رداً على الذي إعترض على النصوص الخاصة بعنوان”من أين جاء الآثوريون إلى العراق”/ بقلم د. عبدالمسيح بويا يلدا

جوابي إل بوقارا د آثورناي

رداً على الذي إعترض على النصوص الخاصة بعنوان

“من أين جاء الآثوريون إلى العراق”

وبأسم مسْتعار هو رافي العراقي

د. عبدالمسيح بويا يلدا

أنا كتبت في صفحة كلدايا.نت و في النصوص بعنوان “من أين جاء الآثوريون إلى العراق” (سبعة فصول) كلاماً غزيراً مُوَثّقاً بشهادات وصُوَر وجُـمَل أخذتها عن قَـصِد من كُتُبْ ألّفها آثوريون وليس الكلدان (شَهَدَ شاهِدُ من أهلها) وفيها يُعاتِب هؤلاء الآثوريون بريطانيا لأنها لم تف بِـوَعدِها في إنشاء إسرائيل آثورية في نينوى.

الروابط حسب التسلسل:

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/02/18_Feb08_AbdulmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/02/24_Feb13_DrAbdulmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/02/45_Feb20_AbdulmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/02/60_Feb27_DrAbdulAlmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/03/6_Mar03_AbdulmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/03/24_Mar12_DrAbdulmaseehBoya.html

http://www.kaldaya.net/2012/Articles/03/60_Mar29_DrAbdulmaseehBoya.html

تلك النصوص تُـبَـرْهن إن مُعضم الآثوريين الساكنين حالياً في العراق (من أنصار كنيسة مار دنخا)، وجودهم في العراق ليس شرعياً لأنه بريطانيا هي التي أخْرَجتْهُم من هكاري (تركيا) وأورميا (إيران) ثم جاءت بهم إلى العراق وشكّلت منهم ألوية عسكرية قتلوا فيها ببندقية الجيش البريطاني الأكراد في إنتفاضة بهدينان وقتلوا العرب في ثورة رشيد علي الكيلاني وقتلوا التركمان في كركوك. هؤلاء الآثوريون كان يجب أن يُحاكَموا بِـمثابة مُجـرمي حرب كما حصل مع الجنود الألمان (الذين تم الأتفاق على مُحاكَمَتِهم في مؤتّمَر يالطا) الذين دخلوا الأراضي الروسية مع جيش هتلر لـمُقاتلة الروس وفي داخل الأرض الروسية. إذا عندك شك في صحة تلك النصوص أو في المصادر التي أشرت إليها، تفضل بالتصحيح مع الأشارة أيضاً إلى المصادر التي تستند عليها في إدعائِكَ ولا اسمح لك بتغير جوهر الموضوع الى مسار أخر مثلا الجدال في موضوع القومية.

الشعور بالانتماء إلى القومية ينمو في داخل الأنسان خلال عشرات السنين بعد ولادة الأنسان أكثر من كونها تُفرض او تُغَيَرعن طريق الاغراء او راتب من هذه الجهة أو تلك. أنا وُلدْتُ في عائلة، ترَبّيتُ مع أطفال المحلة ودرست في مدرسة وعرفت إن قوميتي كلدانية. فرِض القومية على الناس من الخارج وغصباً على إرادتهم حصل فقط في حالات أحتلال قومية لِأراضي قومية أخرى. مثلا الإحتلال العثماني فرض اللغة التركية على أفراد القوميات العربية والكردية وشرق أوروبا عندما كان يحتل تلك الأقاليم، والإحتلال الفارسي فرض اللغة الفارسية على أفراد القوميات الأخرى بعد أن إحتل اراضي أذربيجان وأوزبكستان في العهد الأخميدي.

تطلب مني دليل عملي حول إرتباط الكلدان بـ نبوخذنصر وحضارة بابل. الدليل العملي هو عشرات الأقضية والنواحي التي تصرخ نحن هنا كلداني القومية.أنا أطلب منك فقط دليل عملي واحد على إنك إبن أبوك وأمّك اللذين أنجبوك (هذه أيضاً بديهية مثل قومية الكلدان). أنا أطلب منك شهادة واضحة تُـثْـبِـت إنـتـساب والديك لأرض العراق (وليس لـِ حكاري أو أورميا) بحسب شهادة ولادة جِدّيك. أما مَن هم الكلدان وما هي قوميتهم، فهذا أكبر بكثير من أن ينال مـِنْهُ شخص من أجل راتب يقبضه من الزوعة. وسوف تقرأ دلائل إضافية بعشرات الصفحات حول إرتباط الكلدان بـ نبوخذنصر وحضارة بابل عن قريب في صفحة كلدايا.نت وبعنوان دروس محو الأمية لـِمَن يَجْهل تاريخ الكلدان في القومية.

تلومني بأنني تجاوزت على السيد النائب يونادم كنّا. بعد إحتلال العراق عام 2003 من قِبل أمريكا وإيران، الكدان كانوا وما زالوا في موقع الدفاع تجاه العشرات بل المئات من الإهانات والتجاوزات من الآثوريين خاصة من أنصار الزوعة اللذين هُـمْ “هَـمْ نزل وهَـمْ يدبج” على السطح وليس لمعظمهم حق شرعي للسَكن في العراق. رد فعل الكلدان بدأ بعد أن تجاوز الآثوريون كل الخطوط الحمراء المرسومة بينهم وبين الكلدان. قد يكون هناك إخوة إثنان أو ثلاث في بيت واحد ومن عائلة واحدة ويكون بالتأكيد لكل منهم إسمه الخاص، هل يحق لأحد من الأخوة أن يقول لأخيه الثاني، يا أخي إترِك إسْمَك وخذ إسمي ليكون إسماً واحدا مشتركاً لي ولكك أيضا!. الكلدان والآثوريين في أيام عزتهم وسلطتهم في ميزوبوتامية لم يكونو إخوة بل كانوا أعداء لدودين لبعضهم البعض حيث حاول كل منهم كسر شوكة الثاني والتفوق عليه، إذن كيف يمكن جمعهم بإسم واحد. ألم تقرأ خُطبة عيد الميلاد 2012 التي ألقاها البطريرك مار دنخا والمُقابلة التلفزيونية مع الحاقد رقم واحد على الكلدان يونادم كنا في نفس الفترة. لم يكن للكلدان يوما مشكلة مع هويتهم ولا مع إنتماهم للعراق لأنهم هم الأصل وهم أصحاب الارض والتاريخ. إنكم ترتجفون رعباً وتَعلِنون النفير العام إذا ساعدكم كلداني لرؤية نفسكم في مرآة التاريخ، ماذا تعملوا لو تحرّر العراق من الإحتلال الفارسي وفقد حزب يونادم كنّا حضانة الـفُـرس لَـهُ. مثل هذا الإنقلاب حصل مع الذين سكنوا في كركوك في صفقة “بيوت عشرة ألاف”، هل يسكنون الأن في كركوك؟ إذا كان هيكل بيتك من الزجاج، فلا ترمي الناس بحجارة. إذا كان يونادم كـنـا مُتـأكـداً من إنـتِـمائـه للعراق ويـفْـتَخـر بِنجاحاته، لماذا لا يتنازل عن جنسيته (باسبورته) الأجنبية.

يونادم كنا كَـذِب ولا يزال يكْذب، لَست أنا بل النظام الداخلي لحزب يونادم كنّا يقول ذلك. ورَد في النظام الداخلي لحزب يونادم كنا (الزوعا)، بأن الحزب هو حركة علمانية (مُلحِدة) لا تنتمي إلى أي دين، لذالِك ممكن لمسلِم عربي أو كردي الذي يسكن مثلا في الموصل أن ينتمي للحزب الآثوري. إِطلب من الإنترنت معلومات حول ذلك إما من خلال الرابط التالي:ـ

http://www.crwflags.com/fotw/flags/assyria.html#mus

أو من كوكل / ياهو من خلال العبارات التالية:ـ

Chronology of Assyrian Flags — or — Muslim Assyrian Minority

في موضوع الفقه المَسيحي يونادم كّنا مؤمِـن ومـتَـدَـيّن:ـ

بعد أن تم الإتفاق في البرلمان العراقي على تخصيص مبلغ بعنوان الوقف المسيحي، طرح كنّا نفسه مسؤولاً عن المسيحين في البرلمان ومنذ ذلك الحين يسرق كنا المبلغ المخَصّص للوقف المسيحي. أليس كنا من الكاذبين القائلين بأن الكلدان هم طائفة دينية وليسوا قومية، لِنَعمَل بحسب إكـذوبة يونادم كنا ونتناقش في موضوع دين الكلدان ومذهَبِهم، في موضوع ديني بَحِتْ ليس له علاقة بالقومية. أليس الكلدان الأغلبية بين المسيحين في العراق، أين هي إذن الديمقراطية التي تقول بالعَمَل برأي الأغلبية خاصة وإن يونادم كنّا يستَعمِل كلمة الديمقراطية في إسم حزبه، لماذا أذن يتكلم بأسم الكلدان ويغتصب حقوقهم في موضوع ديني بَحِتْ عنوانه ألوَقِف المسيحي. هنا يونادم كنّا يكذب لأنه رئيس حزب علماني (حركة الزوعة) بحسب النظام الداخلي للحزب الذي يقول إن الحزب هو علماني ولا يؤمن بالدين لأنه يستوحي عقيدته من تاريخ الحضارة الأشورية التي كانت وثنية.

في الجانب آلحزبي والسياسي يونادم كنّا علماني ملْحد لا يؤمن بالدين:ـ

نَـقْــرأ في النظام الداخلي لِحِزْب يونادم كنا (الحركة/ زوعة)، بأَنّ الحزب هو علماني ولا يؤمن بالدين لأنه يستوحي عقيدته من تاريخ الحضارة الآشورية التي كانت وثنية. عندها يكذب عندما يتكلم بإسم الدين المسيحي في البرلمان العراقي وهو علماني لا يؤمن بالدين. أنا أطلب من حَضرِتك يا أخي إعطاء تسمية صحيحة لهذه الإزدواجية حتى تساعدني في إستعمالها عند الكلام عن النائب كنّا مُسْتَقْبَلاً.

تقول في عِتابك إن الأحزاب الكلدانية هي فاشلة. لم يكن الكلدان يوماً ولن يكونو بحاجة إلى أحزاب لتعزيز إنتماءهم القومي، من هو المجنون الذي يؤسّس حزباً كي يُـثْـبِـت للناس إن الشمس هي مصدر الضوء، الكلدان في التاريخ هُـم كانـُوا في البداية في بابل الأولى وهُـم كانوا في النهاية في بابـل الثانية، الوجـود الفعلي للكـلـدان وبغزارة في وظائف أكاديمية مرموقة كان ولا يزال ساحة نجاحِهم. مُكَوّنات القومية ليست أحزاب ولكن هي ثبات إسم القومية عبر التاريخ ثم اللغة والأرض التي عاش عليها شعب تلك القومية. عُــمِـر الأحزاب في العالم لا يصل إلى مئة سنة، هل تكوّنَت القوميات في العالم قبل الاحزاب، هذا هو سؤال في إمتحان محو الأمّــية. عدد الناس الذين ينتمون الى الأحزاب في أي دولة هو أقَل بكثير من عدد سكان الدولة.

القومية في تاريخ البشرية كلها كانت عبارة عن قناعة ويقين بالأنتماء الى مجموعة بشرية يشترك أفرادها بتاريخ مشترك عاشوا خلالة بأستمرار وبشكل ثابت على أرض محددة في مدن متجاورة أشتركت باللغة والدين والملبس والعادات والتقاليد. الكلدان حافظوا على مئات الكلومترات المربعة من أراضي زراعية في أطراف الأقضية والنواحي الكلدانية إلى أن تم إغتصابها بعد عام 2003 وإقامة مُسْتَوطنات سكنية فيها للأثوريين الذين تم إستِقدامهم من مصادر مجهولة وحتى من خارج العراق.

1ـ من جهة اللغة، الكلدان هم اللذين حافظوا على اللغة الكلدانية من خلال طبع الكتب الكنسية وتعليم اللغة للاطفال.

2ـ ومن جهة الدين، الكلدان هم اللذين عَلّموا ويعَلّمون التعليم المسيحي للصغار ويمارسون الطقوس الكنسية في مئات الكنائس في العراق. أديرة الكلدان ومدارسهم اللاهوتية درس فيها حتى تلاميذ من الكنيسة النسطورية وتخرجوا منها.

3ـ ومن جهة الانتماء للارض، الكلدان هم اللذين تمسكوا باراضيهم وعاشوا في العراق باستمرار في الظروف الصعبة والسهلة مئات والاف السنيين ونجحوا في بناء مدن كبيرة مثل بغديدي (حمدانية) وعينكاوة والقوش وتلكيبى وكرمليش وتلسقف وكويسنجق وارموطا وبرطلة وزاخو وديربون ومانكيش واينشكي ولم ينجح الاثوريون في الاحتفاظ ولو ببضعة امتار مربعة او قرية صغيرة في العِراق.

اذن مالمغزى وما الداعي من وجود اسم اخر (مثل الآثوريين) تحت الشمس ينافس الكلدان على الساحة في الوقت اللذي اثبت الكلدان لكل العالم عبر الاف السنين انهم لوحدهم قادرون على المحافظة على تركيبتهم القومية والدينية.

من حقنا ان نستغرب لماذا لا يأخذ الآثوريون لهم تسمية ثابتة ومستقرة باعتبارهم غصن في الشجرة البابلية (سفر التكوين 10 الآية11) التي تضم الكلدان والسريان ايضا. إذن لماذا يقف الآثوريون ضد الوحدة؟ لماذا يعطوا للاخرين انطباعا بأنهم يفتقدون الى التسمية القومية الثابتة والمستمرة من خلال اختراع تسميات متذبذبة تختلف وتتغير كل مرة. فهم في السليمانية ومع الشيوعيين كلدوأطور، و في أربيل الجيش الليفي الكلداني السرياني الآشوري، وثم أطورايا، اثورايا، اثورنايا …الخ. لماذا لايفتخر الآثوريون بانتماءهم القومي البابلي ولغتهم الكلدانية كي يتخلّصوا من ازمة التسمية الغير المستقرة ومن مُشكلة إختراع تسميات قومية.

يبدوا إنك مُنْبَهِر بنجاحات الزوعة، يا أخي تاريخ العراق المكتوب مضى عليه أكثر من خمسة آلاف سنة، نجاح وفشل الشعوب التي عاشت في العراق لا يُقاس إطلاقاً بالراتب الذي تقبضه حضرتك من الزوعة. في كل المحافل الأجتماعية والوظائف و =الحِـرَف، الإنسان يفتخر بألأنتماء اليها إذا كانت فعلا مُـثْـمِـرة أو مُنتجة. بل وإن الناس يُـعـَلـّقون قطعة على باب مكتبهم يكتبون فيها أسمائهم كي يعرفهم الناس. إذا كنت واثقاً من صحة إنتمائك إلى الزوعة، لماذا تـكْـتُـب بأسم مُستَـعـار ولا تَـكْـشِـف أسمِك الثلاثي واللقب، أنت أثوري (نسطوري)، أنت جزء من اللعبة الرخيصة التي يمارسها الزوعة (= الحركة المشبوهة الـ لا ديمقراطية والـ لا شورية) إذ يُكـَلّف زوعاويين للهجوم على الكلدان بأسماء مُسْتَعارة، ويُـكَـلّف أخراً للكتابة ضد الكرد والعرب تحت إسم مُسْتَعار هو إياد محمود حسين في مقالات نشرها بموقع بوابتي.

أمّـا حول نجاحات الآثوريون، أدعوك للتأمّل في الكوارث التالية التي جلبها الآثوريون على المسيحيين في الشرق:ـ

أ- قبل المسيح، الآشوريون في ايام حكمهم لم يُقِدموا شيئا غير إحتلال الاقاليم المجاورة والتجاوز على حدود الأُمَمِ المُجارة. ذلك جَعَلَ الآشوريين في حالة خوف من إحتمال الهجوم المُقابل من الشعوب المُجاورة. لذلك حَبَسوا نفسهم داخل نينوى وبنوا حولها سوراً. التلاعب من قبل ملوك اشور بالتوزيع الجغرافي للقوميات مذكور في الكتاب المقدس في سفر اشعيا فصل ١٠ الاية ١٢ـ ١٥ وكالاتي: الرَّبُّ سَيُعَاقِبُ مَلِكَ أَشُّورَ عَلَى غُرُورِ قَلْبِهِ وَتَشَامُخِ عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ يَقُولُ: بِقُوَّةِ ذِرَاعِي قَدْ صَنَعْتُ هَذَا، وَبِحِكْمَتِي، لأَنَّنِي فَهِيمٌ ! قَدْ نَقَلْتُ تُخُومَ الأُمَمِ، وَنَهَبْتُ كُنُوزَهُمْ. و في سفر اخبار الايام الثاني ٣٢: ١٧ ـــ ١٩: ملك أشور يتفاخر بانه غازي شرير ولا توجد أمة تَسلَم من احتلاله: وَكَتَبَ الْمَلِكُ الأَشُّورِيُّ رَسَائِلَ عَيَّرَ فِيهَا الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ فِيهَا: «كَمَا أَنَّ آلِهَةَ أُمَمِ الأَرْضِ عَجَزَتْ عَنْ إِنْقَاذِ شُعُوبِهَا مِنْ يَدِي، كَذَلِكَ لاَ يُنْقِذُ إِلَهُ حَزَقِيَّا شَعْبَهُ مِنْ يَدِي».

ب- رجاءاً إنظروا إلى خارطة المنطقة ثم إسألوا أنفسكم: إذا كان موطنالآثورين هو بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات، ما الذي أدّى إلى إنقراضهم في العراق وطردهم إلى جبال هكاري في تركيا وأورميا في إيران. السبب قبل المسيح كان هجوم نبوخذنَصّر وإنتقامه من أهل نينوى وتدميرها، وبعد المسيح كان السبب إنشقاق نسطورس بتحريض الفرس الذين جمعوا أتباع نسطوروس في بلاد فارس لجعلهم حركة سياسية فارسية ضد الأمبراطورية الرومانية (نفس العبة السياسية لعبتها بريطانيا مع النساطرة بعد الحرب العالمية الأولى عندما جَنّدَتْهم في الجيش اليفي سيء الصيت). وهكذا إنقرضوا من أطراف نينوى وأصبح إسمهم الرسمي طورايي (ناشد طورا).

ج- قُبيل الأسلام كان يعيش بين العرب مجموعتان مسيحيتان، الغساسنة في الشام والمناذرة في الحِيرة/ كوفة الحالية في العراق. وكان المسيحيون في الحيرة يتبعون الكنيسة الفارسية بمذهبها النسطوري. لذلك عندما إشتبك العرب المسلمون مع الفرس في بداية الفتح الإسلامي، إستنجاد نساطرة الحيرة بأسيادهم الفرس جعل الجيش العربي بقيادة خالد بن وليد يزحف عليهم ويقتل منهم ما يقارب سبعون ألفاً مما ادى ألى إنهاء الوجود المسيحي في الحيِرة (كوفة).

د- في فترة حكم المغول (1258 إلى 1534م)، زحف مغول إيران غربا بزعامة هولاكو نحو ميزوبوتامية بمثابة عاصفة مدَمّرة أحرقت الأخضر واليابس في عاصمة العباسيين بغداد التي كانت عاصمة العالم علمياً وعِمرانياً. كان هولاكو وثنياً ولكنه تعاطف مع النساطرة بعد أن وهبوا له إمرأة نسطورية كان إسمها دكوزخان، وهكذا تحالف النساطرة مع غازي إحترف القتل والدمار على حساب الطوائف المسيحية الأخرى.

ه- خيانة الآثوريون لِوَطنِهم تركيا في حرب القرم 1854 – 1856 وتحالفهم مع بريطانيا أدى بعد عشرين سنة من ذلك إلى رد فعل ضد المسيحيين في شرق تركيا من قبل السلطان عبدالحميد الثاني. بعد ذلك وفي أحداث الحرب العالمية الأولى تحالف الآثوريون مرةً أخرى مع روسيا أولا وثم بريطانية ثانية، الإمراطورية العثمانية فسّرَت ذلك التحالف بأعتباره دينياً ضد تركيا الأسلامية، ذلك أدى إلى إعلان الدولة العثمانية جهاداً مقدساً ضد المسيحيين في داخل الأمبراطورية العثمانية وضد “الدول المسيحية” روسيا وبريطانيا. النتيجة كانت خسارة هكاري و أورميا.

و- بعد أن جلبتهم بريطانيا من هكاري وأورميا الى العراق، إشترك الآثوريون مع بريطانيا في قتل الأكراد في إنتفاضة بهدينان عام 1919. بعد ذلك قام الأثوريون وهم في العراق بصفة لاجئين بتمرّد عسكري ضد الحكومة العراقية الفتية، ذلك أدى الى إنتقام شامل ضدهم فيما بعد من قبل رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن الكردي بكر صدقي في مذبحة سُمّيل.

ز- إنجازات الأحزاب الآثورية في العراق بعد عام 2003:ـ

بعد عام2003 إشتَعَلت حرب طائفية في العراق كان (ولا يزال) يذهب ضحيّتُـها عشرات ومئات الناس يومياً. في الدّوَل التي تحترم شعبها، تعلن حداداً عندما يموت بضعة عشرات من شعبها مثلاً بحادث سقوط طائرة. الأحزاب الآثورية في العراق بعد عام 2003 من خلال قناة عشْتار وقناة أشور الفضائية كانت تَـتَـعَـمّـد في تقديم حفلات الرقص وبالذات عندما كان القتلى يسقطون يوميا في وَسَط وجنوب العراق. هنا الأحزاب الأثورية قالت كلمتَـها بوضوح: نحن لسنا عراقيين ولا يَهُمّـنا حتى لو يموت المئات من العراقيين يومياً.

إقرأوا الحِكْمة التالية حول الملِك سليمان في سِفر الملوك الأول، الفصل الثالث، الآية 16 – 27: “حينئذ أتت امرأتان زانيتان إلى الملك ووقفتا بين يديه. فقالت المرأة الواحدة: استمع يا سيدي. إني أنا وهذه المرأة ساكنتان في بيت واحد، وقد ولدت معها في البيت. وفي اليوم الثالث بعد ولادتي ولدت هذه المرأة أيضا، وكنا معا، ولم يكن معنا غريب في البيت غيرنا نحن كلتينا في البيت. فمات ابن هذه في الليل، لأنها اضطجعت عليه. فقامت في وسط الليل وأخذت ابني من جانبي وأمتك نائمة، وأضجعته في حضنها، وأضجعت ابنها الميت في حضني. فلما قمت صباحا لأرضع ابني، إذا هو ميت. ولما تأملت فيه في الصباح، إذا هو ليس ابني الذي ولدته. وكانت المرأة الأخرى تقول: كلا، بل ابني الحي وابنك الميت. وهذه تقول: لا، بل ابنك الميت وابني الحي. وتكلمتا أمام الملك. فقال الملك: هذه تقول:هذا ابني الحي وابنك الميت، وتلك تقول: لا، بل ابنك الميت وابني الحي. فقال الملك: ايتوني بسيف. فأتوا بسيف بين يدي الملك. فقال الملك: اشطروا الولد الحي اثنين، وأعطوا نصفا للواحدة ونصفا للأخرى. فتكلمت المرأة التي الطِفل الحي هو إبنها إلى الملك لأن أحشاءها اضطرمت على ابنها، وقالت: استمع يا سيدي. أعطوها الولد الحي ولا تميتوه. وأما تلك فقالت: لا يكون لي ولا لك. اشطروه. فأجاب الملك وقال: أعطوها الولد الحي ولا تميتوه فإنها أمه لأن لا تُريد موته.”

إنجاز أخر حَقّـقَـتـهُ الأحزاب الآثورية في العراق بعد عام 2003 هو إنه عندما كانت كنائس الكلدان والسريان في العِراق تُـفَـجّـر وكان المسيحيون يُذْبـحون في بيوتهم، كان هناك صوت آثوري في كردستان يقول للمسيحيين في وسط وجنوب العراق، تعالوا الى شمال العراق كي نؤسّـس ونبني لكم مُحافظة خاصة في سهل نينوى.

ح- الزوعا أيضاً يفتخر بكم. أنا يعجبني أفلام الطبيعة وعالم الحيوان. هل رأيت يوماً أي نعجة أو خروف من القطيع يكون ضحية الحيوان المُفترس، الضحية تكون النعجة أو الخروف الـمُـصاب او بطئ الحركة الذي لا يستطيع اللحاق بالقطيع. في أوروبا هناك حالة جديدة للتطوع للموت (إنتحار) تُسمّى إِيوتَنازيا (الأنسان العجوز الذي تنتشر الأوجاع والأمراض في جسمه ولا تستجيب للعلاج). الكلداني الذي يتطوع في الزوعا يعمل إنتحار إِيوتَنازيا لأنه يتطوع لقتل قوميته. كلمة الكلدان لِمَن يتطَـوّع في حزب الزوعة هي: دعوا الموتى يقبرون موتاهم، وأنتم الكلدان توجّهوا لبناء الحياة وليس إلى مسيرة الموت.

 د. عبدالمسيح بويا يلدا

You may also like...