دورُنا في انتخاب بطريركِنا

لقد تطرَّقَ الكثيرُ من الإخوة الكتاب على موضوع انتخاب بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، ولهم كامل الحقِّ في إبداء رأيهم، ولكن كنت أتمنى على البعض منهم الإبتعاد عن تسليط الضوء على مطران مُعيَّن وكأننا في صدد انتخاب رئيس مدني، دون أن ينتبهوا بأن الكنيسة مؤسسة إلهية أعضاؤها من البشر وهم محكومون بقوانين وتشريعات تنظم مسار الكنيسة في رعاية أبنائها روحياً وأدبياً واجتماعياً!

أيها الإخوان هنالك إجراءات تنظيمية خاصة لإنتخاب بطريرك جديد ينصُّ عليها القانون الكنسي في الفصل الأول/ الباب الرابع، إذ بعد اداء الآباء الرياضة الروحية التي عن طريقها يستلهمون الروح القدس لإرشادهم الى اختيار الأمثل والأصلح بينهم لهذا المنصب الرئاسي الرفيع، فيبدأ التصويت والحاصل على العدد القانوني من الأصوات يُعلَن عن فوزه بالمنصب البطريركي، وقد يستغرق الحسم يوماً أويومَين.

إن خمسة أيام تفصلنا عن موعد انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وبعد أن أعربنا عن توقعاتنا وصرفنا الوقت في تحليلاتنا، فلنتوجه الآن بالصلاة والتذرع الى مؤسس الكنيسة غير المنظور المسيح الرب مُلتمسين حنانه غير المحدود ليرعى كنيستنا الكلدانية ويشمل آباءَها المجتمعين لإنتخاب بطريرك جديد لها، وسائلينه أن يُسل إليهم روحه القدوس ليُفيض عليهم النعمة والحكمة ليتحرَّروا بمعرفة الحق، تاركين جانباً الأهواء البشرية من ميول وانتماءات، ويُصَوِّبوا أنظارهم إليك وحدك، أنت القائل “لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً بمعزل عني! وإن لا يبني الرب البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون”.

أيها المسيح الرب لقد ملأتنا رجاءً بقولك “لا تخافوا فأنا معكم كُلَّ الأيام الى انقضاء الدهر” ساعد آباء كنيستنا ليختاروا راعياً صالحاً وقائداً قديراً ليقود سفينة الكنيسة الكلدانية كنيسة الرسل والشهداء والمعترفين وسط بحر هذا العالَم الراهن الهائج، إنها الآن على مفترق الطرق، اختر لها يارب ربّاناً حكيماً شجاعاً ليوصلها الى بَرِّ الأمان. إمنح رُعاتها روحاً جديداً واجعله متجدِّداً دوماً! إننا بانتظار موهبتك أيها الراعي الصالح القدوس أن تهبنا راعياً صالحاً على مثالك يكون مؤهَّلاً لمواكبة المرحلة المصيرية التي تمر بها الكنيسة وشعبها المؤمن، أبعِده وإخوته أحبار الكنيسة عن الإغراء المادي المفسد، الولاء القروي والعشائري المقيت، المصلحة الشخصية التي تشوبها الأنانية الذاتية، إمنحهم الشجاعة ليدافعوا عن حقوق شعبهم المهضومة مستخدمين العقل والحكمة!

وبصراحةٍ تامة أنا بالذات لا يهمني مَن سيُنتخب بطريركاً جديداً كشخص، وإنما المهم عندي هو المُمَيَّزات المتوفرة فيه بقدر أفضل من إخوته الأساقفة الآخرين، وهذا التفاضل ليس بالأمر الجديد إذ يفرضه الواقع البشري. وكم أتمنى أن تجري عملية الإنتخاب بروح ربانية ملهمة، وكنيستنا ليست بأقل مِن الكنيستين المارونية الكاثوليكية والروم الأرثوذكس، اللتين انتخبتا بطريركيهما بسرعةٍ قصوى وبإجماع آباء سينودسيهما، فاليكم سقتُ هذين النموذجين يا آباءَ سينودس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية راجياً أن يكون إجراؤكم سريعا وملهماً !!

الشماس د. كوركيس مردو

في 23 / 1 / 2013

 

 

 

You may also like...

2 Responses

  1. الفصل الأول
    انتخاب البطاركة
    ق. 63
    يُنتَخَب البطريرك على وجه شرعيّ في سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية.
    ق. 64
    يـجـب أن يحدِّد الشَرع الخاص ما يـلزم لكي يـكونَ الشـخصُ جديرا بالرتبة البطريركية مع عدم الإخلال في كل الأحوال بأحكام القانون 180.
    ق. 65
    البند 1 – يجب انعـقاد سينودس أساقـفة الكنيسـة البطريركية في المقرّ البطريركي، أو في مكان آخر يعيّنه مدبّر الكنيسة البطريركية، برضى السينودس الدائم.
    البند 2 – يجــب انـعقاد سينودس أســاقـفـة الـكـنيسة البطريركية في غضون شهر من شغور الكرسي البطريركي، مع سَرَيان الشرع الخاص إذا قرّر مدة أطول، أقصاها شهران.
    ق. 66
    البند 1 – لدى انتخاب البطريرك، يتمتـّع جميعُ أعـضاء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية دون سواهم، بالحق في أن يَنتَخبوا.
    البند 2 – يـُحظر على كلّ من ليس من أعضاء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية، أن يحضر في القاعة لانتخاب البطريرك، ما عدا الإكليريكيّين الذين يُتَّخَذون كفارِزِي الأصوات أو كاتب أعمال السينودس، وفقًا للقانون 71 بند 1.
    البند 3 – لا يجوز لأحد التدخّل كيفما كان في انتخاب البطريرك، سواء كان قبل أو في أثناء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية.
    ق. 67
    لدى انتخاب البطريرك يـجـب الـعـمل بالقوانين 947 – 957 وتُرذل كل عادة مخالفة، ما لم يقرّر الشرع العام غير ذلك.
    ق. 68
    البند 1 – على جمـيع الأساقفة المدعوين على وجه شرعي واجب جسيم في حضور الانتخاب.
    البند 2 – إذا رأى أحد الأسـاقفة أنّ هناك عائقا صوابيّا يقيّده، عليه أن يُطلع سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية على أسباب تغيّبه كتابة ً، وللأساقفة الحاضرين في المكان المعيّن عند بدء جلسات السينودس الحكم على شرعيّة العائق.
    ق. 69
    متى تمّت الدعوة على وجه قانوني، إذا حضر إلى المكان المعيّن ثلثا الأساقفة الواجب عليهم حضور سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية، بعد حذف الذين يقيّدهم عائق مشروع، تُعلن قانونية السينودس ويمكن الشروع في الانتخاب.
    ق. 70
    يرئس سينودس أسـاقفة الكنيسـة البطريركية لانتخاب البطريرك – ما لم يقرّر الشرع الخاص غير ذلك – مَن مِن الحاضرين يـُنتخب في الجلسة الأولى، وقبل ذلك يحتفظ بالرئاسة مدبّر الكنيسة البطريركية.
    ق. 71
    البند 1 – يمكن اتّـخاذ فارزي الأصوات وكاتب الأعمال وفقًا للشرع الخاص حّتى من بين الكهنة والشمامسة الإنجيليّين.
    البند 2 – على جميع الحاضرين في السـينودس واجب جـسـيم في حفظ السـرّ في ما يتعلّق بالاقتراع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
    ق. 72
    البند 1 – يـُعَدّ منتخبا مَن أحرز ثلثي الأصوات؛ ما لم يقرّر الشرع الخاص أنّه، بعد عدد ملائم من الاقتراعات لا يقلّ عن ثلاث مرات، تكفي الأغلبيّة المطلقة من الأصوات، و يتمّ الانتخاب وفقًا للقانون 183 البندين 3 و4.
    البند 2 – إن لم يتمّ الانتخاب في غضون خمسة عشر يومًا منذ بدء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية، يُحال الأمر إلى الحبر الروماني.
    ق. 73
    إذا كان المنتخَب على أقلّ تقدير أسـقفا معلَنا على وجه شرعي، فعلى الرئيس، باسم سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية بأسره، أن يُبْلّغ الانتخاب إلى المنتخـَب فورًا، أمّا إذا كان الرئيس نفسه هو المنتخَب، [فيبلـّغه] الأسقف الأقدم في الرسامة الأسقفية، وذلك حسب الصيغة والشكل المألوفَين في كنيسته البطريركية؛ وإذا لم يكن المنتخـَب أسقفًا معلَنًا على وجه شرعي، فيجب على الذين اطّلعوا كيفما كان على نتيجة الانتخاب أن يحفظوا السرّ حتى تجاه المنتخـَب، ويُوقَف سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية، ولا يتمّ التبليغ إلاّ بعد تنفيذ كل ما تقتضيه القوانين المتعلقّة بالإعلان الأسقفي.
    ق. 74
    يجب على المنتخَب، في غضون يومين من الزمن المتاح يُحسـبان منذ التبليغ، أن يعلن إن كان يقبل الانتخاب؛ أمّا إذا لم يقبل أو لم يُجب في غضون اليومين، فيفقد كل حقّ اكتسبه من الانتخاب.
    ق. 75
    إذا قَبِلَ المنتخَب و كان أسقفًا مرسوما، فليُبَاشِر سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية في إعلانه وتنصيبه كبطريرك، حسب مراسيم الكتب الطقسية؛ أمّا إذا لم يكن المنتخب أسقفًا مرسوما، فلا يمكن أن يتمّ التنصيب على وجه صحيح قبل أنْ ينال المنتخَب الرسامة الأسقفية.
    ق. 76
    البند 1 – على سينودس أسـاقفة الكنيسة البطريركية أن يُعلم بكتاب سينودسي في أقرب وقت الحبر الروماني بالانتخاب والتنصيب وإتمامهما على وجه قانوني، وبما ادّاه البطريرك الجديد أمام السينودس من اعتراف بالإيمان والوعد بإتمام الوظيفة بأمانة، حسب الصِيَغ المعتمدة؛ كما يجب أن يُرسَل كتاب سينودسي عمّا جرى من انتخاب إلى بطاركة الكنائس الشرقية الأخرى.
    البند 2 – يجب على البطريرك الجديد أن يلتـمـس من الحبر الروماني في أقرب وقت الشركة الكنسية بكتاب موقَّعَ بخط يده.
    ق. 77
    البند 1 – البـطريرك المنتـخَب على وجه قانوني لا يمارس [مهمّة] منصبه على وجه صحيح، إلا منذ التنصيب الذي به يَتَسلَّم منصبه بكامل الحقوق.
    البند 2 – لا يدعُ البـطريرك سينودس أسـاقفة الكنيسـة البطريركية [ إلى الانعقاد]، ولا يَرسمْ أساقفة، قبل تلقّي الشركة الكنسية من الحبر الروماني.

  2. حبذا تو تكرم احد المتضلعين وشرح لنا الية اختىار البطريرك في الوقت الحاضر وله الشكر الجزيل مقدما

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *