رثاء على روح المرحومة حبى يوسف پـولا

للاُمهات ِ الفاضلات ِ  فضلٌ على التاريخ .. والأُمُ الفاضلة ُ كالارض ِ الخصبة ِ  ، تمنحُ روحَها ونسغـَها الطيب للذي ينمو في احشائها ويترعرع في احضانها .

لقد منحت الطبيعة ُ  الأُمَّ  قوة َ تحمل ٍ لا حدود لها …

والمرحومة ُ حـَبى يوسف پـولا ،طيـَّبَ الله ثراها ،غنية ٌ عن التعريف ، لِما لها من منشأ صالح ،إذ تربت في بيت معروف بالتقوى وخدمة الصالح العام، ألا وهو بيت المرحوم يوسف پـولا، الذي له مواقف مُشرفة في بلدته القوش، وقد احسن في تربية اولاده ،ومنهم ابنته المرحومة حـَبى ، التي عُرفت بتقواها وعقلها الراجح وحرصها الشديد على بيتها وتربية اولادها ..وخاصة بعد ترملها في الاربعينيات من القرن العشرين .إذ إغتال شرذمة من قطاع الطرق زوجها المرحوم يوسف رمو , لتتحمل وحدها مسؤولية  تربية اولادها .وكأُم ٍ مثالية كرست كل حياتها على تربيتهم وتعليمهم وتثقيفهم ، وزرعت في نفوسهم  المُثل والايمان والمحبة وخدمة الكنيسة ، وسهرت على راحتهم ، وشجعتهم على الدراسة والصوم والصلاة .. وهي في متاعبها تلك ، وثقل مسؤولياتها لم تتركها يد القدر والاحزان لـِما هي عليه، بل افجعها  مرة اخرى برحيل فلذة كبدها  ابنها كليث وهو بعمر الورد  والذي اختطفته يد المنون في حادث جلل وكان ذالك في اواسط الخمسينيات من القرن العشرين.. فتحملت المُصاب كأمراة مومنة لا تنال منها يد القدر، بل زادتها اصرارا وايمانا على مواصلة الحياة وعلى العطاء . فكانت لها نشاطات اجتماعية وكنسية في العربية والسريانية ولها مواقف معروفة مشهود لها بين المؤمنين وبين ابناء القوش عموما .

إن رحيل الأُم حَبى ليس خسارة لاهلها ولبيتها ولاولادها واحفادها   فحسب بل لكل ابناء القوش ، لان المرحومة تركت لها بصمات لا تـُمحى في بيتها وفي الكنيسة وبين ابناء بلدتها ..

الرحمة لكلِّ  أمٍّ معطاء ، وفي مقدمتهن المرحومة حبى يوسف پـولا، ام داويذ رمو ، واسكنها الله فسيح جناته، والى اهلها واولادها واحفادها الصبر والسلوان .

حفيدك

عماد رمو

You may also like...