخلاصكم لكنيستكم وتجذّركم في ارضكم وثباتكم امام الصعوبات الجمّة برجاء حقيقيّ وشهادة رائعة.

وبهذه المناسبة يسعدني ان ادعو اخوتنا المسلمين الى الانضمام الى مشروع السلام هذا لان بشرى الميلاد هي للجميع. لنتعاون معا من اجل ايقاف منطق العنف والاقتتال والاعتداءات، ولنفعّل منطق الحوار من اجل تحقيق السلام والاستقرار والحرية والكرامة والعدالة في بلداننا التي تنهشها الصراعات.

تبارك عيدُكم وكلّ عام وانتم بألف خير، والعراق بأمآن وازدهار.

البطريرك لويس روفائيل ساكو

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *