رحلتي الى سان ديكو(4)


قبل عقد المؤتمر بأيام ، كانت لنا لقائاتنا وحواراتنا ونقاشاتنا ، مع ابناء

شعبنا الكلداني في المهجر \ سان ديكو ، حصلت تساؤلات مشروعة ،

غالبيتها حول المؤتمر المنوي عقده ، وحيثيات الحوار والنقاش بين ابناء

الشعب الكلداني الواحد ، من اجل الوطن والشعب العراقي عموما ،

ومكوناته المضطهدة من الاقليات القومية والاثنية ونخص بالذكر الكلدانية

خصوصا.


أجابتنا كانت الأنطلاقة من مرحلة الصفر ، رغم الارث الغني بنضال شعبنا

وتضحياته الجسيمة ، داخل القوى الوطنية الديمقراطية واليسار تحديدا ،

ولا زالت قوى شعبنا القومية والاثنية ، تعمل مع هذه القوى ، بتفاني

وأخلاص من اجل حب الوطن وسعادة الشعب ، بعيدا عن الغاء حقها

القومي والاثني ، بنكران الذات بعيدا عن مصالحها الشخصية ، كون

شعبنا يعاني التهميش والتغييب والارهاب ، في ارضه وبلده الاصيل ، فهم

يحاربونهم بالـتآمر المستمر بنوايا عنصرية قومية ، على ارض الآباء

والأجداد ، لقرون عتيدة من الاضطهاد والعنف والقتل والارهاب ،

لتشريدهم من ديارهم العامرة والقضاء على حضارتهم التاريخية ، من

خلال تسييس الدين تارة ، وممارسات قذرة لأنظمة شمولية دكتاتورية

أستبدادية أرهابية تارة أخرى ، لذا مطلوب من الخيرين من شعبنا ،

الالتقاء لوضع الاسس المتينة لوحدة شعبنا الواحد ، بترتيب البيت

الكلداني ونهضته أولا ، ومن بعدها الحوار والحوار وثم الحوار ، مع

الأخوة الآخرين الذين يمدون اياديهم ، بصدق ومحبة للحوار الاخوي

البناء ، بلا غالب ولا مغلوب ، أحتراما وتكافئا وتكافلا لخدمة قوميتنا

الكلدانية وشعبنا المسيحي خاصة والعراقي عامة ، متفاعلين مع الجميع

وطنيا وأنسانيا ، بعيدا عن الانتقاص والتهميش والتغييب لدور الآخرين ،

والتعاون لقلع جذوب الارهاب والاستبداد ، وصولا لبناء مجتمع تسوده

الحرية على اسس ديمقراطية قانونية ، لتوفر الحياة الكريمة بضمان

صحي واجتماعي ودراسي ، بعدالة دائمة وفق للقانون العادل من غير

تمييز ، وانهاء للفقر والعوز ، بقلع تواجد البطالة ، وتوفير العمل اللائق

بخدمات دائمة ، من ماء وكهرباء وصرف صحي ، مع تطور الزراعة

والصناعة ضمن خطط عملية وتخطيط مدروس سلفا ، من خلال برامج

عملية مهيئة لهذا الغرض.


نوايا المؤتمرين:


اننا نسعى جاهدين ، من أجل بناء الانسان وعافيته وديمومة بقائه ، على

ارضه الوطنية الاصيلة ، لنعزز انسانيتنا ووطنيتنا وفي خدمتهما ، وعليه

نكون قدمنا خدماتنا لشعبنا ، بعملنا وفعلنا الانساني ، من الوجهة الوطنية

المحقة ، في البناء الديمقراطي السليم ، على اساس الوعي الثقافي

والفكري الوطني ، في تقبل النظرية الديمقراطية من الوجهتين الأجتماعية

والسياسية ، وتطببيق اسسها على ارضية سليمة تخدم المنطلقات

الانسانية ، وفق امكانياتنا الذاتية الصرفة ، من دون الاعتماد على اية

جهة ممولة ، لا مدنية ولا سياسية ولا كنسية ، بل الاعتماد والتضحية

الفردية الشخصية لكافة مندوبي المؤتمر ، ونحن نعتقد هذه قوة متميزة

لنجاح مؤتمرنا ومسيرتنا ، مقدرين ومحترمين ضيافة البيت الكنسي ،

الذي هو ملك للجميع ، وابوابه مفتوحة أمام الجميع ، ونحن أحرار في

بيتنا الكنسي ، من دون أملاءات أو تدخلات من هنا وهناك في هذا المكان

المقدس ، (بيت الرب) وهنا نعتقد اننا نملك القوة التي لا يستهان بها ،

كون قراراتنا حرة ومواقفنا حرة ، وتوجهاتنا سليمة ، وعليه توكلنا على

شعبنا الكلداني وقدراته الذاتية ، لتعزيز وبناء مسيرته الذاتية من اجل بناء

(النهضة الكلدانية) وعليه سمية المؤتمر بالمسمى.


التدخل الغير السليم:


كنا على أمل اللقاء مع زملائنا ، في المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد في

أمريكا وكندا ، وللاسف تبين أعتذارهم عن الحضور ، بسبب تدخلات غير

موفقة من قبل مضيفي المؤتمر ، حاولت تفريق الصف الكلداني على

أساس الحرص ، من وجهة نظرها الخاطئة ، والمدانة من قبلنا كطبقة لها

حضورها والمامها المشهود ، على الساحتين الوطنية والقومية ، ونحن

توقعنا هذا الاخفاق ، نتيجة تصرفات فردية مشينة ، وهو بالتأكيد مزق

وساهم في تفريق البيت الكلداني ، كونه يفتقر للموضوعية ودراية في

الشأن المدني ، لكن جهود الخيرين والواعين من الحضور ، الذين تمكنوا

من سد جميع الثغرات التي حصلت ، وهي جديرة بردمها وترميمها منذ

اللحظة و مستقبلاّ ، بالأضافة الى وعي اخوتنا وأعزائنا ، في المنبر

الديمقراطي الكلداني الموحد ، لتقييم الامور وتقدير الوضع ، رغم الألم

والحيف والغبن ، الذي اصابهم وزملائهم أعضاء المؤتمر ، وهي بالتأكيد

نقطة سلبية على المؤتمر ، نشخصها الآن لنتجاوزها مستقبلا ،

والخيرين الطيبين من شعبنا ، سينظرون اليها بمنظار واضح ودقيق ،

كي لا يتكرر الخطأ مستقبلا ، ونحن في الأتحاد العالمي للكتاب والادباء

الكلدان ، ومعنا الكتاب الكلدان الغير المنتسبين للاتحاد ، تجاوزنا الأزمة

منذ اللحظة الأولى قبل انعقاد المؤتمر وبعده ، متواصلين مع المنبر

الديمقراطي الكلداني الموحد ، بشكل مستمر خدمة لقضية شعبنا العادلة ،

وهو الموقف الذي يثمن الجميع عليه ، لاننا طوقنا السلبية وحولناها الى

ايجابية ، وفي خدمة المؤتمر الكلداني الاول .


الأنتخابات الاولية:


قبل يوم من انعقاد المؤتمر ، اجتمعنا عصرا في 29\3\11 ،  أجرينا

أنتخابات ديمقراطية فازت لجنة رئاسة المؤتمر من أربعة زملاء ، كل

من:1.الزميل د.عبداللة رابي 2.الزميل أبلحد أفرام 3.الزميل حبيب تومي

4. الزميل د.نوري بركة ، وبعدها تم انتخاب رئيس المؤتمر من بين هيئة

الرئاسة ، واتفق على ان يكون الزميل ابلحد أفرام رئيسا للمؤتمر ، من

بين اعضاء هيئة الرئاسة المنتخبة ، وبعدها فتح باب الترشيح الى لجنة

صياغة البيان الختامي ، فاز ستة اشخاص بطريقة ديمقراطية وهم كل

من: 1.الزميل د.كوركيس مردو 2.الزميل بطرس آدم 3.الزميل صباح

دمان 4.الزميل مايكل سيبي 5.الزميل نزار ملاخا 6.الزميل ناصر عجمايا

كاتب هذه السطور. سنوافيكم لاحقا بعمل اللجنة بحلقات قادمة ، نسترعي

المتابعة من أصحاب الشأن والقراء الاعزاء.


اللقاء مع جمعية مار ميخا الخيرية:


كان لنا لقاء وحوار اخوي ، مع الاخوة أعضاء جمعية مار ميخا الخيرية ،

في احد نوادي الكهون في سان ديكو ، بخصوص المؤتمر وحيثياته وما

يتمخض عنه ، كبذور اولى واسس البناء لواقع كلداني مرير ، وما يترتب

علينا عمله لمستقبل شعبنا في الوطن والشتات ، كان فعلا فعالية نشطة

وحوار بناء ، واختلاف في وجهات النظر المتنوعة ، من قبل رئيس

الجمعية والاعضاء الحاضرون من الهيئة العامة ، وتم الاجابة على جميع

الاسئلة بموضوعية ، من قبل رئيس الاتحاد العالمي للكتاب والادباء

الكلدان الاستاذ حبيب تومي ، والاستاذ سكرتير الاتحاد نزار ملاخا والكاتب

دومنيك القادم من سويسرا ، والزميل الكاتب سيزار هرمز والزميل ناصر

عجمايا كاتب هذه  السطور ، كان فعلا حوارا بناء لخدمة شعبنا ، وعكس

صدى كبير في التفاعل بين جميع الاخوة الحاضرين ، وشاء القدر ان

نلتقي ، بزملاء ورفاق درب طويل ، تجاوزت ثلاثة عقود ونيف من الزمن

، كانت حالة مشخصة ومؤثرة بين الاخوة والزمالة الطلابية وووالخ.


\لقائنا مع جمعية ماركوركيس:


بعد ذلك توجهت الى نادي آخر في الكهون ، لحضور لقاء مع الاخوة من

أهالي بلدتي تللسقف ، ولم يخلوا من الأسئلة من قبلهم ، جميعها متعلقة

بالمؤتمر وحيثياته وما يترتب من مستجدات ، على الساحتين الداخلية

والخارجية ، كان لقاءاّ وحواراّ جاداّ ، وتبادل الآراء والاسئلة والاجوبة ،

وما يخص القضية الكلدانية ومؤتمرها الأول في سان ديكو. وحقا كان

لقاءاّ مثمرا، في دعم قضيتنا الاساسية الوطنية والقومية ، في ظل بناء

ديمقراطية حقيقية في البلد ، وخدمة الانسان العراقي في الداخل والغربة

معا ، معتبرين اقامة المؤتمر الكلداني الاول في الشتات ، خطوة اولى

متقدمة في الاتجاه الصحيح ، آملين الى مزيد من اللقاءات والأجتماعات

ومؤتمرات مستقبلية ، على ارض الوطن كي يكون للكلدان ، صدى قوي

بين ابناء شعبهم العراقي ووطنهم الاصيل الغالي.


وبدوري أقدر شاكرا جهود ومشاعر وطيبة أهلي ، أبناء تللسقف الاصلاء

المغتربين في سان ديكو ، لكرمهم وأهتمامهم  ، بجميع اخوتهم الذين

حضروا المؤتمر القادمين ، من بلدة تللسقف \ العراق وأستراليا ،

شاركوهم باهتمامهم وحضورهم المؤتمر ، كما استمرارهم بدعواتهم لنا

جميعا ، في اماسي وحفلات مختلفة ودعوات خاصة في بيوتهم ، مما زاد

شعورنا وألفتنا وتقاربنا الواحد للاخر ، وكأننا عائلة واحدة كلدانية أصيلة

، ليس على ابناء تللسقف فحسب ، بل وجميع بلداتنا المؤقرة العزيزة التي

نعتز بها جميعا ، القوش ، باطنايا ، باقوفا ، تلكيف ، برطلة ، كرمليش ،

بغديدا ، وجميع قرى وقصبات داخل أرض كردستان العراق ، التي شاركت

المؤتمر ولم تسعفني الذاكرة لتعددها ، ولنجمعها (مدن وقصبات محافظة

دهوك وقضائي زاخو وشقلاوة وكويسنجق وناحية عنكاوة) ، وهذا ما تأكد

لنا ، أن شعبنا الحي الواعي يمكنه ، (ان يعمل المستحيل ، من اجل شعبه

ووطنه وقوميته ، بانسانية صادقة عفيفة راسخة فكرا وثقافة)


كل هذا يشجعنا ان نخطو خطوات الى الامام ، من اجل سعادة شعبنا

وحرية وطننا ، ونصونهما كما نصون حدقات عيوننا ، بعيدا عن مصالحنا

الذاتية الانانية المقيتة ، نخطو لنبني ، للعيش الآمن الأمين المستقر

المسالم .. والى الأمام يا شعبنا..


(يتبع)
ناصر عجمايا
ملبورن | استراليا
20\06\11
nassersadiq@hotmail.com

You may also like...