ذكـرياتي في رحاب الكـنيـسة ــ الحـلقة الرابعة ــ

نشيد الإستقـبال :

حـضر المطران عـبد الأحـد صنا المجـمع الـﭭـاتيكاني الثاني عام 1963 ولما عاد ، إستقـبلناه بنشيد من تأليف وتلحـين وتـدريب الأب يوحـنان چـولاغ ، وأتذكـّر بعـضاً من نصوصه وهي :

بْــنــَي ألقـوش نـﭘـْـصو حَــشـّـــــــــــــا مْـلـبّـوخـون ــــ إنـفـضوا الحـزن من قـلوبكم يا أبناء ألقـوش

مْـسَــقـــْــلو بْـجُـلـّـدْ ﭘـصْخـوثا ثيلِ بابوخــــــــــــون ــــ تـزيَّـنوا بملابس الفـرح قـد جاء أبوكم

شيـﭭـانا طاوا بدْواحا ﮔــْـيانِه ح مْــبَـدَلْ كـُـلـّــوخـون ــــ راعي صالح يفـدي نـفـسه عـوضاً عـن جـميعـكم

مْـعـيطو بْـخا قالا بشينا دْإيروخـون يا كـُمرا مْـعَـلـيا ــــ نادوا بصوت واحـد أهلاً برجـوعـكم يا فـخامة المعالي

بْـﮔـو لبّـا مشـْــتــَـقْ وْ لهْـــيا سْـﭘـيرَنْ إلــّــــــَوخـون ــــ بقـلب مشـتاق وملتهـب إنـتـظـرناكم

بطــْـلابا مّرْيا تـَـدْ ناطـيروخـون وْ مْـكاملْ نيتوخـون ــــ طالـبـين من الرب أن يحـرسكـم ويحـقق نياتـكم

إدْيـو خـزيلـَـــنْ نيخـوثا خـو ﮔــُـلـْﭘانِ دْ ﭘـَـيَـدتـّوخـون ــــ اليوم رأينا الراحة تحـت جـناح وجـودكم

مَرْيَمْ مْحَـمْيا مَرْعـيثــَن وْدَرْيا شـْلاما بصْـلوثوخـون ــــ مريم تحـمي رعـيتـنا وتـنشر سلاماً بصلـواتـكم

كــْـنوشـْـيا دْ ثيلوخــُـنْ مِنـّـه ح بْـنـصْــــــــــــحانِ ــــ المجـمع الـذي أتيتم من عـنـده بنـصائح

دارِ حُــبّـا وْ حـوياذا بـيـني كــُـلْ مْـهُـيـمْــــــــــــنِ ــــ يضع حـباً وإتحاداً بـين جـميع المؤمنين

دْ شوقي ﭘـولاغِ وْ هَـرّاطـِقــْـواثا وْ تـَـرْزِ دْ يـُـلـْﭘانِ ــــ كي يتركـوا الخلافات والهـرطـقات وأنـواع التعاليم

خــْـذا هَــيْـمانوثا مَكـرْزي كـَـهْـنِ بْـﮔـو كـُلْ دوكانِ ــــ إيماناً واحـداً يكـرز به الكـهـنة في جـميع الأماكـن

دْ رَخــْـشخْ بْـشوﭘاݒ دْ كـينِ دْ مِثــْـــــليه منْ زونِ ــــ لـنمشي عـلى خـطى المتـواضعـين الـذين ماتـوا منـذ أزمنة

يالـيوخْ كـُـلاّنْ وْ ﭘـيـرِ بَـسّـيـمِ دْ آنيه هـيــــــــلانِ ــــ جـميعـنا أولاد تـلك الأشجار وثمارها الطـيـبة

(( مع سـطرَيـن آخـرَين نسـيـتــُهـما مع الأسـف ))

يمكـنـني تعـويـضهـما بآخـَـرَين عـند الحاجة .

التـناظر الهـندسي في الخـَـلــْـق :

في صباح أحـد أيام الآحاد وبعـد إنـتهاء القـداس الإحـتفالي الذي أقامه المرحـوم المطران عـبد الأحـد صنا ، قال لأحـد الشمامسة وبحـضوري : أين موسى الساعـور ، قـل له أنْ يأتي إلى هـنا الآن ! ولما حـضر قال له ومؤشـّراً عـلى وجهه : موسـى ! قال نعـم سيّدنا ، قال المطران : أنظر لقـد خـلق الله وجه الإنسان بتـناسق جـميل ، فالأنف في الوسط والعـينان عـلى جانبـَيه وعـلى نفـس البُعـد ومثـلهـما الأذنان والحاجـبان وكـذلك الشفـتان في الوسط ، وهـكـذا أنت أيضاً حـينما ترتـّب المذبح ضع الشمعـدانات والمزهـريّات عـلى أبعاد متساوية من الوسط بتـنسيق جـميل ، أنظر إليها الآن عـلى المذبح هـل هي منسّـقة ؟ قال : ليست مرتـّبة بشكـل صحـيح والآن سوف أرتـّبها . قال له المطران : ليس الآن فـقـط بل كـل مرة أنظر إليها وتأكـّد منها ، قال : نعـم سيّـدنا .

دعـوة أخـوية من الموصل :

أتذكـّر يوماً من أيام شتاء عام 1963 أو نحـوه حـين كـنا مدعـوّين من قِـبَل تجـمّع الأخـويات في الموصل ، ذهـبنا وحـضرنا القـداس مع المرحـومَين المطـران عـبد الأحـد صنا والأب يوحـنان ﭽـولاغ ( وكاهـن آخـر لستُ متأكـداً من إسمه ) ثم تـناولـنا الفـطـور في إحـدى القاعات التابعة للكـنيسة ثم إنـتقـلنا إلى أحـد أديرة الراهـبات فـتـناولنا وجـبة الغـداء ، وعـندما حان وقـت المغادرة سَـلــّمنا عـلى المضـيّـفـين وإتجـهـنا إلى ألقـوش وعـبرنا قـرية تللسقـف والأمطار غـزيرة ، فـوصلنا منخـفـض الوادي فـشاهـدنا الطريق مغـمورة بمياه عـميقة لا يمكـن عـبورها مما إضـطــُرِرنا إلى الإنـتـظار إلى أنْ لاحـظـنا بدء إنخـفاض مستوى سطح المياه المتجـمّعة عـند الوادي فـتـمكـَّن سائقـنا من إجـتيازها بأمان ، فـوصلنا متأخـرين وأهـالينا قـلقـين عـلينا .

معـلـّمي الأول للغة الكـلدانية :

تصل بي ذاكرتي القـوية إلى أيام الدراسة المتوسطة والإعـدادية في ألقـوش (بناية شيشا) حـيث كان يوسف صادق شكـوانا زميل الدراسة إضافة إلى كـونه رفـيقي في الأنشطة الكـنسية . كان قـد سبقـني زمنا في خـدمة القـداس حسب الطـقـس الكلداني وكـذلك في قـراءة وكـتابة اللغة التي كان هـو يسميها (كـلذايا) اللغة الكلدانية . كما أتذكـر جـيدا جـدا أنـنا في أحـد الدروس الشاغـرة في الصف الثالث المتوسط 1963 بقـينا في داخل الصف وطلبتُ منه أن يكـتب لي حـروف لغـتـنا الجـميلة عـلى ورقة وتقابلها الحـروف العـربية لفـظا ، ولما لبى طلبي استطعـتُ أن أحـفـظها مع كـتابتها خلال ذلك الدرس الشاغـر فـقـط . إذن يوسف شكـوانا هـو معـلمي الأول لهـذه اللغة . ثم بدأتُ أحـضر مع الأطـفال ــ وأنا كـبـير العـمر نسبـياً ــ دروس اللغة في ساحة الكـنيسة وبعـدها في بناية مار ميخا أيام العـطلة الصيفـية وذلك شوقاً مني في تعـلـّم لغة الآباء ، ولم تـتوفـر لي الفـرصة لتعـلـّم التفـسير ( ﭘـوشاقا ) إلاّ ما نـدر .

أول تسجـيل لصوتي ، مفـقـود :

حـينما نحـل في مدينة أو دولة أجـنبـية فإن أول ما يتـطرق إلى ذهـنـنا وكعادتـنا هـو زيارة الكـنيسة ( لأسباب نفـسية وتاريخـية ) فـفي العـطلة الصيفـية من عام 1964 سافـرتُ إلى كـركـوك وكالعادة ذهـبتُ إلى كـنيسة مار يوسف ، كـيف لا وهي الكـنيسة التي تـناولتُ القـربان المقـدّس فـيها للمرّة الأولى وتعـلـّمتُ فـيها التعـليم المسيحي الأساسي . ولما حان وقـت القـداس وإستعـدّ الكاهـن تـقـدّمتُ بصورة عـفـوية إلى المذبح للخـدمة ولم يقـترب أحـد غـيري ، فـلما بدأ الكاهـن صلاته كـنتُ أنا الشـماس وهـكـذا خـدمتُ ذلك القـداس موظــِّـفاً ومستـثمراً ما خـزَنـَـتــْه في ذاكـرتي من نبرات ومنحـنيات المقامات التي تعـلـّمْـتـُها من الأب يوحـنان ﭽـولاغ ذي الحـنجـرة النادرة . وكما تعَـوّدنا في ألقـوش فالشماس ينـتـظر عـند نهاية القـدّاس مع الكاهـن ليساعـده في طي حـلـّـته وترتيـبها ليضعـها في مكانها ، وهـكـذا فـعـلتُ مع الكاهـن المشار إليه ، ولما أنهـيتُ واجـبي قـبّـلتُ يده ثم إستأذنتُ منه للمغادرة وهـنا إستوقـفـني سائلاً إيّاي وقائلاً : هـل أنت ألقـوشي ؟ قـلتُ : نعـم . قال : هـل أنت من تلاميذ القـس يوحـنان ﭽـولاغ ؟ قـلتُ : نعـم . ثم أردف يسألني : أين تسكـن ؟ قـلتُ : أنا من ألقـوش وزائر عـند بـيت أخـتي في كـركـوك ، قال : إذا ذهـبتَ وتـناولتَ فـطورك هـل يمكـنك أن تحـضر هـنا في الساعة الحادية عـشر ؟ قـلتُ له : نعـم دون أن أسأله عـن الغاية . ولما حـضرتُ في الموعـد المطلوب ودخـلتُ هـيكـل الكـنيسة شاهـدتـُه ومعه شاب يساعـده في ربط الأسلاك بجهاز تسجـيل ومايكـروفـون ، وأخـبرني أنـنا سوف نسجّـل بعـض الألحان والأناشـيد . وفـعلاً سجـلنا نشيد : اليوم كـنتُ راكـعاً أصلـّي … ، حـبك يا مريم … ، إليك الورد يا مريم … ، قـد أتى اليوم الذي أعـدّه القـدير … ، وأناشيد أخـرى كـثيرة بلغـتـنا لستُ أتـذكرها . إنّ هـذا الكـاهـن كان الأب المرحـوم فـيليب هـيلاي (( وشاءتْ الصـدفة أنْ رأيتــُه بعـد سنين طـويلة في كـنيسة العائلة المقـدّسة في البتاويّـين في مكـتبه وأسْمَعَـني من شريط كاسيت بعـضاً من الألحان ثم سألني : ما رأيك بهـذه الألحان ومَن الذي يرتـّـلها ؟ قـلتُ : إنّ الألحان بديعة أما المرتـّـل أخـمّـنه فـيروز ، فـضحـك ! قـلتُ له : إني أتصوّر وأخـمـِّن ذلك ولا يُشـترط أن يكـون جـوابي صحـيحاً ، فـضحـك أكـثر ثم قال : ألا تعـرف مَن المرتـّـل ؟ قـلتُ : لا ، فـقال : إنه صوتك في سنة 1964 !! فإندهـشـتُ لِـما آل إليه صوتي بعـد تلك السنين ، ومع كـل الأسف فاتـني أن أطلب نسخة منه )) . وبالمناسبة فإنّ الأب فـيليب مَوْصِليّ المنشأ ، ومن خـدمته الطويلة في الكـنيسة وإحـتكاكه بالملل المخـتلفة من أبناء جاليتـنا الكـلـدانية إستطاع تعـلـّم لغـتـنا المحـكـية ( بالإضافة إلى اللغة الكـلدانية الفـصحى التي درسها في السيمينير ) وقـد قال لي مرة : إنـني تعـرّفـتُ عـلى كل اللهجات الكـلدانية ولكـن لهجة ألقـوش متميّـزة في رصانـتها وقــُوّتها عـند سمعِـها وهي جـذابة تــُعـجـبني أكـثر من غـيرها .

أول قـراءة لي وبمفـردي أمام الناس :

كان طـلاب الـسيمينير ( المعـهـد الكـنوتي ) الألقـوشيّـون يقـضون عـطلتهـم الصيفـية عـند أهـلهـم في ألقـوش ، ويشاركـون في الخـدمة وتعـليم اللغة الكـلدانية في الكـنيسة ، وكان الأخ أبلحـد عـيسى غازي أحـدهـم ( ترك السيمينير بـعـد ذلك ) وتعـلـّـمْتُ أول قـراءة للكاروزوثا – نـْـقـوم شَـﭘـّـيرْ – عـلى يـده ، ولما قـرأتـُها للمرة الأولى في صلاة الـرمشا وأنا واقـف في الوسط ، صارتْ يدايَ ترتجـفان بصورة واضحة وكاد كـتاب الـ ( سَهْـذيه ) يقـع من يـدي ، ومن بعـد ذلك صار الأمر طبـيعـياً .

المُغـرّدة حُـجـِبَتْ ، والناعـقة تـقـدّمتْ فـمَن يصنع الأحـداث ؟

أما جـمعة الآلام وما أدراك ما جـمعة الآلام ، حـقاً كان مظهـر الأحـزان يرتسم عـلى وجـوه الناس وكأنّ حـدثاً مُفـجـعاً قـد ألـَمّ بهم ، فـكانـت الإبتسامة عـند أكـثر الناس مخـجـلة بعـض الشيء كل ذلك ينبع من ذاتـنا بصورة عـفـوية ، فـهـكـذا كانـت المشاعـر تــُبنى عـند كـل واحـد بإيحاء من البـيئة الإجـتماعـية البسيطة والطبـيعة الكـنسية التي يخـيم عـليها السواد تارة ، ومن القادة الكـنسيّـين مَـثــَـلـُـنا الصالح تارة أخـرى أولئك الآباء الذين كانـت جـروح المسيح تـتراءى أمامهـم طيلة حـياتهم . فـكـم من مرة سهـرنا مع الساهـرين في ( أتــْعـيرْ شـَـهْـريه زْمار شوحا بْـقالـَـيكـون …) حـتى الصباح مرنـّمين الألحان الحـزينة دون توقــّـف رغـم أنّ الكـنيسة فارغة من الناس ليلاً ! لأنّ رب الأكـوان إرتـقى الصلـيب ( سْـليق لـَـصْـليوا أو مـارا دْ برْياثا ……. ) ، وأمّـه تحـت الصليب تـبكي ( خـوثـدْ صْـليوا كـْـبَـخــْيا …. ) ، ويوسف من الرمثا سوف يُـكَـفــّـنه ويدفـنه ، فـمَن ذا الذي يحـلو له النوم وشـبل الأسد محـبوس ( و غـورْيا د أرْيا حْـويشْ … مَن نـذماخ شِـنـْــثا ؟ ) . ذكـريات نحـن صنعـنا أحـداثها بطاقاتـنا الفـردية فلا نـنساها ، ولكـن أين صانعي الأحـداث اليوم ؟ سواءاً أكانوا أفـراداً أم مجاميع ! لقـد حُـجـِـبَتْ الأصوات الملائكـية حَـسَداً ( لا طـْآنا دْ بـينا ) كي تـتوفـر فـرصة لبروز الأصوات النكـرة عـوَضاً عـنها ، وتـُمنع الطاقات الفـردية الخـلاّقة من التحـرّر بُخـلاً مِـن قِـبَـل ذوي الحـناجـر المعـوّقة ، بحـجة المشاركات الجـماعـية الفـوضوية ، فأيّ ذكـريات ستبقى للجـيل الجـديد ؟ إنها بـذرات متهـشـّمة لن تــُـنبـتَ سنابلاً .

نقاوة مياه المنبع العالي تـتلوّث في السـواقي :

في الحـقـيقة إني أرثي لحال البعـض الذين أسمعـهم يُرتـّـلون ويزيغـون عـن الأصالة ليس ذلك فـقـط بل يدّعـون أنّ زيغهم هـو الأصالة ولستُ أدري أيّ إرثٍ طخـسيّ أصيلٍ وأية مدرسة تـنبع من قـرية لا يعـرف إسمها إلاّ أهـلها ! لا بل يتجـنـّبون ذكـرها فـينـتحـلون لأنفـسهم إسم بلدة معـروفة كـبـيرة وقـريبة منها ويُـنسِـبون أنفـسهم إليها فـينـتـفـخـون بها . والجـميع يعـرف أن ألقـوش هي مَـدْرَسَة طـخـسية متكاملة بحـدّ ذاتها ، أفـلا يكـفـيها أكـثر من 2700 سنة من توثيقـها ، فالنجـم القـطبي يتلألأ في مكانه أينما دارتْ النجـوم في سمائها . ألقـوش هي التراث الإيماني والينبوع الكـنسي ، فـيها تـتجـسّد الأصالة المشرقـية ، فـهي ألحان ، أشعار ، أناشيد ، صلوات ، أخـويّـات ، وقــُل ما شـئتَ من الإيمان إشعاعات ، ولم يتجـرّأ أحـد أن ينـتقـد حـرفاً أو نبرة منها ، ولكـن الكـثيرين برعـوا في التعـبـير عـن غـيرتهم منها بطريقة أو بأخـرى .

ألقـوش ماسَة الدهـر وماؤه العـذبُ ، قـلعة فـيها الشجاعة والصُـلـْـبُ ، مركـز يشعّ منه الإيمان والحـبُّ ، هي الشـُعـراء والأدبُ ، يليق بها الإسم الرفـيع واللقـبُ ، ومَن لا تــُسِـرُّه كـلماتـنا فـليكـتب ما يكـتبُ ، فهي مركـز ثـقـل الأمة والعـجـبُ ، والكـلـدان شعـبها الطـيْـبُ .

وللـذكـرى أقـول أنّ المرحـوم المطران عـبد الأحـد صنا قـد ترك لمسة مِن عـنده عـليها وهي : في الـ ( كاروزوثا – صوما ) يتكـوّن كـل مقـطع فـيها مِن جـزءَين ، وبعـد كل جـزء يقـرؤه الشماس يُجـيب الشعـب بـ ـ آمين ـ متميّزتـَي اللحـن ، الأولى تكاد تكـون ترديداً سريعاً وفـجائية الوقـوف توحي بإنـتظار حـدَث ( أو دُعاء مثـلاً ) ، أما الثانية فـهي مـسترسلة عـند حـرف الـ ( آ ) بنغـمة مـمتـدّة توحي بالإستجابة ، ولما إستلم أبرشيّـته في ألقـوش غـيّر الـ ـ آمين ـ الأولى فـقـط فأصبحَـتْ مسترسلة عـند الـ ( يـ ) بنغـمة مُمتـدّة وبالإيحاء نفسه ، إنها آمين في كـلتا الحالتـَين . إنّ نظام الكـنيسة في قـرى العـراق كان يعـطي الدَور الكـبير للشمامسة على جانبَي المذبح ( ﮔـودا عْـلايا و ﮔـودا خـْـتايا ) وليس للفـتـيات ، إلاّ أن القـسُس في كـنائس المدن أصبحـوا تقـدّميّـين وآمنوا بحـقـوق المرأة أكـثر من المناضلين فـتجاوزا عـلى الشمامسة الرجال وأعـطـوا الأولويات للفـتيات وصِرْنَ يتحـدّين ويفـرضْن أنفـسهـن في بعـض الحالات عـلى الشمامسة الرجال كـما سأستعـرض ذلك بأمثـلة في بغـداد و خارج العـراق .

مايكل سيبي

 

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *