ردنا على المسمى أبرام شبيرا/ بقلم محمد مندلاوي

قبل أن أبدأ، أود أن أنبه القراء الكرام، أنا وفي جميع مقالاتي وردودي تحاشيت دائماً أن لا أتعرض إلى خصوصيات الذين أرد عليهم، أو أولائك الذي يسيئون إلى الكورد و تأتي ذكرهم في سياق كتاباتي، ألا بقدر الذي يسيئوا لي ولشعبي. وموضوعنا هذه المرة، هو ردنا على الطبل المثقوب، المسمى أبرام شبيرا، والذي بسبب شحت معلوماته وضحالة فكره الهرطوقي ترك غالبية النقاط التي طرحتها في مقالي المعنون “سمكو شكاك ثائر كوردستاني أرعب محتلي كوردستان وأذنابهم في حياته ومماته” وتعرض لي شخصياً، وسير قلمه لتسطير سيل من الاتهامات والشتائم عنا، التي لا تجدها في قاموس أي إنسان سوي، لكن، كالعادة دعونا نناقش فقرات رد هذا المسمى …؟. والذي كعادة أقرانه النساطرة، الذين كذبوا كذبه وصدقوها، وهذا هو شأن الكذابين الملفقين الخوانين دائماً، وهذا المسمى أبرام، بدأ رده بكلام لا أساس له من الصحة، حيث زعم: “فهكذا فإن عنصرية مندلاوي وحقده على الآشوريين، أحفاد الملوك العظماء والإمبراطورية العظيمة التي ساهمت مساهمة كبيرة في الحضارة الإنسانية” ألم يكن من الأجدر بهذا (الكاتب) أن يأتي بوثيقة تاريخية تقول لنا كيف هم أحفاد الآشوريين القدامى؟ رغم أني واثق يبحث جل حياته لا يجد مثل هذه الوثيقة المعتبرة، لأنها بكل بساطة، غير موجودة. هل الانتساب إلى الآشوريين يكون بالإدعاء فقط! أم يجب على المدعي أن يقدم البينة من المصادر والشواهد التاريخية المعتبرة التي تتداول في الجامعات و المؤسسات الأكاديمية. وفي جزئية أخرى من رده، يتهمني المدعو أبرام بالجهل، زاعماً:” وجهله بالوقائع التاريخية الحقيقية لا تكفيه كتب الدنيا كلها لإقناعه بخطئه وأسلوبه في كتابة هذا الموضوع المعتمد كليا على بعض الكتب والمراجع في معظمها حاقدة ولسان حال الأنظمة الاستبدادية التي تعاقبت على السلطة في العراق وبعضها الآخر منطلقة من حقد طائفي واستعماري على أبناء كنيسة المشرق الآشورية”. يا حبذا تقول لنا يا أبرام، أي من هذه الكتب حاقدة ولسان حال الأنظمة الاستبدادية!! هل الكتب التي ألفها المؤرخ (عبد الرزاق الحسني) فيها حقد على النساطرة؟ أم نقل وقائع التاريخ كما هي؟، هل كان المؤلف لسان حال الأنظمة الاستبدادية؟ أم العلامة (طه باقر) كان لسان حال الأنظمة الاستبدادية؟ أم الدكتور فاضل عبد الواحد ذنون، والدكتور وليد الجادر، والدكتور فاروق ناصر، والدكتور علي ياسين الجبوري، والدكتور سامي سعيد الأحمد، و الدكتور عامر سليمان، و المؤرخ جيمس موريس، و المؤرخ الهولندي ماليبار، وعبد الحميد الدبوني، و يوسف إبراهيم يزبك، و القس سليمان الصائغ، و عالم الآثار نيكولاس بوستكيت، و المؤرخ سيدني سميث، و الدكتور أحمد سوسة وغير هؤلاء العلماء هناك حشد كبير منهم، جميعهم يرفضون أن نساطرة اليوم هم أحفاد آشوريي الأمس. دعني أقدم لك ما قاله عدو الكورد وصديقكم الحميم سي.جي. أدمونز في كتابه (كُرد وترك وعرب) في ص (7) ” أما المسيحيون النساطرة الذين عرفوا في إنجلترا باسم (الآثوريين)…” ها ماذا تقول بعد أن شهد شاهد من أهلها، يقول أننا الإنجليز نسميهم آثوريين بينما هم نساطرة؟. بالمناسبة، أنك قلت ترفض معظمها ولم تقل جميعها، وهذا يدل، على أنك تقبل بجزء منها، وهذا الجزء أيضاً قال أنكم لستم امتداد للآشوريين، وأنت قبلت به، ولم ترفضها كما جاء في ردك، وكلامك هذا ينسف دفاعك المهزوز كله، لأنك أصلاً حللت التاريخ من رأسك، ولم تأتي بمصدر تاريخي محايد، وتقديم التاريخ يكون بمعلومة تاريخية، تأتي بها من بواطن كتب التاريخ المعروفة، وليس تحليل شخصي للتاريخ تقدمه كأنه معلومة تاريخية. أيضاً كعادة النساطرة يحاول استغفال القراء بكلام لا أساس له من الصحة، حيث يزعم:” وبعضها الآخر منطلقة من حقد طائفي واستعماري على أبناء كنيسة المشرق الآشورية” لماذا، هل أنتم كنت ضد المحتلين المتمثلة بالروس والفرنسيين والبريطانيين حينه؟، أم كنتم أدوات يستعملونكم أين و متى وكيف شاءوا؟؟؟. لاحظ عزيزي القارئ، رغم أني فضحت كذبتهم هذه في مقالي السابق، دعوني أكررها لكم هذه المرة أيضاً لتكونوا على بينة من هؤلاء…، حيث يزعم أبرام، أن الكتاب الذين أشرنا لهم كانوا أعداءً لكنيسة مشرق الآشورية، يعلم القارئ النبيه، أن الكلام الذي جاء في بعض كتب هؤلاء الذين أنا ذكرتهم قيل قبل تأسيس ما يسمى بالكنيسة مشرق الآشورية في الستينات القرن الماضي، فكيف يعادوا شيئاً غير موجود!. إن هؤلاء المساكين، يحاولوا إغفال الناس على أن ما يسمى “بكنيسة المشرق الآشورية” عمرها قرون عديدة، و في الواقع عمرها أقل من خمسين سنة أو أكثر قليلاً. يسرد الكاتب قائلاً:” فالأسلوب الانتقائي المعروف كأسلوب انتهازي غير موضوعي الذي يسود بالكامل على منهجه في استخدام المراجع يدل على مدى انتهازيته في انتقاء ما يخدم حقده وعنصريته” يا هذا، أولاً تعلم العربية كيف تكتب انتقائي وانتهازي بطريقة صحيحة، ومن ثم اتهمني بهما، أنا لست انتقائياً كما تزعم، موجود أمامي مرجع وهو حجة عليكم، وأنا اقتبست منه المواد التي تدعم مقالي. تأدب، لا تتهمني ظلماً وبهتاناً، أنا لست بعنصري ولا انتهازي ولا يعرف الحقد طريقه إلى فكري. ويضيف الكاتب شبيرا:” ولنأخذ نموذج بسيط في هذه الانتقائية الانتهازية حينما يذكر سفر ناحوم من التوراة الذي يتنبأ بدمار نينوى واستئصال ذرية آشور ولكن بالمقابل يغفل عمداً أو جهلاً الفقرات الأخرى من هذا السفر عندما قال ناحوم (لقد نعست رعاتك يا آشور واضطجعت عظماؤك وتشتت شعبك على الجبال ولا من جامع يجمعهم ) – ناحوم : 3 : 18 . وتفسير هذا واضح ومبين فالرعاة، والذي يقصد بهم الملوك والزعماء والقادة، لم يفنوا ولم يضمحلوا وإنما أصبحوا خاملين هادئين غير فاعلين في الحياة العامة في حين قصد نفس الشيء بالنسبة لعظماء آشور والمعني بهم الحكماء والفلاسفة وكبار رجال الدين والعلم. أما بالنسبة للشعب فواضح كل الوضوح بأنه لم يفنى ولم يتلاشي بل كل ما يقوله عنهم أنهم تشتتوا في الجبال ولا يوجد تنظيم أو دولة أو كيان معين يجمعهم في وحدة واحدة، كل هذا يدل على أن الآشوريين كانوا موجودين في جبال شمال الوطن منذ أقدم الأزمنة وليس وجودهم مقرون فقط بإضطهادات تيمورك لينك كما يدعي مندلاوي”. يا هذا، كما يقول المثل من فمك أدينك، ها أنك تقول، أن النبي ناحوم تنبأ بدمار نينوى واستئصال ذرية آشور طيب يا أبرام، يا حبذا تقول لنا ماذا تعني كلمة الاستئصال في اللغة العربية؟، أليس تعني القلع والاجتثاث من الجذور؟ مثل استئصال المرض، أو استئصال النبتة الضارة من جذورها، كي لا تعود ثانية إلى الوجود. وهذا ما حصل لذرية آشور. عزيزي القارئ، أن الكاتب شبيرا اتهمني بالانتقائية تفضلوا واقرؤوا أعلاه كلام النبي ناحوم الذي جاء به الكاتب شبيرا مبتوراً، حيث قال “لا جامع يجمعهم، والصحيح”، كما جاء في الكتاب المقدس سفر ناحوم “ولا يوجد من يجمعهم”، ويضيف الكتاب المقدس في الآية التي تليها وهي الأخيرة: “لا جبر لكسرك، وجرحك مميت. وكل من يسمع بما جرى لك يُصفق ابتهاجاً لما أصابك فمن لم يٌعان من شرَّك المتمادي”. قل لنا يا سيد شبيرا، ما معنى لا جبر لكسرك وجرحك مميت؟ لا تفسر من رأسك اذهب إلى التفاسير المسيحية وقل لنا ماذا يعني هذا الكلام. ثم، أن التقديم والـتأخير في الكتب الدينية جائز، اقرأ القرآن، يقدم فيه الضمير على الاسم، والموت على الحيات كما جاء في سورة الملك آية (2): ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور” بينما يجب أن يأتي بالحياة قبل الموت لأننا نخلق ومن ثم نموت، لا نموت ومن ثم نحيا. يا شبيرا لا تلعب معي لأن اللعب معي يتعبك ويرهقك كثيراً وفي النهاية ترفع الراية البيضاء أو تفر من المواجهة كالذين فضحنا أمرهم و ولوا الأدبار. يا سيد شبيرا، أن ذكر موت جيش آشور، و تدمير نينوى، و نهاية آشور إلى الأبد، لم يأتي على لسان النبي ناحوم الذي عاش في القرن السابع ق.م.فقط، بل جاء على لسنا النبي إشعيا أيضاً، الذي عاش في القرن الثامن ق.م. والذي يقول في سفره، أي كتابه، لقد أقسم الرب القدير قائلاً:”حقاً ما عزمت عليه لا بد أن يتحقق وما نويت عليه حتماً يتم: أن أحطم آشور في أرضي وأطأه على جبالي فيلقي عنهم نيره ويزول عن كاهلهم حمله. هذا هو القضاء الذي حكمت به على الأرض كلها وهذه هي اليد التي امتدت على كل الأمم”. أما عن هروب النصارى إلى كوردستان، أنا لم أأتي بهذا الكلام من عندي، القائل هو الأب (اغناطيوس ديك) الذي قال في كتابه (الشرق المسيحي) طبع بيروت:” إن النساطرة الذين نجوا من مذابح تيمورلنگ الذي قضى على جماعاتهم في إيران والعراق لاذوا بالفرار إلى الجبال في مناطق كوردستان. وهم الآن أقلية مشتتة ما بين إيران والعراق و سوريا و القفقاس”. ويستمر الكاتب شبيرا في تهجمه السافر علينا، قائلاً:”

يقول شبيرا،هذا الجهل والعمد في بيان الحقيقة التاريخية لوجود الآشوريين منذ أقدم الأزمة يجعل من منداوي أن يعجر التفريق بين الشعب والدولة، فالصحيح هو أن الآشوريين فقدوا كيانهم السياسي ولكن بقوا كشعب معروف في التاريخ ومتواجد على الدوام سواء ضمن دويلات صغيرة في جبال آشور أو ككيانات قومية إجتماعية خاضعة للدول الأخرى. الكورد لم يكن لهم طيلة تاريخهم المعروف نظام سياسي مستقل أو دولة خاصة بهم أفهل تجرد الكورد من دولتهم الكوردية سوف يلغي وجود الكورد كشعب معروف؟؟؟ فإذا أعترف مندلاوي بهذه الحقيقة فإذن لا وجود للكورد ولا وجود له أيضا.

لماذا تتكلم كلام إنشائي؟ هل الرد على من يقدم أدلة عقلية ونقلية يكون بسرد كلام إنشائي تأتي به من جعبتك؟ أم يجب عليك أن تقدم مستندات تاريخية موثقة ومعتبرة؟ يا شبيرا، الأمور التاريخية أنا لم أأتي بها من رأسي، كلما في الأمر أنا نقلتها للقارئ، فهؤلاء العظماء وعلى رأسهم كتابكم المقدس لم يقولوا أن دولة آشور ذهبت وبقي شعبها، بل قالوا بكل صراحة و وضوح أن آشور والآشوريين انتهوا وإلى الأبد من صفحات التاريخ. أما بعض الذي تزعم أنهم تطرقوا لاسم آشور من هنا وهناك إن كان ذكر شيء من هذا القبيل، فهو مجرد اسم عالق في الذاكرة، على سبيل المثال، الآن اسم المحافظة نينوى هل هذا يعني بما أن اسمها نينوى الآشوريون لا زالوا موجودون فيها ويحكموا؟ المطربة اللبنانية اسمها (ماجدة رومي) أ وهل يعني أن الرومان لا زالوا يحكمون لبنان؟. وكذلك جل المناطق السورية واللبنانية تحمل إلى اليوم أسماء رومانية يونانية هل يوجد الرومان واليونان في تلك البقاع اليوم؟. يا شبيرا هات لنا مصدر تذكر وجودهم في دويلات صغير ضمن دول كبرى، طيب من هي هذه الدول الكبرى في المنطقة، هل تطرق لهم الساسانيون أو الأمويون أو العباسيون أو الأيوبيون أو السلاجقة أو البويهيون أو حتى العثمانيون الذين حكموا حتى عام (1923)؟. فياعزيزي، الأسماء والأحداث التاريخية تبقى وتتداول لسنين طوال، دعني أذكرك بمثل متداول في العراق إلى اليوم ألا وهو “بين العجم والروم بلوة ابتلينا” يقصد العراقيون ابتلوا بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية، لكن لماذا جاء اسم الروم في سياق المثل،لأن الأتراك حديث العهد في تلك البلاد والعراقيون يداولون اسم الروم الذين حكموا تلك البلاد قبل الأتراك بأزمنة متمادية. يا شبيرا، أن إحدى الأسباب التي ساعدت الكورد على البقاء رغم الهجمات الشرسة التي شنت عليهم من قبل الغرباء المحتلون هي وعورة جغرافية وطنهم كوردستان التي تكثر فيها الجبال الشاهقة والوديان السحيقة والكهوف العديدة التي يلجأ إليها الإنسان الكوردي عند الضرورة، كما شاهدنا في الثورات الكوردية الحديثة، حين قصفت طائرات المحتلين العرب والفرس والأتراك النساء والشيوخ والأطفال الكورد بقنابل النابالم والكيماوي كيف لجئوا إلى هذه الكهوف، فلذا قيل ليس للكورد صديق غير الجبل. أما عن الدول التي شكلها الكورد في التاريخ فهي كثيرة بدءاً من الدول القديمة التي تأسست قبل التاريخ، ومروراً بدولة ميديا والدولة الساسانية، وحتى إلى قرن العشرين وتأسيس مملكة كوردستان الجنوبي وملكها (محمود الأول) ومن ثم جمهورية كوردستان في شرقي كوردستان عام (1946)، لكي لا أطيل، لي مقالات عديد حول هذا الموضوع إذا هناك من يشكك ويريد المناظرة عنه أنا على أهبت الاستعداد. الفرق بين الكورد ودولة آشور، أن الكورد أحياء يرزقون، بينما الآشوريون خرجوا من التاريخ، وموجودين فقط في القصص الفلكلورية. يقول شبيرا:” يظهر في هذا الموضوع وغيره من المواضيع المتطرفة والعنصرية التي يكتبها مندلاوي بأنه مصاب بمرض عمى الألوان فهو لا يرى غير اللون الأحمر فلو كان صحيح النظر والتفكير لرأى بقية الألوان الجميلة لا اللون الدموي وحده”. يا شبيرا، في أية مواضيع وجدت أني متطرف و عنصري؟ أنا لست مريضاً بعمى الألوان، و نظري سليم وأرى جميع الألوان الطبيعية التي توجد في المنطقة هناك اللون العربي والفارسي والقبطي والأمازيغي والبلوجي والكوردي الخ، لكن الألوان التي لا أراها هي تلك الألوان الشاذة المصطنعة وغير الطبيعية، التي أنتجتها معامل الأصباغ في لندن و استعارة لها ماركة معروفة تاريخياً لكي تروج بها بضاعتها الفاسدة.

وفي جزئية أخرى يزعم شبيرا:” لا أعتقد إطلاقاً بأن مندلاوي سمع عن الفيلسوف الآشوري (طيطيانوس – 120 ميلادي تقريبا) الذي كان يطلق على نفسه بـ (طيكيانوس الآثوري أو الآشوري) كتحدي للإغريق ومعتقداتهم الوثنية. لو كان قد قرأ أشهر كتاب في التاريخ لهيروديت، المعروف بأبي التاريخ، لعرف كيف أشار إلى الآشوريين في بلاد آشور بعد سقوط إمبراطوريتهم بقرون طويلة ووجد أيضاً بأن لا أسم للكورد ولا لكردستان في تلك الأزمنة. فكل الكتاب والباحثين الموضوعيين يعرفون بأن أسم الكورد كمجوعة بشرية وقبائل مشتتة في الجبال لم يظهر إلا بعد إعتناقهم الدين الإسلامي وأن تسمية بلاد آشور بـ “كردستان” كان لأسباب سياسية وعسكرية أطلقها الترك والفرس.”

يا سيد شبيرا، أن إطلاق التسمية على بعض الأفراد أو الإشارة إلى اسم مدينة ليس بالضرورة أنهم ينتمون إلى ذلك الشعب، وفق زعمك أن المطربة اللبنانية (ماجدة رومي) تكون رومية أي إيطالية، والممثل السوري (هاني روماني) أيضاً يكون رومانياً. والمخرج الكوردي (حسين مصري) يكون مصرياً الخ، وكذلك الإشارة إلى المدن، أن الآشوريين حكموا حقب طويلة في المنطقة والإشارة إلى آشور من قبل المؤرخين بعد فناء الآشوريين جائز، لأن الاسم لا تمحى بين ليلة وضحاها، خاصة في ذلك العصر حيث وسائط النقل والتنقل بدائية وانتشار أخبار فناء دول وقيام أخرى يأخذ حيزاً من الزمن، أو يبقى الاسم سائداً، لا ضير في هذا، هناك بغداد عاصمة العراق سموها الكيشيون قبل آلاف السنين. وليبيا سماها الرومان أنهم ذهبوا وبقي الاسم. أما عن بعض الادعاءات التي جاءت في الجزئية أعلاه، دعونا نرى ماذا يقول أحد أعظم علماء التاريخ في العصر الحديث عن هذا الموضوع، وهو العلامة الدكتور (ويل ديورانت -Wil Durant) في كتابه الشهير (قصة الحضارة) جزء الأول صفحة (469) يقول عن سكان نينوى: “كان ثلاثمائة ألف يسكنون في نينوى أيام مجدها في عهد آشور بانيبال، و كانوا خليطاً من الساميين الذين وفدوا إليها من بلاد الجنوب المتحضر مثل (بابل و أكاد) و من قبائل غير سامية جاءت من الغرب و لعلهم من الحيثيين أو من القبائل تمت بصلة إلى قبائل ميتاني، ومن الكورد، و يضيف أن الآشوريين هم خليط من الشعوب و ليسوا شعباً واحداً على الإطلاق، فيهم كل الأجناس الذين سكنوا قديماً بلاد ما بين النهرين تقريباً”. وفي سلسلة مقالات للدكتور (سوزدار ميدي) ينقل عن (هاري ساغز) في كتابه عظمة آشور ص (170): ” إن قبائل الآشوريين ما كانت تنحدر من أب واحد، و أضاف، كان الآشوريون شعباً هجيناً، وهم يعرفون ذلك… ومنذ أقدم الأزمنة كان لديهم تاريخ اثني خليط … وهكذا مذكور في النقوش الملكية. (هاري ساغز: عظمة آشور ص 173). ويذكر أيضاً الدكتور سوزدار نقلاً عن الدكتور توفيق سليمان:” وتبين لنا الرسوم والنقوش التي خلفها الآشوريون لأشخاص أنهم كانوا يشكلون خليطاً من البؤر البشرية المحلية في بلاد ما بين النهرين، ومن البؤر البشرية التي تعود بأصولها إلى الأرض الأرمينية (دكتور توفيق سليمان:دراسات في حضارات غلاب آسيا القديمة،ص 161). ويقول الدكتور سوزدار، ولذا كان الدكتور جمال رشيد أحمد محقاً حينما ذكر أن الآشوريين انحدروا من الحوريين أو الگوتيين أو اللولوبيين. (د.جمال رشيد أحمد: ظهور الكٌرد في التاريخ،1/31 ). هذا جانب يسير جداً قاله علماء تاريخ الذي يقول أن ما سموا بالآشوريين لم يكونوا شعب موحداً قائماً بذاته، والذين تطرق لهم البعض كما زعم شبيرا هم من بقايا تلك الشعوب التي عاشت في آشور. وإلا لماذا لم يتطرق لاسمهم القومي حين كتب النبي محمد عهده لهم في أرض إيليا؟، أو العهدة العمرية التي أعطاهم إياه الخليفة عمر بن الخطاب؟ وقبل هذين العهدين، عند (الفتوحات) الإسلامية لماذا لم يتطرقوا لهم في عقر دار الآشوريين القدامى في نينوى بينما ذكر هؤلاء (الفاتحون) الكورد في نينوى (موصل)؟. أضف دول التي قامت في المنطقة بدءاً من الساسانيين الذين حكموا بين أعوام (226- 651م) وانتهاءً بالدولة العثمانية التي أزيلت من الوجود عام (1923)؟؟؟ جميع هؤلاء لم يكروا شعب قائم اسمه آشور. يا سيد شبيرا، أتريد أن نتناظر عن قدم اسم الكورد وكوردستان؟. ماذا تقول لو وضعنا أمامك اسم الكورد في المصادر التاريخية القديمة ليس قبل الإسلام فقط بل قبل المسيح الذي جاء قبل الإسلام بسبعة قرون؟. الظاهر أنك لم تقرأ حتى مقالي الذي ترد عليه، لو قرأته لوجدت بأني ذكرت عدة مصادر عربية تذكر اسم الكورد منها ما يذكر اسم الكورد في زمن النبي إبراهيم الذي عاش (18000) سنة قبل الميلاد.أي ما يقارب أربعة آلاف سنة قبل الآن. أ وهل وجد هذا الإنسان الكوردي في تلك اللحظة أم وجوده سبق ذلك التاريخ بآلاف السنين لأن الشعوب وتسمياتها التي هي هويتها لا تولد بين ليلة وضحاها كما تفقس البيضة. يزعم شبيرا، أن تسمية بلاد آشور بكوردستان جاءت بها الترك والفرس، هنا أنت مطالب بأن تبرز لنا وثيقة تدعم بها إدعاءاتك الواهية، وإلا كلامك لا يعدوا أكثر من تلفيق وتدليس، كما عاهدناكم.

وفي جانب آخر في رده التهجمي يقول:”أما بخصوص عجز مندلاوي التفريق بين الآشوريين والنساطرة فهو أمر آخر ليس إلا جهل مطبق أو حقد عنصري. وهذا يذكرني بنكته سمعناها منذ سنوات طويلة وتقول: بأن جندي كان خفر في المعسكر وكانت كلمة السر تفاح ولما جاء ضابط الخفر من بعيد وطلب من الجندي كلمة السر كإجراء أمني غير أن الجندي نسى كلمة السر (تفاح) فذكر بدلاً عنها أسم برتقال غير أن الضابط وبخه وعاقبه وقال خطاً فأن كلمة السر هي تفاح. فقال الجندي وما الفرق يا سيدي فكلاهما التفاح والبرتقال فاكهة. هكذا هو حال “فيلسوف كردستان” يجهل أبسط الأمور في التفريق بين القومية والمذهب”.

طيب يا سيد شبيرا، أنا لا أقول شيء، أنت قل لنا من أية ملة النساطرة؟ أليس هم الذين تحولوا بقدرة ويگرام الإنجليزي قبل قرن إلى تسمية الآشوريون؟ يا ريت، تأتي لنا بدليل موثق عن النساطرة. وفي طريقك لا تنسى تأتينا بوثيقة تاريخية عن اليعاقبة. أما موضوع النكتة والتكم بشخصيتي فأنا لا أرد عليه، لأني لا أتعرض للأشخاص، أنا أناقش موضوع، مادة، ولا أتعرض لخصوصيات الأشخاص. يا شبيرا، أنا لست بفيلسوف كوردستان، أنا إنسان بسيط من أبناء الشعب الكوردي، أتطرق إلى المواضيع التي أطرحها بموضوعية واحترام، أما إذا تريد أن أنتقل إلى الكلام البذيء السوقي فهذا لست أنا، ابحث عن شخص بمستواك ويناسبك. أكتفي في هذه الجزئية بقول الشاعر: “لكل داءٍ دواء يستطيب به … إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

يستمر شبيرا في غيه قائلاً:” والأنكى من كل هذا فهو يصف المدان طارق عزيز بالنسطوري ومدافع عن النساطرة… أليست هذا بربكم نكتة أو قمة الجهل المغطاة بالعنصرية، فكل العالم وحتى أغبى شخص في هذا الكون يعرف بأن طارق عزيز كان من عائلة كاثوليكية ومنكر لها وملحد في نفس الوقت ولا دين له غير البعث ولا أدري كيف أستطاع منلادوي بخزعبلاته أن يطلق عليه أسم نسطوري”.

أي نعم يا شبيرا، أنه من الموصل واسمه طارق يوحنا عزيزي، وأنه نسطوري يسمون في العراق …؟ ها أنك تعترف دون دراية منك بأنهم نساطرة وإلا كيف ب(آشوري) ينتمي لكنيسة كلدانية؟. هذا يؤكد أن جميعهم في كوردستان كانوا في الأصل نساطرة ثم تفرقوا عن بعضهم باستثناء الذين يسمون السريان في كوردستان، لأنهم يعاقبة أتباع يعقوب البردعي. طارق عزيزي ليس ملحداً زار الفاتيكان وقبل يد البابا أمام أنظار العالم وزار كنائسكم في العراق أيضاً لأداء الطقوس الدينية.

ويستمر شبيرا، في سرده الماسخ:”من باب الله أنصح مندلاوي أن يقرأ بعض الكتب الموضوعية عن الآشوريين ليعرف بأنه ليس كلهم من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، فهناك الكثير منهم من أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذكسية. وليعرف أيضا بأن التسمية الآشورية للكنيسة كانت معروفة منذ القرن السادس عشر الميلادي حيث كان أسم آشور يرد على هذه الكنيسة سواء ككنيسة في شرق آشور أو كنيسة آشور وحتى أنها لم تكن نسطورية”.

يا سيد شبيرا، يا ريت تدلنا على هذه الكتب الموضوعية، لنرى ماذا فيها من خزعبلات، لماذا لم تذكر عدد منها لنطلع عليها؟. كما يقول المثل “البينة على من ادعى” ها أنك تدعي أن الكنيسة الآشورية عمرها أكثر من أربع مائة سنة هات لنا وثيقة تؤكد ادعائك؟، نعم أنها عرفت باسمين باسم كنيسة المشرق، والكنيسة النسطورية، ولم تعرف باسم كنيسة المشرق الآشورية إلا حديثاً كما ذكرنا.

لا زال شبيرا يفرغ حقده… علينا قائلاً:”وعجز مندلاوي الفكري لا ينحصر في عدم قدرته على التفريق بين القومية والطائفة أو الدين بل يتجاوز هذا العجز أو الحقد إلى الجغرافيا أيضا. فالآشوريون ليس كلهم من منطقة حيكاري التي كانت جزء من أراضي الإمبراطورية الآشورية وبلاد مابين النهرين ونزحوا منها بل كان هناك آشوريون من أتباع هذه الكنيسة في مناطق كثيرة أصبحت عراقية بعد تسويات الحدود عقب أنتهاء الحرب الكونية الأولى مثل برواري بالا والعمادية وزاخو وبيبادي ومنطقة صبنا ونوهدرا (دهوك) وسميل وغيرها كثيرة كانت مناطق آشورية مسيحية منذ القدم وقبل أن ينقل العثمانيون الكورد من مناطق في أواسط أسيا إلى هذه المناطق وتكريدها وإسكانهم فيها كمنطقة عازلة بينهم وبين الصفويين الفرس”.

أين أنا قلت أن الذين يسمون بالآشوريين كلهم من هكاري! هل كان اسمها هكاري أبان حكم الآشوريين قبل الميلاد؟. نعم جل هذه المناطق وقعت تحت حكم الآشوريون قبل الميلاد، ألا أنها عادت إلى أصحابها الشرعيين بعد إزالة المحتلين من الوجود عام (612) ق.م. تزعم أن العثمانيين جاءوا بالكورد إلى هذه المناطق، أنا من هنا أتحداك أن تأتي بوثيقة تقول مثلما تجتر، عيب عليك، قليلاً من الاحترام لنفسك ولقلمك أن بقي منه شيئاً عندك. لا تجعلي أن أخاطبك بأسلوبك الرخيص هذا يا…؟.اذهب واقرأ لكي تعرف أن العثمانيون جاءوا إلى المنطقة قبل (900) سنة، بينما الكورد ذكروا فيها منذ سومر ونمرود والساسانيين وأبان الغزوات الإسلامية الخ الخ الخ, لكن ماذا نقول لمن لا يخجل ولا يستحي، صحيح ” إن لم تستحي فافعل ما شئت”.

يزعم شبيرا:” فالآشوريون الحيكاريون لم ينزحوا من بلد أو دولة إلى بلد أو دولة أخرى، بل أنتقلوا بفعل جرائم ومذابح العثمانيين وبعض العشائر الكوردية من منطقة إلى أخرى داخل بلاد مابين النهرين الخاضع للدولة العثمانية. في حين الكورد إن لم يكن جميعهم بل معظمهم نزوحوا من دولة أو بلد إلى دولة أوبلد آخر خدمة لمصالح العثمانيين في حربهم ضد الصفويين الفرس.

يا هذا، أنت بتلفيقك هذا تلغي التاريخ، أنا لا أدافع عن الدولة العثماني، لكن ألم تفكر لماذا لم تقاتلهم الدول العثمانية طيلة قرون عديدة من تواجدهم في تلك الأراضي؟ لماذا في سنوات الحرب العالمية الأولى فقط قاتلتهم؟، بكل بساطة لأنهم كما تقول كتب التاريخ أصبحوا أداة بيد الجيش الروسي القيصري، وبعد أن انتهى النظام القيصري وتخلت روسيا عنهم، سرعا ما غيروا البوصلة و ارتموا في أحضان بريطانيا، وجاء بهم البريطانيون من أورومية التي لجئوا إليها، وهذا يدحض كذبك الذي تقول لم ينتقلوا إلى بلد آخر، لب أسكنهم الإنجليز في بعقوبة ومن ثم شكلوا منهم ما سمي بالليفي الآثوري. رديت على السطرين الأخيرين إذا عندك دليل انشره لا تتأخر علينا وإلا …؟ لأنك لم تكن قد ولدت في ذلك العصر من أين جئت بهذه الأكاذيب المفضوحة؟.

في جزئية قبل الأخيرة يقول شبيرا:”المهزلة التي يعتمدها مندولاي هي أعتبار المجرم سمكو الإيراني المولد والجنسية بطلاً لكورد العراق بينما ينكر على الآشوريين، الشعب الأصيل لبلاد مابين النهرين، عراقيتهم. ولا أشك في أن يكون أصل مندلاوي من نفس أصل سمكو”.

يا شبيرا، من هو الغبي الآن، أنا أم أنت؟ الذي تعدد كورد العراق وكورد إيران يا… الكورد شعب واحد ولا يؤمن بهذه الحدود المصطنعة، أنا من مندلي وأكثر من نصف عشيرتي في الجانب الآخر بسبب الحدود التي خطها أسيادكم على جسد وطن الكورد، كوردستان. أنا سبق وأن نشرت ما قررتها الحكومة العراقية الملكية التي امتنعت قبولكم كعراقيين. أنك تتهجم على شخص ((سمكو شكاك)) هذا شيء خاص بك، البحر لا ينجس بفم…؟ نحن نراه قائد وزعيم وملك كوردستان الشرقية، أي إنسان يحكم ليس بالضرورة الجميع يحبوه أو يكرهوه، هناك أناس في العراق لليوم يحبوا المجرم صدام حسين.

في الجزئية الأخيرة ،يقول شبيرا:”لا أريد أن أصرف دقائق أخرى على الكتابة في هذا الموضوع لأنه سبق وأن تطرقنا إليه في مناسبة سابقة عن جرائم سمكو الذي لم يخدم الكورد ولم يضف شيئاً إلى الحركة القومية الكوردية بل كان خادماً مخلصاً لأسياده الفرس ومرات أخرى للعثمانين ولم يكن اغتياله غدراً وخسة لأمير الشهداء القديس مار بنيامين بطريرك كنيسة المشرق إلا نموذجاً واحداً من جرائمه التي طالت حتى بعض العشائر الكوردية، وهو الأمر الذي أدركه المسؤلون في إقليم كردستان في حذف أسم هذا المجرم من شوارع أربا ئيلو (أربيل) و نوهدرا (دهوك) والذي يستحق كل تقدير وتثمين”.

ردي: إن سمكو قائد وطني، ولم يكن كما تصفه أنت بجملة أكاذيب لا أساس لها. بل أنه خدم الشعب الكوردي وقارع المحتلين وأذنابهم، ولم يتهاون للحظة واحدة للذود عن أرض وشعب كوردستان الأبي، وما قام به هو حق شرعي منحته إياه الشرعية الثورية في حينه. إن كل كوردي وطني في كوردستان وخارجها يحمل في صميم قلبه كل الحب والتقدير والاحترام لهذا القائد الوطني ((سمكو شكاك)) الذي شهد لشجاعته وحنكته السياسية الأعداد قبل الأصدقاء. إذا كان خادماً للفرس، كما تزعم، لماذا قاموا باغتياله بطريقة جبانة خسيسة، ومدبري تلك العملية الجبانة أقسموا له على القرآن أن يحافظوا على حياته، أثناء مجيئه للمفاوضات التي دعي إليها من أجل الاعتراف بحقوق الكورد في كوردستان الشرقية، ألا أنهم مجبولون مثلكم على الغدر والخيانة، كما اغتالوا شقيقه الأكبر ((جعفر آغا)) اغتالوه هو أيضاً بدم بارد، لكن أولائك القتلة ذهبوا إلى الجحيم ويلعنهم التاريخ أبد الدهر، و((سمكو شكاك)) خلده التاريخ بحروف من نور، تبقى أبد الدهر تنير طريق الأحرار في كوردستان والعالم أجمع، وتربك الخونة وأذناب الاستعمار ليل نهار.

” نبتت على حفظ العهود قلوبنا … إن الوفاء سجية الأحرار”

 محمد مندلاوي

 

 

 

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *