ديمقراطيتنا ليست كلمات على ورق / بقلم عصمت رجب

تعتبر الانتخابات العامة في اي بلد مقياسا اساسيا لدرجة تمسكه بالممارسة الديمقراطية الحقيقية كما تبين مدى الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي للجماهير، وان نجاح سير العملية الانتخابية في إقليم كوردستان بهذا المستوى من الرقي، والتي جرت في الحادي والعشرين من الشهر الحالي وبمشاركة 73.9% من مواطني اقليم كوردستان لهو دليل واضح وواقعي لما وصل اليه المجتمع الكوردستاني من فهم للديمقراطية وتمسكه بها كما فهمه للعملية السياسية في الاقليم، والتي تعتبر ” العملية الانتخابية ” اساس قوي من اسس ثباتها واستقرارها، والتي بدورها تؤدي الى استقرار المجتمع ورفاهيته ، وهذا ما بينه اندفاع جماهير كوردستان باتجاه صناديق الاقتراع والتي اختارت بأغلبية من استطاع ان يوفر لها الامن والامان والعيش الرغيد ، كما هو دليل على وفاء واخلاص ووطنية هذه الجماهير وتمسكهم بالمكاسب والمنجزات التي تحققت ، ما يؤكد بان هذا الشعب بمختلف مكوناته الكوردية والعربية والتركمانية والمسيحية وجميع طبقاته الغنية والفقيرة ومستوياته المتعلمة والتي في طور التعليم ، تنظر وتتأمل المستقبل المشرق الناضج للاقليم وهم على يقين بأنهم هم من يصنعون ذلك المستقبل الجميل.

فلاشك ان هذه الانتخابات بينت الوجه الحضاري للمجتمع الكوردستاني كما اظهرت تقدم هذا المجتمع الذي بني على أسس الحرية والديمقراطية، رغم حداثة العملية السياسية والديمقراطية قياسا بفهم الديمقراطية في اوربا وامريكا اللتان حاربتا مئات السنين كي تصل الى ما وصل اليه الاقليم بعقدين من الزمن.

لقد اثبت المجتمع الكوردستاني للعالم من خلال هذه العملية الديمقراطية بأنه شعب واعي محب للسلام والحرية والديمقراطية، وانه صاحب ارادة وطنية راسخة، ينبذ الاختلافات والخلافات ويسعى من خلال وحدة الكلمة والصف الى تنفيذ وانجاز المكاسب المشروعة والمصلحة العليا لكوردستان العراق.

كما اثبت اصحاب القرار “اي من هم في السلطة بالاقليم ” بأن ما يهمهم اكثر هو نجاح الانتخابات وشفافيتها ونزاهتها اكثر من همهم لفوزهم وما كانت مقولة السيد الرئيس مسعود بارزاني قبل بدء التصويت الا دليلا قاطعا على اهمية نجاح الانتخابات عندما قال ” ليس المهم من يفوز في انتخابات برلمان كوردستان، بل المهم أن تسير العملية الانتخابية بشكل ناجح وأن تخطو الديمقراطية في كوردستان خطوة أخرى ناجحة الى الأمام” .

وهذا ما يعتبر تحولا حقيقيا بالديمقراطية من نظرية منسوخة على ورق كي تدرس وتعلم وينادى بها الى ثقافة عامة في ممارسة حقيقية وواقعية من قبل الحكومة والشعب على حد سواء ، وبقبول للنتائج واحترامها مهما كانت.

في الختام لا يسعنا الا ان نبتهل من الباري عز وجل ان يحفظ كوردستان واهلها ويحقق لها الامن والسلام والرقي والازدهار ، وهذا هو العهد الذي عاهدنا به شهداء الحركة التحررية الكوردستانية الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل كوردستان ، وفي مقدمتهم البارزاني الخالد والفقيد ادريس .

 

بقلم عصمت رجب

You may also like...

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *