رسائل الرسول يوحنا الثلاث / اعداد الشماس سمير كاكوز

رسائل الرسول يوحنا هي ثلاث رسائل وتدعى مع رسالتي بطرس الاولى والثانية ورسالة يعقوب بالرسائل الكاثوليكية بمعنى الرسائل الجامعة وقد اطلق هذه التسمية على الرسائل الست لانها كانت موجه إلى الكنيسة المسيحية جمعاء الأول المسيحي وليس إلى جماعة مفردة من المسيحيين الرسائل الثلاث ليوحنا الرسول لم يذكر اسم الكاتب لكن في الرسالة الثالثة يسمي نفسه الشيخ مما حمل البعض منهم بأنه يوحنا الشيخ الذي عاش في مدينى أفسس حوالي القرن والعلماء مجمعون على أن وجه الشبه بين رسائل يوحنا الثلاث وإنجيل يوحنا كثيرة وقوية حتى أن أكثرهم مقتنعون أن كاتب الإنجيل والرسائل هو شخص واحد أما الرسالة الأولى وهي أطول الثلاث فهي خالية من التحية والبركة التي تفتتح وتختم بها الرسائل عادة والتشابه بينها وبين البشارة الرابعة يدعو إلى الاعتقاد أن مؤلفها هو شخص واحد ولكن على الرغم من هذا التشابه فهناك تباين أساسي حتى ليرجح البعض أن كاتبها كان تلميذاً ليوحنا الرسول والبشير والرسالة مقالة أو عظة أكثر منها رسالة وقد كتبت لدحض البدع وإظهار الضلالات في الكنيسة عامة وتثبيت القراء في الإيمان الصحيح ودحض الآراء الخاطئة الملتوية التي روجها نفر من الأنبياء الكذبة داخل الكنيسة نفسها ( أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح لتروا هل هي من الله، لأن كثيرا من الأنبياء الكذابين جاؤوا إلى العالم وأنتم تعرفون روح الله بهذا كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه جاء في الجسد يكون من الله وكل روح لا يعترف بيسوع لا يكون من الله بل يكون روح المسيح الدجال الذي سمعتم أنه سيجيء وهو الآن في العالم يا أبنائي أنتم من الله وغلبتم الأنبياء الكذابين لأن الله الذي فيكم أقوى من إبليس الذي في العالم هم يتكلمون بكلام العالم فيسمع لهم العالم لأنهم من العالم نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ومن لا يكون من الله لا يسمع لنا بذلك نعرف روح الحق من روح الضلال ) 1 يوحنا 4 : 1-6 ) رسالة يوحنا تبدأ في كلام عن وجه الرب يسوع الذي يحمل الى البشر حياة ملموسة من الشركة والاتحاد والفرح كلمات قرأناها في بداية انجيل يوحنا كلمة الحياة تعود الى ما قبل التاريخ البشري تدل على المسيح يوحنا وسائر الرسل وخاصة كنيسة يوحنا يشدّد الكاتب على بشريّة يسوع هو من لحم ودم استطعنا أن نلمسه التي أنكرها بعض المتأثرين بالغنوصيّة يرفضون المادة شهادة الرسول صادقة لأنها مؤسّسة على ما رآه وسمعه ولمسه الشهود الأولون ذاك الذي وُجد من الأزل، صار بشرًا هو انسان حقيقيّ وإله حقيقيّ هو الكلمة وهو الحياة هو الكلمة الذي يحمل الحياة الأبدية حياة الله ذاته أعطيت لنا في يسوع المسيح ابن الله وبإعلان الانجيل نحن نتقبّلها في الايمان باسمه والمسيح هو الحياة والطريق والحق الرب يسوع الحيّ الذي يحمل الحياة في ذاته وهو ينبوع الحياة وسيّدها وهناك تواصل وشركة واحدة من المحبّة والحقّ يسوع المسيح وأباه والشهود الأولين هذا التواصل الشهود وأعضاء الكنيسة يضمّ المسيحيين بعضهم مع بعض هذه الشركة هي وحدة المسيحيين مع المسيح كما يصوّرها مثَلُ الكرمة والأغصان أو تشبيه الجسم والرأس وحدة مع الآب وحدة مع المؤمنين وفرحنا لا يكون الفرح كاملًا إلّا إذا شاركنا الآخرين في معرفة المسيح الحقّة والانجيل يمنح الفرح للذين يتقبّلوه كما يملأ حامليه بأعظم فرح في بداية انجيل يوحنا مع رسالة يوحنا الأولى نرى أن يسوع يصطدم بالرفض حين يحمل الانجيل إلى العالم أما هنا فيستقبله أخصّاؤه ويمجّدونه والعيش في النور ويدعو الانسان للعودة إلى الله والتعرّف الى كيانه العميق التعرّف الى يسوع هو ينبوع تحرّر من أجل المصالحة مع الآب ويبقى على المؤمن إذن أن يتخلّص من الخطيئة لكي يسير في النور ويرمز النور الى ما هو صالح الى الحقيقة والقداسة أما الظلمة فتمثّل ما هو شرّ وكذب لا شك في أن المسيحيين لا يحتاجون الى من يحمل إليهم البشرى بعد أن قبلوها في بداية مسيرتهم مع المسيح الله نور ويسوع هو نور العالم لأنه يحمل الحقّ ويبقى على المسيحيّ أن يسلك في النور كي يكون في الله يوجد أسلوبين من الحياة سير في الظلمة في الشر والضلال وسير في النور في القداسة والحق نشاركه أو شركة مع الله أي حياة روحيّة في اتحاد بالله وكان هؤلاء من الغنوسين الذي أنكروا ناسوت المسيح وموته الفعلي فقد ذهب هؤلاء إلى أن المسيح لم يجيء في الجسد بل في شكل روحاني جسد طيفي خيالي ذلك لأنهم اعتبروا المادة شراً وفصلوا بين الروح والمادة وبين العقيدة المسيحية والحياة المسيحية وبين المسيح ويسوع التاريخي كانت غاية الرسالة دحض تعاليم الهراطقة والمضلين وشرح العقيدة المسيحية شرحاً صحيحاً يتفق وحاجات الناس وما كانوا يترقبونه في ذلك العصر أن المؤمنين يحصلون الآن في هذا العالم على الحياة الأبدية أنهم يعرفون الله ولهم شركة مع الآب والابن أن معرفة الله تقوم بحفظ وصاياه والديانة الحقيقية وتتناول الناحية الأخلاقية والأدبية في الحياة فالحياة مع الله هي الحياة حسب المثال الذي تركه يسوع في حياته وفي تعاليمه والخضوع للوصايا الإلهية العلامة الفارقة للحياة الأبدية هي المحبة إي المحبة التي أعلنها يسوع. والحياة الأبدية تقوم بالشركة. من هنا كانت الشركة العلامة المميزة للكنيسة وقد لخص الرسالة الوحي المسيحي بقوله الله محبة وأبسط لاهوت عرفه تاريخ الفكر وقد طلع على العالم بعهد جديد قلب الأوضاع العالمية رأساً على عقب وإليه يعود الفضل في إعداد وطن روحي في كنيسة المسيح للمنبوذين والمحتقرين وإليه يعود الفضل الأول في القضاء على الرق وفي إقامة منظمات وتأسيس ملاجئ للفقراء والمرضى والضعفاءويعزى ضعف هذه لمحبة في العالم إلى سببين الأول هو قوة البغضاء الهائلة في حياة البشر والثاني ضعف الكرازة بها ذلك لأنها المحبة التي دعاها المسيح والرسل كانت ولا تزال على وجه العموم لم يعمل بها تماماً لهذا يهيب كاتب الرسالة بالمسيحيين قائلاً يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق أما الرسالة الثانية فإنها موجهة إلى السيدة المختارة وأولادها يعتقد البعض ويعتقد أنه كتبها إلى سيدة فاضلة ربة عائلة وكانت المسيحية محترمة وكان المقصود بكتابتها تنشيط المكتوب إليهم وتثبيتهم في تعليم المسيح الحقيقي وضرورة التيقظ والحذر من المضلين والتمسك بتعليم المسيح ورسالة يوحنا الثالثة كتبت إلى غايس الكورنتي والظاهر أنه كان عضواً غنياً في كنيسة كورنثوس وأنه أنفق من ماله على نشر الإنجيل ويحتمل أن المراد شخص آخر بهذا الاسم الذي كان شائعاً يومئذ وكاتب الرسالة يمتدح غايس على تقواه ومعروفه للأخوة الغرباء ويحرضه على الثبات في الإيمان وعلى المواظبة على عمل الخير للجميع لا سيما لبعض الأخوة المتغربين في الجهة التي كان هو مقيماً فيها والظاهر أن هؤلاء الأخوة كانوا يجولون مبشرين بالإنجيل مجاناً وكان قد أوصى بهم الكنيسة حيث كان غايس برسالة سابقة ولكن ديوتريفس منع من قبولهم وهو يحذره من مكر هذه الرجل وهذه الرسالة تنطوي على محبة كاتب الرسالة لغايس ومدحه اياه على رسوخه في الايمان ومدح سخائه على المبشرين المحتاجين الذين بذلوا قصاراهم في بث الانجيل بين الامم امين

اعداد الشماس سمير كاكوز

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *