ردنا على ش, ش, ش حسن حاتم المذكور 1-4 /  محمد مندلاوي

 

إن الإنسان بعقله الذي يميزه عن الحيوان يفهم ويستوعب من خلال الإدراك الذهني معنى ومغزى المصطلحات والألفاظ الدارجة في أوساط شعبه من ظاهر الكلمات, إذا كانت تلك الكلمات و المصطلحات  نابعة من رحم لغته الأم, أي من نتاجات فكر أبناء ذلك القوم. أما إذا كانت مستوردة, أو مقتبسة بطريقة السرقة من الآخرين – أقصد هنا اللغة العربية- ومن ثم اخترعوا لها صرفاً ونحواً, و تمت هذه السرقات اللغوية والأدبية  مع احتلالهم لأراضي وممتلكات شعوب أرض الرافدين التي دنسوها بعد أن وطأت حوافر خيولهم الغازية هذه الأرض الطاهرة, أرض دجلة والفرات, واستيطانهم فيها بحد السيف. فلا غرابة أن نرى أبناء ذلك الشعب السارق والمعتدي يقعوا في مطبات لغوية كثيرة تجعلهم اضحوكة العالم نتيجة جهلهم بحيثيات تلك المفردات الغريبة التي استحوذوا عليها وما تحملها تلك الكلمات من دلالات ومضامين وايحاءات بلاغية. وبما أن ذلك الشروگي العاق (بتسکین القاف) الذي أساء ويسيء الأدب باستمرار للشعب الكوردي المناضل, وبسبب فقدان هذا الجلف لنظام أخلاقي رصين, وعدم أصالة اللغة التي يتكلم ويكتب بها الكاتب المذكور لمفردة ((الأدب)) في ثناياها, وهي لغة طائفته المطعونة في انتمائها الديني والقومي أيضاً, بعد أن تم تعريبها على أيدي الأعراب القادمون من أرض “الداحس والغبراء” وهي اللغة العربية الغریبة على وادي الرافدين, وعلى جميع البلدان خارج شبه الجزيرة العربية التي هي عبارة عن ستة (دول) منضوية تحت راية مجلس التعاون الخليجي, بالإضافة إلى جمهورية اليمن التي يسكنها شعب تخزين القات؟ شقيق شعب آكلي الخرّيط؟ سكنة أهوار العراق.

بعد نشر مقالتي الأخيرة بيوم أو يومين اتصل بي صديق عزيز من بريطانيا وأخبرني أن هناك شخصاً … كتب مقالاً هجومياً عنيفاً يرد فيه على مقالك الأخير دون أن يذكر اسمك, قلت له طيب سوف أطلع عليه لأرى هل هو يقصدني في مقاله أم يرمي سهامه الطائشة في الظلام, لقد صدق صاحبي, وجدته يقصدني شخصياً, حتى من خلال عنوان مقاله العنصري المقيت. أضف له مضمون مقاله الترويجي بصورة غير مباشرة لنشر المحبة الزائفة لطائفته الغارقة في التخلف والخرافة حتى أذنيها. عزيزي القارئ اللبيب, كالعادة سوف نناقش فقرات مقاله فقرة بعد أخرى ليكون هو والمهتمين بالموضوع على بينة من أمرهم. ونحن بدورنا, سوف نصعد ونخفض حرارة الرد عليه, حسب احتواء فقرات مقاله نوع الكلام العاطل, الذي هو وشريحته أهل لها ولا يليق بسواهم. قبل أن أرد على مقاله أود أن أنوه إلى نقطة في غاية الأهمية, ألا وهو طريقة كتابة المقالة التي يرد بها كاتبها على الآخرين, ومنهم صاحبنا الذي نحن بصدده, حيث وقع في مقاله في جملة أخطاء املائية ولم أفحصه بعد لربما هناك أخطاء نحوية أيضاً وجب عليه أن يكون حذراً في هذا المضمار لأنه ينتقد الآخر, فلذا يجب عليه أن تكون لغته سليمة ورصينة, خاصة وهو يدعي أنه ينتمي لتلك القومية… التي يكتب بلغتها. أما نحن الكورد, وأنا شخصياً إذا أخطأ باللغة العربية لا أُلام بقدر ذلك الكاتب العربي, لأنها ليست لغتي, ولا أستسيغها, بل أمقتها بقدر مقتي وكرهي للعروبيين القتلة, وعلى رأسهم حزب البعث المجرم ورئيسه المقبور صدام حسين, والبعثيين الجدد, المسمى بحزب البعوة. دعونا الآن نذهب لمناقشة مقاله.

عنونه الكاتب مقاله العنصري: ” الأيزيديون قومية مستقلة”.

ردي على العنوان: حقاً أن المقال باين من عنوانه, يا أستاذ لولا الكلام الماسخ الجارح الذي جاء في مقالك العنصري لكنت اكتفيت وانتهيت هنا, ولم أقضي ساعات أمام الكومبيوتر لأرد عليك وعلى ترهاتك, لأنه بكل بساطة لا توجد قومية أو أقلية أو طائفة أو شريحة بهذا الاسم “الأيزيديون” وجب عليك أن تضع الهمزة تحت الألف حتى تؤدي غرضها الصحيح, أما بهذه الصورة الخاطئة فأنه اسم لقومية وهمية لا وجود لها في عالمنا هذا غير في مخيلتك…؟. إن النطق والكتابة الصحيحة السليمة للاسم هو الإيزدية, وعند كتابته بالأحرف اللآتينية يكتب هكذا ( ( Êyzidîأو ئێزیدی. والعرب عادة يقولون يَزيدي لأنه لا يجوز التقاء ساكنين في اللغة العربية. ثم, هل العنصرية إلى هذا الحد تعمي البصر والبصيرة حيث تصف الإيزيديين “بالقومية المستقلة” أفهم قصدك, أنك تعني إنها قومية قائمة بذاتها, أ وهل توجد قومية غير مستقلة وغير قائمة بذاتها! هل تستطيع تعد لنا قومية واحدة غير مستقلة عن القوميات الأخرى؟ إن هي قومية بحق وحقيقة. مهما فعلتم أنت وغيرك من أدوات الاحتلال البغيض, لا تستطيعوا أن تؤطروا الإيزيدية خارج إطار قوميتها الكوردية. إن كانت الإيزيدية قومية أصيلة كما زعم الكاتب, كيف تهجر لغتها وتترك أصالتها وتذوب في بوتقة قومية أخرى وهي القومية الكوردية؟!!. يا المذكور, أية فئة من الناس تحمل اسم القومية, فهي بلا شك تكون قومية لها عناصرها الأساسية في تكوينها, في وحدة لغتها الخاصة, وتاريخها الخاص, وأدبياتها الخاصة بها, ومشاعر أبنائها تجاه بعضهم البعض, ووجود وطنها الخاص بها الذي يحمل اسمها مثل كوردستان, أي وطن الكورد أو عربستان السعودي وطن العرب, أو تركستان وطن الأتراك, الخ. يا أستاذ, ممكن تقول عن أي البلد إنه بلدغير مستقل, لأنه محتل وفاقد للسيادة الوطنية, ولا يستطيع أن يتخذ قرارات منفردة تخص شؤونه الداخلية والخارجية. وكذلك ممكن لنائب في البرلمان أن يكون مستقلاً غير منتمي لحزب سياسي. وممكن تقول عن قرار شخص معين, أن قراره غير مستقل, لأنه واقع تحت تأثير كذا وكذا الخ. أخيراً, ما أقوله في هذه الفقرة, لو كان الكاتب يملك رداً منطقياً وعلمياً على ما طرحناه في مقالنا السابق, ما كان يهذري ويسبح عكس التيار بآرائه وتحليلاته الساذجة, التي أدى به إلى الهاوية. كان الأجدر به أن يرد على النقاط التي جاءت في سياق مقالي, لا أن يذهب إلى تسطير الكلام الفارغ على الورق. من خلال قراءتنا لمقاله الأصفر, اتضح لنا أنه لم يملك رداً شافياً وافياً على ما طرحناه في مقالنا آنف الذكر, فلذا استقل أبسط الطرق واختار من قاموسهم العاهر الذي يزخر بالكلمات الفاحشة والبذيئة واختار منه ما يناسب هلوسته. ألم يكن من الأجدر به أن يبحث عن أصل اسم محافظته (ميشان) المعرب إلى ميسان ويقول لنا من أين جاء الاسم, وما مدلوله اللغوي؟؟؟.

في فقرة التالية يجتر الكاتب قائلاً: الأيزيديون: عراقيون وحدهم يعرفون من هم, اصولهم جذورهم وشجرة انتسابهم لا تسمح لهم ان يكونوا جزءً من مكون هو الآخر جزء من الكل الوطني, لهم معتقداتهم تقاليدهم عاداتهم وهوية تحمل شهادة خصوصيتهم, مراجعهم الدينية والأجتماعية لم يتركوا كبيرة او صغيرة من تاريخ عمقهم الحضاري, الا وراجعوه واكتشفوا خفاياه وحقائقه وتابعوا الجذور الجغرافية والبيئية لأنتمائهم الوطني, وحدهم الصادقون ومراجع الثقة, لا يعرفون الخذلان والغدر والوقيعة, من لا يدرك قيمهم وقيمتهم, لا قيمة له.

ردنا على كلامه الانشائي أعلاه: أولاً, لا أدري لماذا وقع الكاتب في جملة أخطاء إملائية شوه مضمون كلامه المشوه أصلاً والذي يبغي إيصاله إلى المتلقي؟, أ بسبب جهله باللغة العربية؟, أم بسبب استهتاره بالقارئ؟. في الفقرة أعلاه كما اسلفت في ردي على عنوان مقاله, كتب اسم “الإيزيديون” بصورة خاطئة فعليه لا توجد قومية بهذا الاسم, كأنك توصف العرب بصيغة العربة, وتطلب من القارئ أن يضرب تخت رمل حتى يفهم أنك لا تقصد بكلمة العربة السيارة, بل تقصد الشعب العربي. حقاً إن كلامه هراء لا أكثر. وجاءت في سياق الفقرة أعلاه كلمتان لا تحتاجان أصلاً إلى الهمزة, تكتبان هكذا “الاجتماعية” و”لانتمائهم” إلا أن الأستاذ أصر على الخطأ, ووضع الهمزة على ألفي لاميهما دون أن يلتزم بقاعدة كتابة الهمزة في مواضعها. سبق وقلت لكم, أن كلامه هراء لا غير.عزيزي القارئ, اقرأ ما جاء في السطر الأول في الفقرة أعلاه, تجد أنه يطرح حزورة على القارئ, حين يزعم أن الإيزيديون هم وحدهم يعرفون أصلهم وجذورهم وشجرة انتسابهم. هل توجد (قومية) في أرجاء المعمورة تخفي أصالتها على العالم وتحتفظ بها لنفسها؟! أم تذيعها على رؤوس الأشهاد, لكي تكون موضع فخرها واعتزازها؟. كما تفتخر العرب بتاريخ نشأتها في جزيرة العرب؟, وصولاتها وجولاتها على ثراها, كحرب البسوس التي دامت (40) سنة بسب جَمل؟؟. أو واقعة الحَرة التي فضيت فيها غشاء بكارة (1500) من عذارى العرب في المدينة المنورة؟. أو ما تقع الآن من جرائم بشعة بين سنتكم وشيعتكم يندى لها جبين الإنسان. بلا أدنى شك سوف تصبح هذه الجرائم في قادم الأعوام جزءاً لا يتجزأ من تاريخكم الدامي المخجل. يزعم الكاتب أن “الأيزيديون عراقيون” كأنك تقول عن فلسطينيي الداخل – داخل دولة إسرائيل – أنهم إسرائيليون, وحقاً أنهم إسرائيليون لكن فقط من خلال الوثائق الرسمية, كذلك الحال لعموم الشعب الكوردي بسنته وشيعته وإيزييه وشبكه وصارلييه وبجورانه وكاكائييه الخ هم عراقيون بالوثائق فقط , كالجنسية والهوية الشخصية الخ, والعراق الحديث مجرد بلد احتلال وضعوا فيه بحراب الجيش البريطاني, أما الوطن فهو كوردستان, وإذا تريد تتحدث عن العراق القديم فأحسن لك أن لا تتطرق له  لأنه لا يخدمك, و ليس للعرب التي تدعي الانتماء لها تاريخ في هذه البلاد قبل الإسلام, لأنها كانت جزءاً من الإمبراطورية الساسانية الكوردية وعاصمتها (المدائن) التي تقع قرب بغداد. وفي يومنا هذا ليس الكورد “جزءاً من الكل الوطني” كما يزعم هذا الأجوف, اسمه اليوم “العراق الاتحادي” والاتحاد لا يقيم إلا بمشاركة أكثر من جهة, لأن قيام الدولة الواحدة من جانب جهة واحدة يقال لها دولة موحدة, أما إذا اتفق طرفان أو أكثر بانبثاق دولة اتحادية فيقيم ذلك الكيان على اتحاد الأقاليم المختلفة, تماماً كالعراق الاتحادي, الذي تأسس على اتحاد إقليمين وهما الإقليم الكوردي, والإقليم العربي, فلذا قال الدستور الاتحادي في نهاية ديباجته ” إن الالتزام بهذا الدستور يحفظ للعراق اتحاده الحُر شعباً وأرضاً وسيادةً” كلام واضح وضوح الشمس في رابعة النهار, يقول إذا تجاوزت الحكومة الاتحادية على هذا الدستور حينها يعود كل إلى إقليمه, ولن يبقى أثر لهذا الكيان الاتحادي الحر. وفي المادة (1) يقول الدستور: جمهورية العراق دولة اتحادية… الخ. وتأكيد على أن العراق بعد عام (2005) قائم على اتحاد إقليمين, إقليم عربي, وإقليم كوردي, فلا لأحدهما الأولوية على الأخرى. يقول الدستور في مادته الرابعة الفقرة الأولى: اللغة العربية والكردية هما اللغتان الرسميتان للعراق…الخ. ويؤكد على السواسية في ذات المادة في الفقرة الثانية فصل أ- إصدار الجريدة الرسمية باللغتين. – كالوقائع العراقية – وفي فصل ب- يقول: التكلم والمخاطبة والتعبير في المجالات الرسمية كمجلس النواب, ومجلس الوزراء, والمحاكم, والمؤتمرات الرسمية, بأي من اللغتين. وفي فصل ج- يقول الدستور: الاعتراف بالوثائق الرسمية والمراسلات باللغتين وإصدار الوثائق الرسمية بهما. وفي فصل د- يقول: فتح مدارس باللغتين وفقاً للضوابط التربوية. أخيراً وفي فصل الهاء, يقول: أية مجالات أخرى يحتمها مبدأ المساواة, مثل الأوراق النقدية, وجوازات السفر, والطوابع. وفي المادة (48) يقول: تتكون السلطة التشريعية الاتحادية من مجلس النواب ومجلس الاتحاد. وفي المادة (13) يقول: يُعد هذا الدستور القانون الأسمى والأعلى في العراق, ويكون ملزماً في أنحائه كافة -, وبدون استثناء. لو كان الكورد جزءاً من الكل (الوطني) كمفهوم الوطن الذي أقيم قسراً على المقابر الجماعية قبل التحرير في (2003) كما زعم الكاتب, لقال لهم الدستور بكل صراحة ووضوح يحق لكم استعمال اللغة الكوردية في إقليم كوردستان فقط, لكن بما أن الكورد والعرب سواسية في هذا البلد, فلأحدهما الحق كما للآخر دون زيادة أو نقصان. إن الشواهد على قيام الاتحادات في العالم كثيرة, منها ألمانيا الاتحادية ذات العرق الواحد, حيث يقيم الكاتب نفسه. وأقربهم إلينا دولة الإمارات العربية, رغم أنهم من عرق واحد, ودين واحد, وأرض واحدة, إلا أن دولتهم اتحادية تضم سبع إمارات. فكيف بنا نحن الكورد, نختلف عن العرب 360 درجة, بدأً من اللغة, ومروراً بالزي والعادات والتقاليد والتاريخ والإحساس القومي والأديان الكوردية التي تختلف مع الإسلام, وانتهاءاً بالأرض, حيث المراعي الخضراء, والجبال الشاهقة, وشلالات المياه المتدفقة من أعالي جبال كوردستان ومنها ينبعا نهري دجلة والفرات, وينابيع المياه الفيروزية الخ. قس هذه الجنة الخضراء, مع الصحراء العربية الجرداء, التي قال عنها القرآن “أرض غير ذي زرع” ووصف نبي الإسلام أهلها بالحفاة والعراة والفقر المدقع, حين أخبر عن قيام الساعة, قائلاً:” إن تلد الأَمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان” أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان (1/36) والبخاري في صحيحه في كتاب الرقاق (7/188). ومن الدول الاتحادية التي يقتدى بها, اتحاد أمريكا اسمه الصحيح باللغة الإنجليزية عكس اللغة العربية التي تقول (الولايات المتحدة الأمريكية) بينما هي باللغة الإنجليزية هكذا (The United States of America) وتعني ” الدول المتحدة الأمريكية” وكذلك في اللغة الإنجليزية تقال عن الدولة التشاركية (Corporativ State ), والدولة المنهارة (Failed State). يستمر الكاتب في الفقرة أعلاه بتسطير كلام يدينه, حين يصف “الخصوصية الإيزيدية كمعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم” يا حبذا لو يقص علينا شيئاً من معتقداتهم وطقوس ديانتهم, حقاً “أن لم تستحي فافعل ما شئت” إنها بحق مشكلة إذا نال الغباء منك, ألم يسمع بالكتابين المقدسين عند الإزيدية, وهما باللغة الكوردية؟ أ لم يشاهدهما حين نزل ضيفاً على الإيزيدية؟. ألم يسمع عن الصلاة الإيزيدي, وهم يؤدونها باللغة الكوردية؟. ألم يسمع بالأدعية الإيزيدية, وهم يرددوها بجلالة اللغة الكوردية. ألم يسمع الأحاديث التي تدار بين الإيزيديون, وهي باللغة الكوردية. وفوق هذه جميعها أن الخالق (خودا) عند الإزدية يتكلم باللغة الكوردية؟. وأهم موقع ديني عندهم هو (لالش) المقدس, وهو اسم كوردي, يعنى الصمت التام. إن الإيزيدية على غرار إخوانهم في الديانة الكاكائية والزرادشتية, لا يقصوا شواربهم, ويؤدون طقوسهم الدينية على أنغام الموسيقى. واسم الخالق عندهم وعند عموم الشعب الكوردي بسنتهم, وشيعتهم, وكاكائيهم, وشبكهم, وزرادشتييهم, الخ هو (خودا). ويردد الإيزيدي يومياً أدعية جمة, منها هذا الدعاء الذي صيغ على وزن بيت شعر:” سولتان ئيزد خو با دشايه… هزارو ئيك ناف له خو دانايه… نافي مه زن هه ر خودايه = سلطان ئيزد هو الملك, سمى نفسه بألف واسم واحد, أما اسمه الأعظم فهو خودا ” ثم, أن غالبية العظمى من الإيزيديين لا يجيدون غير اللغة الكوردية, باستثناء ثلة قليلة منهم لديها ثنائية اللغة, كالثلة التي توجد بين شريحة الكورد الفيلية, بحكم ظروف الاحتلال العربي لبلادهم كوردستان, تماماً كالفلسطينيين الذين في الداخل الإسرائيلي, أنهم يتكلمون العربية والعبرية, هل تستطيع أن نزعم بأنهم يهود وليسوا عرباً؟. يسرد الكاتب المذكور كلاماً فاضياً لا معنى له عن الانتماء الوطني للإيزيدية, وفي صدر مقالته قال عنهم أنهم قومية مستقلة, أي أنهم ليسوا جزءاً من شعب ما, والقومية يجب أن تكون لها وطنها الخاص بها, وإلا لا تعتبر قومية, مثال القومية العربية, ووطنها الأصلي جزيرة العرب التي تحمل اسمهم, وكذلك القومية التركية, ووطنها تركستان التي تقع بين الصين وروسيا الاتحادية , والكورد ووطنهم كوردستان, يا ترى أين وطن الإيزيديون؟؟ إن وجد في بواطن كتب التاريخ وتحمل اسمهم إيزيدستان, ارحمنا ودلنا عليه. ناهيك عن تشدقك بعمقهم الحضاري, يا حبذا تتحفنا بشيء من هذه الخفايا الإيزيدية التي لا يعلمها غيرك يا فلتة زمانة. أما وصفك إياهم بأنهم لا يعرفون الخذلان والغدر والوقيعة, فهذه حقيقة و طبع وشيمة عموم الشعب الكوردي, أنهم يمقتوا الغدر والوقيعة بالآخرين, على غرار أنا وأخي على ابن عمي أنا وابن عمي على الغريب.

بما أن الكاتب يجهل تاريخ الشعب الكوردي, وعلى وجه الخصوص الشريحة الكوردية الإيزيدية, فلذا لا يعلم أن العلماء الإيزيديون هم أكثر أبناء الشعب الكوردي الذين خدموا شعبهم في حقول العلم والمعرفة, هذا هو أحد فطاحلهم وهو العالم الجليل البروفيسور (قنات كوردو) (1909 – 1985) حتى أن اسم والده “كوردو” وهو تصغير لاسم “كوردوان” أي الذي يذود عن الكورد (حارس الكورد) كان الفقيد رئيساً للقسم الكوردي في معهد الاستشراق السوفيتي, وكان لغوياً بارعاً, حتى أنه وضع كتاباً عن ” قواعد اللغة الكوردية” – ليسأل الكاتب نفسه, لماذا لم يضع كتاباً عن قواعد اللغة الإيزيدية إن وجدت لغة بهذه التسمية؟؟- وجل مؤلفاته كانت عن الشعب الكوردي, منها كتاب قيم عن اللغة الكوردية بعنوان ” أفكار ومعتقدات خاطئة حول اللغة الكوردية” وكتاب آخر تحت اسم ” الكورد في كتاب أمم الشرق الأوسط” وله قاموس كوردي – روسي, وله أيضاً كتاب آخر بعنوان ” تكوين الكلمة الكوردية” الخ. نقول للمذكور, هل تستطيع تجد لنا بين مؤلفات هذا القطب العلمي شيئاً عن استقلالية الإيزيديين بمعزل عن شعبهم الكوردي؟؟. عالم آخر من علماء الإيزيديين إلا وهو الدكتور (حاجي جندي) (1908- 1990) نال شهادة الدكتوراه في الأدب الكوردي عام (1940) وبعده حاضر في قسم الاستشراق الذي ترأسه في الأكاديمية العلمية الأرمنية حول اللغة الكوردية, وله عدة مؤلفات, أهمها كتاب بعنوان (الفولكلور الكوردي) بلغ مجموع مؤلفاته (40) مؤلفاً وله العديد من الكتب المترجمة من الروسية إلى الكوردية. لم نرى هذا العالم وهو من إخواننا الإيزيديين كتب شيئاً عن الإيزديية, بل أن جميع كتبه عن عموم الشعب الكوردي, الذي يجمع الإيزيدي والشبكي والكاكائي والزرادشتي والعلوي الخ الخ. هناك شاعر وروائي كوردي إيزدي آخر وهو (عه ره ب شه موو) (1897- 1978) كان أحد المساهمين في وضع الحروف اللاتينية للغة الكوردية, وكان باحثاً في الأدب الكوردي في معهد الدراسات الشرقية في (لينينجراد) كان عضواً في هيئة تحرير الصحيفة الكوردية (ريا تازه – الطريق الجديد) وله رواية معروفة باسم (الراعي الكوردي) وقبلها نشر روايته المعروفة ژيانى به خته وه ر- الحياة الكريمة) وله ايضاً رواية عن (قلعة دمدم) التي دارت أحداثها الدموية في عهد اللعين شاه عباس الصفوي شاه إيران آنذاك. وله مؤلف يضم بين دفتيه مجموعة من القصص الشعبية الكوردية. نذكر المذكور إن هذه مجرد نماذج قدمناها له, وإلا هناك العشرات من الفطاحل الإيزيدية خدموا شعبهم الكوردي في جميع الميادين وعلى وجه الخصوص في ميدان الأدب, الشعر, النثر, الرواية, التاريخ, الخ. وفي صدر الإسلام كتب المستعربون المسلمون عن الشعب الكوردي في الموصل منهم (ياقوت الحموي) الذي قال في كتابه (معجم البلدان) في جزئه الرابع في مادة / داسن: إن في شمالي الموصل من الجانب الشرقي لدجلة جبل عظيم فيه خلق كثير من طوائف الكورد يقال لهم الداسنية, ومساكنهم ما زالت في موضع يدعى جبل (داسن) قرب الموصل وإليه انتسبوا, أي نسبة لهذا جبل سموا الداسنية. وهم اليوم يسموا الإيزيدية نسبة لليزدان, وهي تسمية يسمى بها الخالق في اللغة الكوردية. ومن الداسنية الإيزيدية الكورد, هناك منهم من تأثر بأداء طقوس دينه الإيزيدي على أنغام الموسيقى, واشتهر بها فيما بعد وأصبح أحد مشاهيرها إلا وهو (جمال الدين عمر الداسني الكوردي) ولد في القرن الثالث عشر الميلادي, وألف كتاباً عن هذا الفن الجميل سماه: “الكنز المطلوب في الأنغام والضروب”.

أي طرطرا تطرطري … تقدمي, تأخري … تشيعي, تسنني … تهودي تنصري … تكردي, تعربي … تهاتري بالعنصر … تعممي, تبرنطي … تعقلي, تسدري … تقلبي, تقلب الد … هر بشتى الغير … تصرفي كما تشا … ئين ولا تعتذري… فغالطي وكابري … وحوري وزوري.  (الجواهري)

ملاحظة

إن الشينات الثلاثة التي جاءت في عنوان المقال, الحرف الأول يعني “شيعي” وهم طائفة مسلمة, ويسمون أيضاً بالإمامية, أو الاثنا عشرية, نسبة للأئمة الاثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب واحد عشر إماماَ البقية هم أولاده وأحفاده. وحرف الشين الثاني, يعني “الشروگي” وهم شريحة من الناس يقيمونه في جنوب العراق, ينظر إليهم العراقيون نظرة دونية. وحرف الشين الثالث, يعني “الشيوعي” أي الحزب الشيوعي العراقي, وهو أقدم وأكبر حزب عراقي, بسبب سياساته المتذبذبة ونهاية الشيوعية الحاكمة على يد (ميخائيل جورباشوف) أصبح الآن من أصغر الأحزاب العراقية قاعدة وشعبية.

محمد مندلاوي

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *