رؤية حول الموضوعات السياسية المقدمة الى المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي2

وثيقة الموضوعات السياسية :
لكي أركز في البحث حول هذه الموضوعة الاساسية , لا بد من تناول أولاَ ماتضمنته الوثيقه بجانبيها الذي يفترض ان يكونا متلازمين مترابطين وهما شكل الوثيقة ومضمونها لأنهما يشكلان ركنان اساسيان للوثيقة , ثم تاتي ملاحظاتي او الرؤية التي أقدمها عليها ثانياَ . وكرؤية أولية عامة حول المضمون بشكل عام ارى من وجهة نظري ,ان الوثيقة تضمنت شيئاَ جوهرياَ جديداَ من حيث الرؤية والتحليل والاستنتاج السياسي  , مع الوضوح في المضامين وتقديم حلول وبدائل عملية لحل أزمات البلد . وبهذا فأن الحزب الشيوعي العراقي كأنه يقول في هذه الوثيقه ان حزب فهد وسلام عادل بدأ يستعيد دوره في الحياة السياسية , وان لديه ادوات معرفية للقراءة والتحليل والاستنتاج مع حضور فاعل في المجتمع وبهذا كأنه بدأ بخطوات تؤهله للمسك بزمام المبادرة , فما تضمنتهه الوثيقه من حيث المضمون يؤشر ان هنالك  تطور في مواقف وسياسة الحزب . وأعتقد ان هذه الرؤية الجديدة نابعة من القراءة الدقيقة والصحيحة للواقع ومن شحذ الفكر الماركسي وتطبيقه على الواقع . ومن وجهة نظري أرى ان هذه الرؤية الجديدة هي الاكثر فاعلية والتي سيكون لها أثر كبير في ان يحتل الحزب مكانته التاريخية في الحياة السياسية . ولن تتوقف الوثيقه عند هذه الحدود ومن خلال قراءتي ارى ان الوثيقه تحمل خطاب سياسي جديد رغم واقعيته ومرونته لكنه يحمل مقومات الفعل والتأثير , المقصود بالفعل والتأثير هو ابعاده الجماهيرية ومضامينه السياسيه المحمله بحاجات الجماهيرومطاليبها وحقوقها وحرياتها وأمن المواطن والوطن, مع سماته حيث يتسم بالوضوح والجرئة والنقد وتسليط الاضواء على أس الأزمة السياسية وكذا يشير الى اسباب الازمات الاقتصادية والاجتماعية وما نتج عنها من حيف كبير لحق بالشعب ومخاطر تهدد الوطن .  وكأن هذه المضامين تقول لاعضاء الحزب وجماهيره ولجماهير شعبنا , آن الأوان الى الفعل الجماهيري , آن الأوان للنضال المشروع السلمي وفق الدستور والممارسة الديمقراطية  , لاجل انقاذ الشعب والوطن من الازمات التي صنعها نظام المحاصصة الطائفية والقومية ولنصنع جميعاَ دولة المواطنة .
والجديد الآخر في مضمون الوثيقة ان الحزب الشيوعي العراقي بؤكد في هذه الوثيقة على العلاقة الديالكتيكية بين الرؤية السياسية الجديدة وبين الخطاب السياسي الجديد والذي لا يمكن الفصل بينهما في التطبيق . وهذا مؤشر جديد ان الحزب الشيوعي العراقي في الطريق لاستعادة دوره التاريخي والالتحام ثانية مع جذوره الاجتماعية مع جماهير الشعب ليواصل النضال معها لتحقيق طموحاتها وترسيخ الديمقراطية في المجتمع والدولة .
اطرح سؤال مشروع هنا : من سيكون القادر على حمل هذا الخطاب السياسي الجديد للحزب؟
بلا شك الحامل له هو عضو الحزب الفاعل الناشط في وسطه الاجتماعي هذا أولاَ وثانياَ اعلام الحزب الذي يفترض ان يكون جماهيري ومتطور وفعال وديناميكي ويتميز بسعة التأثير .
وثيقة الموضوعات السياسية أتناولها من حيث الشكل :
تتكون الوثيقة من 33 عنوان فرعي اضافة للعنوان الرئيسي , وتحتوي على 217 فقرة , متنوعة ومتداخلة في موضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وخدمية وحلول واستنتاجات داخلية اضافة الى تناولها للازمة السياسية وحلولها والوضع في كردستان والنظام الفيدرالي والاقاليم ومهام الحزب وحول الحركة الاحتجاجية واستنهاض التيار الديمقراطي . اضافة الى ما تضمنته من استعراض شيق للتطورات الحاصلة في المنطقة العربية وتركيزها على انتفاضات الربيع العربي وكذا القضية الفلسطينية , وخاتمة الوثيقة تضمنت موضوعتين هامتين هما تطورات الوضع الدولي في ظل نظام القطب الواحد وتوقفت عند الازمة العامة المالية والاقتصادية التي تواجة الراسمالية الآن , واشارت الى تأثر البلدان النامية في هذه الآزمة وخرجت باستنتاج هام هو فشل السياسة النيوليبرالية وثبتت الوثيقة استنتاج هام ايضاَ حول الرؤية للوضع الدولي في ظهور نظام متعدد الاقطاب. واشارت الوثيقة الى مهام الحركة الشيوعية وحركة اليسار العالمي واليسار في المنطقة العربية ووضعت رؤية لنضال الشيوعيين واليساريين والديمقراطيين في المنطقة العربية .
من الملاحظات التي يمكن تثبيتها على شكل الوثيقه هي :
1- عدد الفقرات او النقاط التي تضمنتها الوثيقه هي 217 فقرة , لوحظ ان كثير من هذه الفقرات تعرضت للاسهاب في الشرح رغم كثرة عدد الفقرات .
2- يلاحظ هناك كثير من الفقرات يوجد فيما بينها تداخل وتكرار من خلال الاستعرض المكرر للشرح ,  وكمثال على ذلك هو تحت (عنوان السيادة الوطنية) ثبتت فقرات من رقم 20 الى 29 تتحدث عن انسحاب القوات مع الحديث عن الوضع الامني وبناء المؤسسات الامنية …. الخ . ثم بعدها تنتقل الوثيقه الى عنوان جديد تحت اسم (الملف الامني وتطوراته) تضمنت فقرات عددها من 30 الى 37 تتناول بالشرح الملف الامني وتحريم تشكيل الميليشيات …. الخ وهذا يؤكد على ان هناك تكرار وتداخل فيما بين الفقرات .
3- اعطيه للوثيقه عنوان رئيسي الموضوعات السياسية , لكنها تتناول بمساحة كبيرة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والخدمات ….. الخ , وهذا التداخل من وجهة نظري اجده غير مبرر لسبب بسيط هو انه هناك وثيقه مطروحة على المؤتمر تتناول هذه القضايا الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وغيرها وهي وثيقة البرنامج . من هذا اجد هناك تداخل بين وثيقة الموضوعات السياسية وما تضمنته من حقول مختلفه مع وثيقة البرنامج .
4- وثيقه بهذا الحجم حيث تحتوي على 53 ورقه , تعتبر انها مصدر للبحث وللمعلومات ممكن ان تعتمد عليها مراكز البحث والمؤسسات البحثية والجامعات , لكن ارى ان الهدف الاساسي لها هو قراءتها وفهمها من قبل اعضاء الحزب واصدقائة ومن قبل الجماهيرليستوعبوا مضامينها . ولكنها بهذا الحجم الكبير يصعب قراءتها من قبل جمهره واسعه من يعنيهم الامر .
5- من هذا اقدم مقترح هو فصل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية عن الموضوعات السياسية رغم الترابط فيما بينهما وأهمية الفصل تكمن من وجهة نظري في :
– للتعريف وللتمييز بين سياسة الحزب اي خطه السياسي العام , وبين سياسته الاقتصادية والاجتماعية .
– ان الفصل في هذه الوثيقه يساعد الاعضاء الجدد والكادحين منهم لقلة وقتهم المخصص للقراءه يساعدهم على فهم الموضوعات السياسية ويسهل عليهم مناقشتها وابداء الملاحظات بصددها و تبنيها بعد المؤتمر والعمل بمضامينها .
– الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرهما اما ان تضاف الى البرنامج او تكون وثيقه خاصه بهذه المواضيع .
6- ارى ان الشكل الحالي للوثيقه بحاجة الى اعادة النظر فيه على ضوء الملاحظات اعلاه وذلك لأهمية الترابط بين الشكل والمضمون , فأن الشكل الحالي للوثيقه اذا لم تتم اعادة النظر فيه واختزاله فانه سيضعف مضمون الوثيقة .
ملاحظة / سأتناول في الحلقة القادمة عدد من الفقرات التي تشكل جزء اساسي من مضمون الوثيقه اضافة الى ذلك سأشير الى عدد من الاستنتاجات الهامة .

(يتبع)

19-2-2012

You may also like...